السؤال : ما هي خلاصة حرب الجمل ؟
الجواب : بعد مقتل عثمان بن عفّان ، بايع الناس الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، ومن بين المبايعين طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وطلباً منه (عليه السلام) أن يولّيهما بعض ولاياته ، ولكن الإمام (عليه السلام) قال لهما : " واعلما إنّي لا أشرك في أمانتي إلاّ من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي ، ومن عرفت دخيلته " (1) ، فداخلهما اليأس من المنصب ، فاستأذناه للعمرة ، وخرجا من المدينة إلى مكّة ناكثين بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ولمّا وصلا إلى مكّة دخلا على عائشة ، وأخذا يحرّضانها على الخروج ، فخرجت عائشة معهما على جمل ـ مطالبة بدم عثمان ـ قاصدين الشام ، فصادفهم في إثناء الطريق عبد الله بن عامر ـ عامل عثمان على البصرة ـ قد صرفه أمير المؤمنين (عليه السلام) بحارثة بن قدامة السعدي ، فرجّح لهم البصرة ، لما فيها من كثرة الضيع والعدّة ، فتوجّهوا نحوها ، فمانع عنها عثمان بن حنيف ، والخزّان والموكلون ، فوقع بينهم القتال ، ثمّ اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته .
ولمّا سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) بوصولهم ، جهّز جيشاً وخرج إلى البصرة ، ولمّا وصلها بعث إليهم يناشدهم ، فأبوا إلاّ الحرب لقتاله .
ثمّ أخذ الإمام (عليه السلام) يناشد طلحة والزبير فلم تنفع معهما ، عند ذلك نشبت الحرب بينهما ، وأسفرت عن قتل ستة عشر ألف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل ، وأربعة آلاف رجلاً من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وانكسار جيش أصحاب الجمل .
ثمّ إنّ الإمام (عليه السلام) أمر محمّد بن أبي بكر ، أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث ، ثمّ أمر بإرجاعها إلى المدينة ، ورجع هو (عليه السلام) إلى الكوفة .
هذا ، ومع العلم بأنّ أكثر المؤرّخين ذكروا : أنّ عائشة كانت من أوائل المحرّضين على قتل عثمان ، وعباراتها مشهورة ومعروفة : " اقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلاً فقد كفر " !! (2) .
____________
1- شرح نهج البلاغة 1 / 231 .
2- شرح نهج البلاغة 6 / 215 و 20 / 17 ، تاريخ الأُمم والملوك 3 / 477 ، الإمامة والسياسة 1 / 72 .
( جعفر صادق . البحرين . ... ) خلاصة حرب الجمل
- الزيارات: 453