السؤال : لماذا سمّيت الحسينيات بحسينيّات ؟ ولم تسم مثلاً بمحمّديات أو عليّات ؟ مع أنّ النبيّ أفضل من الحسين ؟ ولماذا حازت كربلاء فضلاً لم تحزه باقي الأراضي كالنجف والبقيع ؟
ولماذا أصبحت مصيبة الحسين من أشدّ المصائب ؟ ففقد الرسول (صلى الله عليه وآله) ألا يعد من أشدّ المصائب ؟
الجواب : بالنسبة إلى السؤال الأوّل نقول :
سمّيت بالحسينيّات نسبة إلى ما يقام فيها من مجالس الحزن والعزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ، هذه المجالس التي أهتمّ بإحيائها أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، وحثّوا شيعتهم على إحيائها وإظهار الحزن والبكاء فيها على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) ، باعتبار أنّ مأساته لا مثيل لها ، ومصيبته من أعظم المصائب ، كما يظهر من قول الإمام الحسن (عليه السلام) : " لا يوم كيومك يا أبا عبد الله " (1) .
وبالنسبة إلى السؤال الثاني نقول :
حازت ذلك باعتبارها صارت محلاًّ لدفن جثمان الإمام الحسين (عليه السلام) ، والشهداء من أهل بيته وأصحابه ، الذين بذلوا مهجهم في سبيل الله تعالى ، وأبلوا بلاءً حسناً من أجل الدين والعقيدة ، حتّى قُتلوا بتلك القتلة البشعة ، فكبرت ظلامتهم ومصيبتهم .
وهناك بعض الروايات جاءت بهذا المضمون ، منها :
1ـ قال الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) : " اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمنا مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ، ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام ، وأنّه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية ، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنّة ، وأفضل مسكن في الجنّة لا يسكنها إلاّ الأنبياء والمرسلون ، وأنّها لتزهر بين رياض الجنّة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض ، يغشي نورها أبصار أهل الجنّة جميعاً ، وهي تنادي : أنا أرض الله المقدّسة الطيّبة المباركة ، التي تضمّنت سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة " (2) .
2ـ قال الإمام الباقر (عليه السلام) : " الغاضرية هي البقعة التي كلّم الله فيها موسى ابن عمران (عليه السلام) ، وناجى نوحاً فيها ، وهي أكرم أرض الله عليه ، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيّه ، فزوروا قبورنا بالغاضرية " (3) .
3ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " يقبر ابني بأرض يقال لها : كربلاء ، هي البقعة التي كانت فيها قبّة الإسلام التي نجّا الله عليها المؤمنين ، الذين آمنوا مع نوح في الطوفان " (4) .
وبالنسبة إلى السؤال الثالث نقول :
إنّما صارت مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) من أشدّ المصائب ، لعظم ما جرى فيها من المأساة والظلامات التي لم تجر على أحد من الأئمّة (عليهم السلام) ، بل لم ير مثلها في التاريخ .
____________
1- الأمالي للشيخ الصدوق : 177 .
2- كامل الزيارات : 451 .
3- المصدر السابق : 452 .
4- نفس المصدر السابق .
( عبد الله ـ البحرين ـ 20 سنة ـ طالب جامعة ) فضل كربلاء
- الزيارات: 296