• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

[حديث سد الابواب]

ومّما كذَّبه الرجل من الحديث قول: وسدّ الابواب إلاّ باب عليٍّ وقال: فإنَّ هذا ممّا وضعته الشيعة على طريق المقابلة...
ج ـ لا أجد لنسبة وضع هذا الحديث إلى الشيعة دافعاً إلاّ القحَّة والصلف، ودفع الحقائق الثابتة بالجلبة والسخب، فإنّ نصب عيني الرجل كتب الائمّة من قومه وفيها مسند إمام مذهبه أحمد، قد أخرجوه فيها بأسانيد جمَّة صحاح وحسان عن جمع من الصحابة تربو عدَّتهم على عدد ما يحصل به التواتر عندهم منهم:
1 ـ زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)أبوابٌ شارعة في المسجد قال: فقال يوماً: سّدوا هذه الابواب إلاّ باب عليٍّ.
قال: فتلكَّم في ذلك الناس.
قال: فقام رسول الله(صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: «أمّا بعد: فإنّي أمرت بسدّ هذه الابواب غير باب عليّ، فقال فيه قائلكم، وأنّي ما سددت شيئاً ولافتحته ولكنّي اُمرت بشيء فاتّبعته».
سند الحديث في مسند الامام أحمد 4 ص 369:
حدثنا محمّد بن جعفر، حدثنا عوف عن ميمون ابي عبد الله، عن زيد بن أرقم.
رجاله رجال الصحيح غير ابي عبد الله ميمون وهو ثقةٌ، فالحديث بنصِّ الحفّاظ صحيحٌ رجاله ثقاتٌ.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى والخصائص: 13 عن الحافظ محمّد بن بشّار بندار الذي إنعقد الاجماع على الاحتجاج به قاله الذهبي بالاسناد المذكور، والحاكم في المستدرك 3 ص 125 وصحَّحه، والضياء المقدسي في المختارة ممّا ليس في الصحيحين، والكلاباذي في معاني الاخبار كما في القول المسدَّد 17، وسعيد بن منصور في سننه، ومحبّ الدين الطبري في الرِّياض 2 ص 192، والخطيب البغدادي من طريق الحافظ محمَّد بن بشّار، والكنجي في الكفاية 88، وسبط ابن الجوزي في التذكرة 24، وابن ابي الحديد في شرحه 2 ص 451، وابن كثير في تاريخه 7 ص 342، وابن حجر في القول المسدَّد ص 17 وقال: أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق النسائي وأعلّه بميمون وأخطأ في ذلك خطأً ظاهراً، وميمون وثَّقه غير واحد وتكلّم بعضهم في حفظه، وقد صحَّح له الترمذي حديثاً غير هذا.
ورواه في فتح الباري 7 ص 12 وقال: رجاله ثقاتٌ، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز 6 ص 152، 157، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 114، والعيني في عمدة القاري
7 ص 592، والبدخشي في نزل الابرار وقال: أخرجه أحمد والنسائي والحاكم والضياء باسناد رجاله ثقات(1) .
2 ـ عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال: لقد أوتي ابن ابي طالب ثلاث خصال لان تكون لي واحدة منهن أحبُّ إليَّ من حمر النعم: زوَّجه رسول الله(صلى الله عليه وآله) إبنته فولدت له، وسدّ الابواب إلالاّ ابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.
سند الحديث في مسند أحمد 2 ص 26:
حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر اُسيد، عن ابن عمر.
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 120 رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.
وأخرجه ابن ابي شيبه، وابو نعيم، ومحبّ الدين في الرِّياض 2 ص 192، وشيخ الاسلام الحمّويي في الفرائد في الباب الـ 21، وابن حجر في فتح الباري 7 / 12، والصواعق: 76، وصحّحه في القول المسدّد: 20، وقال: حديث ابن عمر أعلّه ابن الجوزي بهشام بن سعد، هو من رجال مسلم صدوقٌ، تكلّموا في حفظه، وحديثه يقوى بالشواهد، ورواه النسائي بسند صحيح، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز 6 ص 391، والبدخشي في نزل الابرار ص 35 وقال: إسنادٌ جيِّدٌ(2) .
3 ـ عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال له العلاء بن عرار: أخبرني عن عليٍّ وعثمان، قال: أمّا عليٌّ فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزله من رسول الله(صلى الله عليه وآله)فإنَّه سدَّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه.
أخرجه الحافظ النسائي من طريق ابي اسحاق السبيعي(3) ، قال ابن حجر في القول المسدَّد ص 18، وفتح الباري 7 ص 12: سندٌ صحيحٌ ورجاله رجال الصحيح إلاّ العلاء وهو ثقةٌ وثَّقه يحيى بن معين وغيره(4) .
وأخرجه الكلاباذي في معاني الاخبار كما في القول المسدَّد 18، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115، والسيوطي في اللئالي 1 ص 181 عن ابن حجر مع تصحيحه وكلامه المذكور، والبدخشي في نزل الابرار 35 وصحَّحه مثل ما مرَّ عن ابن حجر.
4 ـ البراء بن عازب رواه بلفظ زيد بن أرقم المذكور قال أحمد: رواه ابو الاشهب «جعفر بن حيّان البصري» عن عوف عن ميمون ابي عبد الله عن البراء.
