• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الوجه الرابع

إن الإمامية أخذوا مذهبهم عن الأئمة المعصومين، المشهورين بالفضل والعلم والزهد والورع، والاشتغال في كل وقت بالعبادة والدعاء وتلاوة القرآن، والمداومة على ذلك من زمن الطفولية إلى آخر العمر، ومنهم تعلم الناس العلوم(1)، ونزل في حقهم هل أتى(2)، وآية الطهارة(3) وإيجاب المودة لهم(4)، وآية الابتهال(5)، وغير ذلك. وكان علي عليه السلام يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة ويتلو القرآن مع شدة ابتلائه بالحروب(5) والجهاد: فأولهم علي بن أبي طالب عليه السلام، كان أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجعله الله تعالى نفس رسول الله: حيث قال: (وأنفسنا وأنفسكم)(6) وآخاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وزوجه ابنته، وفضله لا يحصى(7)، وظهرت عنه معجزات كثيرة حتى ادعى قوم فيه الربوبية(8).
وقتلهم، صار إلى مقالتهم آخرون إلى هذه الغاية، كالنصيرية والغلاة، وكان ولداه سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدا شباب أهل الجنة إمامين بنص النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانا أزهد الناس وأعملهم في زمانهم، وجاهدا في سبيل الله حتى قتلا، ولبس الحسن(9) الصوف تحت ثيابه الفاخرة من غير أن يشعر أحدا(10) بذلك.
وأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما الحسين على فخذه الأيمن، وولده إبراهيم على فخذه الأيسر، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال: إن الله لم يكن ليجمع لك بينهما، فاختر من شئت منهما، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا مات الحسين بكيت(11) عليه أنا وعلي وفاطمة، وإذا مات إبراهيم بكيت أنا عليه، فاختار موت إبراهيم فمات بعد ثلاثة أيام، فكان(12) إذا جاء الحسين بعد ذلك يقبله و يقول: أهلا ومرحبا بمن فديته بابني إبراهيم(13).
وكان علي بن الحسين زين العابدين(14) يصوم نهاره ويقوم ليله، ويتلو الكتاب العزيز، ويصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، ويدعو بعد كل ركعتين بالأدعية المنقولة عنه وعن آبائه عليهم السلام، ثم يرمي الصحيفة كالمتضجر، ويقول: أني لي بعبادة(15) علي! وكان يبكي كثيرا حتى أخذت الدموع من لحم خديه، وسجد حتى سمي ذا الثفنات، وسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد العابدين.
وكان قد حج هشام بن عبد الملك فاجتهد أن يستلم الحجر، فلم يمكنه من الزحام(16)، فجاء زين العابدين عليه السلام فوقف الناس له وتنحوا عن الحجر حتى استلمه، ولم يبق عند الحجر سواه، فقال هشام: من هذا؟ فقال الفرزدق الشاعر:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته    والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم    هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته    ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها    إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم    أو قيل: من خير خلق الله؟ قيل: هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله    بجده أنبياء الله قد ختموا
يغضي حياء ويغضى من مهابته    فما يكلم إلا حين يبتسم
ينشق نور الهدى عن صبح غرته    كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
مشتقة من رسول الله نبعته    طابت عناصره والخيم والشيم
الله شرفه قدما وفضله    جرى بذلك له في لوحه القلم
من معشر حبهم دين وبغضهم    كفر وقربهم ملجا ومعتصم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم    ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت(17)    والأسد أسد الشرى والرأي محتدم
لا ينقض العسر بسطا من أكفهم    سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
ما قال: لا، قط إلا في تشهده    لولا التشهد كانت لاؤه نعم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم    ويسترق به الإحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم    في كل بر(18)، ومختوم به الكلم
من يعرف الله يعرف أولوية ذا    الدين من بيت هذا ناله الأمم
وليس قولك: من هذا، بضائره    العرب تعرف من أنكرت والعجم(19)
فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بين مكة والمدينة، فبعث إليه الإمام زين العابدين عليه السلام بألف دينار، فردها وقال: إنما قلت هذا غضبا(20) لله ولرسوله، فما آخذ عليه أجرا، فقال علي بن الحسين عليه السلام: نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما خرج منا، فقبلها الفرزدق.
وكان بالمدينة(21) قوم يأتيهم رزقهم ليلا ولا يعرفون ممن هو(22)، فلما مات مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام(23)، انقطع ذلك عنهم، وعرفوا به أنه(24) كان(25) منه عليه السلام.
وكان ابنه محمد الباقر عليه السلام أعظم الناس زهدا وعبادة، بقر السجود جبهته، وكان أعلم أهل وقته(26)، سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الباقر. وجاء جابر بن عبد الله الأنصاري إليه وهو صغير في الكتاب، فقال له: جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسلم عليك، فقال: وعلى جدي السلام، فقيل لجابر: كيف هذا؟ قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والحسين في حجره وهو يلاعبه(27)، فقال: يا جابر! يولد له مولود اسمه علي، إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين!
