السؤال : بعد السؤال عن صحّتكم ، في الحقيقة لقد أرسلت رسالة بموضوع قدرة الله تعالى ، ونرجو منكم الردّ ، وهذا عهدنا بكم ، عندي موضوع آخر يتعلّق حول الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) ، وبالأخص قضية أنّ أخيه محمّد ، وأنّه هو الوصيّ بعد أبيه الهادي (عليه السلام) .
وقد قرأت حول هذا الموضوع بعض الردود ، مثل ردّ السيّد سامي البدريّ في كتاب شبهات وردود وغيرها ، وفي قسم الإجابات والأسئلة في هذا المركز ، في موضوع البداء ، إلاّ أنّه يتبادر عدّة نقاط يجب طرحها وملاحظاتها :
1ـ ما المقصود من قول الإمام الهادي لولده الإمام العسكريّ (عليهما السلام) : " يا بني ، أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً " ؟
وما المقصود من عبارة : وعلمنا أنّه أشار بالإمامة ، وأقامه مقامه ؟ كما ورد في هذه الرواية : " عن جماعة من بني هاشم ، منهم الحسن بن الحسن الأفطس، أنّهم حضروا ـ يوم توفّي محمّد بن علي بن محمّد ـ باب أبي الحسن يعزّونه ، وقد بسط له في صحن داره ، والنساء جلوس حوله ، فقالوا : قدّرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلاً ، سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب ، حتّى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن (عليه السلام) بعد ساعة ، فقال : " يا بني أحدث لله عزّ وجلّ شكراً ، فقد أحدث فيك أمراً " ، فبكى الفتى وحمد الله واسترجع ، وقال : " الحمد لله ربّ العالمين ، وأنا أسأل الله تمام نعمه لنا فيك ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون " .
فسألنا عنه ، فقيل : هذا الحسن ابنه ، وقدّرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنّه قد أشار إليه بالإمامة ، وأقامه مقامه " (1) .
2ـ ما معنى قول الإمام الهادي لابنه العسكريّ (عليهما السلام) : " إنّ الله تبارك وتعالى قد جعل فيك خلفاً منه فأحمد الله ... " ؟
كما ورد في هذه الرواية : عن محمّد بن يحيى بن درياب قال : دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) بعد مضي أبي جعفر فعزّيته عنه ، وأبو محمّد (عليه السلام) جالس ، فبكى أبو محمّد (عليه السلام) ، فأقبل عليه أبو الحسن (عليه السلام) فقال له : " إنّ الله تبارك وتعالى قد جعل فيك خلفاً منه فأحمد الله " (2) .
3ـ هل يوجد نصّ من الإمام الهادي (عليه السلام) على ولده محمّد على أنّه هو الإمام ؟ وهل حصل تواتر في الروايات على ذلك ؟ ولماذا لم يتداول نصّ الإمام الجواد على العسكريّ (عليهما السلام) بين الشيعة ؟
الجواب : بالنسبة إلى السؤال الأوّل نقول : المعنى أنّ الله تعالى حين قبض محمّداً إليه ، وقد كان بعض الشيعة يظنّون أنّه الإمام بعد أبيه ، فلمّا أماته الله أظهر للناس إمامة العسكريّ ، ورفع الوهم عند ذوي الفهم منهم ، وهذه نعمة بالغة تستوجب مزيد الشكر على هدايتهم إلى الحقّ .
والمقصود بالعبارة : إنّ الإمام الهادي (عليه السلام) أشار إلى ابنه الحسن العسكريّ (عليه السلام) بالإمامة ، وأقامه مقامه ، أي مقام نفسه من بعده ، فالضمير عائد إلى الإمام الهادي في مقامه ، لا إلى ابنه محمّد .
وبالنسبة إلى السؤال الثاني نقول : معنى قول الإمام الهادي (عليه السلام) لابنه العسكريّ ـ إن صحّت الرواية ، ولا تصحّ لجهالة محمّد بن يحيى بن درياب الراوي ـ فإن المعنى هو المعنى في الجواب الأوّل .
وبالنسبة إلى السؤال الثالث نقول : لم يوجد أيّ نصّ من الإمام الهادي (عليه السلام) على ولده محمّد .
ولم يصحّ خبر واحد ـ فضلاً عن التواتر ـ في ذلك . وتوجد نصوص على إمامة العسكريّ ولو لم يكن تداول بين أهل المعرفة لما وصل إلينا الخبر بذلك .
وفّقنا الله وإيّاكم إلى بلوغ الحقّ ، والصراط المستقيم .
____________
1- الكافي 1 / 326 .
2- المصدر السابق 1 / 327 .
( أحمد . الكويت . 20 سنة . طالب ) قول أبيه له أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً
- الزيارات: 514