• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإمام الرضا عليه السلام في الشعر العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة و تمهيد
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الأطهرين و اللعن الدائم على اعدائهم اجمعين.
ان التعامل مع اهل البيت عليهم السلام و التوفيق في خدمتهم في نطاق محدود او في نطاق الامكانيات المحدودة التي يمتلكها الانسان انما يتم لارادة الله سبحانه و تعالى اذا اراد بعبده خيرا، فيهديه سبلها.
و بما ان الشعر وسيلة للتعريف و احياء لذكر، و اقامة لامر و ابقاء لآثار الرجال، و ما له من وقع عميق فى نفوس الناس، و تحريك مشاعرهم، و استمالة قلوبهم، و التأثير فى احساسهم فكان لسان حال القبيلة، او اللسان الناطق للطائفة، لذا حث اهل البيت عليهم السلام على نظم الشعر فيهم و احياء ذكرهم مدحا و رثاءا حتى عد من افضل الطاعات، حيث قالوا عليهم السلام (من قال فينا بيتا من العشر بنى الله له بيتا فى الجنة) و فى مقام آخر (حتى يؤيد بروح القدس) (بنى الله له فى الجنة مدينة يزورها كل ملك مقدس و نبى مرسل) (1) .
و عطفا على ما تقدم حبانى الله بلطفه و شملنى بعطفه ان واجهت اقتراحا بجمع القصائد و النصوص الشعرية التى قيلت فى الامام الرضا(ع) من قبل الهيئة المشرفة على المؤتمر العالمى للامام الرضا(ع) و قد حدد المسؤولون الفترة الزمنية ابتداء من القرن العاشر الهجري و لكنني ارتأيت ان يكون كتابي هذا ديوانا كاملا او بشكل نسبي بما قيل فيه منذ بدء حياته روحى فداه و الى عصرنا الحاضر. و بالفعل رأيت نفسى قد تجاوبت مع هذا الاقتراح المذكور، فعزمت على ممارسة هذا العمل الفنى و بدأت بمتابعته منذ ان عزمت... فلاقيت مصاعب كثيرة قد لا تخفى على ارباب الفن و لكن الله سبحانه و تعالى اراد بنا خيرا و لهذا العمل الانجاز السريع حيث هيأ اسباب...
و كان المفروض بى ان اقدم هذه النصوص الشعرية مشفوعة بدراسة فنية لها، الا ان الهدف من هذا العمل ما دام منصبا على مجرد جمع ما قيل من الشعر في الامام الرضا عليه السلام لا يشكل ضرورة فنية لها للقيام بعمل دراسي بقدر ما تنحصر الضرورة فى جمع و استقصاء القصائد و المقطوعات و بقدر ما يكفي من التعريف السريع لأصحاب النصوص او القصائد، لذلك اكفيت بترجمة الشاعر بشكل مختصر و دون تفصيل، لكى لا يخرج بنا من الهدف المشار اليه.
و لما كانت هذه القصائد تتناول الإمام الرضا عليه السلام سواء كان ذلك على صعيد المديح او الرضاء او سائر ما يتصل بحياة الامام الرضا عليه السلام ليكون القارى‏ء الكريم على احاطة بمحتويات هذه النصوص الشعرية التى يتضمنها هذا الكتاب.
لمحة من حياة الامام الرضا عليه السلام
ان حياة الامام الرضا عليه السلام كما هى حياة العظماء الذين اصطفاهم الله سبحانه و تعالى ائمة على العالمين فهي تحفل بكثير من المثيرات التى انعكست على الانتاج الفنى الذى يطالعه القارى الكريم من خلال قراءته لهذا الكتاب.
لقد بدأ حياته عليه السلام اثناء الفتنة التى قامت بين الامين و اخيه المامون و استمر عليه السلام يبث الافكار الاسلامية من فقه، و عقائد و علوم اهل البيت عليهم السلام بعد ان كانت هذه الحقبة الزمنية تشهد انحرافا ملحوضا فى سلوك الناس و عقائدهم.
و قد كانت حياته العلمية عليه السلام زاخرة حافلة بكثير من الوان النشاط المعرفي و العلمي . قال ابراهيم بن العباس الصولى: (ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شى‏ء الا علمه و لارايت اعلم منه بما كان فى الزمان الى وقته و عصره ،وكان المامون يمتحنه بالسؤال عن كل شى‏ء فيجيب عنه و كانت اجوبته كلها انتزاعات من القرآن الكريم) و قال ايضا (ما رأيت و لا سمعت باحد افضل من ابى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام، و شهدت منه ما لم اشاهده من احد و ما رايته جفا احدا بكلام قط، و لا رايته قطع على احد كلامه حتى يفرغ منه، و ما رد احدا فى حاجه قدر عليها و لا مد رجليه بين يدى جليس له قط، و لا رايته يشتم احدا من مواليه و مماليكه و كان قليل النوم بالليل، كثير الصوم، و كان كثير المعروف و الصدقة فى السر و اكثر ذلك منه فى الليالي المظلمة، فمن زعم انه رأى افضل منه فلا تصدقوه.)
و قال الحاكم فى تاريخ نيسابور: (كان يفتى فى مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو ابن نيف و عشرين سنة.) (2)
و هكذا كان المامون يجمع كبار المفكرين قبال الامام الرضا عليه السلام فكانت مناظراته ذات صدى ملحوظ فى تلك الاوساط بحيث انتزع اعتراف كافة العلماء بمقدرته العلمية و في مختلف ضرور المعرفة و الكمال. (3)
اما ولاية العهد التى احدثت ضجة كبيرة فى اوساط مختلفة كالمعنيين بشؤون السياسة و الاجتماع يمكن تقسيمها الى محورين.
الاول: الظروف الخاصة التى واجهت المامون عند تسلمه الحكم، من قيام ثورات تنسب للخط الامامي ثم ما لقيه الاماميون من مختلف صنوف الاضطهاد من قتل، و تعذيب، و دفن احياء كل ذلك اراد المأمون امتصاص النقمة ليوطد سلطانه، فعهد للامام الرضا عليه السلام بولاية العهد و ذلك ليستقطب عواطف الشيعة او يستهدف من ذلك ان يسقط سمعة الاماميين امام الجمهور بانهم راغبون فى الدنيا و الملك و السلطان بدليل ان الامام على بن موسى الرضا عليه السلام قبل ولاية العهد. فلذا اشترط الامام الرضا(ع) قبول ولاية العهد بشرط ان لا يعين و لا يعزل و لا يقضي... لعله اوضح دليل على عدم اعتراف الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام بشرعية الحكومة العباسية.
