• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الادلة على امامته (عليه السلام)

... الادلة ما قدمناه من وجوب وجود امام معصوم مقطوع على عصمته في كل عصر... وبطلان امامة كلّ من يُدّعى له الامامة في عصرنا هذا سوى صاحبنا... المدعون لبقاء واحد من سلفه المعصومين قد انقرضوا فلا يوجد منهم... لحصول العلم بموت اولئك السادة المعصومين وثبوت ان الحق... هو الدليل من حيث الاعتبار العقلي ومن طريق السمع فالتنصيص عليه من جهة... ومن آبائه عليهم السلام على ما تواترت به الشيعة... ويؤيد هذه الادلة ويؤكدها ما يرويه مخالفو الشيعة في نعوت المهدي وصفاته، والرواية الظاهرة المستفيضة...(لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي يواطىء اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).(الرازي ـ المنقذ 2: 401 ـ 402).
1 ـ الدليل العقلي على الامامة عموماً
الغرض في الامامة المنفردة عن النبوة ما بينا من حصول اللطف بها، وعموم الاستصلاح لكلّ مكلّف يجوز منه فعل القبيح، ويجوز اختصاص هذه الرئاسة بهذا اللطف، ويجب له نصبه الرئيس ذي الصفات التي بينا وجوب ثأثير ثبوتها وانتفائها في الاستصلاح للكلّ والاستفساد، ويجوز أن يكون الرئيس الملطوف للخلق بوجوده مؤدياً عن نبي ومنفذاً لشرعه، أو نائباً في ذلك عن امام مثله ويعلم كونه كذلك بقوله، لانّ قيام البرهان على عصمته يؤمن المكلف كذبه فيما يخبر به، فاذا ثبت كونه مؤدياً فلابد من كونه معصوماً من القبائح للوجوه التي لها كان النبي عليه السلام كذلك، وعالماً بما يؤديه لاستحالة الأداء من دون العلم... وان تعبّد بإقامة حدود وجب كونه ممن لا يواقع ما يستحق به لان ذلك يخرجه عن كونه اماماً، وان تعبد بجهاد وجب كونه اشجع الرعية و... ويجب ان يكون هذه حاله عابداً زاهداً مبرزاً فيهما على كافة الرعية لكونه قدوة فيهما... وهذه الصفات حاصلة للائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الملطوف بوجودهم لامته المحفوظ بهم شرعه المنفذون لملته المتكاملوا الصفات التي بينا وجوب كون الرئيس والحافظ عليها: امير المؤمنين علي بن ابي طالب... ثم الحجة بن الحسن صلوات الله عليهم اجمعين لا امامة في الملة لغيرهم، ولا طريق إلى جملة الشريعة من غير جهتهم.
والدلالة على ذلك ما بيناه من وجوب الصفات للرئيس العقلي، والحافظ للتكليف الشرعي، وفقد دلالة ثبوتها لمن عدالهم او دعوى بها فيمن سواهم من ادعى الامامة... وفساد خلو الزمان من امام لكون ذلك مفسدة لا يحسن التكليف معها... ولانه لا احد قطع على ثبوت هذه الصفات المدلول على وجوب حصولها للامام الاّ خصّها بمن عيناه من الأئمة عليهم السلام...(ابو الصلاح الحلبي، تقريب المعارف: 170 ـ 171).
2 ـ الادلة العامة
اعلم ان الوصول إلى الكمال والتمام لا يحصل الا بالنظام، وذلك لا يتم الا بوجود الامام، فوجوده مقرب إلى الطريق المفضي إلى الكمال، ويأمر بالعدل وينهى عن الفحشاء والمنكر فلابد من وجوده ما دام التكليف باقياً، ويجب أن يؤمن عليه مثل ما يؤمن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التغيير والتبديل فيكون معصوماً، ويجب أن يكون اعلم اهل زمانه فيما يتعلق بالمصالح الدينية والدنيوية... واذا ثبت هذا فالامام على هذه الصفات بعد نبينا بلا واسطة امير المؤمنين عليه السلام... وبعده لأولاده إلى الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه الشريف، والدليل على امامته نص النبي عليه ونص آبائه وقولهم حجة، ودليل وجوده على الجملة هو ما دل على أن الزمان مع بقاء التكليف لا يجوز أن يخلو من امام معصوم هو اعلم اهل زمانه.(محمد بن سعيد الراوندي، عجالة المعرفة: 38 ـ 40).
3 ـ الادلة العامة
قال نصير الدين: (والنقل المتواتر دل على الاحد عشر ولوجوب العصمة وانتفائها عن غيرهم ووجود الكمالات فيهم).
اقول: لما بيّن ان الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو علي بن ابي طالب عليه السلام شرع في بيان امامة باقي الائمة الاحد عشر... واستدل على ذلك بوجوه ثلاثة:
الاول: النقل المتواتر من الشيعة خلفاً عن سلف فانه يدل على امامة كل واحد من هؤلاء بالتنصيص، وقد نقل المخالفون ذلك من طرق متعددة تارة على الاجمال واخرى على التفصيل، كما روي عنه متواتراً انه قال للحسين عليه السلام (هذا ابني امام ابن امام اخو امام ابو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم) وغير ذلك من الاخبار، وروى المخالف عن مسروق قال: (بينا نحن عند عبد الله بن مسعود اذ دخل علينا شاب وقال: هل عهد اليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: انك لحدث السن، وان هذا ما سألني احد عنه، نعم عهد الينا نبينا ان يكون بعده اثني عشر خليفة عدد نقباء بني اسرائيل.
الوجه الثاني: قد بينا ان الامام يجب ان يكون معصوماً، وغير هؤلاء ليسوا بمعصومين اجماعاً، فتعينت العصمة لهم، والالزم خلو الزمان من المعصوم وقد بينا استحالته.
