• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

زیارة الإمام الرضا(ع) و آدابها

الزیارة
یقول الله تعالی فی القرآن الکریم :
" وَ لَا تَحسَبَنََّ الَّذینَ قُتِلوا فی سَبیلِ اللهِ اَمواتاً بَل اَحیاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ "
من هنا یتجلّی أنّ الأرواح الطيّبة للأئمة المعصومین (ع) و هم جمیعاً شهداء فی سبیل الحقّ و الحقیقة – أرواحٌ حيّة مطّلعة علی زیارتنا و دعائنا و توسّلنا و لذلک قال الإمام الصادق (ع) مَن زارَنا بعد مماتنا کان کمن زارَنا فی حیاتنا .
الزیارة – إذاً – هی الحضور بشوْق فی الحرم المقدس للأئمة المعصومین و اللقاء المعنويّ بهم .
و زیارة الإمام.. تعنی مبایعة الإمام و إحیاء لذکری إیثار الإمام و تضحیته و استشهاده .
زیارة الإمام.. تعنی إظهار محبّة الإمام وإبراز مَوَدّته ؛ فإنّ الله تعالی قال لرسوله (ص) : " قُل : لا أسألُكُم عَلَیهِ أجراً ألّا المَوَدَّةَ فی القُربی "
زیارة الأمام.. تعنی الإعلان أنّ أسماء أولیاء الله و أهدافهم لاتُنسی باستشهادهم .
و المزار.. مُلتقی عشّاق طریق الولایة .
و نَصّ الزیارة إعلان المُتابَعة و المُشایعَة لخطّ قیادة المعصوم و النُّفرة من الطاغوت و سُبُله و أتباعه .
و لقد کانت الصدِّیقة فاطمة الزهراء (س) تَخرج کلّ أسبوع الی مزار الشهداء فی أُحُد . و لمّا علّمها رسول الله (ص) التسبیح الذی عُرف بعد ئذٍ باسمها المقدّس ( الله أکبر 34 مرّة ، الحمدلله 33 مرة ، سبحان الله 33 مرّة ) أخذت فاطمة من تراب قبر حمزة و صيّرته طیناً و عملت منه مئةَ حبّة نَظَمَتها فی خیط و أخذت تَعُدّبها هذا الذِّکر ( أی تسبیح الزهراء (س) )و بهذا قَرَنت الی ذِکر الله تعالی ذِکری الشهداء .
و بعد استشهاد الإمام سيّد الشهداء ذلکم الاستشهاد الفجیع.. اتُّخِذت مَسابح من تراب قبره الطاهر . و جاءت وصایا الأئمّة الهداة أن نضع جباهنا فی سجود الصلاة علی تراب کربلاء و أن نزور الإمام الحسین المظلوم (ع) کلّ لیلة القدر و کلّ لیلة جمعة و کلّ اللیالی و الأیام المقدّسة و أن نذکر سيّد الشهداء (ع) کلّما شربنا الماء ؛ فإنّ الظالمین قد قتلوه عطشاناً .
إنّ هذا کلّه من أجل ألّا ننسی الأئمّة المعصومین و لا نغفل عن طریقهم ؛ ذلک أنّ مایصیب المسلمین من بلایا و محن إنّما بسبب الغفلة عن هؤلاء القادة الإلهیین الهداة المعصومین و الراکون الی الطواغیب المتجبّرین المضلّین .