الثانى: ما ذكره السيد محسن الامين فى اعيان الشيعة... ان المامون كان متشيعا لامير المؤمنين علي بن ابى طالب عليه السلام مجاهرا بذلك، محتجا عليه، و مكرما لآل ابى طالب، متجاوزا عنهم، على عكس ابيه هارون الرشيد و يدل على تشيعه امور كثيرة منها... احتجاجه على العلماء فى تفضيل الامام علي عليه السلام بالحجج البالغة كما رواه ابن عبد ربه فى العقد الفريد، و الشيخ الصدوق في عيون اخبار الرضا(ع)، و جعله الامام الرضا عليه السلام ولى عهده، و تزويجه ابنته، و احسانه الى العلويين، كذلك تزويج الامام الجواد عليه السلام من ابنته و اكرامه و اجلاله، و قوله: اتدرون من علمني التشيع و حكايته (خبر الامام الكاظم عليه السلام مع هارون الرشيد) و افتاؤه بتحليل المتعة و قوله: (من انت يا جعل حتى تحرم ما احل الله... فى الخبر المشهور) كذلك قوله بخلق القرآن وفقا لعقيدة الشيعة حتى عد من مساوئه. او ما ذكره الشيخ الصدوق فى عيون الخبار الرضا عليه السلام (انه دخل عبد الله بن مطرق بن ماهان على المأمون يوما و كان عنده الامام على بن موسى الرضا عليه السلام . فقال له المأمون... ما تقول فى اهل هذا البيت؟
فقال عبد الله: ما ذا اقول فى طينة عجنت بماء الرساله ، و غرست بماء الوحي، هل ينفح منها الا مسك الهدى، و عنبر التقى، فدعا المامون بحقه فيها لؤلؤ، فحشاه فى فاه.
او ما ذكره السبط بن الجوزى في تذكرة الخواص... قال ابو بكر الصولى... فى كتاب الاوراق و غيره ان المامون كان يحب على بن ابى طالب عليه السلام. و كتب الى الافاق بان على بن ابى طالب(ع) افضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم و ان لا يذكر احدا معاوية بخير و من ذكره بخير ابيح دمه و ماله.
او ما ذكره اليافعى فى مرآة الجنان: ان سبب طلب المأمون للامام الرضا عليه السلام الى خراسان و جعله ولى عهده انه استحضر اولاد العباس جميعهم الرجال و النساء و هو بمدينة مرو من بلاد خراسان و كان عددهم ثلاثة و ثلاثين الفا بين كبير و صغير، و استدعى على بن موسى الرضا عليه السلام فانزله احسن منزل و جمع خواص الاولياء و اخبرهم انه نظر فى ولد العباس و اولاد على بن ابى طالب عليه السلام فلم يجد احدا فى وقته افضل و لا احق بالخلافة من على بن موسى الرضا عليه السلام فبايعه (4) .
و فى ضوء ما وقفنا عليه من حياته العامة فضلا عن الخصوصيات التى يتميز بها اهل البيت عليهم السلام يمثلون الشفاعة باوسع دلالاتها نظرا للاحاديث الكثيرة الواردة فى هذا الصدد و خاصة ما يتميز به الامام الرضا عليه السلام من بين سائر الائمة عليهم السلام يكون قد توجه الى بلاد غريبة و دفن بها بالقياس الى كل من العراق و الحجاز و خاصه انه اشار قبل توجهه الى مرو انه سيموت فيها غريبا، لذلك ان مفهوم الغربة و ما تواكبها من مفاهيم الشفاعة نجد اصداءها بوضوح فى قصائد الشعراء الذين ضمهم هذا الكتاب.
و بقي شى‏ء لابد من الاشارة اليه هو منهجيه العمل لمحتويات هذا الكتاب حيث جمعت القصائد و النصوص الشعرية الموجودة فى مصادرها المطبوع منه و المخطوط و لعل هناك الكثير الذى لا زال فى بطون الكتب التى لم احصل عليها و غير متوفرة فلذا ارجو من الاخوة الشعراء و الادباء الدين لديهم قصائد فى حق الامام على بن موسى الرضا عليه السلام ان يتفضلوا بها علينا لاكمال هذا المجمع بالشكل الافضل و اما ترتيب الشعراء فحسب حروف الهجاء و تسلسلها.
الخاتمة... لا يسمعنى و انا اضع هذا السفر المتواضع بين يدى القارى‏ء الكريم الا و ان اتقدم بجزيل الشكر و الثناء لكل من ازرنى بهذا العمل لان الفترة التى شرعنا بها كانت قصيرة جدا و اخص بالذكر سماحة العلامة الجليل المتتبع الاديب السيد على العدنانى و سماحة العلامة المحقق الشيخ محمد مهدى نجف و الاديب البارع و الشاعر اللوذعي الدكتور عباس الترجمان حفظهم الله جميعا و رعاهم كذلك اسجل شكرى و تقديرى الى الهيئة المشرفة على المؤتمر العالمى للامام الرضا عليه السلام لاتاحتهم فرصة المساهمة فى هذا المؤتمر. و من الله العون و التوفيق.
اسماعيل رحيم الخفاف.
الشيخ ابراهيم العاملي (5)
هو الشيخ ابراهيم بن ابراهيم بن فخر الدين العاملى البازورى كان فاضلا صدوقا صالحا و شاعرا اديبا، قرأ على الشيخ بهاء الدين و هو فى طوس، و من شعره قوله فى قصيدة يرثي بها الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملى، جاء فى آخرها يمدح مدفنه فى مكان مقدس.
جل الذى اختار فى طوس له جدثا
فى ظل حام حماها نجل اطهار
الثامن الضامن الجنات اجمعها
يوم القيامة من جود لزوار
ابراهيم بن العباس الصولي (6)
هو ابراهيم بن العباس الصولى بن محمد بن صول الكاتب مولى يزيد بن المهلب ولد سنة 176 هـ او سنة 167 هـ و مات للنصف من شعبان سنة 243 هـ بسامراء و اصله من خراسان و قد ذكر الشيخ الصدوق فى عيون اخبار الامام الرضا عليه السلام الذى صنفه للصاحب بن عباد ان لابراهيم مدائح كثيرة فى الامام الرضا(ع) اظهرها ثم اضطر الى سترها و تلفت.
