أتينا باب أبي عبدالله (ع) ونحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثم بكا فبكينا لبكائه ، ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه ، فقلت :
أصلحك الله !.. أتيناك نريد الإذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثم بكيت فبكينا لبكائك ، فقال : نعم ، ذكرت إلياس النبي (ع) ، وكان من عبّاد أنبياء بني إسرائيل ، فقلت كما كان يقول في سجوده ، ثم اندفع فيه بالسريانية فما رأينا والله قسّا ولا جاثليقا أفصح لهجة منه به ، ثم فسره لنا بالعربية فقال : كان يقول في سجوده :
" أتراك معذبي وقد أظمأت لك هواجري ؟.. أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي ؟.. أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي ؟.. أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي ؟ .."
قال : فأوحى الله إليه : أن ارفع رأسك فإني غير معذبك ، فقال : إن قلت : لا أعذبك ثم عذبتني ماذا ؟.. ألست عبدُك وأنت ربي ؟.. فأوحى الله إليه : أن ارفع رأسك فإني غير معذبك ، فإني إذا وعدت وعدا وفيت به.
المصدر: أصول الكافي 1/227
المرسل: عادل الشمالي