• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عدة مواضيع في الامام المهدي (عليه السلام)

ورد عن اهل البيت عليهم السلام أن قوله تعالى:
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون) النور: 55، نزل في عترة النبي وذرية الائمة الاطهار عليهم السلام، وتضمنت هذه الاية البشارة لهم بالاستخلاف والتمكن في البلاد، وارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي منهم، فكانوا عليهم السلام هم المؤمنين العاملين الصالحات، بعصمتهم من الزلاّت.
وقد دلّ القرآن على استخلاف العباد الصالحين للارض في آخر الزمان، وان الصالحين يأمنون بعد طول خوفهم من الظالمين المرتكبين في أذاهم فقال الله عزوجل:
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) الانبياء: 105.
وقال تعالى: (وله اسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً واليه يرجعون) آل عمران: 83.
وقال تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلاّ ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً) النساء: 159.
ومثلهم فيما بشرهم الله تعالى به من ذلك ما تضمنه قوله تعالى:
(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون). القصص: 5 ـ 6.
ومما انزله فيهم سوى المثل لهم عليهم السلام قوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور) الحج: 41.(الشيخ المفيد، الافصاح، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 8/100 ـ 102).
الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف (اخبار رسول الله به)
روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الاتفاق من قوله:
(لن تنقضي الايام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي، يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).(الشيخ المفيد، الافصاح، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 8/102).
1 ـ دليل وجوده
الدليل على وجود الامام الحجة هو ان كل زمان لابد فيه من امام معصوم، والا لخلا الزمان من امام معصوم، مع انه لطف واللطف واجب على الله تعالى في كل زمان.(الشيخ المفيد، النكت الاعتقادية، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 10/44).
2 ـ ضرورة وجوده
عن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن الحجة لا تقوم لله على خلقه الا بإمام حي يعرف.(الشيخ المفيد/ الاختصاص، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 12/268. رواه الصفار في بصائر الدرجات ب10 ج10، والحميري في قرب الاسناد والكليني ايضاً في الكافي: 1/ 177، ونقله المجلسي في البحار: 7/7).
عن عمر بن يزيد، عن ابي الحسن الأول عليه السلام قال: سمعته يقول: من مات بغير امام مات ميتة جاهلية، امام حي يعرفه، فقلت: لم اسمع اباك يذكر هذا ـ يعني اماماً حياً ـ فقال: قد والله قال ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من مات وليس له امام يسمع له ويطيع مات ميتة جاهلية.(المصدر السابق: 12/268. نقله المجلسي في البحار: 7/20).
عن محمد بن علي الحلبي قال: قال ابو عبد الله عليه السلام: من مات وليس عليه امام حي ظاهر مات ميتة جاهلية.(المصدر السابق: 12/269، البحار: 7/20).
عن ابي الجارود قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: من مات وليس عليه امام حي ظاهر مات ميتة جاهلية: قال: قلت: امام حيّ جعلت فداك؟ قال: امام حي.(المصدر السابق: 12/296 نقلهما المجلسي في البحار: 7/ 20).
3 ـ صغر سنه عند امامته
من الادلة على جواز الدليل العقلي اذ به ترتفع الاحاله ويدخل تحت القدرة بالنسبة الى صغر سن الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو قوله تعالى في قصة عيسى عليه السلام: (ويكلم الناس في المهد) آل عمران: 46. وفي قصة يحيى عليه السلام: (وآتيناه الحكم صبيا) مريم: 12. وقد اجمع جمهور الشيعة مع سائر من خالفهم على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا علياً وهو صغير السن ولم يدع الصبيان غيره وباهل بالحسن والحسين عليهم السلام وهما طفلان ولم ير مباهل قبله ولا بعده باهل بالاطفال.(السيد المرتضى، الفصول المختارة من العيون والمحاسن، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 2/319، وراجع ص 316. الشيخ المفيد/ الارشاد ج2، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 11/339).
4 ـ دليل وجوده
عندما قامت الدلالة على ان الارض لا تخلو من حجة، وثبت ان للحجة صفات ولم نر في ولد العباس، ولا في ولد علي ولا في قريش قاطبة من هو بتلك الصفات، فعلمنا بدليل العقل أن الحجة غيرهم ولو غاب الف سنة.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/16).
5 ـ الروايات
الامامية آمنت بالغيبة لوجود الاخبار المتواترة عن اهل البيت عليهم السلام في ذلك فان قال قائل لعل قوماً تواطؤوا في الأصل فوضعوا هذه الاخبار ونقلتها الشيعة وتدينت بها، فنقول في جوابه: إن هذا هو طعن في جميع الاخبار، لان قائلا لو قال للمسلمين في نقلهم لمعجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلها في الاصل موضوعة، ولعل قوماً تواطئوا عليها فنقلها من لا يعلم حالها في الاصل، وهذا ابطال الشرائع.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/12).