فيقوم ولده، ثم يولد له مولود اسمه محمد الباقر، إنه يبقر العلم بقرا، فإذا أدركته فاقرئه مني السلام(28) روى عنه أبو حنيفة وغيره.
وكان ابنه الصادق عليه السلام أفضل أهل زمانه وأعبدهم(29)، قال علماء السيرة(30): أنه انشغل(31) بالعبادة عن طلب الرياسة. قال عمرو بن أبي المقدام(32): كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين(33) وهو الذي نشر منه(34) فقه الإمامية والمعارف الحقيقية والعقائد اليقينية، وكان لا يخبر بأمر إلا وقع، وبه سموه الصادق الأمين.
وكان عبد الله بن الحسن جمع أكابر العلويين للبيعة لولده(35) فقال له الصادق عليه السلام: إن هذا الأمر لا يتم! فاغتاظ من ذلك، فقال(36) إنه لصاحب القباء الأصفر، وأشار بذلك إلى المنصور، فلما سمع المنصور بذلك فرح لعلمه بوقوع ما يخبر به، وعلم أن الأمر يصل إليه، ولما هرب(37) كان يقول: أين قول صادقهم؟! وبعد ذلك انتهى الأمر إليه(38).
وكان ابنه موسى الكاظم عليه السلام يدعى بالعبد الصالح، كان أعبد أهل وقته، يقوم(39) الليل ويصوم النهار، سمي(40) الكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد شئ، بعث إليه بمال، ونقل فضله المخالف والمؤالف.
قال ابن الجوزي من الحنابلة عن شقيق البلخي، قال خرجت حاجا في ستة تسع وأربعين ومائة، فنزلت " القادسية "، فإذا شاب حسن الوجه، شديد السمرة، عليه ثوب صوف، مشتمل بشملة، في رجليه نعلان، وقد جلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي:
هذا الفتي من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس، والله لأمضين إليه وأوبخه(41) فدنوت منه، فلما رآني مقبلا، قال: يا شقيق! اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم(42)! فقلت في نفسي: هذا عبد صالح قد نطق على(43) ما في خاطري، لألحقنه ولأسألنه أن يحللني(44)، فغاب عن عيني.
فلما نزلنا (واقصة)، إذا به يصلي(45) وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تتحادر(46)، فقلت:
أمضي إليه وأعتذر، فأوجز في صلاته، ثم قال: يا شقيق، وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، فقلت: هذا من الأبدال قد تكلم على سري مرتين(47).
(فلما نزلنا " زبالة " إذا به قائم على البئر(48)) وبيده ركوة يريد أن يستقي ماء، فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه(49) إلى السماء، وقال: أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء، وقوتي إذا أردت
الطعام، يا سيدي ما لي سواها!
قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها، فأخذ الركوة وملأها، وتوضأ وصل أربع ركعات، ثم مالي إلى كثيب رمل هناك، فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب(50) فقلت: أطعمني من فضل ما رزقك الله وأنعم الله عليك(51)! فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة، فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني(52) الركوة، فشربت منها فإذا سويق وسكر ما شربت - والله - ألذ منه وأطيب ريحا(53)، فشبعت ورويت وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ثم لم أره حتى دخل(54) مكة، فرأيته ليلة إلى جانب قبة السراب(55) نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح، ثم قام إلى صلاة الفجر، وطاف بالبيت أسبوعا، وخرج فتبعته فإذا(56) له حاشية وأموال(57) وغلمان، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق، ودار به الناس يسلمون عليه ويتبركون به فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال: موسى بن جعفر عليهما السلام، فقلت: قد عجبت أن تكون هذه العجائب(58) إلا لمثل هذا السيد، رواه الحنبلي(59).
وعلى يده عليه السلام تاب بشر الحافي(60). لأنه عليه السلام اجتاز على داره ببغداد، فسمع الملاهي وأصوات الغناء والقصب تخرج من تلك الدار، فخرجت جارية وبيدها قمامة البقل، فرمت بها(61) في الدرب: فقال لها: يا جارية! صاحب هذه الدار حر أم عبد؟ فقالت: بل حر فقال:
صدقت، لو كان عبدا خاف من مولاه!.
فلما دخلت قال مولاها وهو على مائدة السكر: ما أبطأك علينا؟ فقالت: حدثني رجل بكذا وكذا، فخرج حافيا(62) حتى لقي مولانا الكاظم عليه السلام فتاب على يده.    
