طباعة

( أبو حسين . هولندا . ... ) الفرق بين القدسيّ والنبويّ

السؤال : ما الفرق بين الحديث القدسيّ والحديث النبويّ الشريف ؟ وجزاكم الله خير الجزاء .
الجواب : إنّ المقصود من الحديث النبويّ : هو الحديث الذي يحكي قول النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) ، أو فعله ، أو تقريره .
أمّا الحديث القدسيّ ، أو الإلهيّ ، أو الربّاني ، أو أسرار الوحي : هو كلّ حديث يضيف فيه المعصوم (عليه السلام) قولاً إلى الله تعالى ، ولم يرد في القرآن الكريم .
أو قل : هو الكلام المنزل بألفاظ بعثها الله تعالى في ترتيبها المعيّن لا لغرض الإعجاز ، نظير قوله تعالى : ( الصوم لي وأنا أجزي عليه ) (1) ، أو ( به ) (2) ، وبذا افترق عن القرآن الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعيّنة في ترتيبها المعيّن للإعجاز ، كما أنّه بخلاف الحديث النبويّ الذي هو الوحي إليه (صلى الله عليه وآله) بمعناه لا بألفاظه .
أمّا وجه إضافة الحديث القدسيّ إلى القدس ، فلأنّها الطهارة والتنزيه ، وإلى الإله والربّ لأنّه صادر منه ، وهو المتكلّم به والمنشئ له ، وإن كان جميعها صادراً بوحي إلهيّ ، لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) كما قال تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } (3) ، ومن هنا كان من أسرار الوحي .
وبالجملة : فإنّ وجوه التمايز بين القرآن الكريم والحديث القدسيّ ، خمسة :
الأوّل : أنّ القرآن معجز والحديث القدسيّ لا يلزم أن يكون معجزاً .
الثاني : أنّ الصلاة لا تكون إلاّ بالقرآن بخلاف الحديث القدسيّ .
الثالث : أنّ جاحد القرآن يكفّر بخلاف جاحد الحديث القدسيّ .
الرابع : أنّ القرآن لابدّ فيه من كون جبرائيل (عليه السلام) وسيلة بين النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبين الله تعالى ، بخلاف الحديث القدسيّ .
الخامس : أنّ القرآن لا يمسّ إلاّ مع الطهارة ، والحديث القدسيّ يجوز مسّه من المحدث .


____________
1- الكافي 4 / 63 .
2- من لا يحضره الفقيه 2 / 75 .
3- النجم : 3 ـ 4 .