6 ـ دليل وجوده
الدليل على وجود الامام صاحب الغيبة هو ما نقل متواتراً عن أئمة الشيعة عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام ان الثاني عشر يغيب غيبه يرتاب فيها المبطلون(كمال الدين: 302/9، 303/14، 15، 16 و 304/17 ـ ارشاد المفيد 154، الغيبة للنعماني: 156 ح18)، ويحكمون أن الغيبة تقع على ما هي عليه، فليس تخلوا هذه الاخبار أن تكون صدقاً أو كذباً، فان كانت صدقاً فقد صح ما نقول، وإن كانت كذباً استحال ذلك، لأنه لو جاز على الامامية وهم على ما هم عليه لجاز على سائر المسلمين في نقلهم معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولجاز على سائر الامم، والفرق مثله حتى لا يصبح خبر في الدنيا، وكان ذلك ابطال الشرائع كلها.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/ 11، 12).
7 ـ دلائل وجوده
من الاخبار الدالة على وجود الامام المهدي ما روته العامة والخاصة، وهو خبر كميل ابن زياد قال: دخلت على امير المؤمنين صلوات الله عليه وهو ينكث في الارض فقلت له: يا مولاي مالك تنكث الارض ارغبة فيها؟ فقال: والله ما رغبت فيها ساعة قط، ولكني افكر في التاسع من ولد الحسين هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً، تكون له غيبة يرتاب فيها المبطلون، يا كميل بن زياد لابد لله في ارضه من حجة، اما ظاهر مشهور شخصه، واما باطن مغمور لكيلا تبطل حجج الله.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/12. كمال الدين: 289 ح2، الكافي 1: 273، الغيبة (للطوسي): 104، 204).
8 ـ دلائل وجوده
من الاخبار الدالة علي الامام المهدي هي ما روي عن الباقر صلوات الله عليه أن الشيعة قالت له يوماً: انت صاحبنا الذي يقوم بالسيف؟ قال: لست بصاحبكم، انظروا من خفيت ولادته فيقول قوم ولد ويقول قوم ما ولد، فهو صاحبكم.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/13. كمال الدين: 325 ح2).
9 ـ دلائل وجوده
من الاخبار الدالة على وجود الامام المهدي رواية الامام موسى بن جعفر عليه السلام انه قال: اذا توالت ثلاثة اسماء محمد وعلى والحسن فالرابع هو القائم صلوات الله عليه وعليهم.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/13. كمال الدين: 334 ح3، الغيبة (للنعماني): 179 ح26).
10 ـ دلائل وجوده
في جواب ما هو فرق وجود وعدم الامام مع طول غيبته، نقول إن الله اذا نصب دليلاً وحجة على سائر خلقه فاخافه الظالمون كانت الحجة على من اخافه لا على الله سبحانه، ولو اعدمه الله كانت الحجة على الله لا على الظالمين.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/ 15).
11 ـ رد مقوله انه رفع الى السماء
في رد من قال: الارفعه (الحجة) الله الى السماء، فاذا آن قيامه انزله نقول: ليس هو حجة على أهل السماء انما هو حجة على أهل الأرض، والحجة لا تكون الا بين المحجوجين به، وايضاً فقد كان هذا لا يمتنع في العقل لولا الأخبار الواردة أن الأرض لا تخلو من حجة، فلهذا لم يجز كونه في السماء واوجبنا كونه في الارض.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصفنات الشيخ المفيد: 7/16).
12 ـ دلائل وجوده
من الاخبار الدالة على الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قول الامام الصادق (صلوات الله عليه): كيف بكم اذا التفتم يمينا فلم تروا احداً، والتفتم شمالاً فلم تروا احداً، واستولت اقوام بني عبد المطلب، ورجع عن هذا الامر كثير ممن يعتقده، يمسى احدكم مؤمناً ويصبح كافرا، فالله الله في اديانكم هنالك فانتظروا الفرج.(الشيخ المفيد، الرسالة الثانية في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/13).
13 ـ الروايات الواردة فيه
ولا نبالغ إن قلنا: الروايات الواردة في المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ من الفريقين ـ اكثر من الروايات الواردة في الائمة صلوات الله عليهم.(الشيخ فارس الحسون، مقدمة تحقيق كتاب الفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/7).
14 ـ يملأ الارض قسطاً وعدلاً
نعتقد أن القائم المنتظر محمد بن الحسن (العسكري) هو الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وأنه هو الذي يظهر الله به دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وانه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الارض ومغاربها، حتى لا يبقى في الارض مكان الاّ ونودي فيه بالأذان، ويكون الدين كله لله تعالى.(الشيخ الصدوق، الاعتقادات، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 5/95).
15 ـ اخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم
نعتقد ان الامام المهدي القائم المنتظر محمد بن الحسن العسكري هو الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عزوجل باسمه ونسبه.(الشيخ الصدوق، الاعتقادات، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 5/95).
16 ـ حضرت امام مهدى
درباره وجود حقيقى حضرت امام مهدى عليه السلام پيش گوىها نه فقط در قرآن وسنت بيان شده بلكه در كتب الهامى سابقه هم ذكرشان وجود دارد.
