• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المسألة التاسعة:زعمه أن مراسم احترام قبر النبي صلى الله عليه وآله بدعة !

المسألة التاسعة:زعمه أن مراسم احترام قبر النبي صلى الله عليه وآله  بدعة !

   أفتى البدير بأن التوجه من داخل المسجد الى قبر النبي صلى الله عليه وآله وزيارته ، حرام ومعصية ، وحرَّم أنواعاً من الآداب والإحترام يؤديها الحجاج والزوار لقبر نبيهم صلى الله عليه وآله  ! قال:( المخالفة السابعة: التوجه إلى قبره الشريف من كل نواحي المسجد ، واستقباله له كلما دخل المسجد ، أو كلما فرغ من الصلاة ، ووضع اليدين على الجنبين وتنكيس الرؤوس والأذقان أثناء السلام عليه في تلك الحال .
وهذه من البدع المنتشره والمخالفات المشتهرة ، فاتقوا الله عباد الله واحذروا سائر البدع والمخالفات واحذروا الهوى والتقليد الأعمى، وليكن أمركم على بينة وهدى . قال جل وعلا:(أفمن كان علىبينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم).
وكذلك زعم البدير أن إرسال السلام مع أحد الى النبي صلى الله عليه وآله حرام وبدعة! قال: ( المخالفة الخامسة: إرسال من عجز عن الوصول الى المدينة سلامه لرسول الله (ص) مع بعض الزوار ، وقيام بعضهم بتبليغ هذا السلام ، فهذا فعل مبتدع ، وأمر مخترع . فيا مرسل السلام ، ويا مبلغه: كفَّ عن ذلك ، فقد كفيتكما بقوله (ص): صلوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم . وبقوله صلى الله عليه وآله : إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام . أخرجه أحمد ) .
الجواب:
ليس لفتاواهم قيمة علمية لأنها تحكماتٌ بغير دليل !
   من شروط الفقيه أن يكون متقياً يخاف الله تعالى فلا يستعجل في فتواه ، ولا يتبع الظن والإحتمال ، لأنه بفتواه ينسب حكماً الى الله العظيم عز وجل فلا بد أن يكون مستنده العلم والقطع .
   هذا هو المنهج الصحيح في الإستنباط ، ولافرق بين أن يكون الموضوع تحليل شئ أو تحريمه ، فالتحريم كالتحليل يحتاج الى دليل قطعي!
   ولو سألنا هذا الشيخ: ما دليلك على أن هذه الآداب والمراسم التي يستعملها بعض الحجاج تجاه النبي صلى الله عليه وآله عند قبره الشريف ، حرام ؟!
   إن كنت تفتي بالإعتماد على القرآن والسنة ، فأرنا آيةً أو حديثاً تدل على تحريم ذلك ! وإن كنت تعتمد على حكم العقل ، فأنت إذن تقبل دور العقل الإنساني في استنباط الحكم الشرعي ، فلا تحتكر هذا الحق لعقلك وحدك واقبل دور عقول فقهاء المسلمين في الإستنباط ، واعذر مقلديهم ؟
   وإذا كان عقلك الكبير يرى أن هذه الآداب والمراسم شركٌ بالله تعالى ، أو ذريعةً للشرك ، فإن عقول غيرك ترى أن مراسم احترام النبي صلى الله عليه وآله من لبِّ التوحيد ، ومن أفضل القربات الى الله الواحد الأحد الفرد الصمد !
   ألم يقل الله تعالى للمسلمين:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاتَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاتَشْعُرُونَ . إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) .(الحجرات:2-3) . وقال لهم:(لاتَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ). (سورة النور:63)
   فإذا كان المسلم يعتقد بينه وبين ربه أن حرمة النبي صلى الله عليه وآله ميتاً كحرمته حياً ، فهو يتصرف في مسجده وعند قبره كأن النبي صلى الله عليه وآله أمامه ، فهل يجب عليه أن يترك دليله واعتقاده ، ويعمل بتصورات عقلك بأن النبي صلى الله عليه وآله مات وانتهى !
   إن كنت لاترى ، فاعذر من يرى ! فإن من يعلم حجة على من لايعلم !
ثانياً: ما الذي يضرك من مراسم احترام الحجاج لنبيهم صلى الله عليه وآله ؟!
   ثم ، ما ذا يضرك أن يرسل المسلم سلامه الى نبيه صلى الله عليه وآله مع زائره ؟!
   فهل صار واجب المشايخ أن يفتشوا قلوب الناس وما يحملون وينقل فيها؟! وأن يقسموا السلامات المرسلة الى سلامات يجوز حملها ونقلها ، وسلامات يحرم حملها ونقلها ، لأن ذلك شركٌ بالله العظيم ؟!
   وهل يختلف تجسسكم على قلوب الناس عن التجسس على بيوتهم !
   ثم ، ألست مسلماً تعتقد بأن السلام يبلغ النبي صلى الله عليه وآله  !