و روى ان ابراهيم و دعبل لما وصلا الى الامام و قد بويع بولاية العهد.
ابو بكر الخوارزمي (7)
هو محمد بن العباس الخوارزمى من أئمة الكتاب، و أحد الشعراء العلماء فى اللغة و معرفة الانساب، له ديوان شعر و رسائل الخوارزمى، ولد بخوارزم سنة 323 هجرية و توفى بنيسابور سنة 383 هجرية بعد ان استوطنها، له هذين البيتين:
يا هارون من امره بدعه
جاورت قبرا قربه رفعه
تريد ان تفلح من اجله
لن تدخل الجنة بالشفعة
ابو تمام الطائي (8)
هو حبيب بن اوس بن الحارث بن قيس الطائى الشاعر المشهور الذى قدمه المعتصم على شعراء وقته، كان موصوفا بالظرف و حسن الاخلاق، له ديوان الحماسة و كتاب مختار شعر القبائل و غيرها، ولد سنة 188 هـ و توفى سنة 231 هـ له هذه الابيات:
حصحص الحق فاسهري او فنامي
عن ملامى ستحتوين ملامى
ربي الله و الامين نبي
صفوة الله و الوصى امامى
ثم سبطا محمد تالياه
و على و باقر العلم حامى
انشده ابراهيم القصيدة التى مطلعها:
ازال عزاء القلب بعد التجلد
مصارع اولاد النبي محمد
و له ايضا هذه الابيات المتفرقة:
يمن عليكم باموالكم
و تعطون من مئة واحدا
ألا ان خير الناس نفسا و والدا
و رهطا و اجدادا علي المعظم
اتتنا به للعلم و الحلم ثامنا
اماما يؤدي حجة الله تكتم
ابن المشبع المدني (9)
عده ابن شهراشوب فى شعراء اهل البيت المتقين، و روى الصدوق فى عيون اخبار الرضا، عن تميم القرشى عن ابيه عن احمد بن على الانصارى قالـقال ابن المشبع المدنى رضى الله عنه يرثى الامام الرضا صلوات الله و سلامه عليه.
يا بقعة مات بها سيد
ما مثله فى الناس من سيد
مات النوى من بعده و الندى
و شمرت الموت به يقتدى
لازال غيب الله يا قبره
عليك من رائح مغتدي
كان لنا غيثا به نرتوي
و كان كالنجم به نهتدي
ان عليا بن موسى الرضا
قد حل و السؤدد فى ملحد
يا عين فابكي بدم بعده
على انقراض المجد و السؤدد
و التقى الزكى جعفر الطيب
مأوى المعتر و المعتام
ثم موسى و الرضا علم الفضل
الذى طال سائر الاعلام
و المصفى محمد بن على
و المعرى من كل سوء ذمام
ابرزت منه رأفه الله بالناس
لترك الظلام بدر التمام
فرع صدق نمى الى الرتبة
العليا و فرع النبى لا شك نامي
ابو عبد الله بن الحجاج (10)
هو الشيخ ابو عبد الله الحسين بن احمد بن الحجاج الكاتب المحتسب البغدادى كان فاضلا شاعرا اديبا، عده ابن شهراشوب فى معالم العلماء من شعراء اهل البيت(ع) له هذه الابيات فى الامام الرضا(ع):
يابن من توثر المكارم عنه
و معالم الاداب تمتار عنه
من سمى الرضا على بن موسى
رضى الله عن ابيه و عنه
ابو عبد الله السوسي (11)
هو الأمير ابو عبد الله محمد بن عبد الله بن العزيز بن محمد السوسى توفى فى حدود سنة 370 هـ و دفن بحلب و كان فاضلا اديبا كاتبا ذكره ابن شهراشوب فى معالم العلماء فى شعراء اهل البيت المجاهرين.
انتم سماء للسماوات العلى
و الخلق ارض تحتكم و مهاد
انتم معاذ الخلق يوم معادهم
و اليكم الاصدار و الايراد
انتم صراد الله و حبل الم
مدود انتم بيته المرتاد
بهداكم صلح الفاسد و هكذا
بهدى سواكم للصلاح فساد
يا من بهم عرف الرشاد وليتهم
لولاكم لم يعرف الارشاد
لو لم نسبح فى الصلاة بذكركم
كانت ترد صلاتنا و تعاد
الطيبون الطاهرون الخيرو
ن الفاضلون السادة الامجاد
اهل الندى اهل الجدد اهل الحجى
اهل النهى اهل التقى الزهاد
السادة العلماء و الحلماء و ال
فقهاء و الحكماء و النقاد
الإنجم الصبحاء و الفصحاء و الر
جحاء و السمحاء و العباد
انتم عداد شهورنا و نجومنا
و بكم نصح و تستوى الاعداد
منكم علي و الحسين و قبله
حسن اخوه و منكم السجاد
و محمد منكم و جعفر و ابنه
موسى به صرح العلاء يشاد
ثم الرضا و محمد و عليه
و ابو الذى الدنيا له تنقاد
ذاك المميت الجور بالعدل الذى
فيه لمن يبغي الرشاد رشاد
ابو فراس الحمداني (12)
هو الامير الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني الثقفي، ولد بالمنبج سنة 320 هـ و قتل سنة 357 هـ و قد كان فرد دهره، و شمس عصره، ادبا و فضلا و كرما و مجدا و بلاغة و فروسية و شجاعة و قد ذكر الامام الرضا(ع):
باؤا بقتل الرضا من بعد بيعته
و ابصروا بعض يوم رشدهم و عموا
عصابه شقيت من بعد ما سعدت
و معشر هلكوا من بعد ما سلموا
لابيعة ردعتهم عن دمائهم
و لا يمين و لا قربى و لا ذمم
و له من قصيدة اخرى:
و ما توازن يوما بينكم شرف
و لا تساوت بكم فى موطن قدم
ليس الرشيد كموسى بالقياس و لا
مأمونكم كالرضا ان انصف الحكم
ابو محمد اليزيدي (13)
هو ابو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوى اللغوى صاحب ابى عمر ابن العلاء المقرى ولد سنة 138 هـ و توفى سنة 202 هـ بخراسان، و قد ذكر الامام الرضا(ع):
ما لطوس لاقدس الله طوسا
كل يوم تحوز علقا نفيسا
بدأت بالرشيد فاقتضمته
وثنت بالرضا على بن موسى
بامام لا كالائمة فضلا
فسعود الزمان عادت نحوسا
ابو نواس (14)
هو الحسن بن هانى الشاعر المشهور، كان من اجود الناس بديهة و ارقهم حاشية ولد بالبصرة و نشأ بها و كان من معاصرى الامام الرضا (ع).