در داود آمده كه در آخر زمان سنبل عدالت ميآيد، ابرها بر سر ايشان سايه خواهد افكند، در كتاب صفياى پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم آمده كه در آخر زمان همه جهانيان موحد خواهند شد، در صحيفه شعياء پيغمبر آمده كه وقتى نور خدا ظهور ميكند، جهان آكنده از عدل وانصاف ميگردد... واين نور خدا بعد از ظهور با سيف از همه دشمنان انتقام ميگيرد.
در صحيفه تنجاس حرف الف است كه بعد از ظهور ايشان همه اصنام محو خواهند شد ظهور كننده پسر يك كنيز ميباشد در توريت در سفر انبياء كه حضرت مهدى ظهور خواهد كرد، در انجيل است كه مهدى وعيسى عليهما السلام دجال را مىكشند.(عبد الكريم مشتاق، شيعة مذهب حق 3 ص57 ـ 58، زبور آيت 4 ورموز 97 و 120. صفياى پيغمبر فصل3، اية 9 ـ صحيفه شعياء پيغمبر فصل11 ـ انجيل كتاب دانيال باب 12 فصل 9 آيت 24 روياى 2 ـ (بحواله كتاب الوسائل ص129) مطبوعه بمبئى).
17 ـ الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف (الامام الهادي)
عن ابي سعيد الخدري قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلاءً يصيب هذه الامة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ اليه من الظلم، فيبعث الله رجلاً من عترتي واهل بيتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض، لا تدع السماء من قطرها شيئاً الا صبته مدداً، ولا تدع الارض من نباتها شيئاً إلا اخرجته حتى يتمنى الاحياء الاموات يعيش في ذلك سبع سنين او ثمان سنين او تسع سنين.(سيد ابو الاعلى مودودى ـ قادپاني مسئله: 320 ـ 321 مشكوة باب الشراط الساعت بحواله مستدرك حاكم).
18 ـ ذكر انصار المهدى قبل الظهور
عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث حراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطّىء او يمكّن لال محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجب على كل مؤمن نصره او قال اجابته.(سيد ابو الاعلى مودودي، قادپاني مسئله... 318 ـ ابو داود كتاب الفتن، ذكر المهدي).
19 ـ الامام الهادي
لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله عزوجل رجلا منا يملأها عدلا كما ملئت جوراً.
وعن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً.(سيد ابو الاعلى مودودي، قادپاني مسئله... 317، مسند احمد، سلسله روايات علي رضي الله عنه وابو داود، كتاب الفتن والملاحم، ذكر المهدي).
20 ـ الامام المهدي منجي البشرية
عن جعفر الصادق عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف تهلك الامة انا اولها والمهدي وسطها والمسيح آخرها.(سيد ابو الاعلى مودودي، قادپاني مسئله... 317، مشكوة، باب ثواب هذه الامة بحواله رزين).
21 ـ الروايات التي وردت في المهدي
... انّ هذه الاحاديث من حيث السند والدلالة تنقسم الى ثلاث طوائف:
1 ـ صحيحة السند ظاهرة الدلالة خالية من كل ريب، وقد نص أئمة الحديث واكابر الحفاظ على صحتها أو حسنها، وكون بعضها على شرط الشيخين البخاري ومسلم، ولا شك في وجوب الأخذ بهذه الطائفة والعمل بها.
2 ـ احاديث غير صحيحة من حيث السند وان كانت ظاهرة الدلالة، والقواعد المقررة في علم الحديث توجب الأخذ بها أيضاً لاعتضادها وانجبارها بالطائفة الاولى، واخذ المشهور لها بل الاجماع على مضمونها.
3 ـ وفيها الصحيح والضعيف، ولكنها مخالفة لعامة الاحاديث المستفيضة المتواترة واللازم طرحها والاعراض عنها إن لم يمكن تأويلها، مثل ما دل على أن اسم المهدي أحمد أو إنّ إسم ابيه يوافق اسم أب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو أنه من اولاد الحسن الزكي، حيث انّ هذه الاخبار شاذة اعرض عنها المشهور.
... وكانت احاديث الطائفتين الاولى والثانية تتجه نحو الهدف بعبارات شتى وتقصد التعيين بألفاظ مختلفة، ونستطيع ان نوجز خلاصتها على النحو الآتي:
لقد نص بعضها على كون المهدي من قريش... ونص بعضها على كونه من اولاد عبد المطلب... وبعض على كونه من آل محمد... وبعض على كونه من العترة... وبعض على كونه من أهل البيت... وبعض على كونه من أولاد علي... وبعض على كونه من اولاد فاطمة... وبعض على كونه التاسع من ذرية الحسين... وبعض على كونه ثاني عشر الاوصياء وثاني عشر الائمة وثاني عشر الخلفاء... وبعض على كونه ابن الحسن العسكري... وهكذا نجد أنّ هذه الاحاديث تحصر مهدي هذه الامة بابن الحسن العسكري..(آل ياسين، اصول الدين: 386 ـ 393).
