• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الوجه السادس

إن الإمامية لما رأوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وكمالاته لا تحصى، قد رواها المخالف والمؤالف، ورأوا الجمهور قد نقلوا عن(4) غيره من الصحابة مطاعن كثيرة، ولم ينتقلوا في علي عليه السلام طعنا البتة، اتبعوا قوله وجعلوه إماما لهم، حيث نزهه المخالف والمؤالف، وتركوا غيره حيث روى فيه من يعتقد إمامته من المطاعن ما يطعن في إمامته.
ونحن نذكر هنا شيئا يسيرا مما هو صحيح عندهم، ونقلوه في المعتمد(5) من كتبهم، ليكون حجة عليهم يوم القيامة.
فمن ذلك ما وراه أبو الحسن الأندلسي في الجمع بين الصحاح الستة - موطأ مالك، وصحيحي مسلم والبخاري، وسنن أبي داود، وصحيح الترمذي، وصحيح النسائي - عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم. أن قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(7) أنزلت (8) في بيتها، وأنا جالسة عند الباب، فقلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت؟ فقال: إنك على خير، إنك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قالت: وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين، فجللهم بكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا(9).
ونحوه رواه أحمد بن حنبل، وقال في قوله تعالى (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)(10) قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عمل بهذه الآية غيري، وبي خففت الله تعالى أمر هذه الآية.(11) وعن محمد بن كعب القرظي، قال: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار وعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال طلحة بن شيبة: معي مفتاح البيت، ولو أشاء بت فيه! وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، ولو أشاء بت في المسجد.
وقال علي عليه السلام: ما أدري ما تقولان! لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد.
فأنزل الله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين)(12).
ومنها ما رواه أحمد بن حنبل، عن أنس بن مالك، قال: قلنا لسلمان: سل النبي(13) وصية! فقال له سلمان: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال: يا سلمان، من كان وصي موسى؟
فقال: يوشع بن نون.
قال، قال: وصيي ووارثي يقضي(14) ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب(15).
وعن أبي مريم، عن علي عليه السلام، قال: انطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجلس! فصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأي مني ضعفا، فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: اصعد على منكبي(16)، فصعدت على منكبيه، قال: فنهض بي قال: فإنه تخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت، وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استحكمت(17) منه، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اقذف به! فقذفت به، فتكسر كما تتكسر القوارير، ثم نزلت وانطلق أنا ورسول الله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس(18).
وعن معقل بن يسار، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة: ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما؟(19).
عن ابن أبي ليل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصديقون(20) ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال (يا قوم اتبعوا المرسلين)(21) وحزبيل مؤمن آل فرعون الذي قال (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)،(22)، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم(23).
وعن عمرو بن ميمون قال: لعلي عشر خصال ليست لغيره، قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف، قال: أين علي؟
قالوا: هو في الرحى يطحن، قال: وما كان أحدكم يطحن قال: فجاء، وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث في عينيه،(24) ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي.
قال: ثم بعث أبا بكر بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه، وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه.
وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي معهم جالس، فأبوا فقال علي: أنا أو إليك في الدنيا والآخرة، قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم(25) فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، فقال علي: أنا أو إليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.(26).
قال: وكان علي أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(27).
قال: وشرى علي نفسه ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم نام مكانه، وكان المشركون يرمونه بالحجارة.
وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة تبوك، فقال له علي: أأخرج معك؟ فقال: لا فبكي علي فقال(28): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.
قال: وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت وليي في كل مؤمن بعدي.
قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.
وقال له: من كنت مولاه، فإن مولاه علي(29).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعا: أنه بعث أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة، فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي عليه السلام الحقه فرده وبلغها أنت، ففعل، فلما قدم أبو بكر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى وقال:
يا رسول الله حدث في شئ؟ قال: لا، ولكن أمرت ألا يبلغه إلا أنا أو رجل مني،(30).
ومنها ما رواه أخطب خوارزم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يا علي، لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حتى حج(31) ألف عام على قدميه، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما، ثم لم يوالك يا علي، لم يشك رائحة الجنة، ولم يدخلها(32).
وقال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي!! قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني.(33).
وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة.(34).
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب عليا قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة، إلا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه " آيس من رحمة الله ".(35)
وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليا، فهو كاذب ليس بمؤمن.(36).
وعن أبي برزة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن جلوس ذات يوم: والذي نفسي بيده لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله تبارك وتعالى عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن ماله مم كسبه وفيم أنفقه، وعن حبنا أهل البيت. فقال له عمر: فما آية حبكم من بعدكم؟ فوضع يده على رأس علي عليه السلام وهو إلى جانبه فقال: إن حبي من بعدي حب هذا(37).
وعن عبد الله بن عمر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل: بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، فألهمني أن قلت: يا رب أنت خاطبتني أم علي(38)؟ فقال: يا أحمد،(39) أنا شئ ليس كالأشياء لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء،(40) خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب عليه السلام، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك.(41).
وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن الرياض أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والإنس كتاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.(42) وبالإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكره فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخره، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله(43) له الذنوب التي اكتسبها (بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها)(44) بالنظر.
ثم قال: النظر إلى وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عبادة:
وذكره عبادة، لا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه.(45).
وعن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال(46): لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.(47).
وعن سعد بن أبي وقاص، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا بالسب فأبي، فقال:
ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: ثلاث قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه، لئن يكون(48) لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي - وقد خلفه(49) في بعض مغازيه - فقال له علي: يا رسول الله تخلفني(50) مع النساء والصبيان؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله (ويحبه الله ورسوله)(51):
فتطاولنا، فقال: ادعوا لي عليا، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينيه(52) فدفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
وأنزلت(53) هذه الآية (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)(54)، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: الهم هؤلاء: أهلي.(55).