الوجه الثالث: ان الكمالات النفسانية والبدنية بأجمعها موجودة في كل واحد منهم، كما هو كامل في نفسه كذا هو مكمل لغيره، وذلك يدل على استحقاقه الرئاسة العامة، لانه افضل من كل احد في زمانه، ويقبح عقلاً تقديم المفضول على الفاضل، فيجب ان يكون كل واحد منهم اماماً وهذا برهان لمّي.(العلامة الحلي، كشف المراد: 422 ـ 423).
وقال المقداد السيوري في اثبات باقي الائمة:
الاول: النص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمن ذلك قوله للحسين: (هذا ولدي الحسين امام ابن امام...)، ومن ذلك ما رواه جابر في اولى الامر...، ومن ذلك ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في اختيار الائمة...
الثاني: النص المتواتر من كل واحد منهم على لاحقه، وذلك كثير لا يحصى نقله الامامية على اختلاف طبقاتهم.
الثالث: ان الامام يجب ان يكون معصوماً، ولا شيء من غيرهم بمعصوم، فلا شيء من غيرهم بامام.....
الرابع: انهم كانوا افضل من كل واحد من اهل زمانهم، وذلك معلوم في كتب السير والتواريخ فيكونوا أئمة لقبح تقديم المفضول على الفاضل.
الخامس: ان كل واحد منهم ادعى الامامة وظهر المعجزة على يده فيكون اماماً.(مقداد السيوري، شرح الباب الحادي عشر: 51 ـ 52، وانظر ارشاد الطالبين له ايضاً: 374 ـ 377 وايضاً الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد: 95 ـ 96، وانظر زاد المسافر لابن ابي جمهور: 54 ـ 55).
4 ـ الادلة العامة
تثبت امامة باقي الائمة بنص كل امام سابق على امامة لاحقه... وذلك لما ثبت بالتواتر ان امير المؤمنين عليه السلام وصى ولده الحسن، واشهد على وصيته الحسين ومحمداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته، ثم دفع اليه الكتاب والسلاح وقال له: يا بني امرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان اوصى اليك كتابي وسلاحي كما اوصى اليّ ودفع اليّ كتابه وسلاحه، وامرني ان آمرك اذا حضر الموت ان تدفعها إلى اخيك الحسين، ثم اقبل على الحسين وقال: امرك رسول الله ان تدفع إلى ابنك هذا... وهكذا نص كل سابق على اللاحق بالخلافة والامامة نصاً متواتراً.
وايضاً ثبت امامة الائمة... بالنص المتواتر من النبي والأفضلية والعصمة.
اما النص المتواتر من النبي على امامة هؤلاء الائمة فكقوله لابي عبد الله الحسين: (هذا امام ابن امام...)، وكحديث جابر عن عبد الله في تفسير (اولى الامر) بأنّ اولهم عليّ وآخرهم الحجة، وكما روى عن ابن عباس أنّه قال رسول الله: (خلفائي واوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثني عشر اولهم اخي واخرهم ولدي، قيل يا رسول الله من اخوك؟ قال: عليّ بن ابي طالب، قيل: من ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً...، وقال ايضاً: (انّ الله اختار... من الحسين الاوصياء وهم تسعة من ولده ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين...) وكما قال لجندل اليهودي بعد ما اسلم: (اوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل اولهم سيد الاوصياء... فاذا انقضت مدة الحسن قام بالامر بعده ابنه الخلف الحجة ويغيب عن الامة) فقال جندل: قد وجدنا ذكرهم في التوراة وقد بشرنا موسى بك وبالاوصياء من ذريتك، فتلا رسول الله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم...). وقال للحسين: (يا حسين يخرج من صلبك تسعة من الائمة منهم مهدي هذه الامة...) وكما روى من طريق المخالفين عن مسروق انه قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود اذ يقول لنا شاب: (هل عهد اليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة، فقال:... عهد الينا نبينا ان يكون بعده اثني عشر خليفة عدد نقباء بني اسرائيل) إلى غير ذلك من الاخبار المسطورة المشهورة عند الموافق والمخالف والنصوص المذكورة وان لم يكن بعضها متواتراً، لكن القدر المشترك منها هو امامة الائمة الاحد عشر، وقد بلغ حدّ التواتر عند أهل الحق....
واما الافضلية فلما ثبت ان كل واحد من هؤلاء الائمة المعصومون كان افضل اهل زمانه في الكمالات العلمية والعملية... والافضل هو المتعين للامامة لامتناع خلو الزمان عن الامام وقبح تقديم المفضول على الفاضل.
واما العصمة فلان الامام يجب أن يكون معصوماً، ولم يكن احد غير الائمة المعصومين معصوماً، فبقيت الامامة لهم لامتناع خلو الزمان عن الامام....
ولك ان تجعل ادلة امامة امير المؤمنين عليه السلام جميعاً ادلة على امامة باقي الائمة بناء على تنصيصه بامامتهم قطعاً كما انّ ادلة النبوة ادلة على الامامة مطلقاً.....(ابن مخدوم، شرح الباب الحادي عشر: 201 ـ 205).
5 ـ الادلة العامة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها وقع في النار) او (هلك). وذلك يفيد عصمة المرادين، لانه لا يمكن القطع على نجاة المتبع مع تجويز الخطأ على المتبع، وعصمة المذكورين تفيد توجه الخطاب إلى من عيناه وتوجب امامتهم على الوجه الذي بيناه.(ابو الصلاح ـ تقريب المعارف: 181).