22 ـ روايات المهدي عن الصحابة
1 ـ ابو إمامة الباهلي. 2 ـ ابو ايوب الانصاري. 3 ـ ابو سعيد الخدري. 4 ـ ابو سليمان ـ راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 5 ـ ابو الطفيل. 6 ـ ابو هريرة. 7 ـ ام حبيبة ام المؤمنين. 8 ـ ام سلمة ام المؤمنين. 9 ـ انس بن مالك. 10 ـ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 11 ـ جابر بن سمرة. 12 ـ جابر بن عبد الله الانصاري. 13 ـ حذيفة بن اليمان. 14 ـ سلمان. 15 ـ شهر ابن حوشب. 16 ـ طلحة بن عبيد الله. 17 ـ عائشة. 18 ـ عبد الرحمن بن عوف. 19 ـ عبد الله بن الحارث بن حمزة. 20 ـ عبد الله بن عباس. 21 ـ عبد الله بن عمر. 22 ـ عبد الله بن عمرو بن العاص. 23 ـ عبد الله بن مسعود. 24 ـ عثمان بن عفان. 25 ـ علي بن ابي طالب عليه السلام. 26 ـ علي الهلالي. 27 ـ عمار. 28 ـ عمران بن حصين. 29 ـ عوف بن مالك. 30 ـ قرة بن اياس. 31 ـ مجمع بن جارية الانصاري. {ولمزيد الاطلاع راجع مجلة الجامعة الاسلامية عدد 3 ص 128 تحت عنوان: عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر}.(آل ياسين، اصول الدين: 393 ـ 395).
23 ـ تواتر احاديث المهدي
قد ألف بعض علماء أهل السنة كتباً مستقلة حول تواتر روايات المهدي عليه السلام....(مكارم الشيرازي، عقائدنا: 88).
24 ـ الاضطرار الى الحجة
ان الدنيا منزل من منازل السائرين الى الله عزوجل والبدن مركب، ومن ذهل عن تدبير المنزل والمركب لم يتم سفره، وما لم ينتظر امر المعاش في الدنيا لا يتم أمر التبتل والانقطاع الى الله الذي هو السلوك، ولا يتم ذلك حتى يبقى بدنه سالماً ونسله دائماً وانما يتم كلاهما بأسباب الحفظ لوجودهما واسباب الدفع لمفسداتهما، اما اسباب الحفظ لوجودهما فالاكل والشرب والمناكحة.. مع أنهم محتاجون الى تمدن واجتماع وتعاون فاضطروا الى قانون مرجوع اليه بين كافتهم يحكمون به بالعدل... وذلك القانون هو الشرع، ولابد من شارع يعين لهم ذلك القانون والمنهج لينتظم به معيشتهم في الدنيا، ويسنّ لهم طريقاً يصلون به الى الله عزوجل... وكما لابد في العناية الالهية لنظام العالم من المطر فنظام العالم لا يستغني عمن يعرفهم موجب صلاح الدنيا والاخرة، نعم من لم يهمل انبات الشعر على الحاجبين للزينة كيف أهمل وجود رحمة للعالمين؟... ام من لم يترك الجوارح والحواس حتى جعل لهم رئيساً كيف يترك الخلائق كلهم في حيرتهم وشكهم لا يقيم لهم هادياً يردّون اليه شكهم وحيرتهم؟
روى في الكافي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال للزنديق الذي سأله: من أين أثبتّ الانبياء والرسل؟ قال: انّا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه... ثبت أنّ له سفراء في خلقه يعبرون عنه إلى خلقه وعباده، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم... فثبت الامرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه... وهم الانبياء وصفوته من خلقه... ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان ممّا اتت به الرسل والانبياء من الدلائل والبراهين لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدلّ على صدق مقالته وجواز عدالته.(الفيض، علم اليقين 1: 338 ـ 341، شبر، حق اليقين 1: 125).
ان ما ذكر في بيان الاضطرار الى الرسل فهو بعينه جار في الاضطرار الى اوصيائهم، لان الاحتياج اليهم غير مختص بوقت دون آخر، وفي حالة دون اخرى، ولا يكفي بقاء الكتب والشرايع من دون قيّم لها عالم بها، افلا ترى الى الفرق المختلفة كيف يستندون من مذاهبهم كلها الى كتاب الله لجهلهم بمعانيه وزيغ قلوبهم، فظهر انه لابد لكل نبي مرسل أن ينصب وصياً يودع فيه اسرار نبوته واسرار الكتاب المنزل عليه ويكشف له مبهمه، ليكون ذلك الوصي هو حجة ذلك النبي على قومه، ولئلاّ يتصرف الامة في ذلك الكتاب بآرائها وعقولها فتختلف وتزيغ قلوبها كما اخبر الله عزوجل به فقال: (هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا...) ال عمران: 7. فالرسول والامام والكتاب هو الحجة على الامة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة.(الفيض، علم اليقين 1: 375 ـ 376، شبر، حق اليقين 1: 183).