قال ابو نواس الى ابى الحسن على بن موسى الرضا(ع) ذات يوم و كان خارجا من عند المأمون على بغله له، فدنا منه وسلم عليه، و قال: يابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا فأحب ان تسمعها منى، قال: هات. فانشا يقول:
مطهرون نقيات ثيابهم
تجرى الصلاة عليهم اينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه
فماله من قديم الدهر مفتخر
فالله لما بدا خلقا فاتقنه
صفاكم و اصطفاكم ايها البشر
و انتم الملأ الاعلى و عندكم
علم الكتاب و ما جاء به السور
فقال الرضا(ع) قد جئتنا بابيات ما سبقك اليها احد ثم اعطاه ثلاث مائة دينار و ساق اليه البغلة. و عن الصولى قال: سمعت ابا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول: خرج ابو نواس فبصر براكب قد حاذاه فسأل عنه فقيل له انه على بن موسى الرضا(ع)، فقال:
اذا ابصرتك العين من بعد غاية
و عارض فيه الشك اثبتك القلب
و لو ان قوما أمملوك لقادهم
نسيمك حتى يستدل بك الركب
و له ايضا:
قيل لى انت افصح الناس طرا
فى فنون من الكلام النبيه
لك من جوهر الكلام بديع
يثمر الدر فى يدى مجتنيه
فعلام تركت مدح ابن موسى
و الخصال التى تجمعن فيه
قلت لا استطيع مدح امام
كان جبريل خادما لابيه
الشيخ احمد آل عصفور
هو الشيخ احمد بن الشيخ خلف ال عصفور المتوفى سنة 1345 هـ انشد هذه القصيدة فى الامام الرضا عليه السلام:
قصدتك يا ارضا اتاها الرضا قسرا
و ذلك عن امر الدعي له جهرا
لثمت ثراك عندما بان بيرق
يرفرف من بعد على القبة النورا
جثثت ركابى قاصدا لرحاب من
اريد به ذخرا و ارجوه للأخرى
فلسنا ننال القرب الا بقربهم
و لسنا ننال الخلد الا بهم طرا
و لكننى مع طول مكثى عنده
فلم اك احضر بالدنو له نثرا
لكثرة من هم يحدقون بقبره
يطوفون حسنا و اجد لم اجد بشرا
وجدت حديثا مرسلا جاء عنكم
يقول بان الزائرين له نذرا
فقلت له مولاى صح حديثكم
و انى لما قد جاء عنكم له اقرا
و تفسيره ان الذين اتوا لكم
لاصحاب اهل البيت هم به ادرى
فقلت لشخص جاء يبقى جواركم
و قد هجر الاوطان و الاهل و الوفرا
الشيخ احمد القطيفى (15)
هو العلامة الاوحد الشيخ احمد ابن الشيخ صالح بن الطحان القديحى القطيفى له شعر فى الامام الرضا عليه السلام:
للامام الرضا مناقب شتى
قد روتها الاصحاب و الاعداء
يعجز الحاسبون عن نشر بعض
و محال لكلها الاحصاء
كم اتاح العدى له مهلكات
فيجى‏ء الرضا منها الرخاء
سل بها بركة السباع ففيها
معجز للولى فيه الشفاء
رام منها الرشيد فيها افتراسا
للرضا روحنا اليه الفداء
فأتته لعزه خاضعات
اذ بدى من بهائه الكبرياء
و انثنى الرجس خائبا ذاك فضل الله
يوتيه من عباده من يشاء
و بطبع الحصاة اجلى دليل
انه للهدى امام سواء
مظهر انه خليفة من فى
كفه سبح الاله الحصاء
و برفع الستور رفع ستور
عن مزايا لهن منه اعتناء
كشفت ان فى ابن داود سر
منه اذ سخرت اليه الرخاء
فعليه السلام باق متى ما
اضحك الارض من سماء بكاء
***
قل فى ابن موسى الرضا ما شئت من مدح
فمنتهى المدح فى علياه تقصير
فكلما ستر الاعدا مناقبه
فاتاهم من نكال الله تخسير
كم حاول الغادر المامون غائله
فآب و هو قريح القلب مثبور
قد ذاد شيعته عنه و احضره
بمجلس هو مشهود و مشهور
فجد فى زبره ثم استخف به
فقام و هو سخين الدمع مقهور
يدعو الاله باسماء معظمة
و صوته فيه للجلمود تفجير
ففاجأته من الله العقوبة اذ
دعا عليه الرضا و الحق منصور
فنال ما نال من ذل و مسخرة
و ما نساه من الجبار تحذير
فدس قوما له فى الليل يقدمهم
صبيح الديلمى و الكل مأمور
ان قطعوه و تبقوا له رمقا
و اطووا البساط به و الامر مستور
فقطعوه و لفوا بالبساط كما
شاء اللعين فاخطته المقادير
يريد اطفاء نور الله جل و يأبى
الله ان يتوارى ذلك النور
فجرحى يادما اعضا الجلال فذى
اعضا الرضا جرحتهن المباتير
***
و ان نسيت فلا انسى الرضا فلقد
قاسى من الحزن ما يفضى الى العطب
حتى تقيا بسم ناقع كبدا
عزت على المصطفى مع اله النجب
فلا استلذوا برمان و لا عنب
لانه السم فى الرمان و العنب
فيا بنى المجد جودوا بالبكاء على
سم ابن موسى بدمع يخجل السحب
و لا تهنوا بعيد اذ به خرجت
نفس الرضا من اذى المامون ذى الكذب
يصده عن صلاة العيد فيه على
ما سنه الله بعد الحث و الطلب
لكى يخجله بين الانام و يابى الله
الا ما ارتقاه عالى الرتب
الصاحب بن عباد (16)
هو ابو قاسم كافى الكفاه الصاحب اسماعيل بن عباد بن العباس بن احمد بن ادريس الطالقانى الاصفهانى الوزير، ولد فى اليوم الحادي عشر من شهر ذى القعدة سنة 326 هـ و توفى سنة 385 هـ و اودع فى داره بالرى، ثم نقل الى تربة له باصفهان.