راجع تاريخ ابن كثير 7 ص 342، والاسناد صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.
5 ـ عمر بن الخطّاب قال ابو هريرة: قال عمر: لقد اُعطي عليُ بن ابي طالب ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحبّ إليَّ من أن اُعطى حمر النعم.
قيل: ما هنَّ يا أمير المؤمنين؟
قال: تزوّجه فاطمة بنت رسول الله، وسكناه المسجد مع رسول الله يحلُّ له فيه ما يحلُّ له، والراية يوم خيبر.
أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 125 وصحَّحه. وابو يعلى في الكبير(5) ، وابن السمّان في الموافقة، والجزري في أسنى المطالب 12 من طريق الحاكم وذكر تصحيحه له، ومحبُّ الدين في الرِّياض 2 ص 192، والخوارزمي في المناقب ص 261، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 120، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 116، والخصائص الكبرى 2 ص 243، وابن حجر في الصواعق ص 76.
6 ـ عبد الله بن عبّاس قال: إنَّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) أمر بسدِّ الابواب فسدَّت إلاّ باب عليٍّ.
وفي لفظ له: أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأبواب المسجد فسدَّت إلاّ باب عليٍّ.
أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 214 عن محمّد بن حميد وإبراهيم بن المختار كلاهما عن شعبة، عن ابي بلج يحيى بن سليم، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس.
والاسناد صحيحٌ، رجاله كلّهم ثقات.
وأخرجه النسائي في الخصائص 13، ابو نعيم في الحلية 4 ص 153 بطريقين، محبُّ الدين في الرِّياض 2 ص 192، الكنجي في الكفاية 87 وقال: حديثٌ حسنٌ عال، سبط ابن الجوزي في تذكرته 25، ابن حجر في القول المسدَّد 17، وفي فتح الباري 7 ص 12 وقال: رجاله ثقاتٌ، الحلبي في السيرة 3 ص 373، البدخشي في نزل الابرار 35 وقال: أخرجه أحمد والنسائي بإسناد رجاله ثقاتٌ.
7 ـ عبد الله بن عبّاس قال: أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسدِّ أبواب المسجد غير باب عليٍّ، فكان يدخل المسجد وهو جنبٌ ليس له طريقٌ غيره.
أخرجه النسائي في الخصائص ص 14 قال: أخبرنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا يحيى بن معاذ(6) قال: حدَّثنا ابو وضاح(7) قال: أخبرنا يحيى(8) حدَّثنا عمرو بن ميمون قال:
قال ابن عبّاس: أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)... والاسناد صحيحٌ، رجاله كلّهم ثقات.
ورواه ابن حجر في فتح الباري 7 ص 12 وقال: رجاله ثقاتٌ، والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81 عن أحمد والنسائي ووثَّق رجاله، ويوجد في نزل الابرار 35.
وفي لفظ لابن عبّاس: قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «سدّوا أبواب المسجد كلّها إلاّ باب عليٍّ».
أخرجه الكلاباذي في معاني الاخبار، وابو نعيم وغيرهما.
8 ـ عبد الله بن عبّاس قال: قال: رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ: «انَّ موسى سأل ربَّه أن يُطهِّر مسجده لهارون وذريَّته وإنّي سألت الله أن يُطهِّر لك ولذريَّتك من بعدك، ثمَّ أرسل إلى ابي بكر أن سدّ بابك فاسترجع وقال: سمعاً وطاعةً، فسدَّ بابه، ثمَّ إلى عمر كذلك، ثمَّ صعد المنبر فقال: ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت باب عليٍّ ولكن الله سدَّ أبوابكم وفتح باب عليّ».
أخرجه النسائي كما ذكره السيوطي(9) .
9 ـ عبد الله بن عبّاس قال: لمّا اخرج أهل المسجد وترك عليّاً قال الناس في ذلك، فبلغ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) فقال: «ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه، إنّما أنا عبدٌ مأمورٌ، ما اُمرت به فعلتُ إن اتَّبع إلاّ ما يوحى إليَّ».
أخرجه الطبراني، والهيثمي في المجمع 9 ص 115، والحلبي في السيرة 3 ص 374(10) .
10 ـ ابو سعيد الخدري سعد بن مالك قال عبد الله بن الرقيم الكناني: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال: أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسدِّ الابواب الشارعة في المسجد وترك باب عليٍّ.
أخرجه الامام أحمد عن حجّاج عن فطر عن عبد الله بن الرقيم(11) .
قال الهيثمي في المجمع 9 ص 114: إسنادٌ أحمد حسنٌ.
ورواه ابو يعلى، والبزّار والطبراني في الاوسط وزاد: قالوا: يارسول الله؟ سددت أبوابنا كلّها إلاّ باب عليَّ، قال: «ما أنا سددت أبوابكم ولكنَّ الله سدَّها»(12) .
11 ـ سعد بن مالك ابو سعيد الخدري قال: إنَّ عليَّ بن ابي طالب اُعطي ثلاثاً لان أكون اُعطيت إحداهنَّ أحبّ إلىَّ من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خمّ بعد حمد الله والثناء عليه ـ إلى أن قال ـ: جيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر ـ إلى أن قال ـ: وأخرج رسول الله عمَّه العبّاس وغيره من المسجد فقال له العبّاس: تُخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتُسكن عليّاً؟!