زیارة الإمام الرضا (ع)
ذکرت الأحادیث فضلاً عظیماً و ثواباً کبیراً لزیارة الإمام الثامن من أئمة أهل البیت أبی الحسن عليّ بن موسی الرضا (ع) و من هذه الأحادیث :
قال الإمام محمّدبن عليّ الجواد (ع) : " مَن زارَ قبرَ أبی بطوس غَفَر الله له ما تَقدّمَ مِن ذنه و ما تأخر " و " مَن زارَ أبی فله الجنّة . "
و قال الإمام جعفربن محمّد الصادق (ع) : " مَن زارَه فی غُربته... کان کمن زارَ رسول الله (ص) . "
و قال الإمام الجواد (ع) : " ضَمِنتُ لمن زارَ قبرَ أبی (ع) بطوس – عارفاً بحقّّه – الجنّةَ علی الله عزّوجلّ . "
و قال الإمام الرضا (ع) : " مَن زارنی علی بُعد داری و مزاری أتَیتُه یومَ القیامة فی ثلاثة مَواطِن حتّی أُخَلِّصَه مِن أهوالها : إذا تَطايَرَت الکتب یمیناً و شمالاً و عند الصراط و عند المیزان . "
و روی عبدالسلام بن صالح الهَرَوی عن الإمام الرضا (ع) أنّه قال : " لاتنقضی الأيّام و اللیالی حتّی تصیر طوس مُختلَف شیعتی و زُوّاری . ألَا فمَن زارنی فی غربتی بطوس کان معی فی درجتی یوم القیامة مغفوراً له . "
و روی عن الإمام عليّ بن محمّدالهادی (ع) أنّه قال : " مَن کانت له الی الله حاجة فَلیزُر قبرَ جدّی الرضا (ع) بطوس و هو علی غُسل و ليُصلِّ عند رأسه رکعتین و لیسأل الله تعالی حاجتَه فی قنوته ؛ فإنّه یستجیب له ما لَم یسأل مَأثَماً أو قطیعة رَحِم . إنّ موضع قبره لَبُقعة مِن بِقاع الجنّة ، لایزورها مؤمن إلّا أعتَقَه اللهُ تعالی مِن النار و أدخَلَه دارَالقرار . "
التوسّل
أوجد الله عزّوجلّ نظام الخلیقة و جعد قائماً علی الوسائل و الأسباب : المطر يَهطِل ، لکن بوسیلة البخار و السحاب و الریاح . والله سبحانه یکلّم رسوله ، لکن بوساطة جبرئیل .
الله تبارک و تعالی نفسه وصف الملائکة فی القرآن بأنها واسطة تدبیر الأمور .
و حتّی فی عَرض حاجاتنا فی محضر الله تعالی و فی تقدیم الطلبات یکون ابتغاء الوسیلة أمراَ قيّماَ کما قال سبحانه : " وَ ابتَغُوا إلَیهِ الوَسِیلَةَ . "
إنّ التوسّل هو أن نَتّخذ أولیاء وسیلةً لطلب الحاجة من الله المتعال .
یقول الإمام عليّ (ع) فی قوله تعالی : " وَ ابتَغُوا إلَیهِ الوَسِیلَةَ " : أنا وسیلتُه . "
و تقول السیدة فاطمة الزهراء (س) : " و نحن وسیلتُه فی خلقه . "
و فی هذا المضمون وردت أحادیث کثیرة .
و من المفید أیضاً – الی جوار التوسّل الی الله بالأطهار المنزَّهین و بخاصّة أولیاء الله – ذِکرُ و تعظیم الأيّام المبارکة و الأوقات المقدسة ؛ فالإمام السجّاد (ع) دعا الله بحقّ شهر رمضان26 ، و أقسم الإمام الحسین (ع) علی الله بحقّ لیلة عَرَفة .
و قد نزل القرآن فی لیلة القدر و هی لیلة مبارکة ، بل هی خیرٌ مِن ألف شهر .
یقول الإمام محمّدالباقر (ع) : " مَن أحیا لیلةَ القدر غُفِرت له ذنوبُه . "
و نقراً فی القرآن الکریم ، عن الملائکة :
" و يَستَغفِرُون لِمَن فِی الأرضِ " ، أی أنّ الملائکة – و هم وُجَهاء الحضرة الإلهیة – یطلبون العفو و المغفرة لأهل الأرض .
إنّ هذا التوسّل هو عمل مهمّ و من مظاهر الحیاة التوحیدیة النقیة التی دعانا الیها الله سبحانه و الأنبیاء و الأوصیاء (ع) ، غیر أنّ ما هو باطل و ذمیم أن یکون التوسّل بالحجر و الخشب و النار و النجوم و سواها من مظاهر الوثینة التی تری لهذه الجمادات تأثیراً . و من الطبیعی أنّ شأن أولیاء الله یتفاوت تفاوتاً کبیراً عن شأن الأشیاء الجامدة الخالیة من الروح . نقرأ فی القرآن الکریم أنّ النبيّ یعقوب وضع قمیص یوسف علی عینیه فارتدّ بصیراً و شَفيَت عیناه .