6 ـ الادلة العامة
نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على انّ الأئمة من بعده اثنا عشر عليهم السلام كقوله عليه السلام للحسين:انت امام ابن امام اخو امام ابو ائمة حجج تسع تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم. وقوله عليه السلام: عدد الأئمة من بعدي عدد نقباء موسى،... وثبوت النص منه عليه السلام على هذا العدد المخصوص ينوب مناب نصّه على اعيان ائمتنا عليهم السلام، لانه لا أحد قال بهذا في نفسه غيرهم وشيعتهم لهم فوجب له القطع على امامتهم.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 182).
... فاذا ثبت العدد فالأمة بين قائلين: قائل يقول بالاثني عشر، فهو يقطع على انهم هؤلاء بأعيانهم، ومن لم يقل بامامتهم لم يقصرها على عدد مخصوص، فاذا ثبت العدد بما رووه ثبت الأعيان بهذا الاعتبار.(الطوسي، الاقتصاد: 372).
اعلم ان الامامة ثابتة بعد امامة امير المؤمنين عليه السلام في أبنائه من الحسن إلى محمد بن الحسن المهدي عليهم السلام، ويدل على ذلك ما قلناه من الطريقة العقلية في امامة امير المؤمنين عليه السلام، على ان الزمان لا يخلو من امام معصوم، وان الحق لا يخرج عن امة الاسلام، ولا كان من قال بامامته مقطوعاً على عصمته وهم كل من خالف الشيعة... ويدل ايضاً على امامة من ذكرناه تواتر الامامية بالنص عليهم بالامامة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن امير المؤمنين عليه السلام، والتعيين لهم بالعدد والأسماء والالقاب وصفة غيبة الثاني عشر، وبالنص من كل امام منهم على الذي يليه، ويدل ايضاً على جهة الجملة على ان الامامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ثابتة لامير المؤنين عليه السلام قوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم) النساء: 59...
واذا ثبت توجه الاية اليهم مع اقتضائها للعصمة وعموم الطاعة ثبت امامتهم بالاجماع، لانّ احداً من الامة لم يفرق بين الامرين، ويدل ايضاً على امامتهم قوله تعالى: (ولو ردّوه إلى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء: 83. واذا ثبت اقتضاء الاية للعصمة ثبت تخصصها بأمير المؤمنين وابنائه عليهم السلام، لان كل من قال بأحد الامرين قال بالاخر، ولانه لا احد ادعيت هذه الصفة له غيرهم، فيجب القطع على امامتهم بالاجماع، ويدل ايضاً على ذلك ما اتفق على صحته من قوله (انّي مخلف فيكم الثقلين...)... ويدل ايضاً على ذلك ما اجمع على ثبوته من قوله: (مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح...).(ابن زهرة، غنية النزوع 2: 210 ـ 215).
7 ـ الدليل القرآني
قال تعالى: (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم) فصلت: 53.
ولم يقع مقتضاها لاستمرار الشرك إلى الان في اكثر البلدان، ولكنه سيقع بالمهدي ان شاء الله في آخر الزمان، كما اخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن كعب: ينزل عيسى من السماء فتأتيه اليهود والنصارى ويقولون: نحن اصحابك فيقول كذبتم اصحابي المهاجرون بقية اصحاب الملحمة، فيأتي مجمع المسلمين فيجد خليفتهم يصلّي بهم فيقول: يا مسيح صلّ بنا فيقول: بل صلّ انت بأصحابك انما بعثت وزيراً ولم اُبعث أميراً....(البياضي، الصراط المستقيم 3: 92).
8 ـ المهدي في القرآن والرجعة
قال تعالى: (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) القصص: 5،6. فقد ورد انّ المستضعفين آل محمد وفرعون وهامان الشيخان المتقدمان).
إن قيل: الاية ظاهرة في بني اسرائيل، قلنا: ظاهر (نرى) وأخواتها تدلّ على الاستقبال، ويؤيّده ما في ذلك من الاخبار، وقد ورد فيها رجوع الائمة الأطهار.
ان قيل: فعلى هذا يكون عليّ عليه السلام في دولته وهو افضل منه، قلنا: قد قيل انّ التكليف سقط عنهم وانما يحييهم الله ليريهم ما وعدهم، وبهذا يسقط ما خيلوا به من جواز رجوع معاوية وابن ملجم وشمر ويزيد وغيرهم فيطيعون الإمام فينقلبون من العقاب إلى الثواب، وهو ينقض مذهبكم من انهم ينشرون لمعاقبتهم والنكاية فيهم.
قلنا مع ما سلف: لما ورد السمع بخلودهم في النيران، وتبرأ الأئمة منهم، ولعنهم إلى آخر الزمان، قطعنا بانهم لا يختارون الايمان كما أخبر الله بتخليد قوم وقال فيهم: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) الانعام: 28. ولانه اذا انشرهم للانتقام لم تقبل توبتهم لو وقعت لكونها إلجاء كما لو وقعت في الاخرة قال الله لابليس: (الان وقد عصيت) يونس: 91. وآمن فرعون عند الغرق فلم يقبل منه، وقد تظافرت عن الائمة بمنع التوبة بعد خروج المهدي، وفسّروا على ذلك قوله تعالى: (يوم يأتي بعض ايات ربك لا تنفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل) الانعام:28.(البياضي، الصراط المستقيم 2: 252).
9 ـ الدليل القرآني
قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض...) النور:55. تعتقد الشيعة خلفاً عن سلف انها في المهدي عليه السلام، وذكروا ذلك في التفاسير، وعوّلوا عليه بالدليل والحجج من وجوه: قال تعالى: (وعد الله) والوعد باتفاق اهل الوضع خلاف النقد، فالوعد يدلّ على عدم وجود الموعود، ولا امام غائباً في الامة غير المهدي....
