السؤال: قرأت كثيراً عن ذمّكم ، بل وتكفيركم للخليفة أبي بكر .
أتساءل فقط بيني وبين نفسي ، هل يعقل أن يتحوّل ناصر الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وأوّل رجل أسلم في التاريخ ، ولو عدّدت مناقبه على قلّة اطلاعي ما انتهيت ... إلى رجل يسلب حقّاً من حقوق آل البيت ؟
لعمري لولا أبا بكر لهلكت الأُمّة بعد رسولنا (صلى الله عليه وآله) ، أنا والله أعلم لا أظنّ أنّ الأُمور تسير بعبثية مطلقة ، أن يسخّر الله رجلاً لنصرة الإسلام ، ثمّ يتنافس على الدنيا ومتعها ؟ لا ، بل ويسلب حقّاً من حقوق آل البيت ؟
هذه بعض من تساؤلاتي أرجو أن تأخذ بعين الاعتبار ، بصّرنا الله بعيوبنا ، وهدانا لنعمل كما عمل صحابة الصادق المصدّق لنصرة دين الله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
الجواب : في بادئ الأمر نحن لا نذمّ أبا بكر ، أو نتجاوز عليه بغير حقّ ، وإنّما كلّ ما هنالك أنّنا ننقل عن المصادر المعتبرة عند المسلمين أفعاله وأقواله ، وهي خاضعة للنقد والتمحيص وفق الضوابط الشرعية ، حالها حال أفعال وأقوال بقية العباد .
ثمّ لم يتحقّق عندنا موارد النصرة التي تذكرها عن أبي بكر ، فلم نشهد لأبي بكر موقفاً ، أو مواقف في حروب رسول الله(صلى الله عليه وآله) يمكن ذكرها أو الإشارة إليها ، وكذلك لم تثبت دعوى أنّه أوّل رجل أسلم في الإسلام .
فقد ورد من طرق أهل السنّة بروايات صحيحة أنّ أوّل من أسلم هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فمن ذلك ما ذكره ابن ماجة من قول الإمام علي (عليه السلام) : " أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب ، صلّيت قبل الناس بسبع سنين ".
في الزوائد : " هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال ، وقال : صحيح على شرط الشيخين " (1) .
هذا ، وقد ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه حذَّر أصحابه التنافس في الدنيا من بعده : " والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخافوا عليكم أن تنافسوا فيها " (2) ، الذي يدلّ مع مجموع أحاديث الحوض الواردة في موضوع الصحابة : أنّ هناك إحداثاً سيحدثها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ستؤثّر على موقفهم الشرعي أمام الله تعالى ، لذا يلزم البحث والتفحّص الدقيق عن مواقف الأصحاب بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ليصحّ تبنّي موقف شرعي كامل منهم .
____________
2- سنن ابن ماجة 1 / 44 .
3- صحيح البخاري 2 / 94 .
( ... الجزائر . سنّي . 25 سنة ) لم يكن ناصراً
- الزيارات: 434