ذكر ابن سعد في طبقاته (ج 2 / ص 10) روى بسنده عن ابن شهاب قال: قالت عائشة بدأ رسول الله صلى الله عليه وآله شكواه الذي توفي فيه وهو في بيت ميمونة فخرج في يومه ذلك حتى دخل علي، قالت: فقلت ورأساه، فقال صلى الله عليه وآله وددت أن ذلك يكون وأنا حي فأصلي عليك وأدفنك.
ورواه أحمد بن حنبل أيضا في مسنده (ج 6 / ص 144) وقال فيه: وددت أن ذلك كان وأنا حي فهيأتك ودفنتك.
أقول ولعل السر في أن النبي صلى الله عليه وآله ود أن تموت عائشة في حياته فيهيأها ويدفنها أنه صلى الله عليه وآله كان يعلم أن عاقبة أمر عائشة أنها تخرج عن طاعة الله ورسوله وتخالف قول الله تعالى: (وقرن في بيوتكن) وقول رسول الله صلى الله عليه وآله لنسائه في حجة الوداع: (هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت)، كما - عرف ذلك في باب مستقل من هذا الكتاب - وتعصي النبي صلى الله عليه وآله في قتال علي عليه السلام ويقتل حولها خلق كثير فتكون هي السبب في قتلهم بل هي السبب لفتح باب الفتنة على المسلمين بل باب الكفر - كما سمعت ذلك في باب مستقل أيضا - فأحب صلى الله عليه وآله أن تموت عائشة في حال حياته لتسلم من هذه الجريمة العظمى، وهي الخروج على إمام زمانها والتسبب بقتل خلق كثير من المسلمين وفتح باب الفتنة والكفر عليهم، كي لا تدخل النار وتستحق العذاب الأليم، ولكنه صدق الله تبارك وتعالى حيث خاطب نبيه صلى الله عليه وآله في كتابه المجيد قال: (أأنت تنقذ من في النار) فراجع سورة الزمر.
ودّ النبي صلى الله عليه وآله أن تموت عائشة في حياته فيهيأها ويدفنها
- الزيارات: 431