• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإمام الثامن: علي بن موسى بن جعفر الرضا(ع)

اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

هو الإمام الثامن من أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ القائم بالإمامة بعد أبيه موسى بن جعفر ـ عليهما السلامـ لفضله على جماعة أهل بيته و بنيه و اخوته في عصره، و لعلمه و ورعه و كفاءته لمنصب الإمامة، مضافا إلى النصوص الواردة في حقه من أبيه على إمامته (1) .
ولد في المدينة سنة 148 هـ، و استشهد في طوس من أرض خراسان في صفر 203 هـ، و له يومئذ 55 سنة، و كانت مدة إمامته بعد أبيه 20 سنة (2) .
قال الواقدي: علي بن موسى، سمع الحديث من أبيه و عمومته و غيرهم، و كان ثقة يفتي بمسجد رسول الله(ص) و هو ابن نيف و عشرين سنة، و هو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة (3) .
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: و من أمعن نظره و فكره، وجده في الحقيقة وارثهما (المراد علي بن أبى طالب و علي بن الحسين ـ عليهما السلامـنما إيمانه، و علا شأنه، و ارتفعت مكانته، و كثر أعوانه، و ظهر برهانه، حتى أدخله الخليفة المأمون محل مهجته، و أشركه في مملكته، و فوض إليه أمر خلافته، و عقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته، و كانت مناقبه علية، و صفاته ثنية،و نفسه الشريفة زكية هاشمية، و ارومته النبوية كريمة (4) .
و قد عاش الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ في عصر ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية، و كثرت الترجمة لكتب اليونانيين و الرومانيين و غيرهم، و ازداد التشكيك في الأصول و العقائد من قبل الملاحدة و أحبار اليهود، و بطارقة النصارى، و مجسمة أهل الحديث.
و في تلك الأزمنة أتيحت له ـ عليه السلام ـ فرصة المناظرة مع المخالفين على اختلاف مذاهبهم، فظهر برهانه و علا شأنه. يقف على ذلك من اطلع على مناظراته و احتجاجاته مع هؤلاء (5) .
و لأجل ايقاف القارى‏ء على نماذج من احتجاجاته نذكر ما يلى:
دخل أبو قرة المحدث على أبى الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ فقال: روينا أن الله قسم الرؤية و الكلام بين نبيين، فقسم لموسى ـ عليه السلام ـ الكلام و لحمد (ص) الرؤية.
فقال أبو الحسن ـ عليه السلام ـ : «فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين الجن و الإنس: إنه «لا تدركه الأبصار»، و «لايحيطون به علما»، و «ليس كمثله شى‏ء»، أليس محمد(ص)؟ قال: بلى.
قال: «فكيف يجى‏ء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله و أنه يدعوهم إلى الله بأمر الله، فيقول: «لا تدركه الأبصار»، و« لا يحيطون به علما»، و«ليس كمثله شى‏ء»، ثم يقول: أنا رأيته بعيني و أحطت به علما، و هو على صورة البشر. أما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا: أن يكون أتى عن الله بأمر ثم يأتي بخلافه من وجه آخر».
فقال أبو قرة:فإنه يقول: «و لقد رآه نزلة أخرى».
فقال أبو الحسن ـ عليه السلام ـ : «إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال: «ما كذب الفؤاد ما رأى» يقول: ما كذب فؤاد محمد(ص) ما رأت عيناه ثم أخبر بما رأى فقال: «لقد رأى من آيات ربه الكبرى» فآيات الله غير الله، و قال: «لا يحيطون به علما» فإذا رأته الأبصار فقد أحاط به العلم و وقعت المعرفة».
فقال أبو قرة: فتكذب بالرواية؟
فقال أبو الحسن: «إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذبتها، و ما أجمع المسلمون عليه: إنه لا يحاط به علما، و لا تدكره الأبصار، و ليس كمثله شي‏ء» (6) .
