• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حوار مـع شيخ الـوهابيـة

وبعد تلك الأحداث مباشرةً، سافرت إلى شمال السودان مدينة (مروي)، وأول ما لاحظته في تلك المنطقة النشاط الوهابي المتزايد، وبعد ما استطلعت الأمر وجدت إن المؤثر الأول في ذلك النشاط هو شيخ يسمى (مصطفى دنقلا)، وهو يسكن في منطقة بالقرب من مروي، تسمى (الدبيبة) فسعيت للوصول إليه، وذات مرة ذهبت إلى سوق شعبي في منطقة تسمى (تنقاسي) فأشار لي أحد الأخوان وكان مرافقاً لي، أن ذلك الرجل هو (مصطفى دنقلا) الذي تسأل عنه، فأسرعت إليه، وبعد السلام قلت له: أنا شخص غريب عن هذه المنطقة، وهدفي الوحيد في هذه الحياة هو البحث عن الحقيقة، وسمعت أنك من أكبر المشايخ في المنطقة، فأحببت أن استفيد من علمك، فاستبشر بذلك وأمسك يدي وقال: تعال ولا داعي للمواعيد، وجلسنا في منطقة هادئة من السوق.
فقلت له قبل الدخول في البحث في أي موضوع، يجب أن نتفق على أساليب الحوار، والأخذ والعطاء، فإن أسلوب التلقين ليس مجدياً في حقي، فإن العقيدة التي تقوم على الحوار، والنقاش والدليل، والبرهان، عقيدة صلبة، لا تزلزلها العواصف.
قاطعني قائلاً: وهذا ما ندعو إليه.
فقلت: إذاً ما هي نظرة الإنسان الباحث للإسلام؟.
هل يعتبر أن الإسلام هو ذلك الذي يكون في بيئته ومجتمعه؟.
أم أنه أوسع من ذلك فيشمل الإسلام بشتى مدارسه ومذاهبه الحاضرة أو التي كانت في التاريخ؟.
وهذه النظرة الشاملة، هي التي تكسب الإنسان نوعاً من الحرية، تمكنه من معرفة الطائفة المحقة، لأنها المقدمة للتحرر من كل قيود البيئة والمجتمع، كما أن هذه النظرة تكسب الإنسان نوعاً من الأنصاف، في التعاطي مع الأطراف المتعددة، ومن هنا أطلب منك أن لا تحاكمني بمسلماتك باعتبار أنها حقيقة، لأنها لابد أن تثبت بالدليل أولاً، ثم تكون صالحة للمحاكمة، كما يقولون (ثبت العرش، ثم أنقش عليه) كما إنني لا أقبل منك أن تجعل الموروث الديني والحالة الدينية في المجتمع هي الحاكم بيننا، لأن المجتمع السوداني وإن كان مجتمعاً متديناً، إلا أنه لا يكون ممثلاً لكل المذاهب الإسلامية، فما هو إلا حالة واحدة من تلك الحالات المتعددة، وهي نفسها لا ندّعي إن مجتمعنا قد استوعبها بشكلٍ كامل.
إذاً لابد أن نحدد مقاييس ثابتة تكون هي مدار حجتنا وملزمة للطرفين، وعلى ما يبدو أننا يمكن أن نتفق على القرآن والسنة والعقل، رغم أن السُنة حجيتها ليست مكتملة، لأننا سوف نعتمد على مرويات مدرسة واحدة، وهم أهل السنة مع العلم، أن هناك مدارس أخرى لها مروياتها الخاصة، ولكن من أجل الوصول إلى الفائدة، يمكن أن نعتمد على مصادرهم.
استغرب الوهابي كثيراً من هذا الكلام، وهو لا يدري إلى أي طريق أسلك به، ولكنه وافق على ما قلت مع علمي الكامل أنه لا يلتزم به.
فقلت له: إذاً نبدأ البحث، وسوف ينحصر في التوحيد وصفات الله، ثم في الطريق الذي يجب أن تسلكه الأمة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإذا تكرمت شيخنا وبدأت بالكلام.
فأبتدأ الشيخ قائلاً: إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد، وعلى أهله، واصحابه أجمعين، وبعد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (افترقت اليهود، إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، فقيل ما هي يا رسول الله، قال ما كنت عليها أنا وأصحابي).
