السؤال : إلى مركز الأبحاث العقائدية : أرجو أن يكون الاستدلال عن طريق كتب أهل السنّة .
لم يثبت أنّ رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام ، بل الصحيح أنّ الحسين قتل في كربلاء ، ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة ، فجعل في طست ، فجعل ينكت عليه ، وقال في حسنه شيئاً ، فقال أنس : إنّه كان أشبههم برسول الله .
فلا يعلم قبر الحسين ولا مكان رأسه .
الجواب : إنّ مسألة سبي نساء الإمام الحسين (عليه السلام) وأخذ رأسه إلى يزيد بن معاوية ، قد ذكره مجموعة من علماء أهل السنّة ، نذكر بعضهم :
1ـ قال ابن حبّان : " ثمّ أنفذ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام ، مع أُسارى من النساء والصبيان من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أقتاب مكشّفات الوجوه والشعور ... ، ثمّ أُركب الأسارى من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النساء والصبيان على أقتاب يابسة مكشّفات الشعور ، وادخلوا دمشق كذلك ، فلمّا وضع الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيته بقضيب كان في يده ، ويقول : ما أحسن ثناياه " ! (1) .
2ـ قال ابن حجر الهيثميّ : " ولمّا أنزل ابن زياد رأس الحسين وأصحابه، جهّزها مع سبايا آل الحسين إلى يزيد ، فلمّا وصلت إليه ، قيل : إنّه ترحّم عليه، وتنكّر لابن زياد ، وأرسل برأسه وبقية بنيه إلى المدينة " .
وقال سبط ابن الجوزيّ وغيره : " المشهور أنّه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران " (2) .
فهنا سبط ابن الجوزيّ ينقل لنا الشهرة بين العلماء بأنّ رأس الحسين (عليه السلام) أرسل إلى يزيد الطليق ، وضربه يزيد بدرّته عليه لعنة الله .
3ـ قال أبو الفداء : " ثمّ بعث ـ أي ابن زياد ـ بالرؤوس وبالنساء وبالأطفال إلى يزيد بن معاوية ، فوضع يزيد رأس الحسين بين يديه ، واستحضر النساء والأطفال " (3) .
4ـ وهاك الذهبيّ المتعصّب ، وهو يعترف بقتل يزيد للحسين (عليه السلام) وسبيه لأهل بيته ، قال : " وأبغضوه ـ يعني أهل المدينة ابغضوا يزيداً ـ لما جرى من قتل الحسين (عليه السلام)، فإنّ الحسين كاتبه أهل الكوفة يحثّونه على القدوم ، فسار في سبعين فارساً من المدينة إلى الكوفة ، فلم يتمّ له الأمر ، وسار لقتاله نحو ألفي فارس ، فأحاطوا به ، فلم يفعل ينقاد لهم ولا يسلّم نفسه ، بل قاتل حتّى جاءه سهم في حلقه فسقط ، واحتزّوا رأسه ، ... ونفذوا أولاده وحرمه إلى يزيد وهو بدمشق " (4) .
5ـ قال ابن كثير : " وقد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين ، هل سيّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا ؟ على قولين : والأظهر منها أنّه سيّره إليه ، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة " (5) .
6ـ قال الهيثميّ : " أبى الحسين بن علي أن يستأسر ، فقاتلوه ، وقتلوا بنيه وأصحابه ، الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطفّ ، وانطلق بعلي بن حسين ، وفاطمة بنت الحسين ، وسكينة بنت الحسين إلى عبيد الله بن زياد ، وعلي يومئذ غلام قد بلغ ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية ، فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره ؛ لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها ، وعلي بن الحسين في غلّ ، فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين ، فقال :
نفلق هاماً من رجال أحبّة إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما " (6)
____________
1- الثقات 2 / 311 .
2- الصواعق المحرقة 2 / 579 .
3- المختصر في أخبار البشر 1 / 266 .
4- دول الإسلام 1 / 54 .
5- البداية والنهاية 8 / 209 .
6- مجمع الزوائد 9 / 195 .
( سنّي . ... . ... ) أُخذ رأسه إلى الشام
- الزيارات: 448