• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

( بدر . قطر . ... ) أسئلة تتعلّق بها

السؤال : لديّ عدّة أسئلة عقائدية ، أودّ من سماحتكم التفضّل عليّ بالإجابة عليها ، مع خالص شكري وتقديري لكم .
1ـ لماذا أصرّ يزيد بن معاوية على أخذ البيعة من الإمام الحسين ، حتّى ولو بالإجبار ؟
2ـ لماذا لم يأخذ الإمام علي بن الحسين بثأر أبيه من بعده ، ويقتل قاتليه ؟ ومن هو الذي أخذ بثأر الحسين من بعده ؟
3ـ لماذا لبّى الإمام الحسين دعوة أهل الكوفة ، رغم معرفته الجيّدة بحالهم ، وبأنّ احتمال خذلانهم له أمر وارد ، فقد خذلوا أباه ـ الإمام علي ـ من قبله ؟
4ـ عرف الإمام الحسين بغدر أهل الكوفة بمسلم بن عقيل وقتلهم له ، وهو في منتصف الطريق إلى الكوفة ، فلماذا لم يرجع إلى مكّة أو المدينة مثلاً ، ويقتل هناك بين أهله وأنصاره ؟
5ـ نقل في الأخبار : إنّه لو كان الإمام الحسن قد قاوم معاوية وحاربه ثمّ قتل على يديه ، فإنّ هذا الفعل سيكون وصمة عار على الإسلام والمسلمين ، خلافاً للإمام الحسين ، فإنّ قتله مفخرة عظيمة للإسلام ، لماذا ؟
6ـ قال أحد صحابة الإمام الحسين : يا ابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قيل لنا به .
من قصد الصحابي بقوله : قتال هؤلاء ، وبماذا ردّ عليه الإمام الحسين ، ولماذا ؟
7ـ طرح الإمام الحسين بعض الخيارات على عمر بن سعد وأصحابه بدلاً من قتله ، ما هي هذه الخيارات ؟ ولماذا رفضها عمر بن سعد ؟
الجواب : نجيب على أسئلتكم واحداً تلو الأخر :
ج1 : لقد كان يزيد متلهّفاً لأخذ البيعة من كبار الزعماء ـ لاسيّما المعروفين ـ وعلى رأسهم الإمام الحسين (عليه السلام) ، وبأيّ صورة كانت ، ليضفي على وضعه الطابع الشرعي في أوساط الأُمّة ، ولذا ركّز على ثلاث شخصيات ، حينما كتب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة ، جاء فيه : " فخذ حسيناً ، وعبد الله بن عمر ، وابن الزبير بالبيعة ، أخذاً ليس فيه رخصة ... " .
لأنّ يزيد كان يرى أنّ لهؤلاء مركزاً ألمع من مركزه ، لاسيّما الإمام الحسين (عليه السلام) ، لأنّه يمتاز بمزايا منها :
1ـ كونه صحابي ، وابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
2ـ سيّد شباب أهل الجنّة ، وخامس أهل العبا .
3ـ الأبعاد العلمية والاجتماعية والدينية والأخلاقية التي تؤطّر شخصيته .
4ـ العهد الذي يقيّد معاوية في تسليم الأمر إلى الإمام الحسن (عليه السلام) ، ومن بعده الحسين (عليه السلام) .
كُلّ هذه الأُمور وغيرها جعلت يزيد يفكّر جدّياً بالإمام الحسين (عليه السلام) ، لأنّ ابن عمر سرعان ما سلّم عندما قال : إذا بايع الناس بايعت !
وأمّا ابن الزبير فقد أدرك الناس أنّه يسعى للمنصب والتأمّر ، فلم تكن لديه دوافع دينية ، وأمّا الإمام الحسين (عليه السلام) فقد كانت الأنظار متّجهة صوبه ، ولذا انقطع الناس إليه ، وهذا يدلّ على موقعه في النفوس ، ولذا حاول يزيد التخلّص منه بأيّ شكل ، حتّى آل الأمر إلى بعث عدّة أشخاص لاغتيال الإمام الحسين (عليه السلام) في موسم الحجّ .
ج2 : إنّ كان معنى الثأر هو قتل نفس القتلة ـ عبيد الله بن زياد ، وعمر بن سعد بن أبي وقّاص ، وشمر بن ذي الجوشن ، وحرملة بن كاهل ، و ... ـ فقد قيّض الله تعالى لهؤلاء المختار بن أبي عبيد الثقفي وقتلهم جميعاً ، كما نال من كثير ممّن اشتركوا في واقعة كربلاء ضدّ الحسين (عليه السلام) .
وإن كان معنى الثأر هو فضح مخطط هؤلاء ، ومن ورائهم يزيد بن معاوية ، فإنّ الإمام السجّاد (عليه السلام) لم يتوان عن ذلك ، وثأر لدماء شهداء كربلاء في دمشق ، وبمحضر الجهاز الحاكم ـ لاحظوا خطبته في ذلك المجلس ـ حتّى أنّ يزيد أمر المؤذّن أن يقطع عليه خطبته ، لأنّه افتضح أمام أهل الشام المغفّلين ، وقد عرّفه ـ الإمام السجّاد (عليه السلام) هذه الحقيقة ـ حينما قال : ستعرف من الغالب ، وذلك عند رفع المؤذّن للأذان .
ج3 : إنّ تلبية الإمام الحسين (عليه السلام) لدعوة أهل الكوفة تنطوي على عدّة مضامين منها :