كان رحمه الله من المتفانين بحب النبى و اهل بيته الطاهرين(ع)، له مؤلفات نثرا و شعرا فى العلم و الادب. و اليك ما قاله فى الامام الرضا(ع):
يا زائرا سائرا الى طوس
مشهد طهر و أرض تقديس
ابلغ سلامى الرضا و حط على
اكرم رمس لخير مرموس
و الله و الله حلفة صدرت
عن مخلص فى الولاء مغموس
انى لو كنت مالكا اربى
كان بطوس الغناء تعريسى
و كنت امضى العزيم مرتحلا
منتسفا فيه قوه العيس
لمشهد بالزكاء ملتحف
و بالسنى و السناء مانوس
يا سيدى و ابن ساداتى ضحكت
وجوه دهرى بعقب تعييسى
لما رأيت النواصب انقلبت
راياتها فى ضمان تنكيس
صدعت بالحق فى ولائكم
و الحق مذ كان غير منجوس
يابن النبى الذى به قصم
الله ظهور الجبابر الشوس
و ابن الوصى الذى تقدم فى ال
فضل على البزل القناعيس
و حائز الفضل غير منتقص
و لابس المجد غير تلبيس
ان بنى النصب كاليهود و قد
يخلط تهويدهم بتمجيس
كم دفنوا فى القبور من نجس
اولى به الطرح فى النواويس
انتم حبال اليقين اعلقها
ما وصل العمر حبل تنفيس
ما زال عن عقد حبكم احد
غير تهيم النصاب مدسوس
اذا تاملت شؤم جبهته
وجدت فيها اشراك ابليس
كم فرقة فيكم تكفركم
ذللت هاماتها بفطيس
قمعتها بالحجاج فانخذلت
تجفل عنى كطير منحوس
عالمهم عندما اباحته
فى جلد ثور او مسك جاموس
لم يعلموا و الاذان يرفعكم
صوت اذان او قرع ناقوس
ان ابن عباد استجاربكم
فما يخاف الليوث فى الخيس
كونوا يا سادتى و سائله
يفسح له الله فى الفراديس
كم مدحة فيكم يحبرها
كانها حله الطواويس
و هذه كم يقول قارئها
قد نثر الدر فى القراطيس
يملك رق القريض قائلها
ملك سليمان صرح بلقيس
بلغه الله يؤمله
حتى يحل الرحال فى طوس
***
يا ساريا قد نهضا
مبتدرا او راكضا
و قد مضى كانه ال
برق اذا ما ومضا
ابلغ سلامى راكبا
بطوس مولاى الرضا
سبط النبى المصطفى
و ابن الوصى المرتضى
من شاد عزا اقعسا
و حاز فخرا ابيضا
و قل له من مخلص
يرى الولاء مفترضا
فى الصدر نفح حرقه
تترك نفسى حرضا
من ناصبين غادروا
قلب الموالي ممرضا
و خلفوه واجبا
مكتئبا قد ارمضا
صرحت عنهم معرضا
و لم اكن معرضا
نابذتهم و لم ابل
ان قيل قد ترفضا
يا حبذا رفضى لمن
نابذكم و ابغضا
و لو قدرت زرته
و لو على حجر الغضا
لاكننى معتقل
بقيد خطب عرضا
جعلت مدحى بدلا
من قصده و عوضا
امانه مورده
على الرضا لترتضى
رام ان عباد بها
شفاعة لن تدحضا
اشجع السلمى (17)
هو اشجع بن عمرو السلمى ابو الوليد من ولد الشريد بن مطرود السلمى كان شاعرا مفلقا، له يرثى الرضا(ع) و قيل لما شاعت غير اشجع الفاظها فجعلها فى الرشيد.
يا صاحب العيس تحدى فى ازمتها
اسمع و اسمع غدا يا صاحب العيس
اقر السلام على قبر بطوس و لا
تقرى السلام و لا النعمى على طوس
فقد اصاب قلوب المسلمين بها
روع و افرغ فيها روح ابليس
اختلست واحد الدنيا و سيدنا
فاى مختلس منا و مخلوس
و لو بدا الموت حتى يستدير به
لاقى وجوه رجال دونه شوس
بؤسا لطوس فما كانت منازلها مما
تخوفه الايام بالبؤس
معرس كان لا تعريس ملتبس
يا طول ذلك من ناى و تعريس
ان المنايا انالته مخالبها
و دونه عسكر جسم الكراديس
اوفى عليه الردى فى خيس اشبله
و الموت يلقى ابا الاشبال فى الخيس
ما زال مقتبسا من نور والده
الى النبى ضياء غير مقبوس
فى منبت نهضت فيه فروعهم
بشاهق فى بطاح الملك مغروس
و الفرع لا يرتقى الاعلى ثقه
من القواعد و الدنيا لتأسيس
لا يوم اولى بتخريق الجيوب و لا
لطم الخدود و لا جدع المعاطيس
من يوم طوس الذى ثارت بروعته
لنا النعاة و افواه القراطيس
حقا بان الرضا اودى الزمان به
ما يطلب الموت الا كل منفوس
ذا اللحظتين و ذا اليومين متفرش
رمسا كاخر فى يومين مرموس
بمطلع الشمس وافته منيته
ما كان يوم الردى عنه بمحبوس
يا نازلا جدثا فى غير منزله
و يا فريسه يوم غير مفروس
لبست ثوب البلى اعزز على به
لبسا جديدا و ثوبا غير ملبوس
صلى عليك الذى قد كنت تعبده
تحت الهواجر فى تلك الاماليس
لولا مناقضه الدنيا محاسنها
لما تقايسها اهل المقاييس
اسكنك الله دارا غير زائلة
فى منزل برسول الله مانوس
الشيخ جعفر الهلالى