إنّ القمیص ما هو إلّا قطعة من القماش ، لکنّه لمّا لامَسَ جسم یوسف الطاهر مدّة من الزمان غدا له هذا الأثر الشافی .
کمالُ جلیسی لقلبی سَرَی و إلّا .. فما أنا إلّا تُرابُ !
لمّا حَلَق رسولُ الله (ص) شعر رأسه المبارک فی مِنی ( بمکة المکرّمة ) بقصد التقصیر بعد أداء الحجّ ... أخذ الصحابة شعر رأسه یتبرّکون به .
و نحن لانعتقد أنّ أحداً – مهما کان – له قدرة مستقلّة عن قدرة الله عزّوجلّ ، بل نری أنّ منشأ قدرة أولیاء الله من ذات الحقّ تعالی ، یقول القرآن : " أغناهُمُ اللهُ و رسُولُهُ . "
فی هذه الآیة قُرِن اسم رسول الله باسم الله تعالی . و من الواضح الجلی أنّ قدرة النبيّ إنّما هی شعاع من قدرة الله وهبه للنبيّ .
أجَل ، إنّ قضيّة التوسّل و مشروعيّته هی من الوضوح بحیث لاتَدَع ذریعة مُعرِضة للوهابيّین الذین وصفهم قائد الثورة الکبیر قدّس سرّه بالحَمقی الملحدین .
عندما مَرِض الإمام الهادی (ع) بَعَث مَن یدعو له عند قبر الإمام الحسین (ع) فی کربلاء . و مع أنّ الإمام الهادی (ع) أحد الأئمة المعصومین ، غیر أنّ فی هذا دلالة علی رفعة منزلة الإمام الحسین (ع) عندالله و علی أنّ حرمه الطاهر موضع استجابة الدعوات و نیل الحاجات .
و قد بيّن الإمام الهادی (ع) لمن تعجّب من إرسال الإمام مَن یدعو له کربلاء أنّ " رسول الله (ص) کان یطوف بالبیت و یقبّل الحجر [ الأسود ] و حرمةُ النبيّ (ص) و المؤمن أعظم من حرمة البیت و أمرَه الله أن یقف بعرفة . إنّما هی مَواطن یحبّ اللهُ أن يُذکر فیها ، فأنا أُحبّ أن يُدعی لی حیث یحبّ الله أن يُدعی فیها و الحَیر [ أی ما حول قبر الحسین (ع) ] من تلک المواضع . "
و عندما أصاب الناسَ قحطٌ فی أیام حکم عمربن الخطاب ، فإنّه قَصدَ العباس عَمَّ رسول الله (ص) و استسقی للناس بالعباس بن عبدالمطّلب .
و روی عن رجل أنّه قال : بَعَث إليّ أبوالحسن الرضا (ع) من خراسان رزمة ثیاب و کان بینها طین ، فقلت للرسول [ الذی أوصلها إليّ ] : ما هذا ؟ قال : هذا طین قبر الحسین (ع) ما کاد [ الإمام الرضا (ع) ] يُوجِّه شیئاً من الثیاب و لا غیره إلّا و یجعل فیه الطین ، فکان یقول : " هو أمان بإذن الله . "
و فی الخبر أنّ ابن أبی یعفور قال للإمام الصادق (ع) : یأخذ الانسان من طین قبر الحسین (ع) فینتفع به و یأخذ غیره فلا ینتفع به !
فقال (ع) : " لا والله الذی لا إله إلّا هو ، ما یأخذه أحد و هو یری أنّ الله ینفعه به إلّا نفعه الله به . "
و غیر هذا و ذاک.. فإنّ الملایین من الناس یقصدون العتبات المقدسة فی کل عام ، فيَدعون فیها و ینالون ما یطلبون .
و حصول الناس علی طلباتهم فی العتبات المقدسة هو فی ذاته دلیل یؤيّد هذا المعنی . تُری .. من الذی یدعو الله فی البقاع الطاهرة بفؤاد طافح بالإیمان و قلب منکسر مؤمِّل ثُمّ لا يُستجاب دعاؤه ؟!
