السؤال: ما هو موقف الشيعة من مقولة السيّد نعمة الله الجزائري صاحب كتاب " الأنوار النعمانية " ، حيث يقول فيه : " أنّنا لا نشترك معهم في إله ولا نبيّ " ؟ يقصد أهل السنّة ، وأشكر حسن تعاونكم .
الجواب : لقد أوضح السيّد نعمة الله الجزائري مراده في نفس الصفحة ، هو : " إنّ الأشاعرة لم يعرفوا ربّهم بوجه صحيح ، بل عرفوه بوجه غير صحيح ، فلا فرق بين معرفتهم هذه ، وبين معرفة باقي الكفّار ، لأنّه ما من قوم ولا ملّة إلاّ وهم يدينون بالله سبحانه ويثبتونه ، وأنّه الخالق ، سوى شرذمة شاذّة وهم الدهرية ، وأسوأ الناس حالاً المشركون أهل عبادة الأوثان ، ومع هذا فهم إنّما يعبدون الأصنام لتقرّبهم إلى الله سبحانه زلفى ، فقد عرفوا الله سبحانه بهذا الباطل ، وهو كون الأصنام مقرّبة إليه ، وكذلك اليهود ، حيث قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى حيث قالوا : المسيح ابن الله ، فهما قد عرفاه سبحانه بأنّه ربّ ذو ولد ، فقد عرفاه بهذا العنوان ، وكذلك من قال بالجسم والصورة والتخطيط ، و ... .
فقد تباينا وانفصلنا عنهم في الربوبية ، فربّنا من تفرّد بالقدم والأزل ، وربّهم من كان شركاؤه في القدم ثمانية .
وكذلك الحال بالنبوّة ، فالنبيّ الذي خليفته أبو بكر ليس نبيّنا ، بل نبيّنا الذي أوصى بالإمامة بعده لعلي (عليه السلام) ، فهذا النبيّ الذي تصفونه بهذه المواصفات التي لا تنطبق على المواصفات التي نقولها للنبيّ (صلى الله عليه وآله) هي التي جعلتنا لا نقول بذلك النبيّ مع تلك المواصفات " .
أمّا رأينا في السيّد الجزائري فهو من محدّثي الطائفة الذين دأبوا على جمع الأخبار والتعليق عليها ، والعلماء ينظرون إليه بالامتنان للجهود التي بذلها في إيصال الأخبار إلينا ، وهم غير ملزمين بالأخذ بكلّ ما يقوله المحدّث الجزائري من آرائه العلمية ، بل هو ثقة في نقله الأخبار .
(... البحرين . 13 سنة . طالبة ) موقفنا من الجزائري وما ورد في كتابه
- الزيارات: 387