و لما انتشر علم الإمام و فضله، أخذت الأفئدة و القلوب تشد إليه، و في الأمة الإسلامية رجال واعون يميزن الحق من الباطل، فكثر التفاف المسلمين‏حول الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ و ازدادت أعدادهم، مما دفع بالخلافة العباسية إلى محاولة سحب البساط من تحت أرجل الإمام ـ عليه السلام و أعوانه قبل أن تستفحل الأمور و يعصب السيطرة على الموقف بعدها، فلجأ المأمون إلى مناورة ذكية ماكرة استطاع من خلالها قلب تيار الأحداث لصالحه، حيث استقدم الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ و جملة من وجوه الطالبين إلى مقر الحكومة آنذاك في مرو من مدينة رسول الله(ص)، معززين مكرمين حتى أنزلوهم إلى جوار مقر الخلافة ريثما يتلقي المأمون بالإمام علي بن موسى ـ عليه السلام ـ.
و ما كان من المأمون إلا أن بعث إلى الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ قبل اجتماعه به: إني أريد أن أخلع نفسي من الخلافة و أقلدك إياها فما رأيك؟ فأنكر الرضا ـ عليه السلام ـ هذا الأمر و قال له: «أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا الكلام و أن يسمع به أحد» فرد عليه الرسالة: فإذا أبيت ما عرضت عليك فلا بد من ولاية العهد بعدي، فأبي عليه الرضا اباء شديدا.
فاستدعاه و خلا به و معه الفضل بن سهل ذو الرياستين ـ ليس في المجلس غيرهم ـ و قال له : إني قد رأيت أن اقلدك أمر المسلمين و افسخ ما في رقبتي و أضعه في رقبتك.
فقال له الرضا ـ عليه السلام ـ : «الله الله يا أمير المؤمنين إنه لا طاقة لي بذلك و لا قوة لي عليه».
قال له: فإني موليك العهد من بعدي.
فقال له: «اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين».
فقال له المأمون ـ كلاما فيه التهديد له على الامتناع عليه و قال في كلامه ـ : إن عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ و شرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، و لا بد من قبولك ما أريدمنك فإني لا اجد محيصا عنه.
فقال له الرضا ـ عليه السلام ـ : «فإني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد علي أنني لا آمر، و لا أنهي، و لا أفتي، و لا أقضي، و لا أولي و لا أعزل، و لا أغير شيئا مما هو قائم» فأجابه المأمون إلى ذلك كله. (7)
أقول: ليس بخاف على ذي لب مغزى اصرار المأمون على تولية الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ لمنصب ولاية العهد، و تبدو هذه الصورة واضحة عند استقراء الأحداث التي سبقت أو رافقت هذه المؤامرة المحكمة.
فعندما قدم هارون الرشيد ولده الأمين رغم اقراره و معرفته بقوة شخصية المأمون و ذكائه قياسا بأخيه المدلل الذي لا يشفع له إلا مكانة أمه زبيدة الحاكمة في قصر الرشيد، كان يعني ذلك ايذانا بقيام الفتنة التي حصلت من بعد وراح ضحيتها عشرات الألوف و على رأسهم الأمين الذي وقف العباسيون إلى صفه و قالتوا معه، و لما انتقلت السلطة بأكملها إلى المأمون المستقر في خراسان و المدعوم بأهلها آنذاك، فقد واجه خطر نقمة أكثر العباسيين و عدائهم له و تحينهم الفرص السانحة للانقضاض عليه و على حكمه.
و في الجانب الآخر كان الشيعة في كل مكان يرفضون و يناصبون الخلافة العباسية العداء نتيجة سوء صنيعهم و ظلمهم للعلويين و لآل البيت خاصة، و الذين يشكل شيعة خراسان جانبا مهما منهم.
و كان في أول سنة لخلافة المأمون أن خرج السري بن منصور الشيباني المعروف بأبي السرايا في الكوفة مناديا بالدعوة لمحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي ـ عليهالسلام ـ حيث بايعه عامة الناس على ذلك.
و في المدينة خرج محمد بن سليمان بن داود بن الحسن، و في البصرة علي بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين و زيد بن موسى بن جعفر المقلب بزيد الغار، و في اليمن ابراهيم بن موسى، و من ثم فقد ظهر في المدينة أيضا الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين المعروف بالأفطس .