وقد بين الرسول (صلى الله عليه وسلم) بهذا الحديث إن الفرقة الناجية هي واحدة، وباقي الفرق كلها في ضلال، وإلى النار، وكما بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن الفرقة الناجية، هي ما كان عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واصحابه، وهذا بيان صريح من الرسول على أن الفرقة الناجية هم السلف الصالح، ومن تبع نهجهم، وهذا كافي لنا كمكلفين أن نتبع منهج السلف، ولا نهتم بمذاهب الضلال، فالطائفة المحقة هم أهل السنة والجماعة، وهم أكثر الطوائف إعتدالاً، لأنها سلمت بما جاء به الرسل وصحابته الكرام، ولا نريد أن نخوض في الطوائف الأخرى، ونوضح مدى ضلالها فمجرد معرفة الطائفة المحقة، كافٍ للحكم على البقية بالضلالة.
أما صفات الله سبحانه وتعالى، فعلى حسب قول الطائفة المحقة، إن هذه الصفات التي أخبر بها القرآن، نجريها كما جاءت من غير تأويل، فمثلاً قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) فلا يمكن أن تؤول معنى اليد، وفي الوقت نفسه لا نثبت لها معنى خاص، فلا تقول إن يد الله تعني قدرته، لأنه لا دليل على ذلك، وإنما نثبت لله يداً من غير كيف، وهذا ما قال به السلف الصالح، فلم يُروى منهم على الإطلاق، رأي مخالف لما قلناه، وهذا دليل على صواب هذا الرأي، لأن السلف أقرب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأعلم الناس بالقرآن، وعدم اختلافهم دليل على صدق قولهم، أما الطوائف الأخرى فقد ذهبت بعيداً في آيات الصفات، فكل طائفة تؤولها على حسب هواها، فالقائلين بالتأويل لم يتفقوا على معنى معين، وهذا وحده دليل على البطلان، فيتحتم أن يكون الطريق أمامنا هو إجراء هذه الصفات، كما جاءت من غير تأويل، وكما قال السلف: في مثل هذا المقام، (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة) ولا أعتقد أن إنساناً يخاف الله ويطلب الحق، يجادل في هذه المسألة.
استفزتني هذه الكلمة، فقاطعته قائلاً:
ــ أولاً: إن الطائفة المحقة هم أهل السنة، لأنهم ساروا على منهج السلف، وذلك لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الفرقة الناجية (ما كنت عليه أنا وأصحابي)، فإن الموضوع أوسع من المدعي، وبصورة أخرى إن الصغرى غير تامة، فمن الذي يقول إن الذي عليه أنتم هو نفس ما كان عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه؟!!.
وكون أهل السنة هم الطائفة الوحيدة، التي جسدت ما كان عليه رسول الله وأصحابه، هذه مصادره من غير دليل. لأن كل الطوائف تدعي وصلاً بليلى.
وثانياً: الإختلافات الكبيرة جداً بين أهل السنة هي دليل على بطلان ما تدّعي، فليس هناك في الواقع مذهب واحد متكامل يسمى أهل السنة، وكل ما هنالك عنوان يسمى أهل السنة، تنطوي تحته مجموعة من المدارس، التي تختلف في أبسط المسائل الفقهية، بل حتى في طريقة التعامل مع السلف، فأي أهل السنة والجماعة تقصد؟! هل هم الوهابية؟ ويوجد هنالك من يدعون أنهم أهل السنة، ويكفرون الوهابية، فلا تعمم الكلام ولا تحاول أن تلزمني بالعنواين الفضفاضة.