وعن عامر بن واثلة، قال: كنت مع علي عليه السلام في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا عليه السلام يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغير(56) ذلك، ثم قال:
أنشدكم بالله أيها النفر جميعا، أفيكم أحد وحد الله تعالى قبلي؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيار(57) في الجنة مع الملائكة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله تعالى، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال:: فأنشدك بالله، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله تعالى، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر مرات وقدم بين يدي نجواه صدقة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد الغايب، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلى، وأشدهم لك حبا ولي حبا، يأكل معي هذا الطائر، فأتاه فأكل معه غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله(58) ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه،، إذ رجع غيري منهزما، غيري؟(59)، قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني وليعة: لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا نفسه كنفسي، طاعة طاعتي ومعصية معصيتي، يفصلكم بالسيف، غيري؟، قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة، منهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، حيث جئت بالماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القليب، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد نودي به من السماء " لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي " غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تقابل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، غيري؟(60) قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني قاتلت على تنزيل القرآن، وتقاتل على تأويل القرآن، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم(61) أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأخذ براءة من أبي بكر، فقال له أبو بكر: يا رسول الله، أنزل في شئ؟ فقال له: إنه لا يؤدي عني إلا علي، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق،(62) غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، أتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه، بل الله سد أبوابكم وفتح بابه.
غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، أتعلمون أنه ناجاني في يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك، فقلتم:
ناجاه دوننا!! فقال: ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: الحق مع علي وعلي مع الحق، يدور الحق مع علي كيفما دار؟(63) قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، لن تضلوا ما استمسكتم بهما، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد وقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المشركين بنفسه واضطجع في مضجعه غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد بارز عمرو بن ود العامري حيث دعاكم إلى البراز، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه(64) آية التطهير حيث يقول: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(65)، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله: أنت سيد العرب(66)، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله، غيري؟ قالوا: اللهم لا.(67)
ومنها ما رواه أبو عمر الزاهد، عن ابن عباس، قال: لعلي أربع خصال ليس لأحد من الناس غيره: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم حنين، وهو الذي غسله وأدخله قبره صلى الله عليهما.(68).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مررت ليلة المعراج بقوم تشرشر أشداقهم، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال (هؤلاء الذين يقطعون الناس بالغيبة قال: مررت بقوم ضأضؤا فقلت:
يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال)(69): هؤلاء الكفار، قال: ثم عدلنا عن ذلك الطريق، فلما انتهينا إلى السماء الرابعة رأيت عليا يصلي، فقلت لجبرئيل:
(يا جبرئيل)(70) أهذا علي قد سبقنا؟ قال: لا، ليس هذا عليا. قلت: فمن هو؟ قال: إن الملائكة المقربين والملائكة الكروبيين لما سمعت فضائل علي عليه السلام، وبخاصة سمعت قولك فيه " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "، اشتاقت إلى علي، فخلق الله لها ملكا على صورة علي، فإذا اشتاقت إلى علي نظرت إلى ذلك الملك، فكأنها قد رأت عليا عليه السلام(71).
وعن ابن عباس، قال إن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم وهو نشيط: أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى؟
قال: فقوله " أنا الفتى " يعني هو فتى العرب بإجماع، أي سيدها وقوله " ابن الفتى " يعني إبراهيم الخليل عليه السلام، من قوله عز وجل (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم)(72)، وقوله " أخو الفتى " يعني عليا عليه السلام، وهو قول جبرئيل عليه السلام في يوم بدر، وقد عرج إلى السماء بالفتح، وهو فرح، وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي(73).
وعن ابن عباس قال: رأيت أبا ذر وهو متعلق بأستار الكعبة، وهو يقول: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر، لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا، ما نفعكم ذلك حتى تحبوا عليا عليه السلام.(74)
ومنها ما نقله صاحب الفردوس في كتابه: عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حب علي بن أبي طالب عليه السلام حسنة لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة.(75) وعن ابن مسعود، قال: حب آل محمد خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة.(76)
وعن أنس، قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وهذا حجة الله على خلقه(77).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: لو اجتمع الناس على حب علي، لم يخلق الله النار.(78)
ومنها ما رواه أبو عبد الله الحافظ الشافعي بإسناده عن أبي برزة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عهد إلي عهدا في علي، فقلت: يا رب بينه لي، فقال: اسمع! فقلت:
سمعت فقال: إن عليا راية الهدى وإمام الأولياء، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك! فجاء علي فبشرته، فقال: يا رسول الله! أنا عبد الله في قبضته، فإن يعذبني فبذنوبي، وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى به، قال: فقلت: اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعة الإيمان! فقال الله عز وجل، فقد فعلت به ذلك. ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص به أحد من أصحابي، فقلت: يا رب أخي وصاحبي، فقال: إن هذا شئ قد سبق، إنه مبتلى ومبتلى به ورواه صاحب كتاب " حلية الأولياء "(79).
وعن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، من تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل.(80) وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي من سبك فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه على منخريه في النار.(81) والأخبار الواردة من قبل المخالفين أكثر من أن تحصى، لكن اقتصرنا في هذه المختصر على هذا القدر.
وأما المطاعن في الجماعة:
فقد نقل أتباعهم الجمهور منها شيئا كثيرا، حتى صنف الكلبي كتابا كله في مثالب الصحابة، ولم يذكر فيه منقصة واحدة لأهل البيت عليهم السلام.
وقد ذكر غيره منهم أشياء كثيرة، ونحن نذكر شيئا يسيرا منها.
منها ما رووه عن أبي بكر أنه قال على المنبر: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعصم بالوحي، وإن لم شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني.(83) وكيف تجوز إمامة من يستعين بالرعية على تقويمه، مع أن الرعية تحتاج إليه؟!
وقال: أقيلوني فلست بخيركم!(84) فإن كانت إمامته حقا، كانت استقالته منها معصية، وإن كانت باطلة، لزم الطعن، وقال عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.(85) ولو كانت إمامته صحيحة لم يستحق فاعلها القتل، فيلزم تطرق الطعن إلى عمر، وإن كانت باطلة، لزم الطعن عليهما معا وقال أبو بكر عند موته: ليتني كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل للأنصار في هذا الأمر حق؟(86) وهذا يدل على أنه في شك من إمامته، ولم تقع صوابا وقال عند احتضاره: ليت أمي لم تلدني! يا ليتني كنت تبنه في لبنة!!(87).
مع أنهم نقلوا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ما من محتضر يحتضر إلا ويرى مقعده من الجنة أو النار.
وقال أبو بكر: ليتني في ظلة بني ساعدة ضربت يدي على يد أحد الرجلين، وكان هو الأمير وكنت الوزير!(88) وهو يدل على أنه لم يكن صالحا يرتضي نفسه للإمامة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته مرة بعد أخرى، مكررا لذلك " أنفذوا جيش أسامة! لعن الله المتخلف عن جيش أسامة "! وكان الثلاثة معه، ومنع أبو بكر عمر من ذلك.(89).