فقال: ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكنَّ الله أخرجكم وأسكنه.
أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 117.
12 ـ ابو حازم الاشجعي قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إنَّ الله أمر موسى أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون، وإنَّ الله أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لايسكنه إلاّ أنا وعليّ وإبنا عليّ».
رواه السيوطي في الخصائص 2 ص 243.
13 ـ جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «سدّوا الابواب كلّها إلاّ باب عليٍّ، وأومى بيده إلى باب عليٍّ».
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 205، ابن عساكر في تاريخه(13) ، الكنجي في الكفاية 87، السيوطي في الجمع كما فى ترتيبه 6 ص 398.
14 ـ جابر بن سمرة قال: أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسدِّ الابواب كلّها غير باب عليٍّ.
قال العبّاس: يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج.
قال: «ما أمرت بشيء من ذلك فسدّها غير باب عليٍّ».
قال: وربما مَّر وهو جنبٌ.
أخرجه الحافظ الطبراني في الكبير، عن إبراهيم بن نائلة الاصبهاني، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن ناصح، عن سماك بن حرب عن جابر، والاسناد حسنٌ إن لم يكن صحيحاً لمكان ناصح(14) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115، وابن حجر في القول المسدّد 18، وفتح الباري 7 ص 12، والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81، والحلبي في السيرة 3 ص 374، والبدخشي في نزل الابرار ص 35.
15 ـ سعد بن ابي وقّاص قال: أمرنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسدِّ الابواب الشارعة في المسجد وترك باب عليٍّ.
أخرجه أحمد في المسند 1 ص 175، وقال ابن حجر في فتح الباري 7 ص 11 أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قويٌّ، وذكره العيني في عمدة القارئ 7 ص 592 وقوّى إسناده.
16 ـ سعد بن أبي وقاص قال: إنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) سدَّ أبواب المسجد وفتح باب عليٍّ فقال النّاس في ذلك.
فقال: «ما أنا فتحته ولكنَّ الله فتحه».
أخرجه ابو يعلى قال: حدثنا موسى بن محمّد بن حسّان: حدثنا محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن الطحان: حدثنا غسّان بن بُسر الكاهلي عن مسلم عن خيثمة عن سعد، حكاه عنه ابن كثير في تاريخه 7 ص 342 من دون غمز في الاسناد(15) .
17 ـ سعد بن ابى وقاص قال الحارث بن مالك: أتيت مكّة فلقيت سعد بن ابي وقّاص فقلت: هل سمعت لعليَّ بن ابي طالب منقبةً؟
قال: كنّا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) فنودي فينا ليلاً: ليخرج مَن في المسجد إلاّ آل رسول الله، فلمّا أصبح أتاه عمّه فقال: يا رسول الله؟ أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام؟!
فقال: «ما أنا الذي أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إنَّ الله هو أمر به».
أخرجه النسائي في الخصائص 13، وأخرج بإسناد آخر عنه وفيه: إنّ العبّاس أتى النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: سددتَ أبوابنا إلاّ باب عليّ؟! فقال: ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها(16) .
18 ـ سعد بن ابي وقّاص قال: أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسدِّ الابواب إلاّ باب عليٍّ فقالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا كلّها إلاّ باب عليّ.
فقال: «ما أنا سددت أبوابكم ولكنَّ الله تعالى سدَّها».
أخرجه أحمد(17) والنسائي(18) والطبراني في الاوسط، عن معاوية بن الميسرة بن شريج، عن الحكم بن عتيبة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه.
والاسناد صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.
راجع القول المسدَّد 18، فتح الباري 7 ص 11 وقال: رجال الرواية ثقاتٌ، إرشاد الساري 6 ص 81 وقال: وقع عند أحمد والنسائي إسنادٌ قويٌّ، وفي رواية الطبراني برجال ثقات، نزل
الابرار ص 34 وقال: أخرجه أحمد والنسائي والطبراني بأسانيد قويّة عمدة القاري 7 ص 592.
19 ـ أنس بن مالك قال: لمّا سدَّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) أبواب المسجد أتته قريشٌ فعاتبوه فقالوا: سددت أبوابنا وتركت باب عليٍّ.
فقال: «ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها».
أخرجه الحافظ العقيلي، عن محمّد بن عبدوس، عن محمّد بن حميد، عن تميم بن عبد المؤمن، عن هلال بن سويد، عن أنس(19) .
20 ـ بُريدة الاسلمي قال: أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسدِّ الابواب فشقّ ذلك على اصحابه، فلمّا بلغ ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) دعى الصلاة جامعة، حتّى إذا اجتمعوا صعد المنبر ولم تسمع لرسول الله(صلى الله عليه وآله)تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذ فقال: «يا أيّها النّاس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدَّها. ثمَّ قرا: (وَالنجم إذا هَوى ما ضلَّ صاحِبكم وَما غوى وَما ينطقُ عَنِ الهوى إنْ هُو إلاّ وحيٌ يوحى) .
فقال رجلٌ: دع لي كوَّةً في المسجد، فأبى وترك باب عليٍّ مفتوحاً، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنبٌ».