وكان ولده علي الرضا(63) أزهد أهل زمانه وأعلمهم، وأخذ عنه فقهاء الجمهور كثيرا، و تولاه(64) المأمون لعلمه بما هو عليه من الكمال والفضل(65)، ووعظ يوما أخاه زيدا فقال له يا زيد، ما أنت قائل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سفكت الدماء وأخفت السبيل(66) وأخذت المال من غير حله!؟ غرك حمقاء أهل الكوفة، وقد(67) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، والله ما نالوا ذلك إلا بطاعة الله، فإن أردت أن تنال بمعصية الله ما نالوه بطاعته، إنك إذا لأكرم على الله منهم(68).
وضرب المأمون اسمه على الدراهم والدنانير، وكتب إلى الآفاق ببيعته، وطرح السواد ولبس الخضرة. وقيل لأبي نؤاس لم لا تمدح الرضا عليه السلام؟ فقال:
قيل لي أنت أفضل الناس طرا    في المعاني وفي الكلام البديه
لك من جوهر الكلام بديع(69)    يثمر الدر في يدي مجتنيه(70)
فلما ذا تركت مدح ابن موسى    والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمام    كان جبريل خادما لأبيه(71)
وكان ولده محمد الجواد عليه السلام على منهاج أبيه في العلم والتقوى(72) والجود، ولما مات أبوه الرضا عليه السلام شغف به المأمون لكثرة علمه ودينه، ووفور عقله مع صغر سنه، فأراد(73) أن يزوجه ابنته(74) أم الفضل، وكان قد زوج أباه الرضا عليه السلام بابنته أم حبيب فغلظ ذلك على العباسيين واستكبروه، وخافوا أن يخرج الأمر منهم، وأن يتابعه كما تابع أباه(75)، فاجتمع الأدنون منه وسألوه ترك ذلك، وقالوا إنه صغير(76) لا علم عنده، فقال: أنا أعرف به، فإن شئتم فامتحنوه، فرضوا بذلك، وجعلوا ليحيى(77) بن أكثم مالا كثيرا على امتحانه في مسألة يعجزه(78) فيها، فتواعدوا إلى يوم، فأحضره المأمون، وحضر القاضي وجماعة العباسيين، فقال القاضي: أسألك عن شئ؟ فقال له عليه السلام: سل(79).
فقال: ما تقول في محرم قتل صيدا؟ فقال له الإمام عليه السلام(80): أقتله في حل أو حرم؟ عالما كان أو جاهلا؟ مبتدئا بقتله أو عائدا؟ من صغار الصيد كان أو(81) من كبارها؟ عبدا كان المحرم أو حرا؟ صغيرا كان أو(82) كبيرا؟ من ذوات الطير كان الصيد أو(83) من غيرها؟
فتحير يحيى بن أكثم وبان العجز في وجهه، حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره فقال المأمون لأهل بيته: عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه؟! ثم أقبل على الإمام فقال: أتخطب؟ فقال(84) نعم. فقال(85) اخطب لنفسك خطبة النكاح، فخطب(86) وعقد على خمسمائة درهم جيادا مهر جدته فاطمة عليها السلام، ثم تزوج بها(87).
وكان ولده علي الهادي عليه السلام، ويقال له: العسكري، لأن المتوكل أشخصه من المدينة إلى بغداد، ثم منها إلى سر من رأى، فأقام بموضع عندها يقال له: العسكر، ثم انتقل إلى سر من رأى فأقام(88) بها عشرين سنة وتسعة أشهر، وإنما أشخصه المتوكل لأنه كل يبغض عليا عليه السلام(89)، فبلغه مقام علي بالمدينة وميل الناس إليه، فخاف منه، فدعا يحيى بن هرثمة فأمره(90) بإشخاصه، فضج أهل المدينة لذلك خوفا عليه، لأنه كان محسنا إليهم، ملازما للعبادة في المسجد، فحلف لهم يحيى أنه لا مكروه عليه، ثم فتش منزله فلم يجد فيه سوى مصاحف وأدعية وكتب العلم(91)، (فعظم في عينه)(92) وتولى خدمته بنفسه، فلما قدم بغداد بدأ بإسحاق بن إبراهيم الطاهري(93) وإلى بغداد، فقال له:
يا يحيى، هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمتوكل من تعلم، فإن حرضته(94) عليه قتله، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصمك(95). فقال له يحيى: والله ما وقعت منه إلا على خير.
قال: فلما دخلت على المتوكل أخبرته بحسن سيرته وزهده وورعه(96)، فأكرمه المتوكل(97). ثم مرض المتوكل فنذر إن عوفي تصدق(98) بدراهم كثيرة، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جوابا، فبعث إلى علي الهادي عليه السلام يسأله(99)، فقال: تصدق بثلاثة وثمانين درهما فسأله المتوكل عن السبب، فقال: لقوله تعالى: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة)(100)، وكانت المواطن هذه الجملة، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غزا سبعا وعشرين غزاة، وبعث ستا وخمسين سرية(101).
