• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإمام الرضا (عليه السلام) ظلال وألوان

 الإمام الرضا (عليه السلام) ظلال وألوان

ما معنى أن نكتب عن الماضي ؟ ولم نستدعي التراث ،وننتقل اليه ؟ ونستدعي رجاله ،ورموزه ،في كل فرصة ،ومناسبة ،وكأننا بنا مس منهم ،أهو طلب الأنس منهم ،لأن الإستحاش قد خيم علينا ،في زمننا المعاصر ،أم طلب العزاء ،لأن حضنا العاثر ،قد أبطل مبادراتنا ،وسعينا للتشكل كأمة ،لها منعة وقوة ،وهيبة وحرمة ، تدفع الإعتداء وهو في طي الإحتمال والتوقع ، وتدفع التحامل ، والتشكيك ، والهمز واللمز ، وهو وساوس في النفس ،وخواطر في الفكر ، و خلجات في القلب ،أم هو استقواء شوفوني ،بعظمة الماضي ، و عملقة مكاسبه ومنجزاته ، وقد أدبرت ،لأن الفراغ قد ابتلعنا ،والتعيير قد أنهك نفوسنا ،وحطنا حتى في أعيننا ،فضلاً عن أعين غيرنا ،وما كان عامل قوتنا ،ومحل فخرنا ، أصبح عامل تفرقنا ،وتشرذمنا ،ومحل ذلنا ،وصغارنا ،التعددية الفكرية ، والثقافية ، والمذهبية ،والدينية ،وحتى العرقية ،أهي الحاجة وقد ألحت ، للتعوض النفسي ، وقد انعدمت الحيلة ، في التفكير الجدي ، والنشاط الهادف ،لأن التحدي سقط ، والرهان بطل ،أو التقمته رواسب ،الإنحطاط وتقاليده ،وأتى الإستعمار على بقيته ،وثمالته .

إن أوضاعنا المتردية ،وأحوالنا المتفجرة ،وأجواؤنا الخانقة ،وأرضيتنا المتحركة ،المتخلخلة ،أو المتزلزلة ،والتي لا تكاد تثبت لحظة ،فتدعنا نصحو من ذهولنا ، ونفيق من اغمائنا ،أو اطباقنا ،ترغمنا أو تضطرنا بل تخلق فينا رغبة جارفة ،وشعورٌ فياض ،لا يقاوم ،على تجديد الإتصال وتكثيف الزيارة ،لرموزنا الأفاضل ،ومعودة قراءتهم ،بشكل معاصر لنا حسب همومنا ، ومشاكلنا ، وحاجاتنا ، وتساؤلاتنا ، واستفهاماتنا ،وما لم نتبينه ،أو يتوضح ويتبلور ،من تفصيلات ،ودقائق ، ديننا الحنيف ، تكون حاجتنا اليها أشد في محنتنا ،ونحن لها أحوج في جميع الأحوال ، إن نسياناً ،أو سهواً ،أو غموضاً ،أو التباساً ،أو اشتباهاً ،قد يحرمنا أو يصدنا ، عن فهم ، وتعقل ، وحكمة ، وطاعة ، قلبية ،وجوارحية ،فيها أو فيهم ،نجاتنا وفلاحنا ،وفي الآخرة ،فضلاً عن الدنيا ،التي ستكون لنا فيها حتماً الشهادة والإستخلاف والعلو ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا.....)) 1

((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) 2

(( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًاوَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) 3

(( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) 4

فإستقر رأينا ، وطلب عقلنا ، وتاق قلبنا ، وانعقد العزم في جوانحنا ، على أن لانفوت هذه السانحة ، أو الفرصة ، وأن ننطق المناسبة ،أو بالأحرى ،تنطقنا هي ،أو توحي لنا ،وتلهمنا ،بما نتكلم ،وبما نتحدث ، وقد حلت ، وأهلت ،وأشرفت ،وأشرقت بأنوارها ،نحن الآن في موكب الإمام الرضا (عليه السلام) وفي حما عرشه ،وفي غمار أتباعه ، ومريديه ،ومحبيه ،وعاشقيه ،في المدينة حيث انعقدت له الطاعة وأحاطت به حشود المتيمين ، و ازدحمت على بابه ، صفوف المريدين المتعلمين ، ومعه في سفره الى طوس مع أهوال السفر ومشاقه ،ومع مزاج الحاكم وتقلبه ،ومع فكر الإمام ومده وجزره ،وتصاعد أمواجه وتلاطمها ،واصطكاكها ،وهديرها ،ودويها ،وقد توقع ،وقدر ،المكر ، والختل ،والتبييت بليل ،أو في ظلمة الدسائس ،والمآمرات ،ومعه أي فكره في هدوئه ،وصمته ،وسمته ،وهو يتقلد مهمة الرسالة والدعوة والتبليغ وهو يعلم تكويناً وعصمة ، علماً وخبرةً ،أن الإمكان موجودٌ وقائم ،بل معطى مسبقاً ،وقابلاً فطرة ،في أضيق الأوقات ،وأحلك الظروف ،بل في قلب الإعصار ،فليغتنمه ويستثمره ،ويمكن لدعوته في أرض بكر ،وعند أقوام آخرين ،لأن خصومه في عمى ((  وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ )) 5

فكان له ما فكر وقدر وطوى عليه العزم والتصميم ،وأخيراً ،استشهد مرتاحاً ،مغتبطاً بلقاء ربه ،ولقاء الأقارب ،والأحباب ،نفعنا الله بهذه الكلمات ،ونفع جميع المسلمين ،والمؤمنين .

-----------------------------------------------
ملاحظة : استغنينا عن كثير من التفاصيل لأننا ذكرناها في مقالات سابقة

______________________________
1 _ الآية 143 من سورة البقرة

2 _ الآية 47 من سورة الروم

3 _ الآية 40 من سورة الحج

4 _ الآية 139 من سورة آل عمران

5 _ الآية 9 من سورة يس
______________________________
بقلم : السيد محمد الفاضل حمادوش
______________________________
 http://manteq-al-maana.blogspot.com/2014/09/blog-post_7.html?m=1


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page