السؤال : يستحبّ في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، وذلك لقول الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ما رُفِعَت كفٌّ إلى الله عزّ وجلّ أحبُّ إليه من كفٍّ فيها عقيق ) (1) .
ولقوله (عليه السلام) : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : قال الله سبحانه : إنّي لأستحي من عبدٍ يرفع يدَه وفيها خاتم فيروزج فأَرُدَّهَا خائبة ) (2) .
السؤال : ما هو السرّ في هذا الحجر الذي يستحبّ أن يُدعى به ؟
الجواب : إنّ جميع الأحكام الشرعيّة ومنها المستحبّة لا يستطيع الفقهاء إدراك العلل الواقعية لها ، إذا لم يكن مصرّحاً بها عن النبيّ وآله (عليهم السلام) ، وقد وردت الروايات الكثيرة التي تحبّذ التختّم بالعقيق والفيروزج وغيرهما ، والفقهاء تبعاً لتلك الروايات يفتون باستحباب التختّم بالعقيق والفيروزج .
وما ورد عنهم (عليه السلام) من صفات هذه الأحجار الكريمة ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( يا علي تختم فإنّها فضيلة من الله عزّ وجلّ للمقرّبين ) ، قال : ( بم أتختم يا رسول الله ) ؟ قال : ( بالعقيق الأحمر فإنّه أوّل جبل أقرّ لله تعالى بالربوبية ، ولي بالنبوّة ، ولك بالوصية ، ولولدك بالإمامة ، ولشيعتك بالجنّة ، ولأعدائك بالنار ) (3) .
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( تختّموا بالعقيق ... وهو الجبل الذي كلّم الله عزّ وجلّ عليه موسى تكليماً ) (4) .
وعن بشير الدهّان قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : جعلت فداك ، أيّ الفصوص أفضل أركبه على خاتمي ؟ فقال : ( يا بشير ، أين أنت عن العقيق الأحمر ، والعقيق الأصفر ، والعقيق الأبيض ، فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة .
فأمّا الأحمر فمطلّ على دار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأمّا الأصفر فمطلّ على دار فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وأمّا الأبيض فمطلّ على دار أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والدور كلّها واحدة ... .
وإنّ هذه الجبال تسبّح الله وتقدّسه وتمجّده ، وتستغفر لمحبّي آل محمّد (عليهم السلام) ... ) (5) .
وأنّ الولاية عرضت على الجبال ، فأوّل جبال أقرّت بذلك ثلاثة جبال : العقيق ، وجبل الفيروزج ، وجبل الياقوت ، فلعلّ هذه الصفات أعطت ميزة لهذه الأحجار على غيرها .
فخصّها الله بخصائص ، وضّحها لنا الأئمّة المعصومون (عليهم السلام) ، ومن تلك الخصائص استجابة الدعاء لمن يتختّم بها حال الدعاء ، والأمر كلّه راجع إلى الأُمور الغيبية التي نأخذها من الروايات ، ولم يستطع العقل البشري لحدّ الآن من الولوج في هذا المضمار .
____________
1- ثواب الأعمال : 174 .
2- بحار الأنوار 90 / 321 .
3- من لا يحضره الفقيه 4 / 374 .
4- مكارم الأخلاق : 87 .
5- الأمالي للشيخ الطوسيّ : 38 .
( ... . البحرين . ... ) يستحبّ بالخاتم العقيق أو الفيروزج
- الزيارات: 493