قال تعالى: (الذين آمنوا) ان لفظ المؤمن يطلق على الشيعة اكثر من غيرها، لانّ اصحاب ابي حنيفة يسمون بالموحدين، واصحاب الشافعي بالسنيين، والشيعة بالمؤمنين؟ ثم قال: (عملوا الصالحات) أي المؤمن الذي يعمل الصالحات فيخرج المجبرة الذين ينسبون العمل إلى الله تعالى.
ثم قال تعالى: (ليستخلفنهم في الارض)، فالشيعة احالت الخلافة إلى النص من الله تعالى، واهل السنة جعلتها بالاختيار وكونها من الفروع.
قال تعالى: (في الارض) وهي جنس تعم جميع الارض....
قال تعالى: (كما استخلف الذين من قبلهم) أي كآدم وداود وهارون وعليّ، وليس هذا الا عند الشيعة. قال تعالى: (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) وتمكين كسى را وعده دهند كه ممكن نباشد وامروز الا اگر شيعت وامام ايشان نيست كه ممكن نه اند ديگران همه بر سير كار خوداند پس اگر نه مهدى واتباع او باشند آيت بى فايده باشد.
قال تعالى: (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً) اتفاق است كه فريقين ايمن ومرفه اند كه خليفه وسلطان از ايشانند واين طايفه ومهدى عليه السلام خائفند از اعداء وآيت را بضرورت فايده اى بايد.
قال تعالى: (يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) ولم يتحقق هذا لحدّ الان، فلابد أن يكون في آخر الزمان عند خروج المهدي، ونزول عيسى كما ورد في تفاسير الشيعة والسنة، وخروج المهدي ونزول عيسى مجمع عليه عند السنة والشيعة. (القزويني ـ النقض: 268 ـ 270).
... روت الفرقة المحقة انه عند خروج المهدي....(البياضي، الصراط المستقيم 3: 99).
10 ـ الدليل القرآني
قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون) النور: 55. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو لم يبق من الدنيا) يدلان على صحة عصمة الامام الحجة عليه السلام واثبات امامته.(القزويني، النقض: 6).
قال المحدث الارموي في تعليقته على النقض:
لما عُلم قطعاً ان الله تعالى لا يخلف الوعد، وانّ ما وعده للمؤمنين من استخلافهم وتمكين دينهم وتبديل خوفهم أيضاً لم يتحقق لحدّ الان في ايّ زمان، فلابد ان يكون انجاز هذا الوعد في زمن ظهور الامام المهدي عليه السلام، وهذه الاية تشبه الاية الاخرى: (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
... قال الشيخ الطوسي في التبيان بعد ما ابطل اقوال المخالفين حول الاية: (وقال أهل البيت عليهم السلام ان المراد بذلك المهدي عليه السلام لانه يظهر بعد الخوف ويتمكن بعد ان كان مغلوباً).(مجمع البيان 4: 152 ط اسلامية).
وقال الطبرسي في مجمع البيان: (واختلف في الاية فقيل: انها واردة في اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقيل: هي عامة في امة محمد، عن ابن عباس ومجاهد، والمروي عن اهل البيت عليهم السلام انها في المهدي من آل محمد عليهم السلام، وروى العياشي باسناده عن علي بن الحسين عليه السلام انه قرأ الاية وقال: هم والله شيعتنا اهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا، وهو مهدي هذه الامة، وهو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً وروي مثل ذلك عن ابي جعفر، وعن ابي عبد الله عليهما السلام، فعلى هذا يكون المراد (بالذين آمنوا وعملوا الصالحات) النبي وأهل بيته صلوات الرحمن عليهم، وتضمنّت الاية البشارة لهم بالاستخلاف، والتمكين في البلاد، وارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي منهم عليهم السلام، ويكون المراد بقوله (كما استخلف الذين من قبلهم) هو ان جعل الصالح للخلافة خليفة مثل آدم داود وسليمان، ويدل على ذلك قوله: (اني جاعل في الارض خليفة) و (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض) وقوله: (فقد آتينا الى ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكاً عظيماً)، وعلى هذا اجماع العترة الطاهرة، واجماعهم حجة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، وايضاً فان التمكين في الارض على الاطلاق لم يتفق فيما مضى فهو منتظر لانّ الله عزّ اسمه لا يخلف وعده).(تفسير ابو الفتوح 8: 236 ط اسلامية).
وقال ابو الفتوح الرازي: (والقول الاخر ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام بان المراد من هذا الخليفة هو صاحب الامر عليه السلام الذي اخبر النبي بخروجه في آخر الزمان وسماه المهدي، والامة أجمعت على خروجه... والدليل على صحة هذا القول وفساد سائر الاقوال ان الله تعالى وعد وانما يصح الوعد فيما لم يكن، ولو كان المراد زمان النبي فهو متحقق ولم يكن وعداً... وايضاً ان الله تعالى احال الاستخلاف الى نفسه كما احال استخلاف الخلفاء الذين كانوا قبله، وأيضاً تمكين از دين پسنديده بآن حد نيست كه خداى متعالى حكايت كرد وتبديل به أمن هم حاصل نيست برحد انكه از او بازگويند ولم يتحقق ايضاً قوله (يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) فهذا كلّه دليل على فساد من حمل الاية على خلافة الصحابة،... وقال تعالى ايضاً: (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) فلو كان الغرض هو تمكين الدين كما هو الان فانه كان في عهد الصحابة والرسول ايضاً، ولو كان الغرض اكثر من هذا وانه تمكين كلّى كما في قوله تعالى: (ليظهره على الدين كله) فانه غير موجود لا الان ولا في السابق بل يتحقق في اليوم الذي قال فيه الرسول: (يملأ الارض قسطاً وعدلاً...) واما تبديل الخوف أمناً فمن المعلوم انه لم يحصل للعموم الا في بعض المواضع، وقوله: (يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) فمن المعلوم قلّة المسلمين بالنسبة الى الكفار.