نقرأ فی القرآن الکریم :
" و لَو أنَّهم إذا ظَلَموا أنفُسَهُم جاءُكَ فاستَغفَروا اللهَ و استَغفَرَ لَهُمُ الرسولُ لَوجَدوا اللهَ تَوّاباً رَحیماَ . "
بناء القبّة و الحضرة
فی القرآن الکریم دلالة علی جواز بناء المسجد علی مزار الجال الإلهیین . و فی اتّخاذ القبّة و الحضرة علامة علی أنّ هذه البقعة المقدّسة هی مرقد لرجل من دعاة التوحید .
و فی هذا المجال ، جاء فی سنن أبی داوود :
لمّا مات عثمان بن مظعون أُخرج بجنازته فدُفن ، أمر النبيُّ رجلاً أن یأتیه بحجر ، فلم یستطع حملَه ، فقام الیه سول الله (ص) و حَسَر عن ذراعیه ... ثمّ حمله فوضعه عند رأسه و قال : " أتعلَّم بها قبرَ أخی و أدفن الیه مَن مات مِن أهلی ."
و من الواضح الجليّ أن تشیید الحرم و إقامة القِباب علی المراقد الطاهرة للمعصومین (س) هو لون من التجلیل و التعظیم لهؤلاء الحجج الإلهیین الذین استُشهِدوا فی سبیل الله بعد حیاة توحیدیة عظیمة حافلة بالعمل علی الهدایة و التبصیر و فی هذا نوع من الإحیاء الدائم لذکری هؤلاء الأئمّة القادة فی حیاة الناس و لتغدو مزاراتهم المقدّسة مَثابات للناس یتلقَّون فیها من الفیض الإلهی ما يُسعِدهم و يُغنیهم


تقبیل أبواب الحرم
عند ما نقبّل أبواب الحرم و ضریح الإمام و نعدّها مبارکات فإنّما نفعل ذلک احتراماً و تعظیماَ لحجّة الله الإمام المعصوم الذی تستمدّ الأبواب و الجدران و الضریح مِن برکته و یسری الیها من قداسته .. کما نُقبّل غلاف القرآن الکریم لاعتقادنا أنّ القرآن قد كُتب علی ورقه و أن الجلد قد غدا غلافاً للمصحف الشریف ، فاکتسب برکةً و قداسة خاصة و لکنّ هذا الجلد نفسه لو صُنع منه لباس أو جُعل حذاءً للإنسان لَما کان له قطّ شیء من هذه البرکة و هذه القداسة .
السلام علی أولیاء الله
أوّل ما ورد إهداءالتحیة الی اولیاء الله و السلام علیهم إنّما ورد فی القرآن الکریم ، فی قوله :
" سَلامٌ عَلی نُوحٍ فی العالَمین "
" سَلامٌ عَلی إبراهیم "
" سَلامٌ عَلی مُوسی و هارون "
" و سَلامٌ عَلیهِ يَومَ وُلِدَ و يَومَ يَموتُ و يَومَ يُبعَثُ حَيّاً"
" و سَلامٌ علَی المُرسَلِین "
و نحن أیضاً نتَّبع ما جاء فی القرآن ، فنُسلِّم علی رسول الله (ص) و الأئمّة المعصومین من أهل بیته (ع) .
و بسلامنا هذا و تحيّاتنا هذه نعرض ؛ بین أیدیهم ، محبّتنا و احترامنا و نسأل الله تعالی کذلک لهم زیادة الرحمة و مضاعفة درجاتهم الرفیعه .
و هذا فی نفسه نوع من تقدیم الشکر لهم علی جهودهم فی إبلاغ الحقائق الاسلامیة و بثّها حتّی مَنّ الله علینا فجعلنا مسلمین من شیعة أهل البیت (ع).
