• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

جواز لعن يزيد من السنة

هـذا، وقد دلّت السُنّة المطهّرة أيضاً على جواز لعن يزيد ـ لعنه الله ـ وهي أحاديث:
منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعليٍّ وفاطمة والحسنين عليهم السلام: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلْم لمن سالمكم».
أخرجـه الاِمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة(1)، وروى الترمذي عن زيد بن أرقم: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلْم لمن سالمتم»(2).
وقد دلّ الحديث على أنّ محاربة الحسين عليه السلام محاربة لجدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو كفر بالاِجماع، فيكون فاعله مستحقّاً للّعن والعذاب الاَليم.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ستّة لعنتهم، لعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذّب بقدر الله تعالى، والمتسلّط بالجبروت فيعزّ من أذلّ الله ويذلّ من أعـزّ الله، والمستحـلّ لحرم الله، والمستحـلّ من عترتـي ما حرّم الله، والتارك لسُنّتي»، رواه الحاكم عن عائشة(3).
قال المُناوي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم «والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله»: يعني من فعل بأقاربي ما لا يجوز فعله من إيذائهم أو ترك تعظيمهم، فإن اعتقد حلّه فكافر، وإلاّ فمذنب.
قال: وخصّ الحرم والعترة باللعن لتأكّد حقّ الحرم والعترة وعظم قدرهما بإضافتهما إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.(4)انتهى.
قلـت:
لا يرتاب من كان له مثقال حبّة من خردلٍ من إنصاف في أنّ يزيد ومن خرج لقتال الحسين عليه السلام إنّما استحلّوا منه ما حرّم الله، فهم كفرة بمقتضى هذا الحديث، وعلى فرض التنزّل فإنّهم فسقة مذنبون، فاللعن مسجّل عليهم على كلا التقديرين، والله تعالى أعلم.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أخاف أهل المدينة أخافه الله عزّ وجلّ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً»، رواه أحمد ومسلم(5).
وأخرج الطبراني(6) من حديث السائب بن خلاّد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «اللّهمّ من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخِفْه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً»، ورواه الطبراني أيضاً في الاَوسط والكبير عن عبادة بن الصامت بإسناد جيّد ـ كما قال الحافظ المنذري(7).
وأخـرج الطبرانـيّ في المعجم الكبيـر عن عبـد الله بن عمرو، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من آذى أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرف ولا عدل»(8).
قال الاِمام أحمد: أليس قد أخاف أهل المدينة؟!(9).
قلـت:
لا خلاف أنّ يزيد ـ لعنه الله ـ أخاف أهل المدينة وظلمهم وآذاهم، وذلك في وقعة الحرّة، وما أدراك ما وقعة الحرّة!
ذكرها الحسن البصريّ مرّة فقال: والله ما كاد ينجو منهم، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم.
وحكى المدائنيّ في كتاب الحَـرّة عن الزهريّ، قال: كان القتلى يوم الحرّة سبعمائةٍ من وجوه الناس من قريشٍ والاَنصار والمهاجرين ووجوه الموالي، وأمّا من لم يُعرف من عبدٍ أو حرٍّ أو امرأةٍ فعشرة آلاف، وخاض الناس في الدماء حتّى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامتلاَت الروضة والمسجد.
قال مجاهد: التجأ الناس إلى حُجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنبره والسيف يعمل فيهم. انتهى(10).
وأُبيحت المدينة أيّاماً بأمر يزيد لعنه الله ـ كما قال الحافظ ابن حجر(11) ـ وبطلت الجماعة من المسجد النبويّ أيّاماً، واختفت أهل المدينـة أيّاماً، فلم يمكن أحداً دخول مسجدهـا حتّى دخلتـه الكلاب والذئاب وبالت على منبره صلى الله عليه وآله وسلم، وافتضّ فيها نحو ألف بِكْرٍ، وحمل فيها من النساء اللاّتي لا أزواج لهنّ نحوٌ من ألف امرأة، وقيل: عشرة آلاف امرأة، وكان الرجل بعد ذلك إذا زوّج ابنته لا يضمن بكارتها، ويقول: لعلّها افتضّت في وقعة الحرّة.
ولم يرض مسلم بن عقبة المرّي ـ أمير ذلك الجيش ـ إلاّ بأن يبايعوه ليزيد على أنّهم خَوَلٌ له، إن شاء باع وإن شاء أعتق، فذكر له بعضهم البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب عنقه.
ثمّ سار الجيش إلى قتال ابن الزبير، فرموا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها بالنار.
فأيّ شيءٍ أعظم من هذه العظائم الموبقة التي وقعت في إمرته ناشئةً



____________
(1) مسند أحمد 2|442.
(2) سنن الترمذي 5|656 ح 3870.
(3) المستدرك على الصحيحين 2|572 ح 3941، مجمع الزوائد 1|176، فضائل الخمسة 3|349 ـ 350.
(4) فيض القدير 4|96.
(5) مسند أحمـد 4|55 و56، صحيح مسلـم 4|114 و115، مجمـع الزوائـد 3|306.
(6) المعجم الكبير 7|144 ح 6636، مجمع الزوائد 3|307، كنز العمّال 12|246 ح 34884، علل الحديث ـ لاَبي حاتم الرازي ـ: 787 و2605، الترغيب والترهيب 2|233 ـ 235.
(7) الترغيب والترهيب 2|232، المعجم الاَوسط ح 3613.
(8) الترغيب والترهيب 2|241.
(9) الردّ على المتعصّب العنيد: 61.
(10) الردّ على المتعصّب العنيد: 55، تذكرة الخواصّ: 289.
(11) فتـح البـاري 13|75، تهـذيب التهـذيب 6|227، الاِتحـاف بحـبّ الاَشراف: 65 ـ 66.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page