طباعة

( خالد . الجزائر . 28 سنة . التاسعة أساسي ) أوّل شيء خلقه الله

السؤال : ما هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟ هل هو القلم ؟ كما تقول العامّة .
الجواب : تعدّدت الأقوال في أوّل مخلوق خلقه الله تعالى ، وذلك لاختلاف الروايات الواردة في هذا المجال ، وهي :
1ـ نور النبيّ : فعنه (صلى الله عليه وآله) : ( أوّل ما خلق الله نوري ، ففتق منه نور علي ، ثمّ خلق العرش واللوح ، والشمس وضوء النهار ، ونور الأبصار والعقل والمعرفة ) (1) .
2ـ روح النبيّ : فعنه (صلى الله عليه وآله) : ( أوّل ما خلق الله روحي ) (2) .
3ـ العرش : فعن ابن عباس : أوّل ما خلق الله العرش فاستوى عليه (3) .
4ـ القلم : فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أوّل ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ) (4) .
وذهب بعض الأعلام إلى أنّ العقل الوارد في الأخبار بأنّه أوّل المخلوقات ، هو نوره (صلى الله عليه وآله) .
5ـ الماء : فعن جابر الجعفي قال : جاء رجل من علماء أهل الشام إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، فقال : جئت أسألك عن مسألة لم أجد أحداً يفسّرها لي ، وقد سألت ثلاثة أصناف من الناس ، فقال كلّ صنف غير ما قال الآخر .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ( وما ذلك ) ؟ فقال : أسألك ، ما أوّل ما خلق الله عزّ وجلّ من خلقه ؟ فإن بعض من سألته قال : القدرة ، وقال بعضهم : العلم ، وقال بعضهم : الروح .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ( ما قالوا شيئاً ، أخبرك أنّ الله علا ذكره كان ولا شيء غيره ، وكان عزيزاً ولا عز ، لأنّه كان قبل عزّه ، وذلك قوله :
{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } (5) ، وكان خالقاً ولا مخلوق ، فأوّل شيء خلقه من خلقه الشيء الذي جميع الأشياء منه ، وهو الماء ) (6) .
6ـ الهواء : في تفسير قوله تعالى : { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء } (7) ، قال الشيخ القمّيّ (قدس سره) : ( وذلك في مبدأ الخلق ، أنّ الربّ تبارك وتعالى خلق الهواء ، ثمّ خلق القلم ، فأمره أن يجري ، فقال : يا ربّ بم أجري ؟ فقال : بما هو كائن ، ثمّ خلق الظلمة من الهواء ، وخلق النور من الهواء ، وخلق الماء من الهواء ، وخلق العرش من الهواء ، وخلق العقيم من الهواء ـ وهو الريح الشديد ـ وخلق النار من الهواء ، وخلق الخلق كلّهم من هذه الستّة التي خلقت من الهواء ) (8) .
7ـ العقل : فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( أوّل ما خلق الله العقل ) (9) .
ووجه التوفيق بين هذه الأخبار هو : أنّ بعضها محمول على الأوّلية الإضافية ، وبعضها على الحقيقة ، فأوّلية نور النبيّ (صلى الله عليه وآله) حقيقية ، وغيره إضافية نسبية .


____________
1- بحار الأنوار 54 / 170 .
2- شرح أُصول الكافي 12 / 11 .
3- بحار الأنوار 54 / 314 .
4- تفسير القمّيّ 2 / 198 .
5- الصافّات : 180 .
6- التوحيد : 66 .
7- هود : 7 .
8- تفسير القمّيّ 1 / 321 .
9- شرح أُصول الكافي 1 / 204 .