25 ـ وجوب نصب الامام
والحق عندنا ان وجوب نصب الامام عام في كل وقت، وخالف في ذلك فريقان احدهما ابو بكر الاصم واصحابه، فانهم ذهبوا الى أن وجوبه مخصوص بزمان الخوف وظهور الفتن ولا يجب مع الأمن وانصاف الناس بعضهم من بعض لعدم الحاجة اليه، والفريق الثاني الفوطي واتباعه فانهم ذهبوا الى عدم وجوبه مع عدم الفتن، فانه ربما كان نصبه سبباً لزيادة الفتن واستنكافهم عنه، وانما يجب عند العدل والأمن اذ هو اقرب الى شعائر الاسلام، لنا دلالة الادلة الدالة على وجوبه على عمومها، اذ مع الانصاف والأمن يجوز الخطأ ويحتاج الى حفظ الشرع واقامة الحدود فيجب الامام، ومع ظهور الفتن الخطأ واقع، فالمكلف الى اللطف يكون احوج.(العلامة الحلي، الالفين: 37).
26 ـ الدليل العقلي على وجود المعصوم في كل زمان
... ومما يدل على وجوب نصب امام معصوم بعد ورود الشرع بالاعتبار العقلي ما قد ثبت ان امة نبينا عليه السلام متعبدون بشرعه من العبادات والعقود والمواريث واحكام الجنايات، ولا شك أنّ تفاصيل ما جاء به من الشرع في هذه الاقطاب الاربعة لم يعلم ضرورة ولا يهتدي اليها بأدلة العقول، وليس في نصوص الكتاب والسنة المقطوع بها ما يدلنا على جميع ما تعبدنا به من شرعه، وكذا الاجماع من حيث أن عدمه ظاهر في اكثر الشريعة، اذ اختلاف الامة في اكثر الشرعيات مما لا يخفى، على ان الاجماع لو لم يشتمل على قول معصوم او فعله إن كان اجماعاً على فعل أو رضاه بالقول او الفعل لم يكن دليلاً، ولو ادعى احد أنّ جميع احكام الشرع مبينة في الكتاب والسنة كان جاحداً معانداً، اذ لو كان كذلك لما اختلف علماء الامة فيما اختلفوا فيه من الشرعيات، ولهذا فزع اكثر مخالفينا في الامامة الى القول بالقياس والاجتهاد... ولم يثبت كون خبر الواحد والقياس والاجتهاد حجة في الشرع... فيجب أن يكون في الامة معصوم مقطوع على عصمته مأمون الخطأ والزلل من جهته ليرجع اليه في تعرف المسكوت عنه في الكتاب والسنة المقطوع بها، والاّ كانت الامة متعبدة مكلفة بما لا يهتدي اليه، وذلك معدود في تكليف ما لا يطاق وهو قبيح، او لم يكلفوا من الشرع سوى المنصوص عليه في الكتاب والسنة المقطوع بها وذلك خلاف الاجماع....(الرازي، المنقذ 2: 256 ـ 257).
27 ـ الدليل العقلي
ومما يدل على وجوب امام معصوم في كل زمان انّا علمنا ضرورة انّه ليس جميع أدلة الشرع ظاهرة مطابقة لحقائق اللغة، بل نعلم انّ في القرآن والسنة متشابهاً ومحتملاً، وان العلماء من أهل اللغة قد اختلفوا في المراد به... فلابد من مبين للمشكل ومترجم للغامض يكون قوله حجة كقول الرسول...
فان قيل: جميع ادلة الشرع المحتملة فيها بيان من الرسول يفصح عن المراد، قيل: هذا ارتكاب يعلم بطلانه ضرورة لوجودنا مواضع كثيرة اشكلت على العلماء... فلو سلمنا انّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تولى بيان جميع ما يحتاج الى البيان ولم يخلف منه شيئاً على خليفته لكانت الحاجة من بعد الى الامام ثابتة، لانّا نعلم أن بيانه صلى الله عليه وآله وسلم وان كان حجة على من شافهه وسمعه من لفظه فهو حجة على من يأتي بعده ممن لا يعاصره ويلحق زمانه، ونقل الامة لذلك البيان قد بيّنّا انّه ليس بضروري، وانّه غير مأمون منهم العدول عنه... فلابد من امام مؤد له من النبي مشكل القرآن وموضح عما غمض عنّا من ذلك....(تلخيص الشافي 1: 174 ـ 177).
28 ـ الدليل العقلي
1 ـ فمن الادلة العقلية التي أوردوها دليل اللطف ومفاد هذا الدليل: أنّ العقل يحكم بوجوب اللطف على الله تعالى، وهو فعل ما يقرب الى الطاعة ويبعد عن المعصية، ويوجب إزاحة العلة وقطع العذر بما لا يصل الى حد الإلجاء لئلا يكون للناس على الله حجة، فكما أنّ العقل حاكم بوجوب إرسال الرسل وبعثة الأنبياء ليبينوا للناس ما أراد الله منهم وللحكم بينهم بالعدل: كذلك يجب نصب الامام ليقوم مقامهم تحقيقاً لنفس العلة، فإنّ الله لا يخلي الارض من حجة، وليس زمان بأولى من زمان في ذلك، إلى آخر ما أوردوه.(الوائلي، هوية التشيع: 181 ـ 182).
