السؤال: يحتفل الشيعة في كلّ سنة بأربعينية الحسين (عليه السلام) , وسؤالي لا يتعلّق بإحياء الذكرى ، بل في مسألة الأربعين , هل تتوافق مع الحديث القائل : " لا حزن بعد الثلاث " ؟
الجواب : لم نجد الحديث المذكور في الكتب الحديثية المعتبرة عند الفريقين السنّة والشيعة وعلى فرض التسليم بوجوده وصحّته إن وجد ، تكون زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) ممّا خُصّ فعله تبعاً للروايات المعتبرة الواردة في هذا الشأن ، وزيارة الأربعين لا تشتمل على معنى الحزن فقط ، وإنّما حالها كحال معظم الشعائر الحسينية المندوبة الأُخرى التي يراد منها :
1-تعظيم شعائر الله التي وصفها الحقّ سبحانه وتعالى بأنّها من تقوى القلوب .
2-التعبير عن الولاء لأولياء الله ، والسير على منهجهم وخطاهم .
3-السعي لبيان مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) ، وما جرى على أئمّة الحقّ التي تعني مظلومية الإسلام ، والذي يصبّ في دعم العقيدة والدين ، إلى غير ذلك من المعاني والعبر التي حفلت بها هذه الشعائر ، حتّى ورد الحثّ الشديد من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) على إقامتها وتفعيلها .
أمّا ما ورد من الأحاديث في زيارة الأربعين ، فقد روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنّه قال : " علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختّم باليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم " (1) .
وقد وردت صيغة عن الإمام الصادق (عليه السلام) لكيفية هذه الزيارة جاء فيها : " تزور عند ارتفاع النهار فتقول : السلام على وليّ الله وحبيبه ، السلام على خليل الله ونجيبه ... " (2) .
____________
1- إقبال الأعمال 3 / 100 .
2- المصدر السابق 3 / 101 .
( حفيظ بلخيرية . تونس ) ما ورد في زيارة الأربعين
- الزيارات: 452