السؤال : هناك من يقول أنّ موسى الكاظم لم يكن أعلم الناس كما هو مشروط فيمن يتولّى الإمامة ، فكيف يكون الردّ على هكذا قول ؟ وجزاكم الله ألف خير وشكراً .
الجواب : لقد اشتهر كالشمس في رائعة النهار بين الخاصّة والعامّة سعة أُفق علم الأئمّة (عليهم السلام) أجمع ، فضلاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام) بذاته .
أمّا بالنسبة إلى الخاصّة فلا مجال للنقاش أو الشكّ بعد الإقرار بكونهم أئمّة معصومين ، وإنّ علمهم وراثي وإلهامي وتنبّؤي .
وأمّا العامّة بجميع مذاهبها فإنّها أقرّت بسعة علوم أهل البيت (عليهم السلام) ، بما يميّزها عن غيرها .
هذا وقد أشاد الإمام الصادق (عليه السلام) بعلم ولده الكاظم (عليه السلام) ، فقال : " يا عيسى :
إنّ ابني هذا الذي رأيت ، لو سألته عمّا بين دفّتي المصحف لأجابك فيه بعلم " (1) ، وقال أيضاً : " وعنده علم الحكمة والفهم ، والسخاء والمعرفة بما يحتاج إليه الناس فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم " .
ويكفي لمعرفة وفور علمه رواية العلماء عنه جميع الفنون من علوم الدين وغيرها ، ممّا ملأوا به الكتب ، وألّفوا المؤلّفات الكثيرة ، حتّى عرف بين الرواة بالعالم .
وقال الشيخ المفيد (قدس سره) : " وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فأكثروا ، وكان أفقه أهل زمانه " (2) .
وقد حوى (عليه السلام) علوم جمّة فمنها : علمه باللغات ، وعلمه بالنجوم ، وعلمه بالتاريخ ، وعلمه بالحساب ، وعلمه بالفقه والتفسير ، وعلمه بالطبّ ، وعلمه بالمغيّبات ، وغير ذلك .
____________
1- قرب الإسناد : 335 .
2- الإرشاد 2 / 235 .
( عيسى . البحرين . 27 سنة ) تنوّع علومه
- الزيارات: 332