ذِکر المناقب و المصائب
یذکر الله سبحانه فی القرآن محن و شدائد الأنبیاء و أصحابِهم ، فیقول تعالی :
" وَ کأيِّن مِن نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ کثیرٌ فَما وَهَنوا لِما أصابَهُم فی سَبیلِ اللهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ ما استَکانُوا و اللهُ يُحِبُّ الصّابِرین . "
و قد تضمّنت أکثر نصوص " زیارة " أئمّة أهل البیت (ع) عباراتٍ تتحدّث عمّا تحمّله هؤلاء الأئمّة الصابرون – فی سبیل الله تعالی – من محن و بلایا و مشقّات عظیمة و ما واجههم به الخصوم و الأعداء – بسبب ثباتهم و رسوخهم فی الحقّ – من سّیئ الکلام و بذیئه . أنّ التوجّه الی مضامین هذه العبارات و التدقیق فیها یزید المرءَ تعرّفاً و اطّلاعاً علی ما عاناه الأئمّة الطاهرون من هضم و ظلم و یزیده بصیرة بحقّهم و مقامهم الإلهيّ الرفیع.. کما نلاحظ نماذج من ذلک فی أغلب فقرات " الزیارة الجامعة الکبیرة . "

آداب الزیارة
من أجل تعرّف القرّاء الأعزّاء ما تقتضیه زیارة حجّة الله علی خلقه الإمام المعصوم (ع) من آداب ، نشیر هنا الی عدد منها :
1- نذهب الی الزیارة مُنفقین من المال الحلال ، فإنّ اللُّقمة الحرام لاتُقبَل بها الصلاة و لا الزیارة و لا يُستجاب بها الدعاء .
2- نجتنب المعاصی و الآثام ، ذلک أنّ الله تعالی أنّما یتقبّل عمل الخیر من المتّقین .
3- عند مغادرة الوطن و تودیع الزوجة و الأولاد و الأهل ، نوصیهم بالتقوی و العمل الصالح ، فإنّ للتذکیر فی لحظات الوداع أثره البالغ.
4- علینا – فی تهیئة بطاقة السفر و واسطة النقل – أن لا نرتکب إیذاءً لأحد و لانسیء التعامل و لانکذب و لانُضیع حقّاً و لانستغلّ أموال الآخرین ، ذلک أنّ ارتکاب کلّ واحدة من هذه الأمور من شأنه أن ینأی بسفر الزیارة المقدس عن قیمته الحقیقیة .
5- لنعلم أننا إذا استصغرنا أحداً قبل ذلک و لم نتقبّله ، فإنّ الإمام (ع) لن يَقبلنا أیضاً .
کان علی بن یقطین فی أیام الإمام الکاظم (ع) وزیراً لهارون الرشید . و فی أحد الأیام أراد إبراهیم الجمّال – و کان جمّالاً من الشیعة – أن یدخل مجلس الوزیر ، فلم یأذن له علی بن یقطین . و حَدَث فی تلک السنة أنّ حَجّ ابنُ یقطین و ذهب الی المدینة فاستأذن لیدخل علی الإمام الکاظم (ع) فحَجَبه و لم یأذن له . فرآه فی الیوم التالی ، فسأله : یا سيّدی ، ماذنبی [ حتّی حجبتَنی عنک ] ؟
فقال له الإمام (ع) : " حَجَبتُک لأنّک حَجَبتَ أخاک إبراهیم الجمّال و قد أبی الله أن يَسكُر سعيَک أو یغفر لک إبراهیمُ الجمّال . "
6- أن نُعین رفقاء سفرنا ما أمکننا ذلک و أن نُحسن الیهم .
یقول مُرازم بن حکیم : زاملتُ [ فی طریق المدینة المنورة ] محمّدبن مصادف ، فلمّا دخلنا المدینة اعتَلَلت [ أی : مَرِضت ] ، فکان یمضی الی المسجد و يَدَعنی وحدی ، فشکوتُ ذلک الی مصادف فأخبر به أبا عبدالله(ع) فأرسَلَ الیه : " قُعودُكَ عنده أفضلُ من صلاتک فی المسجد . "
7- لانستصغر خدمة الناس و لانستهین بها و لنعلم أن إعانة الرفقاء لها ثوابها .
یقول إسماعیل الخثعميّ : إنّا إذا قَدِمنا مكّةَ ذَهَب أصحابُنا یطوفون و یترکونی أحفظ متاعهم ، فقال الإمام (ع) : أنتَ أعظَمُهم أجراً .
