السؤال : ما هو السرّ في كثرة الروايات عن الصادقين (عليهما السلام) بالنسبة إلى الأحاديث التي وردت عن باقي الأئمّة (عليهم السلام) ؟
الجواب : إنّ الفترة التي عاشها الإمامان الباقر والصادق (عليهما السلام) هي فترة انهيار وضعف قوّة الأمويّين ، وعدم تثبيت الحكم العباسيّ ، فاغتنما هذه الفرصة الثمينة لبثّ الفكر والثقافة الشيعيّة ، فربّيا جيلاً واعياً ، تلقّى المعارف والعلوم الإسلامية ، وسعى في نشرها ، بحيث عرف المذهب الإماميّ الاثنا عشريّ بالمذهب الجعفريّ ، إشارةً إلى ذلك .
وأمّا الأئمّة السابقون عليهما والمتأخّرون عنهما (عليهم السلام) فبما أنّ الأجواء التي كانوا يعيشونها كانت ظروف صعبة ، إذ كانوا إمّا تحت الإقامة الجبرية أو في السجن ، أو تحت مراقبة الحكّام الظالمين ، فلم يستطيعوا أن يلقوا المعارف والحقائق ، ولم يكن بإمكانهم الاتصال بالناس عامّة ، وبالمؤمنين خاصّة بصورة عادية .
أضف إلى ذلك نشوب الحروب والصراعات في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والتي كانت مانعاً قويّاً في هذا المجال ، بسبب انشغال عامّة الناس بها ، وانصراف هممهم نحوها .
وهذه كلّها وغيرها أدّت إلى عرقلة الحركة العلمية في فترات إمامتهم (عليهم السلام) ، في حين أنّ الصراع القائم بين الباطلين الأمويّ والعباسيّ في عهد الصادقين (عليهما السلام) صرف أنظار الظلمة عنهما إلى حدّ كبير ، فأُتيحت لهما الفرصة الذهبيّة لإيصال الفكر الدينيّ وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) إلى الناس .
(... . ... . ... ) كثرة الأحاديث عنه
- الزيارات: 325