فالاية لا تكون الاّ اشارة لخلافة الامام المهدي وامامته وقد بشر الرسول به واجمعت الامة عليه وان اختلفوا في تعيينه، وقد قال الرسول: (لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي يواطىء اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) وهذا ما رواه المخالف والمؤالف ولكن اختلفوا في التعيين، وقال ايضاً لا يحل لاحد ان يجمع بين اسمي وكنيتي الا مهديّ هذه الامة فان له اسمي وكنيتي...).
وذكر المولى فتح الله الكاشاني في تفسير منهج الصادقين كلاماً مفصلاً حول ورود الاية في الامام المهدي، وقال فيما قاله: (ذكر ابو المحاسن الجرجاني في تفسيره {تفسير كازر}: ان الدليل على صحة القول بورودها في الامام الحجة، وفساد قول من قال بان المراد منها الخلفاء الثلاثة مع علي عليه السلام، لان الله تعالى فتح بلاد العرب في زمن ابي بكر، وفتح بعض بلاد العجم في زمن عمر، والدليل على فساد قول من قال بانّ المراد جميع امة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فالدليل هو ان الله وعد بالاستخلاف والتمكين وتبديل الخوف أمناً والوعد انما يصح فيما لم يكن موجوداً الان وسيحدث في المستقبل، ولا يمكن ارادة زمن الخلفاء لانّ خلافتهم كانت باختيار الناس باجماع الامة، ولم تكن من قبل الله تعالى فلا يشملهم قوله (ليستخلفنّهم)، ولم يكن تمكين الدين في زمنهم بحيث وصفه الله تعالى، لان المراد منه غلبة الاسلام على سائر الأديان، ومن المعلوم انّ اكثر العالم حينذاك كان في تصرّف الكفرة، فلا يصدق ايضاً تبديل الخوف امناً بعمومه، واما جميع امة النبي فانهم ايضاً غير متصفين بهذه الصفات فبطل هذا القول ايضاً، فيكون المراد اذاً اهل البيت عليهم السلام حيث خلافتهم بنص الله تعالى بشهادة الاحاديث الصحيحة والاسانيد الوثيقة والدلائل العقلية، فخلافتهم كخلافة آدم وداود وسليمان وهارون في قوله تعالى (اني جاعل في الارض خليفة) و(انا جعلناك خليفة في الارض) وقوله: (فقد آتينا ال ابراهيم الكتاب) وقوله (هارون اخلفني في قومي)، ولما لم يكن التمكين التمام، وذهاب الخوف في الازمنة الماضية، كان اذاً في زمن ظهور صاحب الزمان عليه السلام، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يملأ الارض قسطاً...) وروى المقداد عن الرسول: (لا يبقى على الارض بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله تعالى كلمة الاسلام بعز عزيز وذل ذليل اما أن يعزهم الله فيجعلهم من اهلها وأما أن يذلّهم فيدينون لها)....
فعُلم أنّ الاية في الامام الزمان عليه السلام، وانها تتحقق حينذاك، وهذا من مسلمات مذهب الشيعة، والعقائد الحقّه لطائفة الاثني عشرية....(تعليقات النقض للمحدث الارموي 1: 18 ـ 23).
11 ـ الادلة العامة
قال تعالى: (وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس) البقرة: 143، فأخبر تعالى بكون المذكورين عدولاً ليشهدوا عنده على الخلق، وذلك يقتضي ثبوت هذه الصفة قطعاً لكلّ واحد منهم للاشتراك في الشهادة، ولم تثبت هذه الصفة، ولا ادعيت لغيرهم، فدلت على امامتهم من الوجوه التي ذكرناها.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 180 ـ 181).
12 ـ الادلة العامة
من الادلة ما اتفقت الامة عليه من قوله عليه السلام: اني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا.
فاخبر عليه السلام بوجود قوم من آله مقارنين للكتاب في الوجود والحجة، وذلك يقتضي عصمتهم، ولانه عليه السلام امر بالتمسك بهم، والأمر بذلك يقتضي مصلحتهم لقبح الامر بطاعة من يجوز منه القبح مطلقاً، ولانّه عليه السلام حكم بأمان المتمسك بهم من الضلال، وذلك يوجب كونهم ممن لا يجوز منه الضلال، واذا ثبتت عصمة المذكورين في الخبر ثبت توجه خطابه الى ائمتنا عليهم السلام لعدم ثبوتها لمن عداهم او دعواها له، وذلك يقتضي امامتهم من الوجهين المذكورين.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 181).
13 ـ الادلة العامة على وجوده
قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وذلك يقتضي علم المسؤولين كلّ مسؤول عنه، وعصمتهم فيما يخبرون به، لقبح تكليف الرد دونهما، ولا احد قال بثبوت هذه الصفة لاهل الذكر الاخصّ بها من ذكرناه من الائمة عليهم السلام وقطع بامامتهم.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 179).
14 ـ الادلة العامة
قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة: 119، فأمر باتباع المذكورين، ولم يخص جهة الكون بشيء دون شيء فيجب اتباعهم في كل شيء، وذلك يقتضي عصمتهم لقبح الامر بطاعة الفاسق او من يجوز منه الفسق، ولا احد ثبتت له العصمة ولا ادعيت فيه غيرهم، فيجب القطع على امامتهم واختصاصهم بالصفة الواجبة للامامة، ولانه لا أحد فرّق بين دعوى العصمة لهم والامامة.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 179).