أما كلامك في الصفات الإلهية، فيكتنفه نوع من الغموض، فما معنى أن نثبت لله ما أثبته لنفسه من غير كيف؟! فهذا التبرير لا يقبله صاحب عقل سليم، لأن الجهل بالكيفية، لا يغير عنوان القضية، وهو لا يتعدى أن يكون إبهامٌ وألغاز، لأن إثبات هذه الألفاظ، هو عين إثبات معانيها الحقيقية، وصرفها عن معناها الحقيقي هو عين التأويل الذي أنكرته، وإثبات المعنى الحقيقي لها لا ينسجم مع عدم الكيفية، لأن الألفاظ قائمة بمعانيها، والمعاني قائمة بالكيفية، وإجراء هذه الصفات بمعانيها المتعارفة هو عين التجسيم، والتشبيه، والاعتذار بقولك (بلا كيف)، لا يتعدى أن يكون لقلقة لسان، وإذا كانت هذه الألفاظ الجوفاء تكفي لإثبات التنزيه لله عز وجل فلا إشكال على من يقول إن لله جسم، بلا كيف، ولا كالأجسام، وله دم بلا كيف، ولحم، وشعر، و… بلا كيف، كما قال أحد الحشوية (إنما استحيت عن إثبات الفرج واللحية وأعفوني عنهما واسأل عن ما وراء ذلك) كما ذكرها الشهرستاني في الملل والنحل.
وإنما مشكلتكم هي التقليد في العقائد من غير تفكير، مع أن التقليد في باب العقائد لا يجوز، فإذا فكرت جيداً في ما نسبته للسلف، من قولهم (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعه) تجد أن هذا الكلام متهافت لأبعد الحدود، لأن الاستواء إذا كان معلوماً، فالكيف بالتالي يكون معلوماً، وإذا كان الكيف مجهولاً، فكذلك الاستواء يكون مجهولاً، ولا ينفصل عنه فالعلم بالاستواء، هو عين العلم بالكيفية، والعقل لا يفرق بين وصف الشيء، وبين كيفيته، لأنهما شيء واحد، فإذا قلت فلان جالس فعلمك بجلوسه، هو علمك بكيفيته، فعندما تقول الاستواء معلوم فنفس العلم بالاستواء، هو العلم بالكيفية، وإلا فيكون في كلامك تناقض، بل هو التناقض بعينه، فكل تبرير بعدم الكيف مع إجراء المعاني الحقيقية للألفاظ، هو تناقض وتهافت، فقولك إن لله يداً بلا كيف، كلام ينقض آخره أوله، والعكس، لأن اليد بالمعنى الحقيقي لها تلك الكيفية المعلومة، ونفي الكيفية منها هو نفي لحقيقتها.
قاطعني قائلاً: ماذا نفهم من هذا الكلام، هل تخالف السلف الصالح (رضوان الله عليهم)، وتؤول هذه الآيات.
قلت: أولاً إن مجرد نسبة هذه الأفكار إلى السلف، لا يكسبها قدسية يمنعها من النقاش.
ثانياً: إن السلف الذين تدعي إتباعهم، لم يقولوا ما قلت، بل كانوا يوجهون تلك الآيات القرآنية، التي جاءت في باب الصفات غير توجيهكم، وفي الواقع أن نسبة هذه الأفكار إلى ابن تيميه وابن عبد الوهاب أقرب وأصدق من نسبتها إلى السلف، وحتى تتأكد من ذلك، إرجع إلى أي تفسير من التفاسير المأثورة في باب الصفات، لتجد تأويلات السلف واضحة لهذه الآيات.
جاء في تفسير الطبري، في تفسير قوله تعالى {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (سورة البقرة: آية /255)، التي إعتبرها ابن تيميه من أعظم آيات الصفات، نجد أن الطبري يروي حديثين بإسناد إلى ابن عباس قال: أختلف أهل التأويل في معنى الكرسي، فقال بعضهم هو علم الله تعالى ذكره، وذكر من قال ذلك بإسناده، إن ابن عباس قال كرسيه علمه ـ ورواية أخرى بإسناده عن أبن عباس قال كرسيه علمه ألا ترى (ولا يؤده حفظهما)(1).
وفي تفسير الطبري نفسه، ينقل في تفسير قوله تعالى {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} يقول (اختلف أهل البحث في معنى قوله) وهو العلي العظيم، فقال بعضهم يعني بتلك هو عليٌّ عن النظير والأشباه، وأنكروا أن يكون معنى ذلك هو العلي: المكان: وقالوا غير جائز أن يخلو منه مكان، ولا يعني بوصفه بعلو المكان لأن ذلك وصف بأنه في مكان دون مكان.