وأيضا لم يول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر عملا البتة في وقته، بل ولى عليه عمرو بن العاص تارة، وأسامة أخرى، ولما نفده بسورة براءة رده بعد ثلاثة أيام بوحي من الله تعالى وكيف يرتضي العاقل إمامة من لا يرتضيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي من الله تعالى لأداء عشر آيات من براءة؟!
وقطع [ أبو بكر ] يسار سارق، ولم يعلم أن القطع لليد اليمنى، وأحرق الفجاءة السلمي بالنار وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإحراق بالنار، وقال: لا يعذب بالنار إلا رب النار(90)، وخفي عليه أكثر أحكام الشريعة، فلم يعرف حكم الكلالة، وقال: أقول فيها برأيي، فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمي ومن الشيطان.(91) وقضى في الجد سبعين قضية، وهو يدل على قصوره في العلم، فأي نسبة له إلى من قال:
سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن طرق السماء، فإني أعرف بها من طرق الأرض(92)؟
قال أبو البحتري: رأيت عليا عليه السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، متقلدا بسيف رسول الله، متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في إصبعه خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقعد على المنبر وكشف عن بطنه، فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنما بين الجوانح مني علم جم، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زقا من غير وحي أوحي إلي، فوالله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم، حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فتقول: صدق علي قد أفتاكم بما أنزل الله في، وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون؟!(93) وعن البيهقي في كتابه بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام(94). فأثبت له ما تفرق فيهم.
قال أبو عمرو الزاهد: قال أبو العباس ثعلب: لا نعلم أحدا قال بعد نبيه " سلوني " من شيث إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا عليا، فسأله الأكابر: أبو بكر وعمر وأشباههما حتى انقطع السؤال، ثم قال بعد هذا كله: يا كميل بن زياد! إن هاهنا لعلما جما لو وجدت له حملة.(95) وأهمل [ أبو بكر ] حدود الله، فلم يقتص من خالد بن الوليد ولا حده حين قتل مالك بن نويرة - وكان مسلما - وتزوج امرأته من(96) ليلة قتله وضاجعها. وأشار عليه عمر بقتله فلم يقبل(97).
وخالف أمر الله تعالى في توريث بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنعها فدكا(98)، وتسمى بخليفة رسول الله من غير أن يستخلفه.(99).
ومنها ما رووه عن عمر: روى أبو نعيم الحافظ في كتاب " حلية الأولياء " أنه لما احتضر قال يا: ليتني كنت كبشا لقومي فسمنوني ما بدا لهم، ثم جاءهم أحب قومهم إليهم فذبحوني فجعلوا نصفي شواء ونصفي قديدا فأكلوني، فأكون عذرة ولا أكون بشرا.(100) هل هذا إلا مساو لقول الله تعالى (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)(101)؟
وقال لابن عباس عند احتضاره: لو أن لي ملء الأرض ذهبا ومثله معه لافتديت به نفسي من هول المطلع!(102) وهذا مثل قوله تعالى (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب)(103).
فلينظر المنصف العاقل قول الرجلين عند احتضارهما، وقول علي عليه السلام: متى ألقاها؟ متى يبعث أشقاها؟ متى ألقى الأحبة محمدا وحزبه؟ وقوله حين قتل: فزت ورب الكعبة!(104) وروى صاحب الصحاح السبعة في السنة من مسند ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرض موته: ائتوني بدواة وبياض لأكتب لكم كتابا لا تضلون به من بعدي، فقال عمر: إن الرجل ليهجر، حسبنا كتاب الله! وكثر اللغط فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اخرجوا عني لا ينبغي التنازع لدي فقال ابن عباس: الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(105).
وقال [ عمر ] لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والله ما مات محمد ولا يموت حتى يقطع أيدي رجال وأرجلهم! فلما نبهه أبو بكر وتلا عليه (إنك ميت)(106)، وقوله، (أفإن مات أو قتل)(107)، قال: كأني ما سمعت بهذه الآية.(108)
ولما وعظمت فاطمة عليه السلام أبا بكر في فدك، كتب لها بها كتابا ورودها عليها، فخرجت من عنده فلقيها عمر، فخرق الكتاب، فدعت عليه بما فعله أبو لؤلؤة به(109).
وعطل حد الله تعالى، فلم يحد المغيرة بن شعبة(110)، وكان يعطي أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت المال أكثر مما ينبغي، فكان يعطي عائشة وحفصة في كل سنة عشرة آلاف درهم(111) وغير حكم الله تعالى في المتعتين(112).
وكان قليل المعرفة بالأحكام: أمر برجم حامل، فقال له علي عليه السلام: إن كان لك عليها سبيل، فلا سبيل لك على ما في بطنها، فأمسك، وقال: لولا على لهلك عمر.(113)
و - مر برجم مجنونة، فقال له علي عليه السلام: إن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق، فأمسك وقال: لولا على لهلك عمر.(114)
وقال في خطبة له: من غالى في مهر امرأة جعلته في بيت المال، فقالت له امرأة: كيف تمنعا ما أعطانا الله تعالى في كتاب، حيث(115) قال (وآتيتم إحداهن قنطارا)(116)، فقال: كل أفقه من عمر، حتى المخدرات.(117) ولم يحد قدامة بن مظعون في الخمر، لأنه تلا عليه (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا)(118)، فقال له علي (عليه السلام: ليس قدامة من أهل هذه الآية، وأمره بحده، فلم يدر كم يحده، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: حدده ثمانين، إن شارب الخمر إذا شربها سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى.(119).
وأرسل إلى حامل يستدعيها، فأجهضت خوفا، فقال له الصحابة: نراك مؤدبا ولا شئ عليك، ثم سأل أمير المؤمنين عليه السلام فأوجب الدية على عاقلته.(120)
وتنازعت امرأتان في طفل، فلم يعلم الحكم، وفزع فيه إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فاستدعى المرأتين ووعظهما فلم ترجعا، فقال عليه السلام: ائتوني بمنشار! فقالت المرأتان له:
ما تصنع؟ قال: أقده نصفين تأخذ كل واحد نصفا، فرضيت إحداهما وقالت الأخرى: الله الله يا أبا الحسن، إن كان لا بد من ذلك قد سمحت به لها، فقال عليه السلام: الله أكبر، هو ابنك دونها، ولو كان ابنها لرقت عليه، فاعترفت الأخرى أن الحق مع صاحبتها، ففرح عمر ودعا لأمير المؤمنين عليه السلام.(121)
وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فقال له علي عليه السلام: إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك! إن الله تعالى يقول: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا)(122)، وقال: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين)(123) فخلى سبيلها.(124)
وكان يضطرب في الأحكام، فقضى في الجد بمائة(125) قضية، وكان يفضل في الغنيمة والعطاء، وأوجب الله تعالى التسوية، وقال بالرأي والحدس والظن.