أخرجه ابو نعيم في فضائل الصحابة(20) .
21 ـ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: لَمّا أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسدِّ الابواب التي في المسجد خرج حمزة يجرُّ قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبكي، فقال: «ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكنَّ الله أسكنه».
أخرجه الحافظ ابو نعيم في فضائل الصحابة(21) .
22 ـ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: أخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بيدي فقال: إنَّ موسى سأل ربَّه أن يطهِّر مسجده بهارون، وإنّي سألت ربّي أن يطهِّر مسجدي بك وبذريَّتك.
ثمَّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك فاسترجع، ثمَّ قال: سمعاً وطاعة، فسدَّ بابه، ثمَّ أرسل إلى عمر، ثمَّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ثمَّ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليٍّ، ولكنَّ الله فتح باب عليٍّ وسدَّ أبوابكم».
أخرجه الحافظ البزّار(22) ، راجع مجمع الزوائد 9 ص 115، كنز العمّال 6 ص 408، السيرة الحلبيّة 3 ص 374.
23 ـ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنطلق فمرهم فليسدّوا أبوابهم، فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلاّ حمزة فقلت: يا رسول الله فعلوا إلاّ حمزة.
فقال رسول الله: قل لحمزة: فليحوِّل بابه.
فقلت: إنَّ رسول الله يأمرك أن تحوِّل بابك فحوَّله فرجعت إليه وهو قائمٌ يصلّي فقال: ارجع إلى بيتك.
أخرجه البزَّار بإسناد رجاله ثقات، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115، والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز 6 ص 408 وضعَّفه لمكان حبَّة العرني، وقد مرَّ ج 1 ص 24: انَّه ثقةٌ(23) ، والحلبي في السيرة 3 ص 374.
وأنت إذا أحطتَ خُبراً بهذه الاحاديث وإخراج الائمَّة لها بتلك الطرق الصحيحة وشفعتها بقول ابن حجر في فتح الباري والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81 من: انَّ كلَّ طريق منها صالحٌ للاحتجاج فضلاً عن مجموعها، فهل تجد مساغاً لما يحسبه ابن تيميّة من أنَّ الحديث من موضوعات الشيعة؟
فهل في هؤلاء أحد من الشيعة؟!
أو أنَّ من المحتمل الجائز الذي يرتضيه أصحاب الرَّجل أن يكون في هذه الكتب شيءٌ من موضوعات الشيعة؟!
وهل ينقم على الشيعة موافقتهم للقوم في إخراجهم الحديث بطرقهم المختصَّة بهم؟!
وأنا لا أحتمل أنَّ الرجل لم يقف على هذه كلّها غير أنَّ الحنق قد أخذ بخناقه فلم يدع له سبيلاً إلاّ قذف الحديث بما قذف، غير مكترث لما سيلحقه من جرّاء ذلك الافك من نقد ومناقشة، والمسائلة غداً عند الله أشدّ وأخزى.
وتبعه تلميذه المغفَّل ابن كثير في تفسيره 1: 501 فقال بعد ذكر «سدّوا كلَّ خوخة في المسجد إلاّ خوخة ابي بكر»: ومن روى إلاّ باب عليّ كما في بعض السنن فهو خطأ والصّواب ما ثبت في الصحيح.
وقد بلغ من إخبات العلماء إلى حديث سدِّ الابواب انَّهم تحرّوا(24) وجه الجمع «وإن لم يكن مرضيّاً عندنا» بينه وبين الحديث الذي أورده في أبي بكر، ولم يقذفه أحدٌ غير ابن الجوزي
«شقيق ابن تيميَّة في المخاريق» بمثل ما قذفه ابن تيميّة.
وهناك لائمّة القوم وحفّاظهم كلماتٌ ضافية حول الحديث وصحّته والبخوع له لا يسعنا ذكر الجميع غير أنّا نقتصر منها على كلمات الحافظ ابن حجر.
قال في فتح الباري 7 ص 12 بعد ذكر ستّة من الاحاديث المذكورة:
هذه الاحاديث يقوي بعضها بعضاً وكلُّ طريق منها صالحةٌ للاحتجاج فضلاً عن مجموعها.
وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات(25) أخرجه من حديث سعد بن ابي وقاص، وزيد بن أرقم، وابن عمر مقتصراً على بعض طرقه عنهم; وأعلّه: ببعض من تكلّم فيه من رواته(26) وليس ذلك بقادح لما ذكرت من كثرة الطرق.
وأعلّه أيضاً: بأنّه مخالفٌ للاحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر، وزعم انّه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب ابي بكر، إنتهى.
وأخطأ في ذلك خطأً شنيعاً فإنه سلك في ذلك ردَّ الاحاديث الصحيحة بتوهّمه المعارضة، مع أنَّ الجمع بين القصّتين ممكنٌ، وقد أشار إلى ذلك البزَّار في مسنده فقال: ورد من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قصّة عليٍّ، وورد من روايات أهل المدينة في قصّة ابي بكر، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما بما دلَّ عليه حديث ابي سعيد الخدري يعنى الذي أخرجه الترمذي: انَّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) قال: لايحلُّ لاحد أن يطرق هذا المسجد جنباً غيري وغيرك.
والمعنى: انَّ باب عليٍّ كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته بابٌ غيره، فلذلك لم يُؤمر بسدِّه.