قال المسعودي: نمي إلى المتوكل بعلي بن محمد أن في منزله سلاحا من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الملك، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهجموا على داره ليلا فلم يجدوا شيئا(102)، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وهو يقرأ(103) وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصباء(104)، متوجه إلى الله تعالى يتلو القرآن، فحمل على حالته تلك إلى المتوكل، فأدخل عليه وهو في مجلس الشراب(105) والكأس في يد المتوكل، فأعظمه(106) وأجلسه إلى جانبه(107) وناوله الكأس، فقال: والله ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني(108)!
فأعفاه. وقال له: أسمعني صوتا، فقال عليه السلام: (كم تركوا من جنات وعيون)(109)... الآيات فقال: أنشدني شعرا، فقال: إني قليل الرواية للشعر. فقال: لا بد من ذلك، فأنشده(110):
باتوا على قلل الجبال(111) تحرسهم    غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز من(112) معاقلهم    وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم    أين الأساور والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة    من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين سائله(113)    تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما أكلوا دهرا وقد شربوا    فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته(114).
وكان ولده الحسن العسكري عليه السلام عالما فاضلا زاهدا أفضل أهل زمانه(115)، روت عنه العامة كثيرا.
وولده مولانا الإمام المهدي محمد عليه السلام(116)، روى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي(117) وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فذلك هو المهدي(118).
فهؤلاء الأئمة المعصومون(119) الذين بلغوا الغاية(120) في الكمال، ولم يتخذوا ما اتخذ غيرهم من الأئمة المشتغلين(121) بالملك وأنواع المعاصي والملاهي وشرب الخمور، والفجور حتى بأقاربهم(122) على ما هو المتواتر من الناس.
قالت الإمامية: فالله يحكم بيننا وبين هؤلاء وهو خير الحاكمين، وما أحسن قول بعض الناس:
إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبا    وتعلم أن الناس في نقل أخبار
فدع عنك قول الشافعي ومالك    وأحمد(123) والمروي عن كعب أحبار
ووال أناسا(124) قولهم وحديثهم    روى جدنا عن جبرئيل عن الباري
وما أظن أحدا من المحصلين(125) وقف على هذه المذاهب(126)، فاختار غير مذهب الإمامية باطنا، وإن كان في الظاهر يصير إلى غيره طلبا للدنيا حيث وضعت لهم المدارس والربط والأوقاف حتى تستمر لبني العباس الدعوة، ويشيدوا(127) للعامة اعتقاد إمامتهم.
وكثيرا ما رأينا من يدين(128) في الباطن بمذهب الإمامية، ويمنعه عن إظهاره حب الدنيا وطلب الرياسة، وقد رأيت بعض أئمة الحنابلة(129) يقول: إني على مذهب الإمامية، فقلت له:
لم تدرس على مذهب الحنابلة؟ فقال: ليس في مذهبكم البغلات(130) والمشاهرات(131). وكان أكبر مدرسي الشافعية في زماننا حيث(132) توفي أوصى بأن يتولي أمره في غسله وتجهيزه بعض المؤمنين، وأن يدفن في مشهد الكاظم عليه السلام، وأشهد عليه(133) أنه على دين الإمامية.



______________
 (1) روى العامة والخاصة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب " انظر: المستدرك 3: 126 و 127 بسنده عن ابن عباس، و 3: 127 بسنده عن جابر بن عبد الله، وفيه:
" فمن أراد العلم، فليأت الباب ". و " مناقب ابن الخوارزمي ": 82 - 83 بسنده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحديث، و " مناقب ابن المغازلي: 80 - 85 حيث روى سبع روايات عن جابر وابن عباس وعلي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف يسير في الألفاظ.
وقد عقد العلامة الأميني قده فصلا في رواة أنا مدينة العلم فراجع الغدير، 6: 61 - 77، وأورد في 78 و 79 قائمة بأسماء من صرح بصحة سنده من أعلام العامة.
وقد ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في مقدمة شرح النهج أسبقية علي عليه السلام في العلوم، وذكر ذلك ابن شهرآشوب في مناقبه 2: 28 - 57، وقال في ص 34: وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب " رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من خمسة طرق وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي (صاحب تاريخ بغداد) من ثلاثة طرق، ويحيى بن معين من طريقين. وقد رواه السمعاني والقاضي والماوردي وأبو منصور السكري وأبو الصلت الهروي وعبد الرزاق وشريك عن ابن عباس ومجاهد وجابر.