2 ـ أما من الأدلة النقلية فذكروا ما يلي: قال الله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم) فقد فسرت هذه الاية كما عن الامام الصادق عليه السلام بخروج المهدي وتحقيق هذه الاشياء على يديه(أعيان الشيعة ج4 ص 389)، وقد قيل إنّ لسان هذه الاية عام يشير الى تحقيق هذه الامور على أيدي المسلمين، فأجابوا أنّ القرائن تفيد أنّ هذه الامور لم تتحقق على النحو الذي ذكرته هذه الاية من مجيء الاسلام حتى يومنا هذا، ووعد الله لابد من تحقيقه، وتلك قرينة على تحققه في المستقبل، يضاف لذلك أنّ من أساليب القرآن الكريم أن يعبر عن الخاص بصيغة العام، وعن المفرد بالجمع في كثير من الموارد، ولذلك قال الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) الخ المائدة: 57.
قال: إنّها نزلت في أبي بكر بقرينه أنّه هو الذي قاتل المرتدين مع أنّ لسان الاية عام(تفسير الرازي، ج3 ص 416)، ومن الأحاديث التي استدل بها الشيعة في موضوع المهدي ما رواه الطوسي في الغيبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا تذهب الدنيا حتى يلي اُمتي رجل من أهل بيتي يقال له المهدي(أعيان الشيعة ج4 ص390)، هذه فكرة موجزة أردت بها الاشارة الى إجماع المسلمين على موضوع المهدي. وحينئذ لا يبقى قيمة لأقوال المهرجين الذين يريدون إبعاد الفكرة عن الاسلام غير عابئين بما ورد فيها من آثار ونصوص، واذا كان البعض قد استغل الفكرة عبر التاريخ فما ذلك بموجب لنكرانها ورمي من يعتقد بها بالتخريف، وما أسهل نفي فكرة اذا كانت لا تلتقي مع مصلحة شخص أو كان يجهلها. على أنّني لا اُصحح جميع ما أحاط بها من ذيول، بل لابد من الاقتصار على ما تثبت صحته بالطرق المعتبرة، ويجدر بالبعض أن يبتعد عن التهرج الذي يصل ببعضهم إلى القول:
ما آن للسرداب أن يلد الذي     صيّرتموه بزعمكم إنساناً
فعلى عقولكم العفاء لأنّكم     ثلّثتموا العنقاء والغيلانا
إنّ هؤلاء تسرعوا فقالوا بما لا يعرفون، وإننا نقول لأمثال هؤلاء سلاماً كما أمر القرآن الكريم.(الوائلي، هوية التشيع: 182 ـ 183).
29 ـ الدليل العقلي على امامته وغيبته
انّ العقل قد دلّ على وجوب الامامة، وان كل زمان ـ كلّف فيه المكلفون الذين يجوز منهم القبيح والحسن والطاعة والمعصية لا يخلو من امام، وانّ خلّوه من امام اخلال بتمكينهم وقادح في حسن تكليفهم، ثم دل العقل على انّ ذلك الامام لابد من كونه معصوماً من الخطأ والزلل مأموناً منه فعل كل قبيح، وليس بعد ثبوت هذين الاصلين الا امامة من تشير الامامية الى امامته، فانّ الصفة التي دل العقل على وجوبها لا توجد الا فيه، ويتعرى منها كلّ من تدّعي له الامامة سواه، وتنساق الغيبة بهذا سوقاً حتى لا تبقى شبهة فيها، وهذه الطريقة أوضح ما اعتمد عليه في ثبوت امامة صاحب الزمان وأبعد من الشبهة، فان النقل بذلك وإن كان في الشيعة فاشياً والتواتر به ظاهراً ومجيئوه من كل طريق معلوماً، فكلّ ذلك يمكن دفعه وادخال الشبهة فيه التي يحتاج في حلها الى ضروب من التكليف، والطريقة التي أوضحناها بعيدة من الشبهات قريبة من الافهام، وبقي أن ندل على صحة الاصلين: اما الذي يدل على وجوب الامامة في كل زمان، فهو مبني على الضرورة، ومركوز في العقول الصحيحة، فانّا نعلم علماً لا طريق للشك عليه، ولا مجال انّ وجود الرئيس المطاع المهيب مدبراً ومتصرفاً أردع عن القبيح، وادعى الى الحسن، وأنّ التهارج بين الناس والتباغي اما أن يرتفع عند وجود من هذه صفته من الرؤساء او يقل وينزر، وان الناس عند الإهمال وفقد الرؤساء وعدم الكبراء يتتابعون في القبيح وتفسد احوالهم وينحل نظامهم، وهذا اظهر واشهر من ان يدل عليه، والاشارة فيه كافية، وما يسأل عن هذا الدليل من الأسئلة في الشافي....