   فما هو الفرق بين أن يسلم عليه المسلم عن نفسه ، أو يسلم عليه ويبلغه السلام من غيره ؟
   وبأي فقه صار حمل السلام اليك وإبلاغك إياه حلالاً وأمانةً وإيماناً ، وحمله الى النبي صلى الله عليه وآله وإبلاغه إياه مخالفةً ومعصيةً وشركاً وكفراً ؟
   وهل تدلنا على مسلم واحد من مليار مسلم يصدقك بأنك أنت حيٌّ تسمع وتنفع ، والنبي صلى الله عليه وآله ميتٌ لايسمع ولا ينفع ؟!
   سبحان الله كيف يبلغ الإفراط بأصحابه ، أن تَعْوجَّ سليقتهم ، ويكثر فضولهم !
ثالثاً: من أمثلة ما صنعه الإفراط بأصحابه !
   مَثَلُ ابن تيمية وأتباعه كشخص كان يقف على حافة سطح ، فخاف أن يقع منه ، فأخذ يحتاط ويرجع الى الوراء ، فأفرط في رجوعه حتى وقع من الجهة الأخرى من السطح !
   فقد خافوا أن ينفوا صفات الله تعالى ويعطلوها ، كصفة السميع البصير العليم المتكلم..الخ. فأفرطوا في طريقة إثباتها حت أثبتوا لله تعالى أذناً وعيناً ويداً وفماً ولساناً وأعضاءً كأعضائنا ! حتى يسمع بها ويرى بها ويتكلم! فوقعوا بذلك في التجسيم وقالوا فليكن وليسمونا مجسمة !
وأصروا على ذلك لأن صفات الله بخيالهم لايمكن إثباتها إلا إذا جعلوا ربهم وجوداً مادياً ! وجعلوا خالق كل شئ سبحانه ، ومنه الزمان والمكان ، خاضعاً لقوانين الزمان والمكان !
   وهنا في موضوع زيارة النبي صلى الله عليه وآله والتوسل به ، أرادوا أن يوحدوا الله تعالى ويعبدوه ويدعوه وحده ، ولا يدعو معه غيره ، فتصوروا أن التوسل بالنبي الى الله تعالى دعاء للنبي صلى الله عليه وآله وعبادة له من دون الله تعالى !
   وتخيلوا أن كل مراسم احترامه عبادةٌ له ! فوقعوا من الناحية الأخرى من السطح ، ونقصوا حق نبيهم وأهانوه! وقالوا للمسلمين لاتزوروا النبي صلى الله عليه وآله  ، فإن من مشى خطوة واحدة بنية زيارته فقد أشرك بالله ، ومن توسل به أشرك بالله تعالى ، لأن النبي صلى الله عليه وآله ميت لايسمع الكلام ولا ينفع ، والعصا أنفع منه !!
   وقالوا لهم إن سلمتم عليه مرة ، فلا تكرروها لأن ذلك حرام ، ولا تفعلوا عند قبره شيئاً من الآداب التي أفتى بها أئمة المذاهب ، واستحسنها العقل السليم ، وأجمعت عليها سيرة الأمة من عصر نبيها صلى الله عليه وآله الى اليوم !
   ولو أنهم اعتدلوا في فهم ذات الله تعالى وصفاته ، لنزهوه عن المادة والأعضاء والخضوع لقوانين المادة والمكان والزمان المخلوقة له .
   ولو أنهم اعتدلوا في فهم التوحيد والعبادة ، لفهموا أن التوسل بالنبي وآله  صلى الله عليه وآله ليس عبادة لهم ، بل عبادة لله الواحد الأحد الذي أمرنا أن نتقرب اليه بمودتهم والصلاة عليهم ، وأن نتوسل بهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . (سورة المائدة:35) . 
رابعاً: كما خالفوا إمامهم فقد خالفوا العقل والفطرة السوية !
   أما مخالفتهم للعقل والفطرة البشرية السوية ، فلأنهما تقضيان بأن أنواع المراسم والآداب التي يستعملها الحجاج في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله أمورٌ حسنةٌ لأنها احترامٌ وتعظيمٌ لرسول الله صلى الله عليه وآله  وتوسلٌ به الى ربه ، وهي من أفضل القربات الى الله تعالى، وهي عبادةٌ لله تعالى بتعظيم نبيه والتوسل به ، وليست عبادةً للنبي صلى الله عليه وآله كما يزعم هؤلاء ، ولا يحرم من هذه المراسم إلا ما ورد فيه نهي شرعي ، فليأتوا بآية أو حديث نهى عنها إن كانوا صادقين !
   وأما مخالفتهم للشرع فقد تقدمت فتوى أحمد بن حنبل في جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وآله وأماكنه الشريفة ، وردُّ الذهبي عليهم ووصفه إياهم بالمتنطعين المبتدعين أتباع آراء الخوارج ، وقوله في سير أعلام النبلاء:11/212: (أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية ؟ فقال: لا أرى بذلك بأساً! أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ، ومن البدع ) . انتهى كلام الذهبي .
   وفي تهذيب الأحكام:6/7 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال:(إذا فرغت من الدعاء عند القبر، فأت المنبر فامسحه بيديك وخذ برمانتيه ، وهما السفلاوان فامسح عينيك ووجهك ، فإنه يقال إنه شفاء للعين ، وقم عنده فاحمد الله واثن عليه وسل حاجتك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنة ، والترعة هي الباب ) . انتهى .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page