طباعة

( ... . ... . ... ) ولاية عهده كانت خطّة مدروسة من قبل المأمون

السؤال : ما هو الدليل على أنّ المأمون لم يكن صادقاً مع الإمام الرضا (عليه السلام) في ترشيحه لولاية العهد ؟
الجواب : لا مجال لأن نتوهّم صدق المأمون مع الإمام الرضا (عليه السلام) في الموضوع ، وذلك لعدّة أُمور :
منها : إنّ المأمون حاول إقناع الإمام (عليه السلام) لقبول الخلافة ، وأصرّ على ذلك بشدّة ، ثمّ لمّا رأى رفض الإمام (عليه السلام) عدل عن ذلك ، وطلب منه (عليه السلام) قبول ولاية العهد .
فنرى أنّه يحاول بشتّى الوسائل ربط الإمام (عليه السلام) بدائرة الحكم ليس إلاّ ، فإن لم يستطع ذلك بالخلافة استبدله بولاية العهد ، وهذا صريح في سوء سريرته .
منها : تهديده الإمام (عليه السلام) في المسألة (1) ، فإن كان الإمام (عليه السلام) هو الأولى في الموضوع فما معنى اجباره على ذلك ، إذ هو (عليه السلام) يعرف المصلحة ويتصرّف على وفقها .
منها : ارتباكه في توضيح الهدف من عمله هذا ، فتراه تارةً يريد به مكافأة علي ابن أبي طالب (عليه السلام) في ولده (2) ، وأُخرى حرصه على طاعة الله تعالى وخير الأُمّة (3) ، وأحياناً وفاؤه بنذره في ظفره بأخيه (4) ، بل ورابعة بأنّه أراد بذلك التشويه بسمعة الإمام (عليه السلام) عند الشيعة وتمويه الأمر عندهم .
منها : إنّ خطّ السير من المدينة إلى مرو كان عن طريق المدن السنّية ، مثل البصرة ونيشابور ، ولم يتح الوفد للإمام (عليه السلام) أن يمرّ بالمناطق الشيعيّة مثل قم وكاشان ، وهذا أيضاً دليل واضح على عدم حسن نوايا المأمون ، إذ كان لا يريد أن يظهر الإمام (عليه السلام) لمواليه ويتّصل بهم .
ومنها : غير ذلك ممّا يجعلنا على يقين من خبث سريرة المأمون في معاملته مع الإمام (عليه السلام) ، وأنّ ما تظاهر به آنذاك كان لأسباب خاصّة تصبّ جميعها في مصلحته .



____________
1- علل الشرائع 1 / 238 ، عيون أخبار الرضا 1 / 152 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 126 ، روضة الواعظين : 224 ، مقاتل الطالبيين : 301 ، مناقب آل أبي طالب 3 / 472 .
2- تاريخ الخلفاء : 308 ، تذكرة الخواص : 319 .
3- البداية والنهاية 10 / 269 .
4- إعلام الورى 2 / 73 ، مقاتل الطالبيّين : 375 ، الإرشاد 2 / 261 ، كشف الغمّة 3 / 70 .