و هكذا فقد اندلعت في أنحاء الدولة الكثير من الثورات تناصرها الآلاف من الناس الذين ذاوا الأمرين من حكم الطواغيت و الظلمة.
و هكذا فقد أدرك المأمون مدى تأزم الموقف و تخلخل وضع الحكومة آنذاك، فلم يجد بدا من تظاهره أمام الرأي العام الشيعي ـ الذي كان من أقوى التيارات المؤهلة للاطاحة بالخلافة العباسية دون أي شك ـ بتنازله عن الخلافة ـ التي قتل أخاه من أجلها ـ إلى الامام الرضا ـ عليه السلام ـ إمام الشيعة و قائدهم.
و هكذا فبعد قبول علي بن موسى الرضا ـ عليهما السلام ـ بولاية العهد قام بين يديه الخطباء و الشعراء، فخفقت الألوية على رأسه، و كان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعى، فلما دخل عليه قال: قلت قصيدة و جعلت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك، فأمره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال له: «هاتها» فأنشد قصيدته المعروفة:
مدارس آيات خلت من تلاوة
و منزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى
و بالركن و التعريف و الجمرات
ديار علي و الحسين و جعفر
و حمزة و السجاد ذى الثفنات
ديار عفاها كل جون مبادر
و لم تعف للأيام و السنوات
إلى أن قال:
قبور بكوفان و أخرى بطيبة
و أخرى بفخ نالها صلواتي
و قبر ببغداد لنفس زكية
تضمنها الرحمن بالغرفات
فأما المصمات التي لست بالغا
مبالغها مني بكنه صفات
الى الحشر حتى يبعث الله قائما
يفرج منها الهم و الكربات
إلى أن قال:
ألم تر أني مذ ثلاثين حجة
أروح و أغدو دائم الحسرات؟
أرى فيئهم في غيرهم متقسما
و أيديهم من فيئهم صفرات
إذا وتروا مدوا إلى أهل وترهم
أكفا من الأوتار منقبضات
حتى أتى على آخرها، فلما فرغ من إنشادها قام الرضا ـ عليه السلام ـ فدخل إلى حجرته و أنفذ إليه صرة فيها مائة دينار و اعتذر إليه، فردها دعبل و قال: و الله ما لهذا جئت، و إنما جئت للسلام عليك والتبرك بالنظر إلى وجهك الميمون، و إني لفي غنى، فإن رأيت أن تعطني شيئا من ثيابك للتبرك فهو أحب إلى. فأعطاه الرضا جبة خز و رد عليه الصرة (8) .
كان الإمام في مرو يقصده البعيد و القريب من مختلف الطبقات و قد انتشر صيته في بقاع الأرض، و عظم تعلق المسلمين به، مما أثار مخاوف المأمون و توجسه من أن ينفلت زمام الأمر من يديه على عكس ما كان يتمناه، و ما كان يبتغيه من ولاية العهد هذه، و قوى ذلك الظن أن المأمون بعثه إليه يوم العيد في أن يصلي بالناس و يخطب فيهم فأجابه الرضاـ عليه السلام ـ :
«إنك قد علمت ما كان بيني و بينك من الشروط في دخول الأمر، فاعفني في الصلاة بالناس» . فقال له المأمون: إنما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس، و يعرفوا فضلك.
و لم تزل الرسل تتردد بينهما في ذلك، فلما ألح عليه المأمون، أرسل إليه الرضا: «إن أعفيتني فهو أحب إلي و إن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله(ص) و أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ فقال له المأمون: أخرج كيف شئت. و أمر القواد و الحجاب و الناس أن يبكروا إلى باب الرضا ـ عليه السلام ـ .