ويُؤيِّد ذلك: ما أخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القران من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب: انَّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) لم يأذن لاحد أن يمرَّ في المسجد وَهو جنبٌ إلاّ لعليِّ بن أبي طالب لانَّ بيته كان في المسجد.
ومحصل الجمع: انَّ الامر بسدِّ الابواب وقع مرَّتين ففي الاولى اُستثني عليٌّ لما ذُكر، وفي الاخرى اُستثني ابو بكر.
ولكن لا يتمّ ذلك إلاّ بأن يُحمل ما في قصّة عليٍّ الباب الحقيقيِّ وما في قصة ابي بكر على الباب المجازي، والمراد به الخوخة كما صرَّح به في بعض طرقه، وكأنَّهم لمّا اُمروا بسدِّ الابواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها فاُمروا بعد ذلك بسدِّها، فهذه طريقةٌ لابأس بها في الجمع بين الحديثين.
وبها جمع بين الحديثين المذكورين أبو جعفر الطحاوي في مشكل الاثار وهو في أوائل الثلث الثالث منه، وابو بكر الكلاباذي في معاني الاخبار، وصرَّح بانَّ بيت ابي بكر كان له بابٌ من خارج المسجد وخوخة إلى داخل المسجد، و بيت عليٍّ لم يكن له بابٌ إلاّ من داخل المسجد. والله أعلم.
وقال في القول المسدَّد ص 16. قول ابن الجوزي في هذا الحديث: انَّه باطلٌ وانَّه موضوعٌ دعوى لم يُستدلّ عليها إلاّ بمخالفة الحديث الَّذي في الصحيحين، وهذا إقدامٌ على ردِّ الاحاديث
الصحيحة بمجرَّد التوهّم، ولا ينبغي الاقدام على الحكم بالوضع إلاّ عند عدم إمكان الجمع، ولا يلزم من تعذّر الجمع في مثل هذا أن يُحكم على الحديث بالبطلان، بل يُتوقّف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له، وهذا الحديث من الباب هو حديثٌ مشهورٌ له طرقٌ متعدِّدة كلُّ طريق منها على انفراده لا يقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها ممّا يُقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث.
وأمّا كونه معارضاً لما في الصحيحين فغير مسلّم، ليس بينهما معارضة.
وقال في ص 19: هذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدلُّ على أنَّ الحديث صحيحٌ دلالةً قويَّةً وهذه غاية نظر المحدِّث.
وقال في ص 19 بعد الجمع بين القضيّتين: وظهر بهذا الجمع أن لاتعارض، فكيف يُدَّعى الوضع على الاحاديث الصحيحة بمجرّد هذا التوهّم، ولو فُتح الباب لردِّ الاحاديث لاُدُّعي في كثير من الاحاديث الصحيحة البطلان لكن يأبى الله ذلك والمؤمنون. انتهى.
وأمّا ما استصحَّه من حديث الخلّة والخوخة فهو موضوعٌ تجاه هذا الحديث كما قال ابن ابي الحديد في شرحه 3 ص 17(27) : إنَّ سدَّ الابواب كان لعليٍّ(عليه السلام) فقلّبته البكريّة إلى ابي بكر. وآثار الوضع فيه لائحةٌ لا تخفى على المنقِّب:
منها: أنَّ الاخذ بمجامع هذه الاحاديث يُعطي خُبراً بأنَّ سدَّ الابواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الادناس الظاهريّة والمعنويّة فلا يمرُّ به أحدٌ جنباً ولايجنب فيه أحدٌ.
وأمّا ترك بابه(صلى الله عليه وآله) وباب أمير المؤمنين(عليه السلام) فلطهارتهما عن كلِّ رجس ودنس بنصِّ آية التطهير، حتّى أنَّ الجنابة لاتُحدث فيهما من الخبث المعنويِّ ما تُحدث في غيرهما، كما يُعطي ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربَّه أن يطهِّره لهارون وذريَّته، أو أنَّ ربَّه أمره أن يبني مسجداً طاهراً لايسكنه إلاّ هو وهارون، وليس المراد تطهيره من الاخباث فحسب فإنَّه حكم كلِّ مسجد.
ويُعطيك خبراً بما ذكرناه ما مرَّ في الاحاديث من: أنَّ أمير المؤمنين(عليه السلام)كان يدخل المسجد وهو جنب(28) وربما مرَّ وهو جنبٌ(29) ، وكان يدخل ويخرج منه وهو جنبٌ(30) .
وماورد عن ابي سعيد الخدري من قوله(صلى الله عليه وآله) لا يحلُّ لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك(31) .
وقوله(صلى الله عليه وآله): ألا إنَّ مسجدي حرامٌ على كلِّ حائض من النساء وكلِّ جنب من الرِّجال إلالاّ لى محمّد وأهل بيته: عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين(32) .
وقوله(صلى الله عليه وآله): ألا لا يحلُّ هذا المسجد بجنب ولا لحائض إلاّ لرسول الله، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، الا قد بيَّنت لكم الاسماء أن لا تضلّوا.
سنن البيهقي 7: 65.
