تحية طيّبة ، وبعد : أشكر القائم على هذا الموقع ، والمجيب على سؤال السائل ، والإخوة الذين شاركوا بهذا الموضوع .
والكثير كان يسأل عن مصادر أهل السنّة القائلين بإتيان الزوجة من الدبر ، أو كما ذكر الغير : من الخلف ، فلا حياء بالدين ، وأبدأ بتفسير الإمامين الجليلين العلاّمة جلال الدين محمّد بن أحمد المحلّي ، والعلاّمة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المطبوع في دار المعرفة بيروت لبنان ، الطبعة الأُولى 1403 هجري 1983 ميلادي :
ذكروا في تفسيرهم عن أسباب نزول قولـه تعالى : { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } : روى الشيخان وأبو داود والترمذي عن جابر قال : كانت اليهود تقول : إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول ، فنزلت { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } .
وأخرج أحمد والترمذي عن ابن عباس قال : جاء عمر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله ، هلكت ، قال : " وما أهلكك " ؟ قال : حوّلت رحلي الليلة ، فلم يرد عليه شيئاً ، فأنزل الله هذه الآية { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } أقبل وأدبر ... .
وأخرج أبن جرير وأبو يعلى وابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري : أنّ رجلاً أصاب امرأته في دبرها ، فأنكر الناس عليه ذلك ، فأنزلت
{ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ } الآية .
وأخرج البخاري عن ابن عمر قال : أنزلت هذه الآية في إتيان النساء في أدبارهن .
وأخرج الطبري في الأوسط بسند جيّد عنه قال : إنّما أنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ } رخصة في إتيان الدبر .
وأخرج أيضاً عنه : أنّ رجلاً أصاب امرأة في دبرها في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فأنكر ذلك ، فأنزل الله { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ } .
وتوجد رواية أُخرى لمن يحبّ يراجع المصدر ، ومن هذه الأحاديث نستدلّ بأنّ بعض مصادر أهل السنّة تجوّز إتيان النساء من الدبر.
وأقول بالختام : إن كان المذهب فيه شوائب كما يدّعي الغير ، فالأفضل يطّلع على مذهبه ، وسوف يرى العجب من العجائب التي ذكرت في كتبهم ، وأقول : من أراد الحقّ لا يبحث عن الفرع بل عن الأصل .
____________
1- الدرّ المنثور 1 / 266 .
( عبد الله ـ الكويت ـ 27 سنة ـ طالب ثانوية ) تعليق على الجواب السابق
- الزيارات: 310