السؤال : هذا يعني أنّ الله أعطى الإمام علي (عليه السلام) ولاية تكوينية ، كما تقولون بإذنه ، هل الله أعطى سيّدنا محمّد (صلى الله عليه وآله) هذه الولاية ، هذا ما لم يثبت عندنا نحن الشيعة الإمامية ؟ أين الأدلّة التي تنصّ على إعطاء الله الولاية التكوينية الخاصّ به فقط لأحد من البشر ؟
إنّ إمامنا علي (عليه السلام) وليّنا ووليّ كُلّ مسلم ، لكن المغالات في حبّ أهل البيت (عليهم السلام) من قبلنا ، ونصاب الفرق الأُخرى لهم أدّى إلى هذا الفراق بين المسلمين على أهل البيت (عليهم السلام) .
تذكّروا أنّ المستهدف الآن هي كلمة لا اله إلاّ الله ، رحم الله مولاي علي (عليه السلام) كيف كان يدافع عن هذه الكلمة .
الجواب : الولاية التكوينية ثابتة في القرآن الكريم للأنبياء ولغير الأنبياء ، فثبوتها بنصّ صريح لبعض الأنبياء بحديث القرآن عن عيسى (عليه السلام) بقوله : { وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ } (1) ، فالآية تثبت الإحياء لعيسى (عليه السلام) والإحياء تصرّف تكويني لا تشريعي .
كما أنّ الولاية التكوينية تثبت لغير الأنبياء من الناس بقوله تعالى : { قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } (2) هذا التصرّف الذي قام به وصي سليمان بجلب عرش ملكة سبأ من اليمن إلى فلسطين ، هو أجلى تعبير للولاية التكوينية بمعنى التصرّف بنظام التكوين .
أمّا إثبات الولاية التكوينية لنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) وللأئمّة (عليهم السلام) فيكون بأنّ نبيّنا أفضل من جميع الأنبياء السابقين ، فما ثبت لهم ثبت لنبيّنا ، وأوصياء نبيّنا أفضل من أوصياء جميع الأنبياء ، فما ثبت لأوصياء الأنبياء ثبت لأوصياء نبيّنا (صلى الله عليه وآله) .
والقول بالولاية التكوينية ليس من المغالات فيهم (عليهم السلام) ، إنّما يكون مغالات إذا قلنا : أنّ الولاية التكوينية ثابتة لهم من دون إذن من الله تعالى ، ولا نقول نحن بذلك .
نحن مع كلمة لا إله إلاّ الله دائماً وأبداً ، ولكن معرفة الإمام (عليه السلام) حقّ معرفته لا تخرجنا عن تلك الكلمة ، بل تزيدنا تمسّكاً بها .
____________
1- آل عمران : 49 .
2- النمل : 40 .
( أبو علي ـ الكويت . ... ) لا يلزم الغلوّ من ثبوتها لأهل البيت
- الزيارات: 385