وهذا يقتضي وجوب الرجوع إلى أمير المؤمنين، لأنه كنى عنه بالمدينة، وأخبر أن الوصول إلى علمه من جهة علي خاصة، لأنه جعله كباب المدينة الذي يا يدخل إليها إلا منه، ثم أوجب ذلك الأمر بقوله " فليأت الباب "، و فيه دليل على عصمته، لأن من ليس بمعصوم يصح منه وقوع القبيح، فإذا وقع كان الاقتداء به قبيحا، فيؤدي إلى أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بالقبيح، وذلك لا يجوز انتهى.
(2) أنظر: أسباب النزول للنيسابوري: 331 وشواهد التنزيل 2: 298، والتفسير الكبير للرازي: 30: 244، والدر المنثور للسيوطي 6: 299، ومناقب ابن المغازلي: 272 - 273.
(3) صحيح مسلم، 7: 130 / باب فضائل أهل بيت النبي، بسنده عن عائشة، والمستدرك 3: 147، ومجمع الزوائد 9: 167، وتفسير الطبري 22: 5.
(4) ابن المغازلي: 307 - 309 بسنده عن ابن عباس، ومجمع الزوائد 9: 168، وذخائر العقبى: 25.
(5) صحيح مسلم 7: 120 - 121 / باب فضائل علي بن أبي طالب، بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، ومسند أحمد 1: 185 / الحديث 1611 عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه والمستدرك 3: 150، وتفسير الطبري 3: 213.
(6) في " ش 2 ": بالحرب.
(7) آل عمران: 61.
(8) في " ش 1 " وش 2 ": لا يخفى.
(9) في " ش 2 ": الألوهية.
(10) في " ش 2 ": الحسين.
(11) في " ش 1 " و " ش 2 ": أحمد.
(12) في " ر " و " ش 2 ": بكى.
(13) في " ش 1 " و " ش 2 ": وكان.
(14) مناقب ابن شهرآشوب 4: 81، عن تفسير النقاش، بإسناده عن سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس، وفيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول له: " فديت من فديته بابني إبراهيم " وعنه في بحار الأنوار 22: 153.
(15) في حلية الأولياء 3: 141 " قال سعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من علي بن الحسين، وفي الجرح والتعديل 6: 179 " قال يحيى بن سعيد: حدثنا علي بن الحسين أفضل هاشمي رأيته بالمدينة. وقال الزهري: لم أدرك من أهل البيت رجلا كان أفضل من علي بن الحسين ".
(16) في " ش 2 ": عبادة.
(17) في " ش 2 ": فلم يمكنه الزحام.
(18) في " ش 2 ": روضة عرضت.
(19) في " ش 2 ": في كل يوم.
(20) البيت الأخير ساقطا من " ر ". وانظر القصيدة في ديوان الفرزدق 2: 353 - 356.
(21) في " ش 2 " رضا.
(22) في " ش 2 ": في المدينة.
(23) في " ش 2 ": من هو الأتي به.
(24) في " ش 1 ": فلما مات زين العابدين عليه السلام.
(25) ساقطة من " ر ".
(26) ساقطة من " ر " " ش 1 ". وانظر تذكرة الخواص: 327، عن أبي نعيم في حلية الأولياء 3: 136، والفصول المهمة: 202.
(27) في " ش 2 ": وكان أعلم وقته.
في " ش 1 ": والحسين في حجره يداعبه.
(28) تذكرة الخواص: 337 عن المدائني، والفصول المهمة: 211 عن جابر بالمضمون، وشرح النهج 3: 69، ومناقب ابن شهرآشوب 4: 197.
(29) قال عنه مالك ابن أنس - كما في تهذيب التهذيب 2: 104 - " ما رأت عين ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر، أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما وعبادة وورعا ".
وقال عنه أبو حنيفة - كما في جامع أسانيد أبي حنيفة 2: 222 - " ما رئي أعلم من جعفر بن محمد، وإنه أعلم الأمة ".
وقال عنه ابن حجر الهيثمي في صواعقه: 120 " جعفر الصادق، نقل الناس، عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر، كيحيى بن سعيد، وابن جريح، ومالك، والسفيانين، و أبي حنيفة، وشعبة، وأيوب السجستاني ".
وقال أبو نعيم في حليته 3: 192 " الإمام الناطق، ذو الزمام السابق، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أقبل على العبادة والخضوع، وآثر العزلة والخشوع، ونهى عن الرئاسة والجموع ".
وفي ينابيع المودة: 457: " قال عنه الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات مشايخ الصوفية: جعفر الصادق، فاق جميع أقرانه من أهل البيت، وهو ذو علم غزير في الدين، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات، وأدب كامل في الحكمة ".
