طباعة

( عيسى سلمان ـ البحرين ـ 36 سنة ـ خرّيج ثانوية ) حشر الوحوش فيه

السؤال : كيف الوحوش تحشر يوم القيامة ؟
الجواب : قال العلاّمة الطباطبائي في تفسير قولـه تعالى : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } (1) : " الوحوش جمع وحش ، وهو من الحيوان ما لا يتأنس بالإنسان كالسباع وغيرها .
وظاهر الآية من حيث وقوعها في سياق الآيات الواصفة ليوم القيامة ، أنّ الوحوش محشورة كالإنسان ، ويؤيّده قولـه تعالى : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } (2) .
وأمّا تفصيل حالها بعد الحشر وما يؤول إليه أمرها فلم يرد في كلامه تعالى، ولا فيما يعتمد عليه من الأخبار ما يكشف عن ذلك ، نعم ربما استفيد من قولـه في آية الأنعام : { أُمَمٌ أَمْثَالُكُم } ، وقوله : { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } بعض ما يتّضح به الحال في الجملة ، لا يخفى على الناقد المتدبّر ، وربما قيل : إنّ حشر الوحوش من أشراط الساعة لا ممّا يقع يوم القيامة ، والمراد به خروجها من غاباتها وأكنانها " (3) .
وقال الشيخ الطوسي في تفسير قولـه تعالى : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } : " قال عكرمة : حشرها موتها ، وغيره قال : معناه تغيّرت الأُمور ، بأن صارت الوحوش التي تشرد في البلاد تجتمع مع الناس ، وذلك أنّ الله تعالى يحشر الوحوش ليوصل إليها ما تستحقه من الأعواض على الآلام التي دخلت عليها ، وينتصف لبعضها من بعض ، فإذا عوّضها الله تعالى ، فمن قال : العوض دائم ، قال تبقى منعّمة على الأبد ، ومن قال : العوض يستحق منقطعاً ، اختلفوا فمنهم من قال : يديمها الله تفضّلاً لئلا يدخل على العوض غم بانقطاعه ، ومنهم من قال : إذا فعل بها ما تستحقه من الأعواض جعلها تراباً " (4) ، والله العالم بحقائق الأُمور.

____________
1- التكوير : 5 .
2- الأنعام : 38 .
3- الميزان في تفسير القرآن 20 / 213 .
4- التبيان 10 / 281 .