السؤال : من الآداب الإسلامية ، إذا جاء أحد لزيارة أحد البيوت يخرج الرجل إلى استقبال الزائر ، فلماذا لم يخرج الإمام علي (عليه السلام) يوم هجوم القوم على الزهراء ؟ وهو جالس في المنزل ؟ أليس على الإمام (عليه السلام) هو الذي يخرج ليستقبلهم بدل الزهراء ؟
أو لماذا لم يخرج أحد الصحابة الذين كانوا مع الإمام علي (عليه السلام) في ذلك الوقت لاستقبالهم ؟ لماذا تذهب امرأة لمقابلة رجال .
الجواب : أوّلاً : لم يأت القوم إلى بيت الزهراء (عليها السلام) زيارة ، وإنّما كان هجوماً كما ذكرتم ، حيث جاء جماعة للحرب على صورة همجية بصياح وعربدة .
وثانياً : خروج الزهراء (عليها السلام) لهم كان من باب أن يرتدع القوم من الهجوم على بيت بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، لأنّ المخاطب لهم من وراء الباب هو بنت نبيّهم ، التي قال في حقّها رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " فإنّما هي بضعة منّي ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها " (1) .
فهل ارتدع القوم ورجعوا ؟! أم أنّ عمر لمّا أمر بإحراق البيت ، قيل لـه : إنّ فيها فاطمة ؟ فقال : وإن !! (2) ، وإن في شخوص الزهراء خلف الباب ، ومحاججتها مع القوم ، هو إتمام الحجّة عليهم ، وعلى جميع المسلمين ، ولكن أين مَن لـه قلب ؟! وأين من يلقي السمع وهو شهيد ؟!
____________
1- صحيح البخاري 6 / 158 ، مسند أحمد 4 / 5 ، الجامع الكبير 5 /360 ، المستدرك 3/ 159 ، كنز العمّال 12 / 107 ، سير أعلام النبلاء 2 / 133 ، ينابيع المودّة 2 / 53 و 478 ، الآحاد والمثاني 5 / 362 ، المعجم الكبير 22 / 405 ، تاريخ مدينة دمشق 3 / 156.
2- الإمامة والسياسة 1 / 30 .
( حسين قرقور . البحرين . ... ) سبب خروجها لباب دارها عند هجوم القوم
- الزيارات: 496