قال: فقعد الناس لأبي الحسن ـ عليه السلام ـ في الطرقات و السطوح، و اجتمع النساء و الصبيان ينتظرون خروجه، فاغتسل أبو الحسن و لبس ثيابه و تعمم بعماة بيضاء من قطن، ألقى طرفا منها على صدره و طرفا بين كتفه، و مس شيئا من الطيب، و أخذ بيده عكازة و قال لمواليه : «افعلوا مثل ما فعلت» فخرجوا بين يديه و هو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق و عليه ثياب مشمرة، فمشى قليلا و رفع رأسه إلى السماء و كبر و كبر مواليه معه، فلما رآه الجند و القواد سقطوا كلهم عن الدواب إلى الأرض، ثم كبر و كبر الناس فخيل إلى الناس أن السماء و الحيطان تجاوبه، و تزعزعت مرو بالبكاء و الضجيج لما رأوا الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ و سمعوا تكبيره، فبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل: إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل فتن به الناس، و خفنا كلنا على دمائنا، فأنفذ إليه أن يرجع. فأرسل إليه من يطلب منه العودة، فرجع الرضا ـ عليه السلام ـ و اختلف أمرالناس في ذلك اليوم (9) .
و قد أشار الشاعر البحتري إلى تلك القصة بأبيات منها:
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا
لما طلعت من الصفوف و كبروا
حتى انتهيت إلى المصلى لابسا
نور الهدى يبدو عليك فيظهر
و مشيت مشية خاشع متواضع
لله لا يزهي و لا يتكبر (10)
إن هذا و أمثاله، و بالأخص خروج أخ المأمون زيد بن موسى بالبصرة على المأمون، لأنه فوض ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا الذي كان في تصوره سيؤدي إلى خروج الأمر من بيت العباسيين، كل ذلك و غيره دفع المأمون إلى أن يريح نفسه و قومه من هذا الخطر فدس إليه السم على النحو المذكور في كتب التاريخ.
و من لطيف ما نقل عن أبى‏نؤاس أنه كان ينشد الشعر في كل جليل و طفيف و لم يمدح الإمام، و لما عوتب على ذلك من قبل بعض أصحابه حيث قال له: ما رأيت أوقح منك، ما تركت خمرا و لا طردا و لا معنى إلا قلت فيه شيئا، و هذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا، فقال أبو نواس: و الله ما ترك ذلك إلا اعظاما له، و ليس قدر مثلي أن يقول في مثله، ثم أنشد بعد ساعة هذه الأبيات:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا
في فنون من الكلام النبيه
لك من جيد القريض مديح
يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلام تركت مدح ابن موسى
و الخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لأبيه
و قال فيه ـ عليه السلام ـ أيضا:
مطهرون نقيات جيوبهم
تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه
فما له في قديم الدهر مفتخر
الله لما برا خلقا فأتقنه
صفاكم و اصطفاكم أيها البشر
فأنتم الملأ الأعلى و عندكم
علم الكتاب و ماجاءت به السور (11)
و لما استشهد الإمام ـ عليه السلام ـ دفن في مدينة طوس في قبر ملاصق لقبر هارون الرشيد، و قبر الإمام الرضا الآن مزار مهيب يتقاطر المسلمون على زيارته و التبرك به.
فسلام الله عليه يوم ولد،و يوم استشهد، و يوم يبعث حيا.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1)لاحظ للوقوف على النصوص، الكافي 1/311ـ319 و الارشاد 304 ـ 305، و اثبات الهداة 3/228 روي فيه 68 نصا على إمامته.
2)الإرشاد: .304
3)ابن الجوزى: تذكرة الخواص، .315
4)الفصول المهمة 243 نقلا عن مطالب السؤول.
5)لقد جمع الشيخ الطبرسي قسما من هذه الاحتجاجات في كتاب «الاحتجاج» 2/170ـ237 طبع النجف .
6)الاحتجاج للطبرسي 2/ .184
7)الارشاد للمفيد .310
8)الفصول المهمة 246، الارشاد 316، الأغاني 18/58، زهر الآداب 1/86، معاهد التنصيص 1/205، الاتحاف 165، تاريخ دمشق 5/234 و للقصة صلة و من أراد فليراجع إلى المصادر المذكورة .
9)المفيد: الارشاد .312
10)أعيان الشيعة 2/21ـ .22
11)ابن خلكان: وفيات الأعيان 3/ .270
على مائدة العقيدة ج 6 صفحه 107

الشيخ جعفر السبحاني 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page