وجعل الأمر شورى من بعده وخالف فيه من تقدمه، فإنه لم يفوض الأمر فيه إلى اختيار الناس، ولا نص على إمام بعده، بل تأسف على سالم مولى حذيفة، وقال: لو كان حيا لم يختلجني فيه شك(126)، وأمير المؤمنين علي عليه السلام حاضر، وجمع في من يختار بين المفضول والفاضل، ومن حق الفاضل التقدم على المفضول، ثم طعن في كل واحد ممن اختاره للشورى، وأظهر أنه يكره أن يتقلد أمر المسلمين ميتا كما تلده حيا، ثم تقلده بأن جعل الإمامة في ستة، ثم ناقض فجعلها في أربعة، ثم في ثلاثة، ثم في واحد، فجعل إلى عبد الرحمن بن عوف الاختيار بعد أن وصفه بالضعف والقصور، ثم قال: إن اجتمع أمير المؤمنين وعثمان فالقول ما قالاه، وإن صاروا ثلاثة ثلاثة، فالقول للذين فيهم عبد الرحمن، لعلمه أن عليا وعثمان لا يجتمعان على أمر، وأن عبد الرحمن لا يعدل بالأمر عن أخيه(127) وهو عثمان وابن عمه، ثم أمر بضرب أعناقهم إن تأخروا عن البيعة ثلاثة أيام، مع أنهم عندهم من العشرة المبشرة بالجنة، (وأمر بقتل من خالف الأربعة منهم)(128)، وأمر بقتل من خالف الثلاثة الذين منهم عبد الرحمن، وكل ذلك مخالف للدين(129).
وقال لعلي عليه السلام: إن وليتها - وليسوا فاعلين - لتركبنهم على المحجة البيضاء، وفيه إشارة إلى أنهم لا يولونه إياها.
وقال لعثمان: إن وليتها لتركبن آل أبي معيط على رقاب الناس، ولئن فعلت لتقتلن، وفيه إشارة إلى الأمر بقتله.(130)
وأما عثمان، فإنه ولى أمور المسلمين من لا يصلح للولاية، حتى ظهر من بعضهم الفسوق، ومن بعضهم الخيانة، وقسم الولايات بين أقاربه، وعوتب على ذلك مرارا فلم يرجع.
واستعمل الوليد بن عقبة(131) حتى ظهر منه شرب الخمر، وصلى بالناس وهو سكران.(132)
واستعمل سعيد بن العاص على الكوفة، فظهر منه ما أدى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها(133).
وولى عبد الله بن أبي سرح مصر حتى تظلم منه أهلها، وكاتبه أن يتمر على ولايته سرا، خلاف ما كتب إليه جهرا، وأمره بقتل محمد بن أبي بكر.(134)
وولى معاوية الشام، فأحدث من الفتن ما أحدث، وولى عبد الله بن عامر العراقي ففعل من المناكير ما فعل.
وولي مروان أمره، وألقى إليه مقاليد أموره، ودفع إليه خاتمه، فحدث من ذلك قتل عثمان، فحدث من الفتنة بين الأمة ما حدث.
وكان يؤثر أهله بالأموال الكثيرة من بيت مال المسلمين، حتى أنه دفع إلى أربعة نفر من قريش - زوجهم بناته - أربع مائة ألف دينار، ودفع إلى مروان ألف ألف دينار(135).
وكان ابن مسعود يطعن عليه ويكفره، ولما علم ضربه حتى مات(136) وضرب عمارا حتى صار به فتق،(137) وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: عمار جلدة بين عيني، تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة(138) وكان عمار يطعن عليه.
وطرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم بن أبي العاص عم عثمان عن المدينة ومعه ابنه مروان، فلم يزل طريدا هو وابنه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر، فلما ولي عثمان آواه ورده إلى المدينة(139) وجعل مروان كاتبه وصاحب تدبيره، مع أن الله تعالى قال: (لا تجد قوما يؤمنون بالله) - الآية(140).
ونفي أبا ذر إلى الربذة، وضربه ضربا وجميعا، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حقه: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.(141) وقال: إن الله تعالى أوحي إلى أنه يحب أربعة من أصحابي وأمرني بحبهم، فقيل له: من هم يا رسول الله؟ قال: علي سيدهم،
وسلمان والمقداد وأبو ذر(142).
وضيع حدود الله، فلم يقد(143) عبيد الله بن عمر حين قتل الهرمزان مولى أمير المؤمنين عليه السلام بعد إسلامه، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يطلب عبيد الله لإقامة القصاص عليه، فلحق بمعاوية و أراد أن يعطل حد الشرب في الوليد بن عقبة، حتى حده أمير المؤمنين عليه السلام، وقال: لا يبطل حد الله وأنا حاضر(144).
وزاد الأذان الثاني يوم الجمعة وهي بدعة وصار سنة إلى الآن،(145) وخالفه المسلمون كلهم حتى قتل، وعابوا فعاله وقالوا له: غبت عن بدر، وهربت يوم أحد، ولم تشهد بيعة الرضوان(146) والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى.
وقد ذكر الشهرستاني - وهو أشد المبغضين على الإمامية - أن مثار الفساد بعد شبهة إبليس الاختلافات الواقعة في مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأول تنازع وقع في مرضه فيما رواه البخاري بإسناده إلى ابن عباس، قال: لما اشتد بالنبي مرضه الذي توفي فيه قال: ائتوني بدواة وقرطاس اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي، فقال عمر إن صاحبكم ليهجر، حسبنا كتاب الله! وكثر(147) اللغط، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع.
والخلاف الثاني في مرضه صلى الله عليه وآله وسلم: أنه قال: جهزوا جيش أسامة! لعن الهل من تخلف عنه.
فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وأسامة قد برز عن المدينة، وقال قوم: اشتد مرضه ولا يسع قلوبنا المفارقة.
والثالث في موته صلى الله عليه وآله وسلم قال عمر: من قال أن محمدا قد مات قتلته بسيفي هذا، وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم، وقال أبو بكر: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد إله محمد فإنه حي لا يموت.
