طباعة

( كرّار أحمد المصطفى . الكويت . 19 سنة . طالب جامعة ومبلّغ دين ) عدم مشاركة الأئمّة في فتوحاتهم

السؤال : هل كان أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) يقومون بفتح الدول تحت لواء مغتصبي الخلافة ؟ فمثلاً هل قام الإمام الحسن (عليه السلام) بحركات فتح لدول غير إسلامية تحت إمرة أحد ولاة عمر أو أبي بكر ؟
وإذا كان ذلك صحيحاً ألا يعتبر ذلك إضفاء نوع من الشرعيّة على خلافة هؤلاء ؟ وماذا عن نشر الدين الإسلاميّ بصورة مبتورة ؟ فهم بذلك يفتحون الدول تحت اسم إسلام ناقص من مفهوم الإمامة ؟
الجواب : ورد في بعض كتب السير والتاريخ ما يشير إلى هذا الموضوع ، ولكن بطرق غير سليمة ، إمّا لعدم وجود السند ، وإمّا لضعفه ، فلا يثبت منه حتّى مورد واحد لكي يحتجّ به .
على أنّنا نجد عدم ذكر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الفتوحات !! وهو الأحرى أن يكون قائداً لها ، أو مشاركاً فيها على الأقل .
مضافاً إلى أنّ أئمّة الحقّ (عليهم السلام) كانوا لا يرون في الاشتراك في هذه الحروب مصلحة ، بل لا يرون نفس تلك الحروب خيراً ، فقد روي أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) قال لعبد الملك بن عمرو : ( يا عبد الملك مالي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك ) ؟ قال : قلت : وأين ؟
قال : ( جدّة ، وعبّادان ، والمصيصة ، وقزوين ) ، فقلت : انتظاراً لأمركم ، والاقتداء بكم ، فقال : ( إي والله ، لو كان خيراً ما سبقونا إليه ) (1) .
وثمّة عدّة روايات أُخرى تدلّ على أنّهم (عليهم السلام) كانوا لا يشّجعون شيعتهم ، بل ويمنعونهم من الاشتراك في تلك الحروب .
وهل هذا كلّه ينسجم مع ما ذكرته تلك الكتب من مشاركتهم في الحروب ؟!
وأخيراً : جاء في بعض الكتب أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) قد اشترك في فتح جرجان ، وهذا إن ثبت فإنّه يحمل على كونه أيّام خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، كما صرّح به بعضهم وقال : ( فإن ثبت هذا يدلّ على أنّه كان في أيّام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ) (2) .

____________
1- الكافي 5 / 19 ، التهذيب 6 / 126 .
2- تاريخ جرجان : 48 .