هو الشيخ جعفر بن الشيخ عبد الحميد الهلالى ولد فى مدينة البصرة سنة 1932 ميلادية هاجر الى النجف مع والده للدراسة العلمية، و دخل كلية الفقه و تخرج منها، ينظم الشعر و يمارس الخطابة و له ديوان اكثره فى اهل البيت(ع) نظم هذه القصيدة بمناسبة ولادة الامام الرضا (ع):
يوم يتيه على الزمان منور
اضحى بميلاد الرضا يتعطر
شعت به الدنيا فزال ظلامها
كالشمس تشرق بالضياء و تزهر
يوم اطل على الوجود بلطفه
حيث الملائك فى السماء تكبر
ولد ابن موسى للامامة ثامنا
فسعى له مذ قد اطل المنبر
و ربوع يثرب حين باركها السنا
بوليدها السامى يمس و تفخر
اعظم به للحق رائد امه لعلاه
زغردت الدنا و الاعصر
قد ارعبت منه الطغاة و راعها
منه هنالك فكره المتحرر
فكر هو الاسلام عز اصاله
وافى به الهادى النبى الاطهر
اابا الجواد و حسب شعرى انه
فى يوم مولدك المبارك ينشر
قدست ذاتك يابن بنت محمد
ذاتا تجل عن الثناء و تكبر
ماذا اعدد من علاك و انت فى
دنيا الفضائل كالسحائب ممطر
تمضى الدهور و نور فضلك مشرق
و صدى علاك على المدى يتكرر
و خلائق لك كالنسيم عذوبه
شمخت فقصر عن مداها المخبر
مشت الحداه بذكرها مزهوه
لجمالها بين العوالم تنشر
هاتيك فيك سجية موروثة
لا تنثنى عنها و لا تتقهقر
يا لابسا ثوب الامامة و التقى
عن لبسه هذى الخلائق تقصر
دوى صداك فكنت فى دنيا الورى
علما و هل يخفى الصباح المسفر
جهد العداة ليطفؤوا لك شعلة
وهاجة فابى الاله الاكبر
اقصوك عن حرم الرسالة عنوة
كى يغمروك و هل يضيع الجوهر
فالشمس ان حجب السحاب شعاعها
فى الافق فهى بنورها تستاثر
و كذا الجبال فلن يهد شموخها
برد تراكم وقعه المتكثر
و اذا(خراسان) تضمك رائدا
فذا بابراد العلى يتأزر
قف فى (خراسان) و شم ترابها
فترابها المسك المداف الاذفر
قل ان حللت بارضها و فنائها
بوركت ارضا بالامام تنور
قد حزته شرفا بملتحد به
سر الوجود و ركنه و المحور
قبر تضمن بضعة لمحمد...
هو من سنا ذاك الجناب منور
فعلى ترابك كم تواجدت الورى
قد شدها لك شوقها المتفجر
ابدا تطوف ببقعة ميمونة
مثل الحجيج مهلل و مكبر...
و تروح تلثم للضريح بلهفة
و بذاك للفضل الكبير تؤشر
هذى المظاهر لا تزال على المدى
ما بين ابناء البرية تظهر
فلها بذلك من قديم زمانها
و طربه الحب العميق تصور
يابن الغطارف من بنى عمرو العلى
عفوا فشعرى عن مقامك اقصر
من قبل الف و الرسالة غضة
تهب الحياة بما يطيب و يثمر
شيدت صرح المجد يشمخ عاليا
عنه النجوم بافقها تتاخر
و شرعت للاسم نهج هداية
هو للذى رام الحقيقة مصدر
فلكم نشرت من العلوم معارفا
هى كالنمير العذب وافت تهدر
و لكم كشفت عن النفوس غشاوة
فيما اعدت فاصحبت تتبصر
ناظرت اصحاب المبادى حيث قد
وافتك و هى بردها تتحير
فهزمتها فاذا بها و بفكرها
و هو السراب بقيعة يتبخر
حتى تجلى الحق منبلج السنا
و لانت معدن فيضه المتفجر
اابا الجواد و قد بليت بمحنه
ما كان غيرك عندها يتبصر
واجهتها و لانت تعلم انها
غدر لطاغيه الزمان يدبر
ابدى لك المامون منه سياسه
اذ راح يظهر عكس ما هو يظهر
حيث ارتضاك ولى عهد خلافه
زعما بانك شخصها و الأجدر
و بانه متشيع فى فعله
هذا و اصبح للولاء يصور
لكنما هى غفله وافى بها
من راح فى سرد الحوادث يذكر
فسياسه المامون فى منهاجها
لم تخلتف و هى السبيل المنكر
لكن تبدلت الوسائل عنده
فيها و قد تملى الظروف و تقهر
حيث الامور بعهده قد اصبحت
خطر يهدد حكمه او ينذر
فغدا يواجه ما يراه بخطه
منه ليخدع من بها يتاثر
و سياسة ملعونة وافى بها
فعساه يهدا وضعها المتوتر
اترى الذى لاخيه و ابن ابيه قد
اودى سيحتضن الرضا و يؤمر
حتى اذا ما حققت اغراضه
امسى لقتل ابى الجواد يدبر
فاغتاله بالسم و اتضح الذى
ما قد اراد و بان منه المضمر
ايه بنى العباس اين مضى لكم
ملك بساحته يقاد العسكر
اين القصور و ما حوته من الخنا
و الغانيات و لحنها و المزمر
اين الليالى المغريات بلهوها
حيث الرشيد بها يعيش و جعفر
اين الكنوز تراكمت ذهبا لكم
يجبى تدر به البلاد و تزخر
خاطبتم حتى السحاب بانه
فى ملككم مهما يمر و يمطر
عصر من البلوى تعج بلهوكم
و بظلمكم حتى النسا تتامر
و الطيبون من العباد يلفهم
سجن و قيد فى اليدين مسمر
فبآل احمد ما جنته نفوسكم
ظلما تقاد و فى المذابح تجزر
فبكل ناحية شهيد منهم
حيث الدم الزاكى يسيل و يقطر
ماذا جنته يد الاثيم بقتلهم
غير الهوان و لعنه تتكرر