وإليك شاهد أخر في تفسير قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} (سورة القصص: آية/ 88)، وقوله {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} (سورة الرحمن: آية/27)، قال الطبري (وأختلف في معنى قوله إلا وجهه، فقال بعضهم كل شيء هالك إلا هو، وقال آخرون معنى ذلك إلا ما أريد به وجهه، واستشهدوا بقول الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لست محصيه    رب العباد إليه الوجه والعمل
وقال البغوي: إلا وجهه أي إلا هو، وقيل إلا ملكه.
قال أبو العالية: إلا ما أريد به وجهه(2).
وفي الدر المنثور للسيوطي عن أبن عباس قال: المعنى إلا ما يريد به وجهه.
وعن مجاهد: إلا ما أريد به وجهه.
وعن سفيان: إلا ما أريد به وجهه من الأعمال الصالحة.
هذا قول السلف، وأنا لم أخالف قولهم بل أنتم الذين تخالفونهم وتنسبون لهم ما ليس فيهم.
ثالثاً: نحن لا ندعو إلى التأويل في مثل هذه الآيات، فلا يجوز صرف ظاهر الكتاب والسنة بحجة أنها تخالف العقل فلا يوجد في القرآن والسنة ما يخالف العقل، وما يتبادر من الظاهر أنه مخالف ليس بظاهر، وإنما يتخيلونه ظاهر.
ولتوضيح ذلك لابد أن تفهم أن اللغة في مدلولها تنقسم إلى قسمين:
1 ـ دلالة إفرادية.
2 ـ دلالة تركيبية أو كما يسميها علماء المنطق والأصول دلاله تصويرية ودلالة تصديقية.
فقد يختلف المعنى الإفرادي، عن المعنى التركيبي، في الكلمة الواحدة إذا وجدت قرائن في الجملة تصرفها عن معناها الإ فرادي، فمثلاً عندما أقول (أسد) ينصرف الذهن إلى الحيوان ولكن عندما أقول (أسد يقود سيارة) فإن الذهن سينصرف إلى الرجل الشجاع، فمعنى أي كلمة لابد أن يلاحظ فيه السياق والقرائن المتصلة والمنفصلة، وهذا هو ديدن العرب في فهم الكلام، ولذلك الذي يفهم بهذه الطريقة لا يسمى مؤولاً للنص خارجاً عن الظاهر، وهكذا الحال في مثل هذه الآيات، ففي قوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) فيكون المعنى الظاهر من اليد هي القدرة والتأييد الإلهي من غير تأويل، كالذي يقول: البلد في يد السلطان، أي تحت تصرفه وإدارته، ويصح هذا القول وإن كان السلطان مقطوع اليد، وكذلك في بقيه الآيات فلا يمكن أن تثبت معنى الكلمة من غير ملاحظة السياق وهذا هو الأخذ بالظاهر بعينه.
بدأت الحيرة على وجه الوهابي وهو لا يدري ماذا يقول إلا أنه قاطعني قائلاً: هذا الكلام فيه تكلف ومراوغة فالإسلام دين يسر، ولا يحتمل هذه السفسطة، فقد خاطب علماؤنا المسلمين بأبسط الكلمات من غير تعقيد وتكلف، وقد أجمع المسلمون على فضلهم وأعلميتهم، مثل الإمام أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيميه، فإنهم بتوفيق الله ردوا على أصحاب المذاهب الباطلة، بأوضح البراهين، ولم يقولوا كلمة واحدة مما قلت مع إنهم لا يجرؤ على مخالفتهم أحد.
فمن أنت وما هو مذهبك، فإني لا أراك إلا من المعتزلة الذين يتمنطقون بالكلام.
يا شيخنا ألم أقل لك إنك تجتر ما قاله ابن تيميه، وابن عبد الوهاب، من غير تدبر، فإن هؤلاء كلامهم لا يتجاوزهم، وهو حجة عليهم لا علينا، وخص الله سبحانه كل إنسان بعقل، ولا يحاكمنا بعقولهم، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء لم يكونوا موضع إجماع الأمة، فقد خالفهم جل علماء المسلمين، وكان أكثر مخالفيهم من علماء أهل السنة والجماعة.
