طباعة

( عيسى . الكويت . 31 سنة ) علمه وإخباره بموت الواثق

السؤال : هناك من يقول أنّ علي الهادي لم يكن أعلم الناس حسبما هو مشروط فيمن يتولّى الإمامة ، فكيف يكون الردّ على هذا القول ؟ وجزاكم الله خيراً .
الجواب : لقد اشتهر كالشمس في رائعة النهار بين الخاصّة والعامّة سعة أُفق علم الأئمّة (عليهم السلام) أجمع ، فضلاً عن الإمام الهادي (عليه السلام) بذاته .
أمّا بالنسبة إلى الخاصّة فلا مجال للنقاش أو الشكّ بعد الإقرار بكونهم أئمّة معصومين ، وأنّ علمهم وراثي وإلهامي .
وأمّا العامّة بجميع مذاهبها فإنّها أقرّت بسعة علوم أهل البيت (عليهم السلام) ، بما يميّزها عن غيرها .
ومن الأخبار التي تدلّ على سعة الإمام الهادي (عليه السلام) إخباره بموت الواثق ، فعن خيران الأسباطيّ قال : " قدمت على أبي الحسن (عليه السلام) المدينة فقال لي : " ما خبر الواثق عندك " ؟ قلت : جعلت فداك خلّفته في عافية ، أنا من أقرب الناس عهداً به ، عهدي به منذ عشرة أيّام ، قال : فقال لي : " إنّ أهل المدينة يقولون إنّه مات " ، فلمّا أن قال لي : الناس ، علمت أنّه هو .
ثمّ قال لي : " ما فعل جعفر " ؟ قلت : تركته أسوأ الناس حالاً في السجن ، فقال : " أمّا إنّه صاحب الأمر ، ما فعل ابن الزيات " ؟ قلت : جعلت فداك الناس معه والأمر أمره .
فقال : " أمّا إنّه شؤم عليه " ، ثمّ سكت وقال لي : " لابدّ أن تجري مقادير الله تعالى وأحكامه ، يا خيران مات الواثق ، وقد قعد المتوكّل جعفر ، وقد قتل ابن الزيات " ، فقلت : متى جعلت فداك ؟ قال : " بعد خروجك بستّة أيّام " (1) .

____________
1- الكافي 1 / 498 .