السؤال : ما حقيقة وصف بعض الشيعة عمر بن الخطّاب بأنّه أساء إلى الخلافة .
الجواب : إنّ الشيعة ترى أنّ الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالنصّ والتعيين ، وأنّ الخليفة بعده هو الإمام علي (عليه السلام) بنصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليه ، وهذا النصّ إلهي ، أي : أنّ النبيّ أمر بتعيين علي (عليه السلام) الخليفة بعده بأمر من الله تعالى .
والنصوص على ذلك من الكتاب والسنّة كثيرة ، منها : آية التطهير ، وآية الولاية ، وآية المباهلة ، وآية المودّة ، وآية التبليغ ، وحديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وحديث الدار ، وحديث السفينة ، وغيرها من الأدلّة الشرعية ، كما وتستدلّ الشيعة بالعقل ، وذلك لاستحالة أن يترك النبيّ أُمّته من دون أن يعيّن لهم خليفة بعده ، ويترك أُمّته يتنازعون فيما بينهم بعده ، وكذلك تجد سائر الأنبياء والمرسلين لهم أوصياء .
وعلى مبنى الشيعة ماذا يكون حكم المتلبّس بالخلافة ؟ وهي ليست لـه ؟! فأوّل إساءة صدرت منه : أنّه تلبّس بالخلافة التي نصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أنّها لعلي (عليه السلام) .
ومن ثمّ تغييره لأحكام الله الثابتة ، كصلاة التراويح التي قال عنها : نعمت البدعة (1) ، وكمتعة الحجّ والنساء التي قال عنهما : أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما (2) ، ومنعه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يكتب الكتاب ، وقولـه : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يهجر (3) ، وبلغ بجهله إلى مرتبة أن صرح بقولـه : كُلّ أحد أفقه من عمر (4) .
وأختم لك الكلام بحديث عن عمر يقول فيه : " يا ليتني كنت كبش أهلي ، سمّنوني ما بدا لهم ، حتّى إذا كنت أسمن ما أكون ، زارهم من يحبّون ، فجعلوا بعضي شواءً ، وبعضي قديداً ، ثمّ أكلوني ، فأخرجوني عذرة ، ولم اكن بشراً " (5) .
فاقرأ وحكّم عقلك واحكم ، هدانا الله وإيّاك إلى سواء السبيل .
____________
1- المغني لابن قدامة 1 / 798 ، تحفة الأحوذي 3 / 450 ، نصب الراية 2 / 174 ، كنز العمّال 8 / 407 ، تلخيص الحبير 4 / 247 ، كتاب الموطّأ 1 / 114 ، تنوير الحوالك : 137 ، الشرح الكبير 1 / 747 ، نيل الأوطار 3 / 63 ، صحيح البخاري 2 / 252 ، فتح الباري 4 / 219 ، المصنّف للصعناني 4 / 259 ، صحيح ابن خزيمة 2 / 155 .
2- الشرح الكبير 7 / 537 ، المحلّى 7 / 107 ، كنز العمّال 16 / 519 ، السنن الكبرى للبيهقي 7 / 206 ، شرح معاني الآثار 2 / 146 ، شرح نهج البلاغة 12 / 251 و 16 / 265 ، أحكام القرآن للجصّاص 1 / 338 و 352 و 2 / 191 و 3 / 312 ، الجامع لأحكام القرآن 2 / 392 ، علل الدارقطني 2 / 156 .
3- ص
حيح مسلم 5 / 76 ، السنن الكبرى للنسائي 3 / 435 مسند أحمد 1 / 355 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 436 ، الكامل في التاريخ 2 / 320 ، أضواء على السنّة المحمّدية : 55 .
4- السنن الكبرى للبيهقي 7 / 233 ، مجمع الزوائد 4 / 284 ، شرح نهج البلاغة 1 / 182 و 12 / 15 و 208 و 17 / 171 ، كنز العمّال 16 / 537 ، فيض القدير 2 / 8 ، كشف الخفاء 1 / 269 و 2 / 118 ، تفسير القرآن العظيم 1 / 478 ، الدرّ المنثور 2 / 133 ، فتح القدير 1 / 443 ، علل الدارقطني 2 / 239 ، نور الأبصار : 100 .
5- كنز العمّال 12 / 619 ، حلية الأولياء 1 / 88 ، نور الأبصار : 102 ، تاريخ مدينة دمشق 30 / 331 .
( زهيدي . المغرب . ... ) تلبّسه بالخلافة وتغييره لأحكام الله
- الزيارات: 348