الرابع: في الإمامة: وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة: إذا ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان، واختلف المهاجرون والأنصار، فقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، واتفقوا على رئيسهم سعد بن عبادة الأنصاري، فاستدرك عمر وأبو بكر بأن حضرا سقيفة بني ساعدة ومد عمر يده إلى أبي بكر بايعه، فبايعه الناس. وقال عمر: إنما كانت فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، وأمير المؤمنين عليه السلام مشغول بما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دفنه وتجهيزه وملازمة قبره، وتخلف هو وجماعة عن البيعة.
الخامس: في فدك والتوارث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ودفعها أبو بر بروايته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة.
والسادس: في قتال مانعي الزكاة، فقاتلهم أبو بكر، واجتهد عمر في أيام خلافته فرد السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين:
السابع: في تنصيص أبي بكر على عمر بالخلافة، فمن الناس من قال: وليت علينا فظا غليظا.
الثامن: في أمر الشورى، واتفقوا بعد الاختلاف على إمامة عثمان، ووقعت اختلافات كثيرة، منها رده الحكم بن أمية إلى المدينة بعد أن طرده رسول الله، وكان يسمى طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد أن تشفع إلى أبي بكر وعمر أيام خلافتهما فما أجابا إلى ذلك، ونفاه عمر من مقامه باليمن أربعين فرسخا.
ومنها نفيه أبا ذر إلى الربذة، وتزويجه مروان بن الحكم ابنته، وتسليمه خمس غنائم أفريقية له، وقد بلغت مائتي ألف دينار، ومنها إيواؤه عبد الله بن سعد بن أبي سرح بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم دمه، وتوليته إياه مصر، وتوليته عبد الله بن عامر البصرة حتى أحدث فيها ما أحدث، وكان أمراء جنوده(148): معاوية بن أبي سفيان عامل الشام، وسعيد بن العاص عامل الكوفة، وبعده عبد الله بن عامر، والوليد بن عقبة عامل البصرة.
التاسع: في زمن أمير المؤمنين عليه السلام بعد الاتفاق عليه وعقد البيعة له، فأولا خروج طلحة والزبير إلى مكة، ثم حمل عائشة إلى البصرة، ثم نصب القتال معه، ويعرف ذلك بحرب الجمل، والخلاف بينه وبين معاوية وحرب صفين، ومغادرة عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري، وكذا الخلاف بينه وبين الشراة المارقين بالنهروان، وفي الجملة: كان علي مع الحق والحق معه.
وظهر في زمانه الخوارج عليه، مثل الأشعث بن قيس، ومسعود بن مذكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي، وغيرهم، وظهر في زمانه الغلاة كعبد الله بن سبأ، ومن الفريقين(149) ابتدأت البدعة والضلالة، وصدق فيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يهلك فيك اثنان، محب غال ومبغض قال(150).
فانظر بعين الإنصاف إلى كلام هذا الرجل، هل خرج موجب الفتنة عن المشائخ أو تعداهم؟




______________
(1) مقتل الحسين للخوارزمي 2: 83 ونور الأبصار: 127، ومناقب ابن المغازلي: 66 / الحديث 95، وإسعاف الراغبين: 186.
(2) مقتل الحسين للخوارزمي 2: 84، ومناقب ابن المغازلي: 41 - 42 / الحديث 64 و: 292 / الحديث 334 بعضه.
(3) في " ش 2 ": نزه.
(4) في " ش 2 ": في.
(5) في " ش 2 ": في.
(6) في " ش 1 " و " ش 2 ": المعتد.
(7) الأحزاب: 33.
(8) في " ش ": نزلت.
(9) أنظر أسباب النزول: 134، والمستدرك على الصحيحين 2: 481، وتفسير الطبري 28: 14، وخصائص النسائي: 39، وكفاية الطالب: 135، والدر المنثور 6: 185.
(10) المجادلة: 12.
(11) تفسير الرازي 29: 271، وتفسير الطبري 28: 14، وأسباب النزول: 234، والمستدرك على الصحيحين 2: 481.
(12) التوبة: 19.
أسباب النزول: 139، وتفسير الطبري 10: 68، وتفسير ابن كثير 2: 241.
(13) في " ش 1 " و " ش 2 ": من.
(14) في " ش 1 ": ومن يقضي.
(15) كفاية الطالب: 292، وقال: رواه الطبراني في معجمه الكبير، وتذكرة الخواص: 43 عن أحمد في الفضائل.
(16) في " ش 1 " و " ش 2 ": منكبه.
(17) في " ش 1 " وش 2 ": استكمت.
(18) مناقب الخوارزمي: 123 - 124، وخصائص النسائي: 113، والمستدرك على الصحيحين 2: 366، وذخائر العقبي: 85 - 86 وقال: خرجه أحمد وصاحب الصفوة.
(19) كنزل العمال: 11 / الحديثان 32924 و 32925 وقال: أخرجه الحاكم والطبراني والخطيب.
(20) في " ش 1 ": الصديق.
(21) يس: 20.
(22) غافر: 28.
(23) شواهد التنزيل 2: 224 / الحديثان 938 و 939، وشرح النهج 2: 431، والفردوس للديلمي 2: 421 / الحديث 3866، والصواعق المحرقة 125، ومناقب ابن المغازلي: 245 - 246 / الحديث 293.
(24) مسند أحمد 1: 98 / الحديث 772 في حديث، وصحيح البخاري 5 22 / باب مناقب علي، ومستدرك الحاكم 3: 120، وتاريخ بغداد 4: 140.
(25) في " ر ": عينه.
(26) في مناقب الخوارزمي: علي رجل رجل منهم.
(27) أنظر حديث العشيرة في ص 147 من هذا الكتاب.
(28) الأحزاب: 33.
(29) ليس في " ر ".
(30) في " ش 1 " و " ش 2 ": فعلي مولاه.
مناقب الخوارزمي: 125 - 127 / فصل 12، وخصائص النسائي: 61 - 62، ومسند أحمد 1: 330 / الحديث 3052.
(31) مسند أحمد 3: 283 / الحديث 13605، وخصائص النسائي: 91، والدر المنثور 3: 209، وتذكرة الخواص: 37.
(32) في " ش 2 ": يحج.
(33) مناقب الخوارزمي: 67 - 68 / الحديث 40.