واما الذي يدل على وجوب عصمة الامام فهو ان علة الحاجة الى الامام هي ان يكون لطفاً للرعية في الامتناع من القبيح، وفعل الواجب على ما اعتمدناه ونبهنا عليه، فلا يخلو من ان تكون علة الحاجة اليه ثابتة فيه أو تكون مرتفعة عنه، فان كانت موجوده فيه فيجب ان يحتاج الى امام كما احتيج اليه، لانّ علة الحاجة لا يجوز ان تقتضيها في موضع دون آخر، لان ذلك ينقض كونها علة، والقول في امامة كالقول فيه في القسمة التي ذكرناها، وهذا يقتضي اما الوقوف على امام ترتفع عنه علة الحاجة او وجود أئمة لا نهاية لهم وهو محال، فلم يبق بعد هذا الا أنّ علة الحاجة اليه مفقودة فيه، ولن يكون ذلك الا وهو معصوم، ولا يجوز عليه فعل القبيح...
واذا ثبت هذان الاصلان فلابد من امامة صاحب الزمان بعينه، ثم لابد ـ مع فقد تصرفه وظهوره ـ من القول بغيبته.
فان قيل: كيف تدعون انّ ثبوت الاصلين اللذين ذكرتموهما يثبت امامة صاحبكم بعينه ويجب القول بغيبته؟ وفي الشيعة الامامية ايضاً من يدعي امامة من له الصفتان اللتان ذكرتموهما وان خالفكم في امامة صاحبكم، كالكيسانية القائلين بامامة محمد بن الحنفية... وكالناووسية القائلين بان المهدي المنتظر ابو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، ثم الواقفية القائلين بان المهدي المنتظر موسى بن جعفر عليهما السلام؟
قلنا: كل من ذكرت لا يلتفت الى قوله ولا يعبأ بخلافه لانّه دفع ضرورة وكابر مشاهدة، لان العلم بموت محمد بن الحنفية كالعلم بموت ابيه واخوته صلوات الله عليهم وكذلك العلم بوفاة الصادق... والعلم بوفاة موسى... فصارت موافقتهم في صفات الامام غير نافعة مع دفعهم الضرورة وجحدهم العيان، وليس يمكن ان يدعى ان الامامية القائلين بامامة ابن الحسن عليهما السلام قد دفعوا عياناً في ادعائهم ولادة من علم فقده وانه لم يولد، وذلك انّه لا ضرورة في نفي ولادة صاحبنا عليه السلام ولا علم بل ولا ظن صحيحاً، ونفي ولادة الاولاد من الباب الذي لا يصح أن يعلم ضرورة في موضع من المواضع، وما يمكن أحداً ان يدعي فيمن لم يظهر له ولد انه يعلم ضرورة انه لا ولد له، وانما يرجع ذلك الى الظن والامارة، وانه لو كان له ولد لظهر أمره وعرف خبره، وليس كذلك وفاة الموتى فانه من الباب الذي يصح ان يعلم ضرورة حتى يزول الريب فيه.
الا ترى ان من شاهدناه حياً متصرفاً ثم رأيناه بعد ذلك صريعاً طريحاً فقدت حركات عروقه وظهرت دلائل تغيره وانتفاخه نعلم يقيناً انه ميت، ونفي وجود الاولاد بخلاف هذا الباب، على انا لو تجاوزنا ـ في الفصل بيننا وبين من ذكر في السؤال ـ عن دفع المعلوم كلامنا واضحاً، لان جميع من ذكر من الفرق قد سقط خلافه بعدم عينه وخلو الزمان من قائل بمذهبه.
اما الكيسانية فما رأينا قط منهم احداً ولا عين لهذا القول ولا اثر وكذلك الناووسية، واما الواقفة فقد رأينا منهم نفراً شذاذاً جهالاً لا يعدّ مثلهم خلافاً، ثم انتهى الامر في زماننا هذا، وما يليه الى الفقد الكلي حتى لا يوجد هذا المذهب إن وجد الا في اثنين او ثلاثة على صفة من قلة الفطنة والغباوة يقطع بها على الخروج من التكليف فضلاً ان يجعل قولهم خلافاً يعارض به الامامية... ولا خلاف بيننا وبين مخالفينا في انّ الاجماع انما يعتبر فيه الزمان الحاضر دون الماضي الغابر.
واذا بطلت امامة من اثبتت له الامامة بالاختيار والدعوة في هذا الوقت لاجل فقد الصفة التي دل العقل عليها وبطل قول من راعى هذه الصفة في غير صاحبنا لشذوذه وانقراضه، فلا مندوحة عن مذهبنا، ولابد من صحته والاّ خرج الحق عن جميع اقوال الامة.(المرتضى، المقنع: 34 ـ 41، وأيضاً الذخيرة: 502 مختصراً، ونحوه الشافي 3: 146 مختصراً، وايضاً شرح جمل العلم: 219 ـ 226، وتلخيص الشافي 4: 209 ـ 211).
30 ـ ضرورة وجود المجتهدين في كل زمان
ان الشريعة لابد لها من حافظ وناصر في تبليغ الاحكام الى المكلفين، وكذلك نصب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أئمة عليهم السلام لتبليغ الاحكام وحفظ الاسلام الى ان انتهى الامر الى صاحب الامر عليه السلام، واقتضت المصلحة الالهية والحكمة الخفية اختفاءه، فنصب نائباً بعد نائب للتوسط بينه وبين الرعايا في تبليغ الحكم ثم انقرضوا بانقراض آخرهم وهو علي بن محمد السمري، فانقطعت الواسطة وتعذر الوصول اليه، فلابد من عارف عادل ظاهر يرجع الناس اليه في الاحكام الشرعية في زمن الغيبة، والا لاختلفت الاحكام الشرعية وتعطلت الحكمة الالهية....
