السؤال : السؤال فرضي : لو أنّ شخصين كان لهما نفس العمر ، كأن يكون (55) سنة ، وكان لهما نفس الأعمال ، أي أنّهما بعد موتهما كان سجل أعمالهما متساوياً ، ولكن الأوّل عاش من سنة ( 1800 إلى 1855 ) ، والثاني من ( 1900 إلى 1955 ) ، فإنّ الأوّل سوف تكون فترة برزخه أكثر ، فلو كانا معذّبين ، فسوف يكون عذاب الأوّل أكثر من الثاني ، ولو كانا منعّمين فكذلك ، نعيم الأوّل أكثر من الثاني .
السؤال المترتّب على هذا الفرض : ألا يضرّ هذا في العدل الإلهي ؟ أرجو الإيضاح المبسّط .
الجواب : السؤال المفترض مبنيّ على أنّ الحساب الزماني في البرزخ ويوم الحشر مثل ما عليه في الحياة الدنيوية .
فيقال : إنّ الحياة الأُخروية لا تقاس بالحياة الدنيوية ، فالنفس بعدما تفارق الجسد في الحياة الدنيوية ، تدخل إلى عالم آخر يختلف من حيث الزمان والمكان وباقي الأُمور الطبيعية ، وهذا الأمر قد أشارت إليه بعض النصوص القرآنية ، والسنّة المحمّدية .
ويمكن أن يقال لرفع الإشكال : إنّ الإنسان إذا ما مات تبدأ استحقاقاته ، فيكون في فترة البرزخ حساب بنحو من الأنحاء ، كما يشير إلى ذلك الحديث : " من مات فقد قامت قيامته " (1) ، وهي التي تسمّى عند البعض بالقيامة الصغرى .
____________
1- بحار الأنوار 58 / 7 .
( سلام حسن الشمّري ـ العراق ـ طالب علم ) الحساب في البرزخ يختلف عمّا هو في الدنيا
- الزيارات: 407