(34) مناقب الخوارزمي: 69 - 170 / الحديث 44، وذخائر العقبى: 65 وقال: أخرجه أبو عمر النمري، والفردوس للديلمي 1: 329 - 330 / الحديث 1751 في حديث عن عمار مرفوعا، وانظر كنز العمال: 11 / الحديث 24 - 33.
(35) مناقب الخوارزمي: 71 / الحديث 47، ومقتل الحسين للخوارزمي 1: 39.
(36) مناقب الخوارزمي: 72 - 73 / الحديث 51 وفرائد السمطين 2: 258.
(37) مناقب الخوارزمي: 76 / الحديث 57، وترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق لابن عساكر 2: 210.
(38) مناقب الخوارزمي: 76 / 77 / الحديث 58، ومناقب ابن المغازلي 119 - 120 / الحديث 157، بعضه بسنده عن ابن عباس، كفاية الطالب: 323 - 324 بسنده عن أبي ذر، وقال: هكذا رواه ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلام في تاريخه.
(39) في " ر ": يا رب خاطبتني أم علي، وفي مناقب الخوارزمي: يا رب خاطبتني أنت أم علي.
(40) في " ش 1 " و " ش 2 ": محمد.
(41) في " ش 1 " و " ش 2 ": بالأشياء. وفي مناقب الخوارزمي: بالشبهات.
(42) مناقب الخوارزمي: 78 / الحديث 61، وينابيع المودة 1: 246 - 247 / الحديث 28.
(43) مناقب الخوارزمي: 328 / الحديث 341، وحلية الأبرار 1: 289، وكفاية الطالب: 251 - 252، والمستدرك 3: 107.
(44) في " ر " غفر له.
(45) ما بين القوسين ساقط من " ش 1 ".
(46) مناقب الخوارزمي 32 - 33 / الحديث 2، وكفاية الطالب: 252، وينابيع المودة 1: 364 - 365 / الحديث 6، وفرائد السمطين 1: 18.
(47) سقط من " ش 2 ".
(48) مقتل الحسين للخوارزمي 1: 45، وكنز العمال: 11 / الحديث 35، 33، و " ما روته العامة من مناقب أهل البيت " للبشرواني: 145 نقلا عن وضة الأحباب.
(49) في " ش 1 " و " ش 2 ": كان.
(50) في " ر ": وخلفه.
(51) ما بين القوسين غير موجود في " ر ".
(52) في " ر ": عينه.
(53) في " ش 1 " و " ش 2 ": ولما نزلت.
(54) آل عمران: 61.
(55) صحيح مسلم 7: 120 / كتاب فضائل الصحابة، وسنن الترمذي 5: 301 / كتاب الفضائل، وخصائص النسائي: 48 - 49، والمستدرك 3: 116، وكفاية: 84 - 85، وقال: هكذا رواه مسلم في صحيحه وغيره من الحفاظ.
(56) في " ر ": بغير.
(57) في " ر ": طيار.
(58) ليس في " ش 2 ".
(59) في " ش 1 " و " ش 2 ": إذا رجع غيري؟.
(60) في " ر ": هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟.
(61) في " ش 1 ": أفيكم.
(62) في " ر ": كافر.
(63) في " ر ": يزول الحق مع علي كيفما دار.
(64) في " ش 1 " و " ش 2 ": نزل فيه.
(65) الأحزاب: 33.
(66) في " ش 1 " و " ش 2 ": المؤمنين.
(67) مناقب الخوارزمي: 303 - 314 / الحديث 314، وأخرجها مناقبه: 299 - 302 / الحديث 296 بلفظ قريب بسنده عن أبي ذر، وانظر مناقب ابن المغازلي: 112 - 118 / الحديث 155، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي: 386 - 386 مختصرا، وقال: هكذا رواه الحاكم في كتابه. وتاريخ دمشق لابن عساكر، 3: 91 / الحديث 1132.
(68) مناقب الخوارزمي: 58 / الحديث 26، وشواهد النزيل 1: 117 - 118 / الحديث 128 وتاريخ دمشق 1:
161 / الحديث 202.
(69) ما بين القوسين سقط من " ر ".
(70) ما بين القوسين في " ر " فقط.
(71) كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 131 - 133 / الباب 26 " في شوق الملائكة والجنة إلى علي عليه السلام واستغفارهم لمحبيه "، بسنه عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مررت ليلة أسري بي إلى السماء، فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به، فقلت: يا جبرئيل من هذا الملك؟ قال: ادن منه وسلم عليه، فدنوت منه وسلمت عليه، فإذا أنا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب، فقلت: يا جبرئيل سبقني علي إلى السماء الرابعة؟! فقال لي يا محمد، لا، ولكن الملائكة شكت حبها لعلي، فخلق الله تعالى هذا الملك من نور على صورة علي، فالملائكة تزوره في كل ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرة، يسبحون الله ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحب علي. ثم قال الحافظ الكنجي: هذا حديث حسن عال لم نكتبه إلا من هذا الوجه، تفرد به يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس وهو ثقة. وروى حديثا وروى حديثا مختصرا آخر عن أنس في شوق الملائكة والجنة إلى علي عليه السلام.
(72) الأنبياء.
(73) روى نداء المنادي ب (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي):
ابن المغازلي في مناقبه: 197 / الحديث 234 بسنده عن أبي رافع، والقندوزي في ينابيع المودة: 2: 291 / الباب 56 عن أبي رافع، و 2: 166 / الباب 56 عن الباقر عليه السلام، و 1: 434 / الباب 50 عن أبي ذر، و 1: 24 / الباب 15 عن الحسين عليه السلام.
والحمويني في فرائد السمطين 2: 251 / الحديث 194 عن أبي رافع، والخوارزمي في المناقب: 167 / الحديث 200 عن جابر بن عبد الله، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 277 - 280، / الباب 69 روى ثمانية أحاديث عن الباقر عليه السلام وحديثا عن جابر بن عبد الله.
(74) أورده المجلسي في بحار الأنوار 32: 310 بسنده عن ابن عباس، قال: رأيت أبا ذر الغفاري متعلقا بحلقة بيت الله الحرام وهو يقول... الحديث مفصلا.
وروى ابن المغازلي في المناقب: 297 / الحديث 340 بسنده عن جابر بن عبد الله حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و فيه: يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالأوتار، وبغضوك لأكبهم الله في النار.
ورواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 317 - 318 / الباب 87 بلفظ ابن المغازلي.
(75) الفردوس للديلمي 2: 142 / الحديث 2725.
