طباعة

( منار أحمد . السعودية . 26 سنة . طالب ) احتجّ بها الإمام علي

السؤال: أُودّ أن أحصل على ردّ شافي على من يقول : إذا كنتم تحتجّون بآية الولاية { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... } على إمامة علي (عليه السلام) ، فلماذا لم يحتجّ بها الإمام علي ؟
الجواب : في الجواب نشير إلى مطالب :
أوّلاً : إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرة عقلاً ونقلاً تكاد لا تحصى ، وقد أُلّفت كتب مستقلّة في هذا المجال .
ولكنّ الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه ، هو أنّ الإمام (عليه السلام) لم يكن ملزماً لا عقلاً ولا شرعاً بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة ، بل بالمقدار الذي يلقي الحجّة على الناس ، وهذا هو الذي حدث بعد ما علمنا من احتجاجه (عليه السلام) بحديث الغدير ، وعدم رضوخ القوم لهذا الحقّ الصريح ، وبعده هل يبقى مجال لاحتمال تأثير أمثال آية الولاية في نفوسهم ؟!
ثانياً : لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم يصل إلينا ، فهل هذا دليل على عدم صدوره منه (عليه السلام) ؟ مع أنّ المتيقّن هو : عدم وصول أخبار وآثار كثيرة من لدن الصدر الأوّل إلينا ، خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء ، فإنّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت (عليهم السلام)، فما ظهر منها فهو غيض من فيض .
ثالثاً : ثمّ لنفرض مرّة أُخرى ، أنّ الإمام (عليه السلام) لم يحتجّ بها واقعاً ، فهل هذا يدلّ بالالتزام على عدم دلالة الآية على إمامته (عليه السلام) ؟ إذ لا توجد ملازمة بين المسألتين .
رابعاً : هذه الشبهة هي في الأصل من الفخر الرازي في تفسيره للآية ، حيث قال : " فلو كانت هذه الآية دالّة على إمامته لاحتجّ بها في محفل من المحافل ، وليس للقوم أن يقولوا : إنّه تركه للتقية ، فإنّهم ينقلون عنه أنّه تمسّك يوم الشورى بخبر الغدير ... " (1) .
فنقول ردّاً عليه : بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة (2) ، وقد أشار إلى بعض الحديث جمع من مصادر أهل السنّة (3) .

____________
1- التفسير الكبير 4 / 385 .
2- الاحتجاج 1 / 202 ، أمالي الشيخ الطوسي : 549 ، الخصال : 580 .
3- أُنظر : المناقب للخوارزمي : 313 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 432 .