وقال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول 2: 55 " جعفر بن محمد هو من علماء أهل البيت و ساداتهم، ذو علوم جمة، وعبادة موفورة، وأوراد متواصلة، وزهادة بينة، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن، و يستخرج من بحره جواهره، ويستنتج عجائبه، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات... استفاد منه جماعة من أعيان الأمة وأعلامهم، مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريح، ومالك ابن أنس، والثوري، وابن عيينة، وأيوب السختياني، وغيرهم، وعدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها، وفضيلة اكتسبوها ".
(30) في " ش 2 ": السير.
(31) في " ش 1 ": إنه اشتغل، وفي " ش 2 ": إنه قد اشتغل.
(32) في " ش 1 ": عمرو بن المقدام.
(33) حلية الأولياء 3: 193، وتذكرة الخواص: 342.
(34) في " ش 1 ": في.
(35) في " ش 1 " و " ش 2 ": ولولديه محمد وإبراهيم.
(36) في " ش 2 ": وقال.
(37) في " ش 2 ": ولما هرب المنصور.
(38) مقاتل الطالبيين: 140 - 142 و 171 173، وانظر كلام أبي جعفر المنصور في: 184 - 185.
(39) في " ش 1 " و " ش 2 " ويقوم.
(40): في " ر ": وسمي.
(41) في " ش 2 ": أوبخنه.
(42) في " ش 1 ": يا شقيق! إن بعض الظن إثم!
(43) في " ش 2 ": بما.
(44) في " ش 1 " و " ش 2 ": يحالني.
(45) في " ش 1 ": رأيته يصلي.
(46) في " ش 1 ": تتحادر أي تحادر.
(47) ساقطة من " ش 1 ".
(48) العبارة بين القوسين ساقطة من " ش 1 ".
(49) في " ش 2 ": فرفع رأسه.
(50) في " ش 1 ": ويشير به.
(51) في " ش 1 ": وأنعم عليك.
(52) في " ش 1 ": فناولني.
(53) في " ش 1 " و " ش 2 " ألذ منه ولا أطيب ريحا.
(54) في " ش 1 ": دخلت.
(55) في " ش 1 " الميزاب.
(56) في " ر ": وإذا.
(57) في " ش 2 ": وموال.
(58) في " ش 1 ": أن تكون مثل هذه العجائب.
(59) تذكرة الخواص: 348 - 349، والفصول المهمة: 233 - 234، والصواعق المحرقة: 203، ومطالب السؤول:
26، وفي بحار الأنوار نقلا عن أمثال الصالحين " قال: وقد نظموها:
سل شقيق البلخي عنه وما عاين    منه وما الذي كان أبصر
قال: لما حججت عاينت شخصا    ناحل الجسم شاحب اللون أسمر
سائرا وحده وليس له زاد    فما زلت دائبا أتفكر
وتوهمت أنه يسأل الناس    ولم أدر أنه الحج الأكبر
ثم عاينته ونحن نزول    دون " فيد " على الكثيب الأحمر
يضع الرمل في الإناء ويشر    به فناديته وعقلي محير
اسقني شربة، فلما سقاني    منه عاينته سويقا ويسكر
فسألت الحجيج من يك هذا؟    قيل هذا الإمام موسى بن جعفر
(60) هو بشر بن الحارث الحافي، أورد أبو نعيم الأصبهاني ترجمته في " حلية الأولياء " وقال عنه: ومنهم من حباه الحق بجزيل الفواتح، وحماه عن وبيل الفوادح، أبو نصر بشر بن الحارث الحافي، المكتفي بكفاية الكافي، أكتفي فأشتفي.
وذكره الخواجة عبد الله الأنصاري في طبقات الصوفية: 85 - 86، والقاضي نور الله الشوشتري في مجالس المؤمنين 2: 12 - 14، ونقل عن ابن خلكان أن جده الخامس عبد الله أسلم على يد أمير المؤمنين علي عليه السلام. ثم ذكر صاحب المجالس أنه تاب على يد الإمام الهمام موسى الكاظم عليه السلام، ثم نقل قصة توبته من منهاج الكرامة، ثم ذكر أن تاريخ وفاته كان يوم عاشوراء من محرم الحرام سنة سبع وعشرين ومائتين، كما ذكره معصوم علي شاه في طرائق الحقائق 2: 184 - 186 ونقل قصة توبته عن منهاج الكرامة.
(61) في " ر ": به.
(62) في " ش 2 ": فخرج بشر حافيا.
(63) في " ش 1 ": وكان ولده الرضا.
(64) في " ش 1 " و " ش 2 ": ولاه.
(65) في " ش 1 ": والفضائل.
(66) في " ش 1 " و " ش 2 ": السبل.
(67) في " ش 2 ": بما.
(68) ربيع الأبرار 4: 426، عيون أخبار الرضا 2: 234 بزيادة.
(69) في " ش 2 ": % نظام.