(76) الفردوس 2: 142 / الحديث 2725.
(77) الفردوس 2: 142 / الحديث 2721.
(78) لم أعثر عليه في الفردوس المطبوع، وقد أخرجه القندوزي في ينابيع المودة 2: 249 / الباب 56 وقال: رواه صاحب الفردوس والإمام أحمد، وابن المغازلي في المناقب: 45 و 167 / الحديث 67 بسنده عن أنس.
ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى: 77 باختلاف في اللفظ، وقال: أخرجه النقاش.
(79) الفردوس 3: 373 / الحديث 5135.
(80) حلية الأولياء 1: 66، ومناقب ابن المغازلي: 46 - 47 / الحديث 69، وشرح النهج 9: 167 / الخطبة 154، وينابيع المودة 2: 485 / الباب 59.
(81) الفردوس للديلمي 1: 429 / الحديث 1751، وينابيع المودة 2: 246 / الباب 56، وقال: رواه صاحب الفردوس، ومناقب ابن المغازلي: 230 / الحديث 277 - 279.
(82) مسند أحمد 6: 323 / الحديث 26208 بسنده عن أم سلمة مختصرا، والمستدرك للحاكم 3: 121، والصواعق المحرقة: 123، وذخائر العقبى: 66، وقال: أخرجه أبو عبد الله الحلاني، وقال: وخرج الإمام أحمد منه من حديث أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من سب عليا فقد سبني.
(83) تاريخ الطبري 2: 440، والمعجم الأوسط للطبراني 9: 271 / الحديث 8592 بسنده عن زيد بن عطية، وطبقات ابن سعد 3: 129، والإمامة والسياسة لابن قتيبة: 6، والصواعق المحرقة: 10 - 11، ومجمع الزوائد 5: 183 عن الطبراني في الأوسط.
(84) الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 171، وتاريخ بغداد 9: 373، والصواعق المحرقة: 11، ومجمع الزوائد 5: 183.
(85) صحيح البخاري 8: 210 / كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة - باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت.
والفائق: 1393، مادة " فلت "، والنهاية لابن الأثير: 467، مادة " فلت " والصواعق المحرقة: 8 و 11 و 13 و 36، وشرح النهج 2: 145 قال: ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها وخشيت الفتنة... إلى آخر كلامه.
(86) تاريخ الطبري 4: 52.
(87) الصراط المستقيم للعلامة البياضي 2: 299.
(88) تاريخ الطبري 4: 52، حوادث سنة 513، وميزان الاعتدال 2: 215.
(89) طبقات ابن سعد 2: 190، والصراط المستقيم 2: 296 - 297، عن الطبري في المسترشد، وعن الواقدي، والبلاذري في تاريخه.
(90) مسند أحمد 3: 494، واستيعاب 3: 609 في ترجمة هبار بن الأسود بن المطلب الذي عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونخسها فألقت ذا بطنها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن وجدتم هبارا فأحرقوه بالنار. ثم قال: اقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار... الخ.
وتجد تأسفه على إحراق الفجاءة السلمي في تاريخ الطبري 4: 52، والإمامة والسياسة: 18، ومروج الذهب 1: 414.
(91) تفسير الطبري 6: 30، وتفسير ابن كثير 1: 260.
(92) أنظر الغدير 6: 215 - 218.
(93) مناقب الخوارزمي: 91 - 92 / الحديث 85، وفرائد السمطين 1: 340، وتذكرة الخواص: 27 عن سعيد بن المسيب، قال: فلهذا كان علي عليه السلام يقول: سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق الأرضين، ولو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، وانظر طبقات ابن سعد 2: 338، وكنز العمال: 4 / الحديث 11322، وحلية الأولياء 1: 80، وينابيع المودة 1: 223 / باب 14، و 3: 208 / باب 68.
(94) شرح النهج 2: 430، وذخائر العقبى: 94 عن ابن عباس، وقال: أخرجه الملا في سيرته، ومناقب الخوارزمي 83 / الحديث 70 بسنده عن أبي الحمراء، وينابيع المودة 1: 363 / الباب 40، 2: 183 / الباب 56.
(95) حلية الأولياء 1: 80، وأخرج المحب الطبري في ذخائر العقبى: 83، والخوارزمي في المناقب: 90 - 91 / الحديث 83 عن سعيد بن المسيب، قال: ما كان في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد يقول: سلوني " غير علي بن أبي طالب عليه السلام.
(96) في " ش 1 " و " ش 2 ": في.
(97) انظر تفصيل ذلك في الغدير 7: 158 - 161.
(98) أ - إن " فدك " كانت مما أفاءه الله على رسوله، وكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يجلب عليها المسلمون بخيل ولا ركاب.
أنظر: تاريخ الطبري 3: 95، وسيرة ابن هشام 3: 368.
ب - إن إعطاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة فدكا كان بأمر الله تعالى.
قال السيوطي في الدر المنثور 4: 177 ذيل الآية 26 من سورة الإسراء: وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية (ذا القربى حقه) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة فأعطاها فدك. وقال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت وآت ذا القربى حقه) أقطع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة فدكا.
ت - إن فدكا كانت بيد الزهراء عليها السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووضع اليد علامة الملكية، وينبغي لمن يريد مصادرة ملك شخص أن يأتي بدليل يجيز له ذلك. لكننا نرى أن فدك تغتصب من يد الزهراء عليها السلام، وأنها تطالب بإيراد بينة، فشهد لها أمير المؤمنين علي والحسن والحسين عليهم السلام، فسألها أبو بكر شاهدا آخر، فشهدت لها أم أيمن، فقال: قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا تجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين!! مع علمه بالنصوص الصريحة التي نفت الرجس عن أهل البيت وطهرتهم تطهيرا، وبأن الله يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها، وبأن عليا مع الحق والحق مع علي و...
ثم إنه احتج بحديث مختلق عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة. وهو حديث مردود عند أهل البيت عليهم السلام. قال تعالى (يرثني ويرث من آل يعقوب) وقال (وورث سليمان داود). أنظر " فدك في التاريخ " للشهيد الصدر، والغدير 7: 190 - 194 و 2: 275 - 276.
(99) روى ابن قتيبة في " الإمامة والسياسة " أن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي عليه السلام - فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم... (إلى أن قال): فقال أبو بكر لقنفذ - وهو مولى له - اذهب فادع لي عليا، قال: فذهب إلى علي، فقال: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال علي عليه السلام: لسريع ما كذبتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكي أبو بكر طويلا... الخ.
