السؤال : نحن الشيعة نفسّر القرآن على الباطن في كلّ الآيات ، أمّا إخواننا السنّة يفسّرون القرآن على الظاهر ، وعندما يفسّرون بعض الآيات تعتبر كفراً، كآية : { يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ... } (1) .
فأرجو من سماحتكم إعطاء الموضوع شيء من التفصيل ، وذلك للاستفادة .
الجواب : لاشكّ أنّ في القرآن مطلق ومقيّد ، وعام وخاصّ ، وباطن وظاهر ، وغير ذلك .
فالآيات التي ظاهرها خلاف العقل ، أو النقل ـ من الكتاب والسنّة ـ لا يؤخذ بظاهرها ، خصوصاً إذا كان الظاهر يحمل على عدّة معاني في اللغة العربية .
فالآية ـ { يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } ـ لا تأخذ على ظاهرها ، لأنّها تستلزم التجسيم على الله تعالى وهو باطل ، لأنّه يخالف العقل ، فالعقل يقبّح كون المولى عزّ وجلّ له يد ، لاستلزام الجسمية والمحدودية ، والمحدودية تدلّ على النقص والحاجة ، والله تعالى منزّه من ذلك .
ولأنّه يخالف النقل ، فمن الكتاب ، يخالف قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } (2) ، فالقول بأنّ لله تعالى يداً ، يستلزم التمثيل.
ومن السنّة ، فيخالف ما ورد من الروايات الصحيحة المذكورة في كتب الفريقين ، التي تنفي التجسيم عنه تعالى .
ثمّ أنّ كلمة ( اليد ) في اللغة العربية ، استعملت في عدّة معاني ، منها :
بمعنى القدرة والقوّة والسلطة و ... .
وعليه ، فيمكن أن يكون معناها في هذه الآية القدرة ، أي قدرة الله فوق قدرتهم ، وهذا المعنى لا يخالف العقل والنقل والعرف ، ولا يستلزم منه النقص على الله تعالى ، وهو الكمال المطلق .
__________
1- الفتح : 10 .
2- الشورى : 11 .
( توفيق إبراهيم خليل . البحرين . 30 سنة ) معنى يد الله فوق أيديهم
- الزيارات: 445