العلمانية([1])
نظام من المبادىء يرفض كل صورة من صور الإيمان الديني وقيام الدولة على دعائم الدين، وهي دعوة صارخة لفصل الدين عن الدولة: «وأن يكون ما لله، وما لقيصر لقيصر» وهي إصطلاح لا صلة له بكلمة العلم والمذهب العلمي.
نشأت هذه الحركة بصورة شديدة في أوربا، إذ كانت الكنيسة هي المسيطرة على الحياة في مختلف مجالاتها، بل كانت تعطي لنفسها الحق في بيع صكوك الغفران وبيع مساكن في الجنّة، وكانت تقف موقفاً عدائياً من العلم والعلماء فقد أمرت بقتل العالم «كوبرنيكوس» لأنه قال: «إن الأرض ما هي إلاّ كوكب مثل غيرها من الكواكب السيارة»، لهذا يقول أحد العلماء: «إن الغربي لا يصير عالماً إلاّ إذا ترك دينه، بخلاف المسلم فإنه لا يترك دينه إلاّ إذا صار جاهلاً».
وقد عمت العلمانية أقطار العالم بتأثير من الإستعمار والتبشير والشيوعية، وروج أفكارها بعض أبناء المسلمين أمثال: سلامة موسى (عليه السلام) في كتابه «اليوم والغد» حيث يقول في بعض كتاباته: «فأنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب أريد أن تكون ثقافتنا أوربية لكي نغرس في نفوسنا حب الحرية والتفكير الجريء»، ومنهم: «د. طه حسين» وخاصة في كتابه: مستقبل الثقافة في مصر حيث يقول فيه: «إن سبيل النهضة واضحة مستقيمة ليس فيها عوج ولا إلتواء، وهي أن نسير سيرة الأوربيين ونسلك طريقهم».
وقد إستخدمت العلمانية مختلف الوسائل لبث أفكارها لا سيما إنشاء المدارس مركزة على التقليل من دروس الدين ووصف مدرسيه بالرجعية والتحجر، وكذلك عن طريق إرسال البعثات من أبناء المسلمين إلى البلاد الأجنبية لمتابعة الدراسة قبل أن ينهلوا من الثقافة الإسلامية شيئاً وقبل أن يقوى وازع الإيمان في قلوبهم ثم يعودون إلى بلادهم وهم يحملون الأمراض الفكرية وهؤلاء هم الذين يحتلون مناصب القيادة في الأمة، وغير ذلك من وسائل الإعلام المقروء والمرئي.
من أفكار العلمانية:
1 ـ فصل الدين عن الدولة.
2 ـ تطبيق السياسة الميكافيلية «الغاية تبرر الوسيلة».
3 ـ الطعن بالقرآن والإسلام.
4 ـ نشر الإباحة والفوضى الأخلاقية.
5 ـ الزعم بأن الإسلام لا يتلائم مع الحياة.
6 ـ إحياء الحضارات القديمة.
7 ـ إقتباس المناهج والأنظمة اللادينية عن الغرب ومحاكاته.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] العمري، نادية، أضواء على الثقافة الإسلامية: 226 ـ 227 ـ 345.
الموسوعة الميسرة في الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة: 367 ـ 371.