وقوله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ: أمّا أنت فإنّه يحلُّ لك في مسجدي ما يحلُّ لي ويحرم عليك ما يحرم عليَّ، قال له حمزة بن عبد المطلب: يارسول الله أنا عمّك وأنا أقرب إليك من عليٍّ.
قال: صدقت ياعمّ إنّه والله ماهو عنّي، إنّما هو عن الله تعالى(33) .
وقول المطلب بن عبد الله بن حنطب، إنّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) لم يكن أذن لاحد أن يمرَّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنبٌ إلاّ عليّ بن أبي طالب لانَّ بيته كان في المسجد(34) .
أخرجه الجصّاص بالاسناد فقال: فأخبر في هذا الحديث بحظر النبيِّ(صلى الله عليه وآله)الاجتياز كما حظر عليهم القعود، وما ذكر من خصوصيّة عليٍّ(رضي الله عنه) فهو صحيحٌ، وقول الراوي: لانّه كان بيته في المسجد ظنٌّ منه لانَّ النبيِّ(صلى الله عليه وآله) قد أمر في الحديث الاوّل بتوجيه البيوت الشارعة إلى غيره ولم يبح لهم المرور لاجل كون بيتوهم في المسجد، وإنّما كانت الخصوصيّة فيه لعليّ(رضي الله عنه)دون غيره، كما خصّ جعفر بانَّ له جناحين في الجنّة دون سائر الشهداء، وكما خصّ حنظلة بغسل الملائكة له حين قُتل جنباً، وخُصّ دحية الكلبي بأنَّ جبرئيل كان ينزل على صورته، وخُصّ الزبير بإباحة ملبس الحرير لَمّا شكا من أذى القمل، فثبت بذلك أنَّ سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين. انتهى.
فزبدة المخض من هذه كلّها: أنَّ إبقاء الباب والاذن لاهله بما أذن الله لرسوله ممّا خصّ به مبتن على نزول آية التطهير النافية عنهم كلَّ نوع من الرَّجاسة، ويشهد لذلك حديث مناشدة يوم الشورى، وفيه قال أمير المؤمنين(عليه السلام): أفيكم أحد يطهِّره كتاب الله غيري حتّى سدَّ النبيُّ(صلى الله عليه وآله) أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه حتّى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس وقالا: يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب عليٍّ، فقال النبيُّ(صلى الله عليه وآله): «ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم: بل الله فتح بابه وسدَّ أبوابكم.
فقالوا: لا.
ولم يكن أبو بكر من أهل هذه الاية حتّى أن يُفتح له بابٌ أو خوخةٌ، فالفضل مخصوصٌ بمن طهّره الكتاب الكريم.
ومنها:
أنّ مقتضى هذه الاحاديث انّه لم يبق بعد قصّة سدِّ الابواب بابٌ يُفتح إلى المسجد سوى باب الرسول العظيم وابن عمِّه، وحديث خوخة ابي بكر يصرِّح بأنَّه كانت هناك أبوابٌ شارعة وسيوافيك البعد الشاسع(35) بين القصتين، وما ذكروه من الجمع بحمل الباب فى قصة أمير المؤمنين(عليه السلام) على الحقيقة، وفي قصة ابي بكر بالتجوّز بإطلاقه على الخوخة، وقولهم: «كأنَّهم(36) لمّا اُمروا بسدِّ الابواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها فاُمروا بعد ذلك بسدِّها». تبرُّعيٌّ لا شاهد له، بل يُكذِّبه انَّ ذلك ما كان يتسنّى لهم نصب عين النبيِّ، وقد أمرهم بسدِّ الابواب لئلاّ يدخلوا المسجد منها، ولايكون لهم ممرٌّ به، فكيف يمكنهم إحداث ما هو بمنزلة الباب في الغاية المبغوضة للشارع، ولذلك لم يترك لعمَّيه: حمزة والعبّاس ممرّاً يدخلان منه وحدهما ويخرجان منه، ولم يترك لمن أراد كوَّةً يُشرف بها على المسجد، فالحكم الواحد لا يختلف باختلاف أسماء الموضوع مع وحدة الغاية، وإرادة الخوخة من الباب لا تُبيح المحظور ولا تُغيِّر الموضوع.
ومنها:
ما مرّ ص 57 من قول عمر بن الخّطاب في أيّام خلافته: لقد اُعطي عليُّ بن ابي طالب ثلاث خصال لان تكون لي خصلةٌ منها أحبّ إليَّ من أن اُعطي حمر النعم... الحديث.
ومثله قول عبد الله بن عمر في صحيحته التي أسلفناها بلفظه ص 56 فتراهما يعدّان هذه الفضائل الثلاث خاصّة لامير المؤمنين لم يحظ بهنَّ غيره، لا سيَّما انَّ ابن عمر يرى في أوَّل حديثه إنَّ خير الناس بعد رسول الله ابو بكر، ثمَّ أبوه، لكنَّه مع ذلك لا يشرك ابا بكر مع أمير المؤمنين(عليه السلام) في حديث الباب ولا الخوخة.
فلو كان لحديث ابي بكر مقيلٌ من الصحّة في عصر الصحابة المشافهين لصاحب الرسالة(صلى الله عليه وآله) والسامعين حديثه لما تأتّى منهما هذا السياق.