(70) سقط البيت من " ش 1 ".
(71) تذكرة الخواص: 358. وهو في عيون أخبار الرضا 2: 146 باختلاف يسير في اللفظ.
(72) في " ش 1 " و " ش 2 ": التقى.
(73) في " ش 1 " و " ش 2 ": وأراد.
(74) في " ر ": بنته.
(75) في " ش 1 " و " ش 2 ": يبايعه كما بايع أباه.
(76) في " ر ": وقالوا إنه صغير السن.
(77) في " ش 1 ": فرضوا بذلك وجعلوا للقاضي يحيى.
في " ش 2 ": فرضوا وجعلوا للقاضي يحيى.
(78) في " ش 2 ": يعجز.
(79) في " ش 1 ": فقال سل عما بدا لك.
في " ش 2 ": فقال له سل عما بذلك.
(80) في " ش 2 ": فقال الإمام عليه السلام.
(81) في " ش 3 ": أم.
(82) في " ش 2 " و " ر ": أم.
(83) في " ش 2 ": أم.
(84) في " ش 1 ": أتخطب؟ قال.
في " ش 2 ": اخطب، فقال.
(85) سقطت الكلمة من " ش 2 ".
(86) في " ش 2 ": وخطب.
(87) الفصول المهمة: 267 - 270، وقد اختصر أسئلة يحيى بن أكثم، تذكرة الخواص: 359، قال: والإمامية تروي خبرا طويلا فيه أن المأمون لما زوجه كان عمر محمد الجواد سبع سنين وأشهر، وأنه هو الذي خطب خطبة النكاح، وأن العباسيين شغبوا على المأمون، ورشوا القاضي يحيى بن أكثم حتى وضع مسائل ليخطئ بها محمد الجواد ويمتحنه، وأن الجواد خرج عن الجميع، إرشاد المفيد: 319 - 323 مفصلا، بسنده عن الريان بن شبيب، إثبات الوصية للمسعودي: 188 - 191، إعلام الورى: 351 - 354، الاحتجاج 2: 443 - 446.
(88) العبارة بين القوسين ساقطة من " ش 2 ".
(89) وهو الذي أمر بهدم قبر الإمام الحسين عليه السلام فقال فيه الشعراء:
تاالله إن كانت أمية قد أتت    قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتته بنو أبيه بمثله    هذا لعمرك قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا    في قتله فتتبعوه رميما
وهو الذي يقف شاعره مروان بن أبي الجنوب فينشده شعرا ينال فيه من آل علي عليه السلام ويذم شيعتهم، فيأمر المتوكل أن ينثر على رأسه ثلاثة آلاف دينار ويعقد له على إمارة البحرين واليمامة ويخلع عليه أربع خلع (أنظر الكامل في التاريخ 7: 38). وهو الذي لما بلغه أن نصر بن علي حدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة، أمر بضربه ألف سوط. (انظر تاريخ بغداد 13: 287 - 288). وهو الذي أمر عمر بن الفرج الرخجي عامله على المدينة ومكة بتشديد الوطأة على العلويين، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه الواحدة بعد الأخرى، ثم يرقعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر (أنظر مقاتل الطالبيين: 599).
قال جرجي زيدان في " تاريخ التمدن الإسلامي " 5: 120 ضمن كلامه عن السخاء على الشعراء والمغنين:
" وفاقهم المتوكل في ذلك، لأنه أعطى حسين بن الضحاك ألف دينار عن كل بيت من قصيدة قالها، وهو أول من أعطى ذلك ".
وقال في ص 124 من كتابه المذكور: " وكتب التاريخ والأدب مشحونة بأخبار مجالس الشراب، وهي في الغالب مجالس الغناء، ويندر أن يترفع خليفة أو وزير عنها، ومن أكثر العباسيين رغبة فيها: الهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل... ".
ولولا الخوف من الإطالة، لنقلت ما جاء في كتب التواريخ والسيرة والأدب عن ظلمه وإسرافه وخلاعته وفسقه وفجوره، لكني أكتفي في هذه العجالة بما قاله ابن الأثير في الكامل 7: 115: وذكر أن المنتصر كان شاور في قتل أبيه (المتوكل) جماعة من الفقهاء، وأعلمهم بمذاهبه، وحكى عنه أمورا قبيحة كرهت ذكرها، فأشاروا بقتله، فكان كما ذكرنا بعضه.
ولا أدري لم كره ابن الأثير المؤرخ ذكر الأمور القبيحة التي حكاها المنتصر للفقهاء عن أبيه حتى أشاروا بقتله، بينما يفيض في نقل سواها من أخبار المطربات والمغنيات والمهرجين؟! قاتل الله العصبية! وقد صدق من قال: حبك الشئ يعمي ويصم!
(90) في " ش 1 ": وأمره.
