السؤال : ما هو حكم سبّ الخلفاء الراشدين ؟ وإذا كانت الإجابة بالنهي ، إذاً قصّة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مع الخليفة الأوّل من حرق باب البيت وغيرها ، هي قصّة غير مؤكّدة .
الجواب : نقول في الجواب : إنّ الصحابة ينقسمون إلى قسمين :
1ـ قسم منهم توفّوا في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فالشيعة وباقي المسلمين يحترمونهم .
2ـ قسم منهم توفّوا بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وهؤلاء على قسمين :
الأوّل : منهم من عمل بوصية النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فالشيعة وباقي المسلمين يحترمونهم .
الثاني : منهم من لم يعمل بوصية النبيّ (صلى الله عليه وآله)، التي أوصى بها في عدّة مواطن ، فالشيعة وكُلّ منصف لا يحترمهم .
وأمّا بالنسبة إلى السبّ ، فالسبّ غير اللعن ، لأنّ الله تعالى قد لعن في القرآن الكريم في عدّة مواطن منها : قولـه تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ }(1) .
ومع الجمع بين هذه الآية وما روي ـ في مصادر أهل السنّة ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : " فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما أغضبها " (2) .
وما روي أيضاً ـ في صحيح البخاري وغيره ـ من أنّ فاطمة (عليها السلام) ماتت وهي واجدة ـ أي غاضبة ـ على أبي بكر (3) ، يتبيّن الجواب عن سؤالكم .
وأمّا قصّة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مع الخليفة الأوّل من حرق باب بيتها ، فيمكنك مراجعة المصادر الآتية للتحقّق من صحّة هذه الواقعة : المصنّف لابن أبي شيبة ، تاريخ الطبري ، العقد الفريد ، المختصر في أخبار البشر ، وغيرها من المصادر (4) .
____________
1- الأحزاب : 57 .
2- الآحاد والمثاني 5 / 362 ، المعجم الكبير 22 / 405 ، تاريخ مدينة دمشق 3 / 156 .
3- صحيح البخاري 5 / 82 ، مسند أحمد 1 / 9 ، صحيح مسلم 5 / 154 ، السنن الكبرى للبيهقي 6 / 300 ، صحيح ابن حبّان 11 / 153 و 14 / 573 ، مسند الشاميين 4 / 198 ، الطبقات الكبرى 2 / 315 ، سبل الهدى والرشاد 12 / 369 .
4- الإمامة والسياسة 1 / 30 ، المختصر في أخبار البشر 1 / 219 ، العقد الفريد 5 / 13 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 443 ، السقيفة : 52 ، شرح نهج البلاغة 2 / 56 و 6 / 48 ، الملل والنحل 1 / 57 ، المصنّف لابن أبي شيبة 8 / 572 ، كنز العمّال 5 /651 .
( علي ـ أمريكا ـ 27 سنة ـ طالب ) جواز لعن بعض الصحابة
- الزيارات: 362