السؤال : سؤالي هو إلى العلماء المحترمين : علي اتّقى ظلم أبي بكر وعمر وعثمان على حسب كلامكم ، ولكنّه تقاتل مع معاوية ، والحسن رجع واتّقى معاوية ، والحسين لم يرض بحكم يزيد ؟
أنا كمسلم عادي ، ومأمور باتباع أهل البيت ، وهم حجّة عليّ ، كيف أفهم مواقفهم بحيث لا يكون فيها تعارض ، لأنّ في ظاهرها تعارض كامل ؟
الجواب : لا يوجد تعارض في أفعال أهل البيت (عليهم السلام) ، لما ثبت عندنا من عصمتهم وتكامل علمهم ، ولكن فهم مواقف أهل البيت (عليهم السلام) يحتاج إلى اطلاع شامل ، وموضوعيّ للمرحلة التي عاشها كلّ إمام منهم .
فالظرف الذي قاتل فيه أمير المؤمنين(عليه السلام) معاوية يختلف عن الظرف الذي صالح فيه الإمام الحسن (عليه السلام) معاوية ، وكذلك محاربة الحسين (عليه السلام) ليزيد واتباعه ، فللظروف دخلها الكبير في هذه المواقف ، وهذا يحتاج إلى مراجعة كتب العلماء والمحقّقين الذين تناولوا تلك الفترات .
أمّا الموقف الشرعيّ لأهل البيت (عليهم السلام) تجاه هؤلاء الأشخاص الذين حاربوهم أو صالحوهم فهو واحد لا يتغيّر ، وقد نطق بمضمونه النبيّ(صلى الله عليه وآله) في حديثه : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " (1) .
وقد علمنا وقف هذا السياق أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قاتل المشركين ، ثمّ صالحهم ، ثمّ دخل عليهم شاهراً سيفه في فتحه لمكّة ، ولا يعني هذا أنّ هناك تناقضاً في أفعال النبيّ (صلى الله عليه وآله) ـ حاشاه ـ إنّما لكلّ ظرف خصوصياته ودوافعه .
____________
1- ينابيع المودة 3 / 372 .