(91) في " ش 2 ": المصاحف وكتب الأدعية والعلم.
(92) ما بين القوسين سقط من " ش 1 ".
(93) في " ش 1 ": الطائي.
(94) في " ش 1 ": تحرضه. في " ش 2 ": حرضت.
(95) في " ش 1 " و " ش 2 ": خصمك يوم القيامة.
(96) في " ش 2 ": بحسن ورعه وزهده.
(97) تذكرة الخواص: 359 - 360، مروج الذهب 4: 360، مروج الذهب 4: 84 - 85، الفصول المهمة: 279 - 281.
(98) في " ش 2 ": أن يتصدق.
(99) في " ش 1 " و " ش 2 ": وسأله.
(100) التوبة: 25.
(101) تذكرة الخواص: 360، مناقب ابن شهرآشوب 4: 402، بحار الأنوار 50: 162 - 163.
(102) في " ر ": فلم يجدوا فيها شيئا.
(103) في " ش 1 ": وهو يقرأ القرآن.
(104) في " ش 1 " و " ش 2 " الحصى.
(105) في " ش 2 ": وهو جالس في الشراب.
(106) في " ش 1 " و " ش 2 ": فعظمه.
(107) في " ش 2 ": جانب.
(108) سقطت من " ش 1 ".
(109) الدخان: 25.
(110) في " ش 1 ": فأنشد.
(111) في " ش 1 " و " ش 2 ": الجبال.
(112) في " ش 1 " و " ش 2 ": عن.
(113) في " ش 1 ": ساء لهم.
(114) مروج الذهب 4: 111، وتذكرة الخواص: 361، ونور الأبصار للشبلنجي: 150.
(115) في " ش 2 ": أفضل زمانه.
(116) في " ر ": وولد مولانا الإمام المهدي محمدا.
(117) في " ش 2 ": اسمي.
(118) تذكرة الخواص: 363 - 364.
وقد تواترت الأخبار بظهور المهدي عليه السلام وخروجه في آخر الزمان، وبأنه من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ولد فاطمة عليها السلام ومن ولد علي عليه السلام ومن ولد الحسين عليه السلام، وبأنه التاسع من ولد الحسين عليه السلام. ولم تختص هذه الأخبار بالشيعة دون السنة، فقد رواها أعاظم علماء السنة فضلا عن علماء الشيعة، كالبخاري في صحيحه وتاريخه الكبير، ومسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، وابن ماجة في سننه، وأبي داود في سننه، والترمذي في جامعه، والطبراني في معاجمه الثلاثة: الصغير والأوسط والكبير، والحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين، والطيالسي في مسنده، وعبد الرزاق الصنعاني في الصنف، الحيدي في مسنده، وابن أبي شيبة في المصنف، والحميدي في الجمع بين الصحيحين، وأبي يعلى الموصلي في مسنده، والبزار في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي في " البعث والنشور "، والديلمي في فردوس الأخبار، والبغوي في مصابيح السنة، وابن الأثير في جامع الأصول، والهيثمي في مجمع الزوائد، والسيوطي في الدر المنثور والجامع الصغير والعرف الوردي، والمتقي الهندي في كنز العمال، وعبد الغني النابلسي في ذخائر المواريث، وأبي نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان، ومنصور علي ناصف في التاج الجامع، وكثير غيرهم.
كما صنفت في موضوعه كتب كثيرة منها: الفتن لنعيم بن حماد المروزي، والملاحم لأحمد بن جعفر البغدادي، ابن المنادي، والسن لعثمان بن سعيد الداني، وعقد الدرر في أخبار المنتظر للشافعي السلمي، والبيان للكنجي الشافعي، والبرهان للمتقي الهندي، والعرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي، والشرب الوردي في مذهب المهدي للهروي الحنفي القاري، وفرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر لمرعي بن يوسف الحنبلي، ومناقب المهدي لأبي نعيم الأصبهاني، والإشاعة للبرزنجي، وغيرها.
(119) في " ش 1 ": وهؤلاء الأئمة الفضلاء المعصومون.
(120) في " ش 2 ": العلية.
(121) في " ش 2 ": الأئمة المتغلبين المشتغلين.
(122) في " ش 1 1 ": أتوا ربهم.
(123) في " ر ": قول الشافعي وأحمد - ومالك.
(124) في " ش 2 ": رجالا.
(125) في " ش 1 ": المخلصين.
(126) في " ش 1 ": هذا المذهب.
(127) في " ش 1 ": يشتد.
(128) في " ش 1 " و " ش 2 ": يتدين.
(129) في " ر ": بعض الحنابلة.
(130) في " ش 2 ": الغلات.
(131) في " ر ": المسامرات.
(132) في " ش 2 ": حين.
(133) ليست في " ش 2 ".


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page