فالملك و السلطان عاد كانه
طيف و للتقوى البقاء الاكبر
و اذا باهل البيت رغم بلائهم
سرج تضاء بها العصور و تزهر
هذاك موسى فى العراق و ثم فى
ايران مجد للرضا يتأطر
السيد حسن الاعرجى (18)
هو السيد حسن بن السيد يحيى بن السيد احمد الاعرجى الحلى، شاعر و اديب فمن جيد شعره هذه القصيدة يمدح بها الامام الثامن الضامن على بن موسى الرضا(ع):
بكت جزعا و الليل داجى الذوائب
و حنت الى تلك الربى و الملاعب
و تاقت الى حى بفيحاء بابل
سقى الله ذاك الحى در السحائب
و لا زال منهلا بجرعاته الحيا
يفوف من اكنافه كل جانب
فلله مغنى قد نعمت بظله
اروح و اغدو لاهيا بالكواعب
حسان التثنى انسات خرائد
بعيدات مهوى القرط سود الذوائب
نواعم اطراف مريضات اعين
مصيبات سهم الطرف زج الحواجب
و ظالمه الارداف مظلومه الحشى
مورده الخدين عذراء كاعب
تجاذبنى فضل الرداء و تنثنى
تخوفنى الاخطار عن ظن كاذب
و قد عاينت رحلى تشد نسوعه
عجالا و قد زمت لبين نجائبى
فقالت واذرت مقلتاها مدامعا
على خدها مثل انهمال السواكب
افى كل يوم لوعه و تفرق
و ضر فقد ضاقت على مذاهبى
اروح بعين من فرقاك ثره
و اغدو بقلب من اذى البين واجب
اما آن لى ان تنقضى لوعه النوى
و يامن قلبى من زمان موارب
فقلت لها و استعجلتنى بوادر
جرت من جفون بالدموع السوارب
اقلى العنا و استشعرى الخير اننى
الى نحو خير الخلق ازجى ركائبى
و للموت خير من مقام ببلده
يحط بها قدرى و تعلو ماربى
دعينى اجشمها الى كل مجهل
يسف بها الخيت ترب المراقب
سواهم تفرى كل قفر تنوفه
و ليس بها الا الصدا من مجاوب
صوادى غرثى لا تحل من السرى
و قطع الفيافى فى نحوس المطالب
الى ان ترى اعلام طوس و بقعة
حوت جسدا للطيب ابن الاطايب
على بن موسى حجة الله فى الورى
بعيد مدى العلياء زاكى المناسب
امام الورى هادى الانام بلا مرا
عظيم القرى رب التقى و المناصب
هو البحر بحر العلم و الحلم و الحجى
و بحر العطايا و الندى و المواهب
نماه الى العلياء سراه اماجد
مناجيب من عليا لؤى بن غالب
علومهم تهدى الورى من دجى العمل
و آراؤهم مثل النجوم الثواقب
صناديد ورادون فى كل ما قط
يطير له لب الكمى المحارب
اذا استعرت نار الهياج و ارعدت
فوارسها من كل قوم موائب
و قد عقدت ايدى المذاكى عجاجه
من النقع تسمو فوق مجرى الكواكب
يروون اطراف الاسنه و الظبا
نجيعا عبيطا من نخور الكتائب
بضرب يقد الهام عن مقعد الطلى
و طعن يرد السمر حمر الذوائب
هم ال بيت المصطفى معدن الوفا
غيوث سما الجدوى ليوث المقانب
بهم نهتدى من ظلمه الجهل و العمى
و نرجوهم عند اشتداد النوائب
فيا خير من سارت اليه بنو الرجا
فراحت بجدواه ثقال الحقائب
اليك حدوت الارحبيات شزبا
على بعد مرماها و طى السباسب
اتت تتهادى من ديار بعيدة
تجوب الموامى داميات العراقب
و قد ساءنى الدهر الخؤون بصرفه
و مزقن قلبى فادحات المصائب
السيد حسين تقى بحر العلوم (19)
هو السيد حسين بن السيد محمد نقى بن السيد حسن بن السيد ابراهيم الطباطبائى الشهير ببحر العلوم اديب فاضل و شاعر، مطبوع ولد فى النجف سنة 147 هـ له فى الامام الرضا(ع) تحت عنوان وداع الحرم الرضوى:
كما ودع الطفل در الحنان
برغم عواطفه يفطم
كما ودعت زهرة حقلها
ففاض الشذى و ارتمى البرعم
كما ودعت رعشات الضحى
بلابل باتت به تحلم
كما ودع الحلم المشتهى
شباب الى الشيب يستسلم
كما ودع القلب دار الحبيب
فارخت عيون و شاط الدم
مثلت اودع قبر الرضا
و قد شف لى سره المبهم
و نور الامامة حول الضريح
غمر بفيض الهدى مرزم
فجلت كانى ببيت الاله
و كعبته الجدث الاعظم
تجول الورى حوله مثلما
يجول باشواطه المحرم
و تضرع انفسهم بالدعاء
الى مصدر الخير تسترحم
سيول تدافع من مثلها
فهذى تمس و ذى تهجم
و تلك تقبل فى لهفه
فينبض قلب و يضرى فم
و فى مكة حجر واحد
يسابق باللثم اذ يزحم
و لكن هنا فى ضريح الامام
احجاره كلها تلثم
السيد حسين رضا بحر العلوم (20)
هو السيد حسين بن السيد رضا بن السيد مهدى بحر العلوم ولد فى النجف سنة 1221 هـ و فى سنة 1306 هـ فهو شاعر كبير و عالم جهبذ هاجر النجف و سكن كربلا فاصيب ببصرة ثمان سنين و لم ينفعه علاج فتوسل بالامام على ابن موسى الرضا(ع) بهذه القصيدة فشفى.