15 ـ الادلة العامة
قال تعالى: (ولو ردّوه الى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء: 83، فأمر سبحانه بالرد الى اُولى الأمر، وقطع على حصول العلم للمستنبط منهم بما جهله، وهذا يقتضي كونهم قِوَمَة بما يرجع اليهم في مأمونين في ادائه، ولا احد ثبتت له هذه الصفة، ولا ادعيت له غيرهم، فيجب القطع على امامتهم من الوجهين المذكورين.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 179 ـ 180).
16 ـ الادلة العامة
قال تعالى: (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجنئا بك على هؤلاء شهيداً) النساء: 41، وقوله: (ويوم نبعث من كل امة شهيداً عليهم من انفسهم) النحل: 89.
فأخبر تعالى بثبوت شهيد على كل امة ـ كالنبي عليه السلام ـ تكون شهادته حجة عليهم، وذلك يقتضي عصمته من وجهين: احدهما ثبوت التساوي بينه وبين النبي عليه السلام في الحجة بالشهادة، والثاني: انه لو جاز منه فعل القبيح الاخلال بالواجب لاحتاج الى شهيد بمقتضى الاية، وذلك يقتضي شهيد الشهيد الى ما لا نهاية له ثبوت شهيد لا شهيد عليه، ولا يكون كذلك الا بالعصمة، ولم تثبت هذه الصفة ولا ادعيت الا لأئمتنا عليهم السلام، فاقتضت امامتهم من الوجه الذي ذكرناه.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 180).
17 ـ الدليل القرآني
قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، هذه الآية تدل على شيئين:
1 ـ انه يجب القتال لارتفاع الفتنة، والاجماع واقع على عموم هذا الخطاب في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والامام بعده على المكلفين كافة، ولا يمكن الا بوجود رئيس قائم مقام النبي بعده، والغرض من القتال المأمور به نفي الفتنة، وكون الامام الذي هو امر بالقتال، ويجب على المكلفين طاعة غير معصوم قد يوجب الفتنة، فمحال ان يكون الامام غير معصوم والا لم يجب اتباعه.
2 ـ ان يكون الدين كله لله، أي لا يبقى كافر ولا مشرك ولا مخالف للحق، وذلك لم يقع في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة، ولابد من وقوعه والا لم يحسن جعله غاية للتكليف، لانه اذا كان ممتنع الحصول او كان دائم السلب لا يحصل جعله غاية للافعال المكلف بها، ولابد وان يكون الأمر بهذا القتال والرئيس فيه، والقائم مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المعصوم والا لزم الفتنة، لان غيره يقع من قتاله الفتنة، فيستحيل من الحكيم ان يجعل غايته نفي الفتنة، لانه من باب جعل غير السبب مكانه وهو من الاغلاط، وذلك هو الامام المهدي عليه السلام لانتفاء هذه التقسيمات في غيرة اجماعاً، وهذه الاية تدل على عصمة الامام، وعلى وجوده وظهوره، وظهور صاحب الزمان صلوات الله عليه.(العلامة الحلي، الالفين: 408).
18 ـ الدليل على المهدي
ان الامامية تعتقد بوجود هذا المصلح، وانه المهدي بن الحسن العسكري ومتولد سنة 256 هـ ولا يزال حياً، والدليل عليه امران، احدهما: الروايات الدالة على خصوص شخصه، وانه ثاني عشر من الائمة، وانه التاسع من ولد الحسين ونحو ذلك، فان مثل هذه الروايات الكثيرة متواترة تدل على وجوده... وهذه الروايات نقلت قبل وجوده وشاعت وكانت محفوظة ومسطورة في الجوامع. وثانيهما ما تواتر عندنا من ولادته واحتجاجه، ولا يجوز ان تنقطع الامامة وتحول في عصر من العصور وان كان الامام مخفياً... مضافاً الى اخبار الامام العسكري عليه السلام بولادته لاصحابه، ورؤية جمع منهم اياه قبل وفاة ابيه كاحمد بن اسحاق وغيره، وظهور المعجزة على يده....(الخرازي، بداية المعارف 2: 138 ـ 142).
19 ـ المهدي
ورد في روايات متواترة وأحاديث متظافرة البشارة بالمهدي عليه السلام، وبانه تكون له غيبة من طرق العامة والخاصة، وقد روى ذلك من العامة البخاري ومسلم وابو داود والترمذي ومؤلف جامع الاصول وغيرهم، وقد ورد في كتب العامة من الروايات في القائم المهدي ما يزيد على مائة وخمسين حديثاً، وفي الكتب المعتبرة والاصول المقررة ما يزيد على ألف حديث.(السيد شبر، حق اليقين 1: 283).
20 ـ الادلة العامة
1 ـ تواتر الشيعة خلفاً عن سلف الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه نص على من يقوم مقامه بعده ثم على من يقوم مقامه بعده، وهكذا الى تمام الاثني عشر، وايضاً فانهم يرون على التواتر ان امير المؤمنين عليه السلام نص على من بعده، وكذا كل امام نص على الذي يليه..
2 ـ ان الزمان لا يخلو من امام، وان الامام لابد من أن يكون معصوماً مقطوعاً على عصمته، وأن يكون منصوصاً عليه، وإن الحق لا يخرج عن الامة...
3 ـ إن الفريقين المختلفين والفرقتين المتباينتين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه نص في علي عليه السلام وفي الائمة من بعد في مثل قوله: (عدد الائمة او الخلفاء من بعدي عدد نقباء بني اسرائيل...)((مسند احمد 1: 398 و 406 و5: 89، وانظر البخاري 1: 101، ومسلم 2: 192، والمستدرك 4: 501)) على اختلاف الروايات في ذلك، وكلّ من اعتبر هذا العدد من الائمة وقصرهم عليه لا زيادة ولا نقصان قطع على انهم ائمتنا عليهم السلام....(راجع الاحقاق 4: 104 ـ 111).
