طباعة

( حسين مردان . العراق . 39 سنة . مهندس ) لا يقاس بالتيمّم

السؤال : إذا كان التيمّم عند عدم وجود الماء يجوز ، حتّى لو مسحت يدك بتراب الجدران ، أو أيّ أثاث في البيت بقصد الصلاة ، فلماذا لا يجوز الصلاة على السجّادة بدون التربة الحسينية ؟ هذا السؤال كثيراً ما يثار معي في النقاش مع أهل السنّة ، أجيبونا أثابكم الله .
الجواب : نجيب على هذا السؤال بعدّة نقاط :
1ـ إنّ هذا الإشكال مبنيّ على القياس ، وهو مردود صغرى وكبرى :
أ ـ أمّا الكبرى : فالقياس باطل عندنا ، فقد نهى أئمّتنا (عليهم السلام) عن اتخاذ القياس دليلاً على الأحكام الشرعية ، فإنّ دين الله لا يقاس بالعقول ، وأوّل من قاس إبليس (لعنه الله) .
ب ـ ثمّ إنّ هذا القياس غير صحيح ، لأنّ الطهارة الترابية بدل اضطراري عن الطهارة المائية ، أي إنّ النوبة تصل إلى التيمّم بعد فقد الماء وعدم التمكّن من الوضوء ، فيتيمّم بغبار الجدران ، أو أثاث البيت إذا عجز عن التيمّم بالأرض ، فالمقاس عليه اضطرار في اضطرار .
فكيف يقاس عليه السجود على السجّادة في حالة الاختيار ، الذي هو مفروض السؤال ، وهو المتبع عند أهل السنّة .
2ـ إنّ حكم السجود عندنا هو : وجوب السجود على ما يصدق عليه أنّه أرض، ومنه التربة الحسينية ، لا ما يتوهّمه الآخرون من وجوب السجود على التربة الحسينية .
نعم ، السجود عليها مستحبّ لورود روايات في استحبابها .
3ـ إنّ طريقة طرح السؤال غير صحيحة من البداية ، إذ لا يجوز أن يعترض على مذهب مخالف من خلال الاعتماد على قواعد يعتمدها المذهب الآخر ، بل يجب أمّا أن يبنى على قواعد متّفق عليها ، أو أن يبنى على قواعد نفس المذهب المعترض عليه .