قال الذهبي في رسالته لابن تيميه: (يا خيبة من أتبعك، فإنه معرضٌ للزندقة، والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطنياً شهوانياً، فهل أتباعك إلا قعيد، مربوط، خفيف العقل؟.
أو عامي كذاب بليد الذهن؟.
أو غريب واجم قوي المكر؟.
أو ناشف طالح عديم الفهم؟!.
فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعقل)(3).
وجاء في الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني ج1 ص141.
(فمن هنا وهناك ردوا عليه، ما ابتدعته يده الأثيمة من المخاريق التافهة، والآراء المحدثة، الشاذة، عن الكتاب والسنة والإجماع والقياس، ونودي عليه بدمشق: من اعتقد عقيدة ابن تيميه، حلَّ دمه وماله).
هذا، غير عشرات الكتب التي ردت على ابن تيميه وكشفت عقائده الباطلة مثل كتاب (الدرر المضيه في الرد على ابن تيميه) للحافظ عبد الكافي السكي ويكفيك في هذا المقام ما قاله الحافظ شهاب الدين بن حجر الهيثمي في ترجمته لابن تيميه.
(ابن تيميه عبدٌ خذله الله، وأضله، وأعماه، وأصمه، وأذله، بذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذبوا أقواله).
هذا غيضٌ من فيض من علماء أهل السنة في ابن تيميه، أما الطوائف الأخرى فمجمعين على ضلاله وسخافة رأيه.
أما ابن عبد الوهاب فإنه لا يمثل شيئاً حتى يخص بالكلام.
وهنا رفع صوته صارخاً من أين تأتي بهذا الكلام؟!.
وأنا لا أسمح لك أبداً أن تتحدث بهذه الطريقة عن علمائنا العظام، وما أنت إلا رجل مجادل تماري العلماء، فمن تكون أنت مقابل شيخ الإسلام ابن تيميه فاسمع: إذا كنت صادقاً فيما تقول تعال لنتباهل، وانتصب واقفاً وقال قم أيها المفتري، قم حتى تباهلني والله إني أراك وقد خسف الله بك الأرض.
وهو على هذا الصراخ حتى اجتمع الناس حولنا وهو يقول إنه رافضي إنه شيعي وقد خدعني بعد ما ظننت فيه الخير.
قلت: إهدأ أيها الشيخ والله إني لا أراك إلا هارباً من الحوار، فلم نتحدث بعد عن عدالة الصحابة.
قال: اسكت أن الصحابة عدالتهم أوضح وأكبر من أن نختلف فيها، وإن كنت تؤمن بما تقول قم وباهلني.
قلت: أنا موافق على المباهلة، ولكن قبلها أريد أن أطلب منك طلباً أمام كل الحضور، وهو أن تقيم معي مناظرة علنية أمام جميع أهل هذه البلد، حتى لا يبقى لوجودك ولا لوجود أمثالك أثر.
أما المباهلة، أتهددني أنت بالمباهلة، وقد باهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأئمتي نصارى نجران، والله لو أقسمت على الله بحقهم لمسخت قرداً يلعب بك الصبيان، ولكن نحن لا نختبر ربنا إنما الله هو الذي يختبرنا.
ووقفت قائماً وقلت: هيا إبدأ بالمباهلة، فبدأ الخوف على وجهه.
ــ ابدأ لماذا سكت؟
قال: أباهلك على البخاري ومسلم، فضحكت، وانتهرته.. يا أحمق، مالبخاري ومسلم، حتى نتباهل حولهم، وإنما أباهلك بأن مذهب التشيع مذهب أهل البيت، الأئمة الأثني عشر هو الحق وما غيره باطل.
فسكت ثم قال: أنا لا اباهلك في أهل البيت.
ــ وعلى أي شيء نتحدث، أعلى غير إمامة أهل البيت.
قال: أنا لا أبا هلك رحمةً بك، وانصرف.
قلت: سبحان الله، فإن الراحم هو الله، كيف ترحمني وعندكم هذا من مصاد يق الشرك

____________
1- الحقيقة الضائعة ص282 نقلاً من تفسير الطبري ج3 ص927.
2- الحقيقة الضائعة ص383.

3- الغدير الجزء السابع ص528.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page