1ـ إنّ استجابته (عليه السلام) لهم هي لقطع الألسنة وقطع المعاذير ، والحقيقة أنّ الأمر أعمق من ذلك ، وهذا ما سيتبيّن في النقاط التالية .
2ـ إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) كان يعلم بمقتله ، لأنّ جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبر بذلك ، ودفع إليه بتربة من كربلاء ـ وهذا يرويه علماء من الفريقين ـ كما أنّه قال
(عليه السلام) : " وخيّر لي مصرع أنا لاقيه " (1) .
3ـ إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن ينوي اللجوء إلى مكان آمن ـ لغرض السلامة ـ بل قالها بصراحة : " إنّما خرجت ... أُريد آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي ... " (2) .
فالإمام الحسين (عليه السلام) قصد الكوفة باعتبارها واحدة من الحواضر المتمرّدة على الحكم الأموي ـ غالباً ـ وباعتبار الأعراق والقوميات المختلفة فيها ،وباعتبار الواجب الذي يراه (عليه السلام) ملقىً على عاتقه ، ومثل هذه المسألة ـ الغدر والخيانة ـ لا يأب بها الإمام حتّى يترك هدفه ، وإلاّ لكان أبوه (عليه السلام) أولى بمغادرة الكوفة من قبل ! فاحتمال العصيان والنكول لا يسقط واجب التصدّي .
ج4 : ليس من السهولة بمكان أن يرجع الحسين (عليه السلام) إلى المدينة ، ومعه من النساء والأطفال ما يتجاوز المائة نفر ، كما أنّ الدولة الأموية ستحول بينه وبين المدينة ، لأنّها بدأت بالنفير وتجريد الجيوش لقتاله على كُلّ الساحات ، كما أنّ نفس مكّة والمدينة لم تكن صالحة للنصرة لعدّة أُمور :
1ـ إنّ هاتان المدينتان حرم الله وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله) ، فلا يجوز انتهاكهما .
2ـ لو كان هناك أنصار واتباع ، لساروا معه ، ولما تركوه يسير بأهل بيته ، وبقلّة من الأنصار ، حتّى أنّ الإمام السجّاد (عليه السلام) يؤكّد هذه الحقيقة بقوله : " ما بمكّة ولا بالمدينة عشرون رجلاً يحبّنا " (3) !!
ج5 : لم نر أي خبر ينقل : أنّ فعل الإمام الحسن (عليه السلام) لو كان كفعل الإمام الحسين (عليه السلام) من حيث إعلان الثورة ، سيكون وصمة عار ، إنّ لكُلّ زمان ظروف ، وأنّه لولا صلح الإمام الحسن (عليه السلام) لما تمهّدت الأرضية أمام الحسين (عليه السلام) للثورة .
ج6 : القائل هو زهير بن القين ، والمراد من قولـه : قتال هؤلاء ، قتال أصحاب الحرّ قبل مجيء جيش عمر بن سعد ، وأجابه الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله : " فإنّي أكره أن أبدأهم بقتال " (4) .
ج7 : ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) خيارين لعمر بن سعد بدلاً من قتاله وهما : دعوني أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه ، أو أذهب في هذه الأرض العريضة .
فأرسل عمر رسالة إلى عبيد الله بن زياد يذكر له ذلك ، لكن ابن زياد أجابه برسالة أرسلها بيد شمر بن ذي الجوشن : " إنّي لم أبعثك إلى الحسين لتكفّ عنه ، ولا لتطاوله ، ولا لتمنّيه السلامة والبقاء ، ولا لتعذر عنه ، ولا لتكون له عندي شافعاً ، أُنظر فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا ، فابعث بهم إليّ سلماً ، وإن أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم ، وتمثّل بهم ... فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع ، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا ، وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنا قد أمرناه بأمرنا ، والسلام " (5).
فبعدما قرأ ابن سعد الكتاب ، قال له شمر : أخبرني بما أنت صانع ؟ أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوّه ، وإلاّ فخل بيني وبين الجند والعسكر ، قال : لا ولا كرامة لك ، ولكن أنا أتولّى ذلك فدونك ، فكن أنت على الرجّالة .


____________
1- شرح الأخبار 3 / 146 ، مثير الأحزان : 29 .
2- مناقب آل أبي طالب 3 / 241 .
3- الغارات 2 / 573 ، شرح نهج البلاغة 4 / 104 .
4- الأخبار الطوال : 252 .
5- روضة الواعظين : 182 ، الإرشاد 2 / 88.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page