طباعة

( محبّة أهل البيت . ... . ... ) من هي

السؤال : هناك حديث للرسول (صلى الله عليه وآله) يقول : " تنقسم أُمّتي من بعدي 73 فرقة ، واحدة من هذه الفرق هي الناجية " ، فمن هي الفرقة الناجية وما الدلائل ؟!
الجواب : روى علماء الحديث من الشيعة والسنّة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في عدّة مواطن : " إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً " ، وهذا الحديث هو المعروف بحديث الثقلين ، بلغ حدّ التواتر ، وهو يعدّ وصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أُمّته ، فمن عمل بهذه الوصية يكون من الفرقة الناجية ، ومن تركها فليس منها .
وربما قال قائل : بأنّ الحديث روي بلفظ : " كتاب الله وسنّتي " .
فنقول : إنّ الحديث المروي بلفظ " كتاب الله وسنّتي " ضعيف ضعّفه علماء الحديث ، وعلى فرض صحّته ، فما هي سنّة رسول الله ؟ ولماذا قال عمر : حسبنا كتاب الله ؟
والجمع بين الحديثين أولى من طرح أحدهما ، حيث يكون الجمع في علم الحديث بقبول اللفظين ، وحمل لفظ : " وسنّتي " على كون النبيّ (صلى الله عليه وآله) يوصينا بالتمسّك بالسنّة الحقيقية المتمثّلة بعترته (عليهم السلام) .
ونعلمكم بأنّ حديث الثقلين بلفظ : " كتاب الله وعترتي " ، رواه أكثر من ثمانية عشر صحابياً ، منهم : الإمام علي ، والإمام الحسن (عليهما السلام) ، وأبو ذر ، وسلمان ، وجابر ، وكذلك من رواته : فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وأُمّ سلمة ، وأُمّ هاني أُخت الإمام علي (عليه السلام) ، وكذلك رواه المئات من مشاهير الأئمّة في مختلف القرون .
قال المنّاوي : " في هذا الحديث تصريح بأنّهما ـ أي : القرآن والعترة ـ كتوأمين خلّفهما ، وأوصى أُمّته بحسن معاملتهما ، وإيثار حقّهما على أنفسهم ، والاستمساك بهما في الدين " (1) .

____________
1- فيض القدير 3 / 20 .