السؤال : ما هي الأدلّة التي تدلّ على تحريم الأغاني من القرآن الكريم ، والسنّة النبوية ؟
الجواب : إنّ الأدلّة الدالّة على التحريم من القرآن الكريم هي :
1ـ قولـه تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } (1) .
حيث فسّرت الأخبار ـ من العامّة والخاصّة ـ لهو الحديث بالغناء ، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال في تفسير هذه الآية : " منه الغنا " (2) .
وسئل (عليه السلام) عن الغناء فقال : " لا تدخلوا بيوتاً الله معرض عن أهلها " (3) ، وقال (عليه السلام) : " الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله ، وهو ممّا قال الله : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ } " (4) .
2ـ قولـه تعالى : { اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } (5) .
حيث فسّرت الأخبار قول الزور بالكذب ، وروي أصحابنا أنّه يدخل فيه الغناء (6) .
3ـ قولـه تعالى : { وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }(7) .
حيث فسّرت الزور باللهو الباطل كالغناء ونحوه ، أي الذين لا يحضرون مجالس الباطل (8) .
وعن مسعدة بن زياد قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ، فقال لـه رجل : بأبي أنت وأُمّي إنّي أدخل كنيفاً لي ، ولي جيران وعندهم جوار يتغنين ويضربنّ بالعود ، فربما أطلت الجلوس استماعاً منّي لهن .
فقال : " لا تفعل " ؛ فقال الرجل : والله ما آتيهن إنّما هو سماع اسمعه بإذني ، فقال (عليه السلام) : " لله أنت أمّا سمعت الله عزّ وجلّ يقول : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } (9) ... " (10) .
وسُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن بيع الجواري المغنّيات ؟ فقال (عليه السلام) : " شراؤهن وبيعهن حرام ، وتعليمهن كفر ، واستماعهن نفاق " (11) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " كان إبليس أوّل من تغنّى " (12) .
وعن صفوان بن أُمية قال : كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فجاءه عمرو قرة ، فقال : يا رسول الله ، قد كتبت عليّ الشقوة ، فلا أراني أرزق إلاّ من دفي بكفّي ، فتأذن لي في الغناء من غير فاحشة .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " لا آذن لك ولا كرامة ، كذبت يا عدوّ الله لقد رزقك الله حلالاً طيّباً ، فاخترت ما حرّم الله من رزقه مكان ما أحلّ الله من حلاله ، ولو كنت تقدّمت إليك لفعلت بك ، قم عنّي ، وتب إلى الله ، أمّا أنّك إن نلت بعد التقدمة شيئاً ضربتك ضرباً وجيعاً " (13) .
4ـ قولـه تعالى ينذر فيه أُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) : { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } (14) .
قال عكرمة عن ابن عباس : " هو الغناء بلغة حِميَر ، يقال : سمّد لنا : أي غنّ لنا " (15) .
5ـ خطاب الله تعالى لإبليس : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } (16) .
قال ابن عباس ومجاهد : " إنّه الغناء والمزامير واللهو " (17) .
وقد جاء في السنّة الشريفة عنه (صلى الله عليه وآله) : " ما رفع أحد صوته بغناء إلاّ بعث الله تعالى إليه شيطانان يجلسان على منكبيه ، يضربان بإعقابهما على صدره حتّى يمسك " (18).
____________
1- لقمان : 6 .
2- تفسير نور الثقلين 4 / 193 .
3- الكافي 6 / 434 .
4- الكافي 6 / 433 ، دعائم الإسلام 2 / 207 .
5- الحجّ : 30 .
6- التبيان 7 / 312 ، مجمع البيان 7 / 148 .
7- الفرقان : 72 .
8- الميزان في تفسير القرآن 15 / 244 .
9- الإسراء : 36 .
10- الكافي 6 / 432 .
11- المصدر السابق 5 / 120 .
12- تفسير العيّاشي 1 / 40 .
13- المعجم الكبير 8 / 51 ، مسند الشاميين 4 / 390 ، كنز العمّال 15 / 222 .
14- النجم : 61 .
15- الجامع لأحكام القرآن 17 / 123 .
16- الإسراء : 64 .
17- الجامع لأحكام القرآن 10 / 288 .
18- فتح القدير 4 / 236 ، مجمع الزوائد 8 / 119 ، المعجم الكبير 8 / 204 ، الدرّ المنثور 5 / 159 .
( محمّد سلمان الغافلي . السعودية . ... ) نصوص التحريم
- الزيارات: 363