واما الخاص { أي الادلة الخاصة على إمامة الائمة} فالنقل المتواتر بامامة كل واحد واحد ينقله الشيعة مع كثرتهم وتفرقهم في البلاد المتباعدة سلفاً عن خلف عن كل واحد واحد، ولانا نقول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقلاً يوافقنا فيه المخالف ان الائمة بعده اثني عشر خليفة، فنقول: كل من قال بهذه المقالة جعل الامامة لهؤلاء الائمة عليهم السلام، وايضاً المعجزات المنقولة عن كل واحد واحد عليهم السلام مع ادعاء الامامة لنفسه دال على صدقه، وأيضاً ما روي عن النبي من الاخبار التي تبلغ جملتها حد التواتر منها ما رواه سلمان لما قالت فاطمة لابيها اني اخشى الضيعة فقال:... فأنت سيدة النساء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وابناء بعلك اوصيائي الى يوم القيام، والاوصياء بعدي أخي علي والحسن والحسين ثم تسعة من ولد الحسين(الرازي، المنقذ 2: 369 ـ 371) و... (العلامة الحلي، مناهج اليقين: 480 ـ 481).
الدليل على امامة باقي الائمة عليهم السلام:
1 ـ نص السابق على اللاحق.
2 ـ ان كل امام كان اعلم أهل زمانه ـ كما اعترف به الفريقين ـ وكان الناس في حاجة اليهم واستغناؤهم عن الناس، وقال تعالى: (أفمن يهدي الى الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا أن يهدي).
3 ـ روى الشيعة والسنة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اشار الى الحسين عليه السلام، وقال: ابني هذا إمام ابن إمام أخو امام ابو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم.(الوحيد البهبهاني، مقامع الفضل 2: 259).
21 ـ الادلة العامة
لنا في اثبات امامة الائمة ادلة:
احدها: أن نبيّن أنّ كل زمان لابد له من إمام معصوم، ونبطل دعوى العصمة لمن ادعوا له الامامة، فيتعين الامامة لمن ادعيناها نحن له خاصة.
وثانيها: ان ننقل من النص عليه ما روته الامامية، ونقلته نقلاً متواتراً من كل امام على الذي قبله.
وثالثها: ان ننقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الاحاديث المتفق عليها عند الامامية وخصومهم أن الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم اثنا عشر خليفة، ثم نقول: كل من قال بذلك قال بامامة هؤلاء على التعيين والقول بالمنقول، مع ان الامامة في غيرهم خروج عن الاجماع.
ورابعها ان ننقل من المعجزات التي روتها الامامية عن كل واحد من الأئمة ما يدل على اختصاصه بالصدق ثم ننقل عنه دعوى الامامة فيتعين امامته....(المحقق الحلي، المسلك: 272 ـ 275).
قد عرفت ان نصب الرئاسة واجب في كل زمان لكونها لطفاً، وفعل اللطف واجب على الله تعالى، واذا ثبت ذلك وجب القول بوجود الامام في هذا الوقت والا خلا الزمان من الامام وهو محال.(المحقق الحلي، الرسالة الماتعية: 311).
... احدهما نص كل منهم على من بعده، وذلك مما تواترت به اخبار الامامية الاثني عشرية خلفاً عن سلف.
الثاني ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال لابنه الحسين: (ان ابني هذا إمام إبن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم...) وهذا نص صريح في عددهم.
فامّا معرفة عين كل واحد منهم في زمانه فبآيات وبكرامات تظهر على يديه، وتواترت به اخبار خواصهم وشيعتهم، وهي مسطورة في كتب الاثار عن الائمة....(ابن ميثم، قواعد المرام: 190، وانظر النجاة في القيامة للمؤلف: 167 ـ 168).
22 ـ الحاجة إلى الامام
قال القاضي: (... هذا {أي افتاء الفقهاء بما وصل إليه من أئمة} تصريح منكم باستغناء الشيعة بما علمته عن امام الزمان، لانها اذا كانت قد استفادت علم الحوادث عمّن تقدم ظهوره من الأئمة عليهم السلام فأيّ حاجة بها الى هذا الامام؟).
قيل له: انما يجب ما ظننته لو كان ما استفدته من هذه العلوم ووثقت به لا يفتقر الى كون الامام من ورائهم وقد علمنا خلاف ذلك، لانه لولا وجود الامام مع جواز ترك النقل على الشيعة، والعدول عنه لم نأمن أن يكون ما أدوه الينا بعض ما سمعوه، وليس نأمن وقوع ما هو جائز عليهم مما اشرنا إليه الاّ بالقطع على وجود معصوم من ورائهم.(المرتضى، الشافي 1: 173).
فقد بينا إنّا قد عرفنا اكثر الشريعة ببيان من تقدم من آبائه عليهم السلام غير أنه لا نقضي الغنى في الشريعة من الوجه الذي تردد في كلامنا مراراً.(المرتضى، الشافي 1: 186، الطوسي، تلخيص الشافي 1: 122 ـ 123).
23 ـ الادلة العامة
نقل اصحابنا متواتراً النص عليهم بأسمائهم من الرسول عليه السلام يدلّ على امامتهم، وكذلك نقل النص من امام على امام بعده، وكتب الانبياء سالفاً يدل عليهم، وخصومنا في خبر مسروق معترفون بهم، واشتراط العصمة يبطل غيرهم، والا خرج الحق عن الامة قاطبة.(ابراهيم بن نوبخت، الياقوت: 87).
24 ـ دليل فعل الأصلح
انّه قد دلّ العقل والنقل على انّه يجب على الله أن يفعل بعباده ما هو الاصلح لهم، ولا ريب انه لا يتم انتظام امر المعاد والمعاش والدين والدنيا الا بنصب رئيس ومعلم يرشد الناس الى الحق عند اختلافهم وجهلهم ويردهم اليه عند اختصاصهم ومنازعتهم.(شبر، حق اليقين 1: 184).
