لو ألقينا نظرة خاطفة على مصادر التاريخ وبخاصة تاريخ الاديان لادركنا بجلاء أن الايمان بالمهدوية لم يكن ابداً من مختصات عقائد الشيعة الامامية... بل ليس ذلك من مختصات المسلمين دون غيرهم... وأن اليهود والنصارى يعتقدون بمصلح منتظر في آخر الزمان هو ايليا عند اليهود وعيسى بن مريم عند المسيحين، كما ان المسلمين على اختلاف مذاهبهم كذلك حيث ذهب الشيعة الاثني عشرية والكيسانية والاسماعيلية الى الايمان بالمهدي، والتصريح بكونه من ضروريات المذهب، وذهب السنيون الى مثل ذلك... وهكذا تلتقي الديانات السماوية الثلاث في الايمان بالفكرة، ثم هكذا يلتقي الشيعة مع سائر اخوانهم... ويعتقدون في المهدي ما يرويه الدكتور احمد امين من راي السنيين به من: (أنه من اشراط الساعة وأنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين ويظهر العدل... ويسمى المهدي)(المهدي والمهدوية ـ أحمد أمين: 110)، وكما قال عبد العزيز ابن باز: (امر المهدي امر معلوم والاحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة فهي بحق، تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق).(مجلة الجامعة الاسلامية، عدد 3 ص161 ـ 162) وهنا يظهر ان الفكرة (فكرة المهدي) في ذاتها صحيحة كما يقول الكاتب المصري المعاصر عبد الحسيب طه حميدة.(ادب الشيعة: 101) و (آل ياسين ـ اصول الدين: 367 ـ 369).
13 ـ فكرة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
- الزيارات: 840