8- للتشرّف بالزیارة يَحسُن أن نلبس ثیاباً طاهرة لائقة و أن نتطيّب بالطِّیب ، لئلّا تؤذی الزائرین رائحة عرقنا أو رائحة الجوارب .
9- أن ندخل الحرم علی وضوء ( و علی غُسل إن أمکن ) و أن نخطو بسَكِینة و وقار . و بعد إذن الدخول نتشرّف بمحضر الإمام بخضوع و رجاء و حضور قلب و عین دامعة . ثمّ نقف فی قبالة الضریح الطاهر اذا لم یکن فی ذلک مضایقة للآخرین و إلّا وقفنا علی مسافة من الضریح و نزور الإمام و نقول نخاطبه (ع) :
یا إمامی ! طالما عُرضت علیک أعمالی السيّئة و طالما آذیتُک بأعمالی و أقوالی الذمیمة.. و ها أنَذا جئت أعتذر أمام ألطافک .
یا أمامی ! أنتم أهل بیت رسول الله (ص) موضع هبوط و ملائکه الحقّ و عروجهم و مَعدِن علم الله و رحمته .
یا إمامی ! أنتم حجّة الله و أولیاء نعمتنا و أنتم بیت الإمامة ساسة العباد و ملجأ الخلق . اصطفاکم الله بالعقل الکامل و جعلکم کنز العلم و المعرفة و جعلکم تراجمةً لوحیه و الشهداء علی خلقه ، عصکم الله من الزلل و طهّرکم من الدَّنس و قد بذلتم أنفسکم فی مرضاته و کنتم الدعاة إلیه .
یا إمامی ! أنتم نور فی الظلمات ، إذا ذُکر الحقّ کنتم مُبتدأه و مُنتهاه ، أنتم محور التقوی و الصدق و العزّة و الرحمة . أنتم خلفاء الله فی الرض و حججه علی الخلق و عندکم الغیب و کمال المعرفة و العشق و المودّة الخالصة و العقل الراسخ ، أنتم مقیمو الصلاة و مؤدّو الزکاة و باذلو النفوس فی سبیل الله .
و نُتَمتِم بمثل هذه الکلمات و نروح نُقبّل الأبواب و الأعتاب حبّاً للإمام (ع) و ندعو للصالحین و العلماء الذین عرّفونا علی هذا الطریق و نستمدّ العون من الله الکبیر المتعال لتربیة أبنائنا عارفین بحقّ الأئمّة الطاهرین .
10- بعدها نقرأ بصوتٍ خافت إحدی الزیارات المعتبرة ( مثل زیارة أمین الله و زیارة الجامعة الکبیرة ) بتوجّه الی مفاهیمها ، ثمّ نصلّی رکعتبین بنيّة ( صلاة الزیارة ) و ندعو لأنفسنا و آبائنا و أمّهاتنا أبنائنا و أقربائنا و أصدقائنا و مَن لهم حقّ علینا و من أوصانا بالدعاء ، کما ندعو بالعزّة و الظَّفَر للأمة الاسلامیة و توفیق مسؤولی نظام الجمهوریة الإسلامیة .
11- نشارک فی صلاة الجماعة إذا حان وقتها ، لئلّا نُحرَم فضیلة الصلاة فی أول وقتها .
12- نأخذ توجیهات خدمة الحرم مأخذ الجِدّ و نتجنّب مضایقة الآخرین .
13- عند تشرّفنا بدخول الحرم الطاهر لانُضيّع الوقت بالإغفاء أو بالکلام غیر المُجدی ، أو بالجدال الذی یجرّ الی الخصومة ، بل نستثمر هذه اللحظات النفسیة لقراءة القرآن ، أو لقراءة الزیارة الجامعة و الأدعیة المعتبرة ، أو نصلّی قضاءً عنّا و عن و الدَنیا و صلاةً مستحبّة نهدی ثوابها الی الروح القدسيّة للإمام الرضا (ع) أو الأئمّة المعصومین الآخرین ، أو لوالدَینا و أرحامنا .. لتکون ذخیرةً لنا و زاداً فی الآخرة .
14- لانفغل عن الدعاء لَفرَج الإمام صاحب الزمان عجّل الله فرجَه الشریف و التعجیل فی ظهور منقذ البشريّة و مصلح شؤون العالَم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page