السؤال : هل هناك قول عن أيّ إمام ينصّ بعدم تحريف القرآن الكريم ؟
الجواب : استدلّ العلماء بطوائف من الأحاديث لنفي التحريف :
الطائفة الأُولى : أحاديث الثقلين ، الدالّة على التمسّك بالكتاب والسنّة ، فلو كان الكتاب محرّفاً كيف نؤمر بالتمسّك به .
الطائفة الثانية : خطبة الغدير ، حيث أمر فيها (صلى الله عليه وآله) بتدبّر القرآن ، وفهم آياته والأخذ بمحكماته دون متشابهاته ، والأمر بذلك يستلزم عدم تحريفه .
الطائفة الثالثة : أحاديث العرض على الكتاب مطلقاً ، وترك العمل بما لم يوافقه أو لم يشبهه .
الطائفة الرابعة : الأحاديث الواردة في ثواب قراءة السور في الصلوات وغيرها، وثواب ختم القرآن وتلاوته ، فلولا أنّ سور القرآن وآياته معلومة لدى المسلمين لما تمّ أمرهم (عليهم السلام) بذلك .
الطائفة الخامسة : الأحاديث الواردة بالرجوع إلى القرآن واستنطاقه .
الطائفة السادسة : الأحاديث التي تتضمّن تمسّك الأئمّة من أهل البيت (عليهم السلام) بمختلف الآيات القرآنيّة المباركة .
الطائفة السابعة : الأحاديث الواردة عنهم (عليهم السلام) في أنّ ما بأيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله تعالى .
منها : ما روي عن الريّان بن الصلت قال : قلت للرضا (عليه السلام) : يا ابن رسول الله، ما تقول في القرآن ؟ فقال : ( كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلّوا ) (1) .
وعن علي بن سالم عن أبيه قال : سألت الصادق (عليه السلام) ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، ما تقول في القرآن ؟
فقال : ( هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي { لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } (2) .
الطائفة الثامنة : الأحاديث الواردة في صدر بيان علوّ القرآن ومقامه ومعرفة شأنه .
وعليه ، فلو كان القرآن الموجود محرّفاً ـ نعوذ بالله ـ لما بقي أثر لهذه الطوائف من الأحاديث وما شابهها .
فمجموع هذه الأحاديث على اختلاف طوائفها ، تدلّ دلالة قاطعة على أنّ القرآن الموجود هو القرآن النازل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) من دون أيّ تغيير أو تحريف .
____________
1- عيون أخبار الرضا 1 / 62 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 639 .
2- فصلت : 42 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 639 .
( أحمد . البحرين . 42 سنة . طالب أكاديمي ) أدلّتنا على عدمه
- الزيارات: 342