على أنَّ هذه الكلمة على فرض صدورها منه(صلى الله عليه وآله) صدرت أيّام مرضه فما الفرق بينها وبين حديث الكتف والدواة المرويِّ في الصِّحاح والمسانيد، فلماذا يُؤمن ابن تيميّة ببعض ويكفر ببعض؟
وشتّان بين حديث الكتف والدواة وبين فتح الخوخة لابي بكر فإنَّ الاوَّل كما هو المتسالم عليه وقع يوم الخميس، وحديث ابن عبّاس: يوم الخميس وما يوم الخميس، لا يخفى على أيِّ أحد.
فأجازوا حوله ما قيل فيه والنبيُّ يخاطبهم ويقول: لاينبغي عندي تنازعٌ، دعوني فالَّذي أنا فيه خيرٌ ممّا تدعوني إليه، وأوصى في يومه ذاك بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم(37) فلم يقولوا في ذلك كلّه ما قيل في حديث الكتف والدواة.
وأمّا حديث سدِّ الخوخات ففي اللمعات: لا معارضة بينه وبين حديث ابي بكر لانَّ الامر بسدِّ الابواب وفتح باب عليٍّ كان في أوَّل الامر عند بناء المسجد، والامر بسدِّ الخوخات إلالاّ وخة ابي بكر كان في آخر الامر في مرضه حين بقي من عمره ثلاثة أو اقل(38) .
وقال العيني في عمدة القاري 7 ص 592: إنّ حديث سدِّ الابواب كان آخر حياة النبيِّ فى الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمّهم إلاّ ابو بكر، والمتَّفق عليه من يوم وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله)يوم الاثنين. فعلى هذا يقع حديث الخوخة يوم الجمعة أو السبت، وبطبع الحال إنَّ مرضه(صلى الله عليه وآله) كان يشتدّ كلّما توغَّل فيه، فما بال حديث الخوخة لم يحظ بقسط ممّا حطي به حديث الكتف والدواة عند المقدِّسين لمن قال قوله فيه؟
أنا أدري لِمَ ذلك، والمنجِّم يدري، والمغفَّل ايضاً يدري، وابن عبّاس أدرى به حيث يقول: الرزيّة كلُّ الرزيّة ما حال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم.


____________
(1) وأخرجه أحمد في المسند 4 / 369 والفضائل: 985، والعقيلي 4 / 185، وابن الجوزي في الموضوعات 1 / 365، وابن عساكر 12 / 93، وترجمة الامام علي من تاريخ دمشق 1 / 279، كنز العمال 11 / 618 ح 33005، 13 / 137 ح 36432، عن أحمد في المسند والحاكم وسعيد بن منصور في السنن وابن عساكر، وشرح نهج البلاغة 9 / 173.
(2) لاحظ: المصنف لابن ابي شيبة 12 / 70 ح 12148، مسند أحمد 2 / 26، الخصائص للنسائي: 106، كنز العمال 15 / 96.
(3) الخصائص: 122 ح 104.
(4) انظر الجرح والتعديل لشيخ الاسلام الرازي 6 / 359 رقم 1980.
(5) لم اجده في مسنده وكذا ابن السمان وأخرجه عنهُ ابن كثير في البداية والنهاية 7 / 342، والهيثمي في المجمع 9 / 120.
(6) في سند النسائي: يحيى بن حماد.
(7) كذا في النسخة والصحيح: ابو عوانة وضاح، وثقه أحمد وابو حاتم، راجع ج 1: 78. «المؤلف (رحمه الله)».
الحافظ ابو عوانة الوضّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزّاز المتوفى 175 او 176، كان صدوقاً ثقة أجمعوا على حجيته فيما حدّث كما في تهذيب التهذيب وتذكره الذهبي 1 / 241. «المؤلف (رحمه الله)».
(8) ويحيى هو ابن سليم، او ابن ابي سليم ابو بَلج الفزاري، وثقه ابن معين، وابن سعد، والنسائي، والدارقطني ونقل عن الامام أحمد: انهُ روى حديثاً منكراً... سدوا الابواب، انظر الجرح والتعديل 9 / 153، المجروحين 3/112، المغني 2 / 737، التهذيب 12 / 47.
أقول: وقول الامام احمد «روى حديثاً منكراً» ليس قدحاً فيه: قال ابن حجر: المنكر اطلقه احمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له «كما في مقدمة الفتح: 437» وهذا ينطبق على هذا الحديث لان ابا بلج تفرد به عن عمرو بن ميمون، وكون الراوي يتفرد عن شيخه بحديث لايقدح فيه اذا كان ثقة، مع الالتفات الى ان الحديث له شواهد كثيرة عن زيد بن أرقم وعلي(عليه السلام)، وعمر بن الخطاب، وابن عمر، وانس كما اوردها المؤلف (رحمه الله) بمتونها واسانيدها ومصادرها وفيها الصحاح النقية.
والحديث أخرجه احمد في المسند 1 / 330، والنسائي في الخصائص: 47، 64، والطبراني في الكبير 12/97، والحاكم في المستدرك 3 / 132، وابن عساكر في التاريخ 12 / 81، 82، والجويني في فرائد السمطين 1/327 من طريق ابي عوانة.
(9) لم أجد اخراج النسائي للحديث. نعم نقله مع زيادة في غاية المرام: 640 ب 99 ح 12 عن كتاب مناقب العباس للحافظ ابي زكريا ابن مندة الاصفهاني عن ابراهيم بن سعيد الجوهري.
