أنه لما توجه إلى صفين لحق بأصحابه عطش شديد فعدل بهم قليلا، فلاح لهم دير، فصاحوا بساكنه وسألوه عن الماء فقال: بيني وبينه أكثر من فرسخين، ولولا أني أتى بما يكفيني كل شهر على التقصير لتلفت عطشا، فأشار أمير المؤمنين إلى مكان قريب من الدير وأمر بكشفه، فوجدوا صخرة عظيمة فعجزوا عن إزالتها، فقلعها وحده، ثم شربوا الماء، (فنزل إليه الراهب وقال له: أنت نبي مرسل أو ملك مقرب؟)(1) قال: لا، ولكني وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلم على يده، وقال: إن هذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى جماعة قبلي ولم يدركوه، وكان الراهب من جملة من استشهد معه، ونظم القصة السيد الحميري في قصيدته المذهبة(2).
____________
(1) في " ش 1 " و " ش 2 ": فجاء صاحب الدير عنده وقال: أنت رسول الله؟
(2) الإرشاد للمفيد: 176 - 178، وأورد في آخرها قصيدة السيد الحميري البائية المذهبة، ومناقب ابن شهرآشوب 2: 264 - 265، وإعلام الورى: 176 - 177.