واقول: كما أن النقل والعقل دلاّ على وجوب المجتهد، كذلك الأخبار والاثار والحكمة والمصلحة تدلّ على وجوده وظهوره في كل قطر من الاقطار، وكل بلد من البلدان، وكل زمان وأوان، والمنكر مكابر لم يلتفت اليه.(الشهيد الثاني، رسالة الاقتصار المطبوعة مع حقائق الايمان: 192 ـ 194).
31 ـ المهدي في كلام عليّ عليه السلام
قال علي عليه السلام: (... ألا أنّ مثل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع وأراكم ما كنتم تأملون).(النهج الخطبة: 97).
... تعيين للأئمة من آل محمد، قالت الامامية: هم الاثني عشر من اهل البيت وشبههم بالنجوم، ووجه التشبيه امران: احدهما انهم يستضاء بأنوار هداهم في سبيل الله كما يستضيء المسافر بالنجوم في سفره ويهتدي بها، والثاني: ما أشار اليه بقوله: (كلّما خوى نجم طلع نجم)، وهو كناية عن كونهم كلما خلا منهم سيد قام سيد، والامامية يستدلون بهذا الكلام منه عليه السلام على انه لا يخلو زمان من وجود قائم من أهل البيت يهتدي به في سبيل الله. وقوله: (فكأنّكم...) اشار الى منّة الله عليهم بظهور الامام المنتظر واصلاح أحوالهم بوجوده....(ابن ميثم، شرح النهج 1: 483 و 485).
32 ـ المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
قال علي عليه السلام: (... اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلاّ تبطل حجج الله وبيناته...).(قصار الحكم، النهج: 134).
قالت الشيعة: هذا تصريح منه عليه السلام بوجوب الامامة بين الناس في كل زمان ما دام التكليف باقياً، وإنّ الامام قائم بحجة الله على خلقه ويجب بمقتضى حكمته، وهو إما أن يكون ظاهراً معروفاً كالذين سبقوا الى الاحسان ووصلوا الى المحل الاعلى من ولده الاحد عشر، واما أن يكون خائفاً مستوراً لكثرة اعدائه وقلّة المخلص من اوليائه كالحجة المنتظر لئلاّ يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.(ابن ميثم، شرح النهج 2: 548 ـ 550).
33 ـ الدليل العقلي على امامته
فاما برهان العقل فعلمنا به وجوب الرئاسة وعصمة الرئيس وفضله على الرعية في الظاهر والباطن وكونه أعلمهم بما هو رئيس فيه، وكل من قال بذلك قال بامامة الحجة بن الحسن عليه السلام وكونه الرئيس ذا الصفات الواجبة دون سائر الخلق من وفاة ابيه والى ان يظهر للانتقام من الظالمين، ولانّ اعتبار هذه الاصول العقلية يقضي بوجود حجة في الاوقات المذكورة دون من عداه، لأن الامة في كل عصر أشرنا اليه بين ناف للامامة ومثبت لها معترف بانتفاء الصفات الواجبة للامام عمّن أثبت امامته ومثبت لامامة الحجة بن الحسن عليه السلام، ولا شبهة في فساد قول من نفي الامامة لقيام الدلالة على وجوبها، وقول من أثبتها مع تعرّي الامام من الصفات الواجبة للامام لوجوبها له، وفساد امامة من انتفت عنه، وحصول العلم بكون الحق في الملة الاسلامية فصحّ بذلك القول بوجود الحجة عليه السلام، اذ لو بطل كغيره من اقوال المسلمين لاقتضى ذلك فساد مدلول الادلة، أو خروج الحق عن الملة الاسلامية، وكلا الأمرين فساد، فصّح ما قلناه، وقد سلف لنا استنادها بين الطريقين الى أحكام العقول دون السمع....(ابو الصلاح، تقريب المعارف: 415 ـ 416).
... اذا ثبت بما قدمناه إن الزمان لا يخلو من امام من شرطه ان يكون مقطوعاً على عصمته، ويكون اكثر ثواباً عند الله، واعلمهم بجميع احكام الشريعة سهل الكلام على امامة بعد امير المؤمنين عليه السلام، لانه يعتبر اقوال الامة في كل عصر فنجدها بين اقوال: قائل يقول لا امام... وقائل يقول بامامة من لا يقطع على عصمته... وقائل يقول بامامة من يدعي عصمته، لكنه يذهب الى امامة من لا يدعي النص عليه ولا المعجز... ومن ادعى النص اما صريحاً واما محتملاً... وهذه الجملة اذا اعتبرتها في امام من عهد الحسين الى عهد القائم عليهم السلام وجدتها صحيحة لا يمكن الطعن عليها....(الطوسي، الاقتصاد: 365 ـ 366).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page