السؤال : إلى السادة القائمين على مركز الأبحاث العقائديّة بقمّ المقدّسة .
لدّي سؤال ، أرجو الإجابة عليه : كيف يمكن أن نثبت عقلياً أفضلية الأئمّة (عليهم السلام) على جميع الأنبياء ، ماعدا أبو القاسم محمّد (صلى الله عليه وآله) ؟
الجواب : إنّ الدلالة العقلية تأتي بعد التفحّص والتدقيق في معنى الإمامة ، فإنّها ـ كما قرّر في محلّه ـ أعلى رتبة من النبوّة ، فالأئمّة (عليهم السلام) بما هم أئمّة يكونون أفضل من الأنبياء (عليهم السلام) ، ما عدا نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فإنّه كان نبيّاً وإماماً في نفس الوقت ، وحتّى في مورد بعض الأنبياء (عليهم السلام) كإبراهيم (عليه السلام) ، فإنّ الإمامة لم تعط له في بادئ الأمر ، وهذا هو الفارق في تفضيل أئمّتنا (عليهم السلام) عليه ، إذ لم تكن هناك
حالة انتظارية ، أو تعليق بشرط في إعطاء الإمامة لأئمّتنا الاثني عشر (عليهم السلام) ، بخلاف منح إبراهيم (عليه السلام) هذه المكانة الرفيعة ، فإن الأمر قد حصل بعد ابتلاءات متعدّدة وصعبة ، { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } (1) .
____________
1- البقرة : 124 .
( أحمد . السعودية . ... ) الأدلّة العقلية عليه
- الزيارات: 372