كم انحلتك على رغم يد الغدر
فلم تدرع لك من رسم و لا اثر
اراك من عظم ما تحويه من كرب
تجوب قفر الفيافى البيد فى خطر
احشاك من لوعة الاحزان مشعلة
و دمع عينيك يحكى جدولي نهر
لاغرو ان لا يطيق الصبر ذو وصب
مضنى الفؤاد قريح الجفن من سمر
الصبر يحمد كل الحمد جارعه
لكن بشرب مراد الهم غير مرى
مازلت من الم الاسقام فى غصص
لم تخل يوما اخا البلوى من الكدر
و لم يخلف دواهى الدهر منك عدا
زفير وجه يضاهى لفحة الشرر
فلست تنفك كلا عن شدائدها
لا و المقام و ركن البيت و الحجر
و لا ينجيك من ضر تكابده
سوى على بن موسى خيرة الخير
ذاك الهمام الذى ان صال يوم وغى
حكى ابا الحسن الكرار خير سرى
سامي مقام اقام الدين فى حجج
لم تبق غيا لغاولا لو لم تذر
من امه و هو يشكو الكرب من عسر
اخنى عليه احال العسر باليسر
ان خانك الدهر واصمتك اسهمه
فالجأ اليه لكى تنجى من الدهر
من قاس كفيه بالبحر المحيط فقد
أطرى بابلغ إطراء على البحر
لو ان لى السنا تثنى عليه لما
أحصت غرائب ما يحوب من غرر
وفقت يا طوس آفاق السماء علا
مذ حل فيك سليل الطاهر الطهر
يا آية الحق بل يا معدن الدرر
يا أشرف الخلق يابن الصيد من مضر
قد حزت فضلا عن الصيد الكرام
كما فى الفضل حازت ليالى القدر عن اخر
و كم بدت لك من آى و معجزة
يصفو لها كل ذى قدر و مقتدر
و اسيت جدك فى اشجان غربته
حتى قضيت بفتك الغادر الأشر
لهفى لذاك الابى الضيم حين هوى
عن سرجه دامى الخدين و النحر
لم أنسه و هو عار بالعرا جدلا
أفديه من جدل بالترب منعفر
هل كيفما حرموه الماء و هو غدا
لامه فاطم من جملة المهر
انى لكم يا بنى المختار فى ندب
أذرى المدامع من شجو مدى عمرى
اشكوا الى الله من دهر أبادكم
بالسم طورا و طورا بالقنا السمر
يا نيرا فاق كل النيرات سنا
فمن سناه ضياء الشمس و القمر
قصدت قبرك من اقصى البلاد
و لا يخيب تا الله راجى قبرك العطر
رجوت منك شفا عينى و صحتها
فامنن على بها و اكشف قذى بصرى
حتام اشكو سليل الاكرمين اذى
اذاب جسمى و اوهى ركن مصطبرى
صلى الاله عليك الدهر متصلا
ما ان يسح سحاب المزن بالمطر
الشيخ حسين القطيفي
هو الشيخ حسين بن الشيخ على بن الشيخ حسن آل الشيخ سليمان البلادى البحرانى القطيفى سكنا و النجفى مولدا ذكر الامام الرضا(ع) فى كتابه. (21)
قضى ضامن الجنات بالسم مبعدا
فعين الهدى و الدين اعينها حمر
و اضحت له الايام سودا كئيبة
و ناحت له الافلاك و انخسف البدر
السيد خضر القزوينى (22)
هو السيد خضر بن السيد على بن السيد جواد بن السيد رضا الحسينى القزوينى شاعر مبدع و اديب كامل ولد فى النجف سنة 1323 هـ و توفى سنة 1357 هـ و له شاكيا الى الامام الرضا (ع):
يا ثامن الحجج الكرام و خير من
يعزى الى الاطهار اصحاب العبا
شكوى اليك من الغري ابثها
و لعلها ما اخترت غيرك مذهبا
----------------------------------------------------------------------------------------------
1)عيون اخبار الرضا(ع)، ص .5
2)اعيان الشيعة، الجزء الثانى، ص .14
3)افرد العلامة المجلسى فى بحار الانوار بابا خاصا لمناظرات الامام الرضا(ع) الجزء العاشر .
4)اعيان الشيعة الجزء الثانى، ص .15
5)امل الامل، ج 2، ص .25
6)بحار الانوار، ج 49، ص 235، اعيان الشيعة، ج 2، ص 168، عيون اخبار الرضا (ع)، ج 2، ص .148
7)مناقب ابن شهرآشوب، ج 4، ص 350، الكنى و الالقاب، ج 3، ص 19، اعلام الزرگلى، ج 6، ص .183
8)رياض المدح و الرثاء، ص 557، امل الامل، ج 1، ص 54، الكنى و الالقاب، ج 1، ص .27
9)اعيان الشيعة، ج 2، ص 272، بحار الانوار، ج 49، ص 317 عيون اخبار الرضا(ع)، ج 2، ص .254
10)امل الامل، ج 2، ص 88، مناقب ابن شهراشوب، ج 4، ص .343
11)مناقب ابن شهرآشوب، ج 4، ص 374، اعيان الشيعة، ج 9، ص .382
12)مناقب ابن شهرآشوب، ج 4، ص 376، بحار الانوار، ج 49، ص 314، المجالس السنية ج 5، ص 348، مسند الامام الرضا (ع)، ج 2، ص .174
13)الكنى و الالقاب، ج 3، ص 245، بحار الانوار، ج 49، ص 318، اعلام الزرگلى، ج 8، ص .163
14)بحار الانوار، ج 49، ص 236، عيون اخبار الرضا (ع)، ج 2، ص 144، اعلام الورى، 328، الكنى و الالقاب، ج 1، ص .161
15)مثير الكابة و الاشحان فى ذكر بعض احوال غريب خراسان مخطوط، رقم 8510 (استان قدس) وفاة الامام الرضا(ع) للمترجم، ص .12
16)اعيان الشيعة، ج 3، ص 361، الكنى و الالقاب، ج 2، ص 365، الديوان، ص 91، .159
17)اعيان الشيعة، ج 3، ص 448، مقاتل الطالبين، ص 568، تهذيب ابن عساكر، ج 3، ص .59
18)اعيان الشيعة، ج 5، ص 392، البابليات، ج 1، ص 159، كشكول البحرانى، ص .210
19)زورق الخيال، ص 137، شعراء الغرى، ج 3، ص .254
20)شعراء الغرى، ج 3، ص .216
21)مثير الكابة و الاشجان فى بعض احوال غريب خراسان تحت رقم (8510) آستان قدس مخطوط .
22)ديوان شعراء الحسين، ج 1، ص .242
الامام الرضا عليه السلام فى الشعر العربى صفحه 364

اسماعيل رحيم الخفاف


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page