(10) انظر المعجم الكبير للطبراني 12 / 147 ح 12722.
(11) مسند احمد 1 / 175.
(12) راجع مسند ابو يعلى الموصلي 2 / 61 ح 703، المعجم الاوسط.
(13) تهذيب تاريخ دمشق 6 / 15، ورواه ايضاً في ترجمة زيد 19 / 135. من تاريخ دمشق بسنده عن الخطيب.
(14) المعجم الكبير 2 / 274.
(15) مسند ابو يعلى 2 / 61 ح 703، وفيه غسان بن بشر (بالشين).
(16) أخرجه ابن عساكر 12 / 86، وترجمة الامام علي من تاريخ دمشق 1 / 334 ح 278.
(17) مسند أحمد 1 / 170.
(18) الخصائص: 62.
(19) الضعفاء للعقيلي 4 / 347 برقم 1953.
(20) كما في اللالي المصنوعة 1 / 351.
(21) المصدر السابق: 352.
(22) المصدر السابق: 151.
(23) حَبَّة العُرَني البجلي المتوفى 76 أو 79، وثقه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 103، وحكى الخطيب في تاريخه 8 / 276 ثقته عن صالح بن احمد عن ابيه وذكر انهُ تابعي. «المؤلف (رحمه الله)».
(24) منهم: ابو جعفر الطحاوي في مشكل الاثار، ابن كثير في تاريخ، ابن حجر في غير واحد من كتبه، السيوطي في اللئالي، القسطلاني في ارشاد السارى، العيني في عمدة القاري. «المؤلف(رحمه الله)».
(25) الموضوعات 1 / 364.
(26) وهو هشام بن سعد. واليك عبارته:
«قال يحيى بن ميعن: ليس بشيء، وقال أحمد ليس بمحكم الحديث».
اقول: وقد اخطأ في اعلاله هذا، لان هشاماً لم يُتهم بالكذب.
وكل ما في الامر تليينه عن احمد.
اما قول ابن معين فالنقل فيه مختلف، اذ نقل الدوري عنهُ: انهُ ضعيف، ونقل ابن ابي خيثمة: انهُ صالح وليس بمتروك الحديث، ونقل معاوية بن صالح: ليس بذاك القوي، وابن ابي مريم كان يحيى بن سعيد لايحدّث عنهُ، والعجلي: جائز الحديث، حسن الحديث، وابو زرعة: محله الصدق، وابو حاتم يُكتب حديثهُ ولا يحتج به. وابو داود: هو اثبت الناس في زيد بن اسلم، وابن المديني: صالح، والساجي: صدوق، والذهبي حسن الحديث، وابن حجر: صدوق له اوهام.
انظر التهذيب 11 / 39 ـ 41، الكاشف 3 / 223، التقريب: 364.
ومن حاله هذه لا تسقط روايتهُ.
(27) شرح نهج البلاغة 11 / 48 (تحقيق محمد ابو الفضل).
(28) راجع حديث ابن عباس ص 58. «المؤلف (رحمه الله)».
(29) راجع لفظ جابر بن سمرة ص 59. «المؤلف (رحمه الله)».
(30) راجع ما مر عن بريدة الاسلمي ص 61. «المؤلف (رحمه الله)».
(31) أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 214، البيهقي في سننه 7 ص 66، البزار، ابن مردويه، ابن منيع في مسنده، البغوي في المصابيح 2 ص 267، ابن عساكر في تاريخه، محب الدين في الرياض 2 ص 193، ابن كثير في تاريخه 7 ص 342، سبط ابن الجوزي في التذكرة 25، ابن حجر في الصواعق، ابن حجر في فتح الباري 7 ص 12، السيوطي في تاريخ الخفاء: 115، البدخشي في نزل الابرار 37، الحلبي في السيرة 3 ص 374. «المؤلف (رحمه الله)».
انظر ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر 1 / 292 ح 331، اللالي المصنوعة للسيوطي 1 / 351، وابن الوكيع في اخبار القضاة 3 / 149.
(32) البيهقي في سننه 7 ص 65، الحلبي في السيرة 3 ص 374. «المؤلف (رحمه الله)».
(33) أخرجه ابو نعيم في فضائل الصحابة، ومن طريقه الحمويي في الفرائد في ب 41. «المؤلف(رحمه الله)».
(34) اخرجه الجصاص في أحكام القرآن 2: 248، والقاضي اسماعيل المالكي في أحكام القرآن كما في القول المسدد لابن حجر 19 وقال: مرسل قوي، ويوجد في تفسير الزمخشري 1: 366، وفتح الباري 7 ص 12، ونزل الابرار 37. «المؤلف (رحمه الله)».
(35) يأتي ان الاول في اول الامر والاخر في مرضه حين بقى من عمره ثلثة ايام أو اقل. «المؤلف (رحمه الله)».
(36) تجد هذه العبارة في فتح الباري 7 ص 12، عمدة القاري 7 ص 592، نزل الابرار 37. «المؤلف (رحمه الله)».
(37) طبقات ابن سعد 763. «المؤلف (رحمه الله)».
(38) راجع هامش جامع الترمذي 2 / 214. «المؤلف (رحمه الله)».


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page