(100) حلية الأولياء 1: 52، وكنز العمال: 12 / الحديث 35912.
(101) النبأ: 40.
(102) حلية الأولياء 1: 52، والمعجم الأوسط للطبراني 1: 344 - 346 / الحديث 583 بسنده عن ابن عمر في حديث طويل، جاء فيه، فخرج بياض اللبن من الجرحين، فعرف أنه الموت، فقال: الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت بها من هول المطلع. وقال: ويلك وويل أمك عمر إن لم يغفر الله لك. وانظر المستدرك للحاكم 3: 92.
وفي طبقات ابن سعد 3: 360: آخر كلمة فاهها عمر حتى قضى: ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي! ويلي و ويل أمي إن لم يغفر الله لي، ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي.
(103) الزمر: 47.
الإستيعاب لابن عبد البر 3: 59، في ترجمة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وطبقات ابن سعد 3: 33 و 34، وتذكرة الخواص: 172 - 175، والفصول المهمة: 131.
(104) صحيح البخاري 1: 39 / كتاب العلم - باب كتابة العلم، و 9: 137 / كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب كراهة الخلاف، وصحيح مسلم 5: 76 / كتاب الوصية - باب ترك الوصية، وطبقات ابن سعد 2: 242 - 244.
(105) الزمر: 30.
(106) آل عمران: 144.
(107) تاريخ الطبري 3: 200، والكامل لابن الأثير 2: 219، وشرح النهج 2: 40.
(108) أنظر الصراط المستقيم 3: 21.
(109) أنظر تاريخ ابن كثير 7: 81، وشرح النهج 3: 161. وانظر تفصيل ذلك في النص والاجتهاد للسيد شرف الدين، وفي الغدير 6: 137 - 144.
(110) شرح النهج لابن أبي الحديد 3: 153 في ذيل شرح كلامه عليه السلام (لله بلاد فلان).
(111) أنظر الغدير 6: 198 - 213.
(112) مناقب الخوارزمي: 81 / الحديث 65، وذخائر العقبى: 81، وتذكرة الخواص: 148.
(113) مناقب الخوارزمي: 80 / الحديث 64، وذخائر العقبى: 80، وتذكرة الخواص: 147، عن أحمد في الفضائل والمسند.
في " ش 1 " و " ش " 2 ": حين.
(114) النساء: 20.
(115) مجمع الزوائد للهيثمي 4: 284، والدر المنثور للسيوطي 2: 133 ذيل الآية 20 من سورة النساء، والقنطار:
جلد البقر المملوء من الذهب والفضة.
(116) المائدة: 93.
(117) الدر المنثور 2: 316، ذيل الآية، ومناقب الخوارزمي: 99 - 100 / الحديث 102، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 366، وقد أشار ابن عبد البر إلى القصة في ترجمة قدامة بن مظعون، وانظر الإستيعاب 3: 259 - 262.
(118) شرح النهج 1: 58. والعاقلة: هم العصبة، وهم القرابة. من قبل الأدب الذين يعطون دية قتل الخطاء.
(119) إرشاد المفيد: 110، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 368.
(120) الأحقاف: 15.
(121) البقرة: 233.
(122) مناقب الخوارزمي: 95 - 94 / الحديث 94، وتذكرة الخواص: 148، وسنن البيهقي 7: 442.
(123) في " ش 1 " و " ش 2 ": بئمانين.
(124) الإستيعاب لابن عبد البر 2: 70 - 71، وتاريخ الطبري 5: 34.
(125) أي بالمواخاة.
(126) ما بين القوسين سقط من " ش 1 ".
(127) تاريخ الطبري 4: 277.
(128) أنظر شرح النهج 1: 185، والغدير 8: 289.
(129) وهو الذي أنزل الله فيه (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) فسماه في قرآن فاسقا. أنظر أسباب النزول للنيسابوري: 261، وتفسير الطبري 21: 86، وتذكرة الخواص: 207.
(130) مسند أحمد 1: 144 - 145 الحديث 1234، والكامل لابن الأثير 3: 42: وتذكرة الخواص: 205.
(131) سقطت من " ش 1 " و " ش 2 ".
(132) ومن أقواله " إنما السواد بستان لقريش " وقد عزله عثمان مجبورا. أنظر أنساب الأشراف 5: 39 - 40.
(133) تاريخ الطبري 5: 119 - 120، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: 158 - 159.
(134) طبقات ابن سعد 3: 64، وتاريخ الخلفاء: 156، وتاريخ ابن الأثير 3: 71.
(135) تاريخ ابن كثير 27: 163، وشرح النهج لابن أبي الحديث 1: 236 و 237.
(136) السيرة الحلبية 2: 87، والاستيعاب لابن عبد البر 2: 477 في ترجمة عمار.
(137) مسند أحمد 2: 164، وصحيح البخاري 4: 25 / باب مسح الغبار عن الناس في السبيل، و 1 / 121 / كتاب الصلاة - باب التعاون في بناء المسجد.
(138) الإستيعاب لابن عبد البر 1: 317، والمعارف لابن قتيبة: 84، وانظر الغدير 8: 242.
(139) المجادلة: 22.
(140) مسند أحمد 2: 163 / الحديث بسنده عن عبد الله بن عمرو، والاستيعاب 4: 64 - 65 في ترجمته، وطبقات ابن سعد 4: 226 عن زيد بن وهب.
(141) حلية الأولياء 1: 172، والاستيعاب 2: 59 في ترجمة سلمان الفارسي، والمستدرك للحاكم 3: 130، وصححه.
(142) في " ش 1 " وش 2 ": يقتل.
(143) أنظر ترجمته في الإصابة 3: 618 - 619، وفي آخره: فانطلق عبيد الله بن عمر... فأتى الهرمزان فقتله... فلما استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص: إن هذا الأمر كان، وليس لك على الناس سلطان! فذهب دم الهرمزان هدرا!! وانظر تاريخ الطبري 5: 42.
(144) صحيح البخاري 2: 10 - باب الأذان يوم الجمعة، وانظر الغدير 8: 125 - 128.
(145) مسند أحمد 1: 68 / الحديث 492.
(146) في " ش 1 " وش 2 ": فكثر.
(147) في " ش 1 ": أمراؤه.
(148) أي من الخوارج والغلاة.
(149) الملل والنحل 1: 13 - 21.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page