السؤال : يجادلونا أهل السنّة ويقولون لنا : ما هي الأدلّة أنّ عمر كسر ضلع فاطمة ؟ وأسقط جنينها ؟ وأحرق بيتها ؟ وطبعاً أنا ما عندي شكّ ، ولا تزحزحني أباطيلهم ، نعم هم الذين هجموا على فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
ويقولون لنا : لماذا الإمام علي ما دافع وقتلهم وهم في بيته ؟ أنا الذي أعرفه من وصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نرجو منكم ما حكمة هذه الوصية وفلسفتها ، ونريد منكم غير الوصية من الإثباتات ؟
وشكراً لكم ، وطيّب الله أنفاسكم ، وجعلكم ذخراً للأُمّة الإسلامية .
الجواب : الأدلّة على كسر ضلع الزهراء (عليها السلام) ، وإسقاط جنينها ، ولطمها على خدّها ، وإحراق باب دارها ، وعصرها بين الحائط والباب ، هي النصوص المتواترة التي نقلتها كتب الفريقين ، بل بعض أهل السنّة لم يسكتوا عن نقلها حتّى من أشدّها رزية ومصيبة ، منهم :
1ـ الذهبي : " إنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت بمحسن " (1) .
2ـ ابن قتيبة : " إنّ محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي " (2) .
3ـ الشهرستاني : " إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها " (3) .
4ـ المسعودي : " وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً " (4) .
5ـ الصفدي : " إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المحسن من بطنها " (5) .
والسبب في عدم دفاع الإمام علي (عليه السلام) عن هجوم القوم على بيته ، هو :
1ـ قيّدته (عليه السلام) وصية من أخيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصبر على ما يلاقيه من القوم للحفاظ على بيضة الإسلام ، فصبر (عليه السلام) امتثالاً لأمر الله تعالى ، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وتحمّل أنواع الأذى في هذا السبيل .
2ـ إنّ الظروف آنذاك ما كانت تسمح للإمام (عليه السلام) عن أنّ يدافع ويحارب القوم وذلك :
أ ـ لقلّة الناصر ، فقد صرّح (عليه السلام) في خطبه بهذه النقطة .
ب ـ لضياع الدين الإسلامي الأصيل ، فإنّه (عليه السلام) ذكر في كلامه مع الزهراء (عليها السلام) بأنّ مواجهة القوم تؤدّي إلى رفع الشهادة الثانية من الأذان ، وتشويه وتزييف الحقائق ، ولم يكن (عليه السلام) ليفرط في دينه في سبيل شيء آخر .
3ـ أراد (عليه السلام) يكشف لمجتمعه وللأجيال القادمة حقيقة القوم في التزامهم لمبادئ الدين الإسلامي .
هذا ولا يخفى ما للوصية من حكم لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، ولعلّ من أبرزها هو امتحان الأُمّة في مدى تمسّكها بالثقل الثاني الذي أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين .
____________
1- سير أعلام النبلاء 15 / 578 .
2- مناقب آل أبي طالب 3 / 133 عن المعارف لابن قتيبة .
3- الملل والنحل 1 / 57 .
4- إثبات الوصية : 146 .
5- الوافي بالوفيات 6 / 15 .
( علي الشهراني . البحرين . 23 سنة . طالب ) السبب في عدم دفاع الإمام علي عنها
- الزيارات: 435