السؤال : كيف يتّفق ما عرفناه مع ما يلي وهو مقتبس من نهج البلاغة شرح محمّد عبده : " لله بلاء فلان ، فلقد قوّم الأود ، وداوى العمد ، وأقام السنّة ، وخلف الفتنة ، ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، أصاب خيرها ، وسبق شرّها ، أدّى إلى الله طاعته ، واتقاه بحقّه ، رحل وتركهم في طرق متشعّبة ، لا يهتدي فيها الضالّ ، ولا يستيقن المهتدي " (1) .
أفتونا مأجورين .
الجواب : للجواب على هذا السؤال نذكر وباختصار عدّة مطالب :
1ـ لم يقل أحد من علماء الشيعة بصحّة كُلّ ما جاء في نهج البلاغة ، بل وحتّى الشريف الرضي ـ مؤلّف كتاب نهج البلاغة ـ لم يدعّ صحّة كُلّ ما جاء في كتابه نهج البلاغة ، ولم يصرّح بأنّه ما روى إلاّ ما صحّ عنده سنده ، وكما هو المعلوم من المبنى عند الشيعة ، أن يخضع كُلّ حديث إلى البحث في السند والدلالة .
2ـ الخطبة وردت من دون تعيين شخص بعينه .
3ـ لو سلّمنا كُلّ هذا ، فإنّ بعض المصادر (2) ذكرت : أنّ أصل هذا الكلام حكاه الإمام علي (عليه السلام) عن النادبة أو الباكية لهذا البعض من الأصحاب ، وفي آخره قال الإمام علي (عليه السلام) : " أما والله ما قالت ولكنّها قوّلت " (3) .
ولتوضيح المطلب نقول : إنّ الإمام (عليه السلام) حكى هذا القول عن النادبة أو الباكية لهذا البعض من الأصحاب ، وربما يشكل بأنّ حكايته لهذا الكلام دليل على قبوله ؟ فالجواب يكون بأنّه (عليه السلام) قال بعد أن استشهد بكلام النادبة : " والله ما قالت ولكنّها قوّلت " ، ممّا يشعر بردّه لكلام النادبة وعدم قبوله لـه .
____________
1- شرح نهج البلاغة 12 / 3 .
2- تاريخ الأُمم والملوك 3 / 285 ، تاريخ مدينة دمشق 44 / 458 ، البداية والنهاية 7 / 158 .
3- شرح نهج البلاغة 12 / 5 .
( فراس . الأردن . ... ) ما ورد من رثائه في نهج البلاغة
- الزيارات: 410