25 ـ الادلة السمعية على امامته
اما ادلة السمع على امامته فعلى ضروب:
منها: ان كل من أثبت امامة أبيه واجداده الى عليّ عليه السلام قال بامامته في الاحوال التي ذكرناها، وقد دللنا على امامتهم فلحق الفرع بالاصل والمنة لله، ولأنّا نعلم وكل مخالط لآل محمد عليهم السلام وسامع لحديثهم تدينهم بامامة الحجة الثاني عشر عليه السلام، ونصهم على كونه المهدي المستثير لله ولهم من الظالمين، وقد علمنا عصمتهم بالأدلة فوجب القطع على امامة الاثني عشر عليهم السلام خاصة، فما له وجبت امامة الاول من الآيات، والاخبار له وجبت امامة الثاني عشر اذ لا فرق بين الأمرين.
ومنها: النص على امامة الحجة عليه السلام وهو على ضروب ثلاثة: احدها النص من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامير المؤمنين عليه السلام على عدد الأئمة عليهم السلام وأنهم اثنا عشر...، والضرب الثاني من النص نص ابيه عليه بالامامة، وشهادة المقطوع بصدقهم بامامته..، واما الضرب الثالث من النص فهو ما ورد عن آبائه عليهم السلام من النبي وأمير المؤمنين الى ابنه الحسن بن علي بغيبة الحجة قبل وجوده وصفتها قبل مولده ووقوع ذلك مطابقاً للخبر من غير أن يتحرم منه شيء.....(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 416 ـ 433).
26 ـ سند الادلة السمعية وتواترها
وليس لأحد أن يقول: جميع ما ذكرتموه من اخبار النصوص والمعجزات أخبار آحاد، وهي مع ذلك مختصة بنقلكم، وما هذه حاله لا يلزم الحجة به، لانّ هذا القدح دعوى مجردة، ومن تأمّل حال ناقلي هذه الاخبار علمهم متواترين بها على الوجه الذي تواتروا به من نقل النص الجلي، وقد بينا صحة الطريقة فيه، فلنعتمد هاهنا عند الحاجة ومساوٍ لنقل معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن لم يتأمل ذلك واعرض عنه لبعض الصوارف، فالحجة لازمة له ولا عذر له في جهله بما يقتضيه لتمكنه من تحصيل العلم به لو نظر على الوجه الذي يجب عليه، واذا ثبت تواترها لم يقدح فيه اختصاص نقلها بالفرقة الامامية دون غيرها، لانّ المراعي في صحة النقل وقوعه على وجه لا يجوز على ناقليه الكذب سواء كانوا ابراراً أو فجاراً متدينين بما نقلوه او مخالفين فيه.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 438 ـ 439).
والاخبار من طرق الشيعة بالنص عليه، وانه الامام الثاني عشر، وانه ابن الحسن العسكري عليه السلام متواترة بل تزيد على عدد للتواتر، وكلها مقرونة بالاعجاز، لان كل واحد من آبائه الكرام اخبر بترتيب امامتهم الى الثاني عشر وبخفاء ولادته وغيبته الكبرى والصغرى على انّه قد رآه جملة كثيرة من اوليائه وشيعته واستفادوا منه.(السيد شبر، حق اليقين 1: 284).
27 ـ نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم
والدليل على امامته نص النبي عليه....(محمد بن سعيد الراوندي، عجالة المعرفة: 40).
نقلت الشيعة نقلاً متواتراً نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كل واحد واحد منهم باسمه ونسبه وذلك كثير مشهور....(المقداد السيوري، ارشاد الطالبين: 375).
28 ـ نص آبائه عليه
أورد ابو الصلاح عدة احاديث حول الامام المهدي عليه السلام وغيبته...(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 428 ـ 433).
والدليل على امامته نص النبي عليه ونص آبائه وقولهم حجة.(محمد بن سعيد الراوندي، عجالة المعرفة: 40 وانظر العلامة الحلي، الباب الحادي عشر: 50 ـ 51).
نقلت الشيعة... خلفاً عن سلف نقلاً متواتراً النص من كل واحد منهم على لاحقه، فيكون كل واحد منهم اماماً.(مقداد السيوري، ارشاد الطالبي: 377).
وقد تواتر النص عليه من النبي وآبائه عليهم السلام.(السبحاني، الملل والنحل 6: 519).
29 ـ نص ابيه عليه
أورد ابو الصلاح عدة احاديث عن الامام العسكري عليه السلام حول الامام المهدي عليه السلام وانه أراه لشيعته، فراجع.(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 426، 427).
... ونص الحسن على ولده الخلف الصالح صلوات الله عليهم اجمعين، وجعل الحسن وكيله ابا محمد عثمان بن سعيد العمري الوسيط بينه وبين شيعته في حياته، فلما أدركته الوفاة أمره عليه السلام فجمع شيعته وأخبرهم أنّ ولده الخلف صاحب الامر بعده، وأن ابا محمد عثمان بن سعيد العمري وكيله وهو بابه....(السد آبادي، المقنع: 146، وانظر المنقذ للرازي 2: 391).
ان ذلك معلوم من نص ابيه، وان الاثني عشرية ينقلون خلفاً عن سلف ان الحسن عليه السلام اظهره ونص عليه، ولم يخرج من الدنيا حتى اكمل الله عقله وعلمه الحكمة وفصل الخطاب...(ابن ميثم، النجاة في القيامة: 207 وايضاً: 167).
... قال قوم: أنه {أي العسكري عليه السلام} مات واوصى بالامامة الى ولده محمد عليه السلام وهو القائم المنتظر....(العلامة الحلي، مناهج اليقين: 460).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page